إعدام 21 عراقيا بينهم امرأة دينوا بجرائم بينها الإرهاب
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
سرايا - نفذت السلطات العراقية حكم الإعدام بحق 21 شخصا بينهم امرأة مدانين بجرائم بينها "الإرهاب"، وفق ما أفادت ثلاثة مصادر أمنية ومصدر طبي وكالة فرانس برس الأربعاء، في أعلى حصيلة إعدامات في البلد في الأشهر الأخيرة.
وفي الأعوام الأخيرة، أصدرت المحاكم العراقية مئات أحكام الإعدام والسجن المؤبد بحق مدانين بالانتماء إلى "جماعة إرهابية"، إثر محاكمات نددت بها جماعات حقوق الإنسان واعتبرت أن الأحكام فيها صدرت على عجل.
وبموجب القانون العراقي، تصل عقوبة جرائم الإرهاب والقتل إلى الإعدام. ويتعيّن على رئيس الجمهورية المصادقة على هذه الأحكام قبل تنفيذها.
وقال مصدر أمني في بغداد إنه تمّ تنفيذ حكم الإعدام "بـ21 مدانا بينهم بقضايا إرهاب".
ومن محافظة ذي قار في جنوب العراق، أكّد مصدر في سجن الناصرية المعروف باسم "سجن الحوت" أن من بين هؤلاء امرأة وقد أُعدموا "وفق المادة 4 إرهاب (...) كذلك بتهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي".
وأكّد أن الحكم نُفذ "بإشراف فريق عمل من وزارة العدل".
وأشار كذلك إلى أن "المرأة كانت واحدة من بين أشخاص (أُعدموا) قتلوا شخصا" في العام 2019 تزامنا مع تظاهرات مناهضة للحكومة في ساحة الوثبة في العاصمة العراقية.
وقتل متظاهرون حينها شابّا اتهموه بإطلاق النار قبل أن يعلّقوه على عمود في الشارع.
من جهته، أشار مصدر طبي في محافظة ذي قار الجنوبية إلى أن قسم الطب العدلي تسلم الأربعاء جثث مَن تم إعدامهم من إدارة السجن.
وأكّد مصدران أمنيان آخران أنهم جميعا عراقيون.
ولم يكن ممكنا على الفور التأكد من تاريخ تنفيذ عمليات الإعدام، إذ قدّرت بعض المصادر حدوثها الثلاثاء في حين قالت أخرى إنها جرت الأربعاء.
ونددت محامية دفاع فرنسية عن اثنين ممّن أُعدموا بـ"سلسلة جديدة من الإعدامات" نُفذت "بأكبر قدر من السرية".
وفي تموز/يوليو، نُفذ حكم الإعدام بحق عشرة أشخاص مدانين بـ"جرائم إرهابية. وفي أيار/مايو، أُعدم 19 شخصا بإدانات مشابهة. وقبل شهر من ذلك، أُعدم 11 شخصا.
"جريمة ضد الإنسانية"
سبق أن انتقدت منظمات حقوقية عدة سوء الظروف الإنسانية في سجن الحوت حيث يسود اعتقاد في أوساط كثير من العراقيين، أن من يدخله لن يتمكن من مغادرته على قيد الحياة.
وواجه العراق انتقادات مجموعات حقوقية اعتبرت أن المحاكمات جرت على عجل أو شملت انتزاع اعترافات من المتهمين تحت التعذيب.
وفي نهاية حزيران/يونيو، اعتبر خبراء مستقلون يعيّنهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وإن كانوا لا يتحدثون باسمه، أن "عمليات الإعدام المنهجية التي تنفذها الحكومة العراقية ضد السجناء المحكوم عليهم بالإعدام بناء على اعترافات مشوبة بالتعذيب وبموجب قانون غامض لمكافحة الإرهاب (...) قد ترقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية".
وأعربوا يومها عن "قلقهم إزاء العدد الكبير من عمليات الإعدام التي تم الإبلاغ عنها علنا منذ عام 2016 والتي بلغ مجموعها ما يقرب من 400".
وردا على تقريرهم، قال وزير العدل العراقي خالد شواني في مؤتمر صحافي في نهاية تموز/يوليو إن المعلومات التي اعتمد عليها هؤلاء الخبراء "لم تكن مستندة إلى أدلة موثقة".
وأضاف "كذلك، لم تراع الحالة في العراق بأنه دولة ديموقراطية تحترم حقوق الإنسان سواء على صعيد النصوص أو التطبيق العملي، ومنها الدستور العراقي الذي تضمن بابا للحقوق والحريات مؤطرا لالتزام العراق بمعايير حقوق الإنسان".
وأواخر كانون الثاني/يناير، قال الخبراء الأمميون إنه "تم إعدام يوم 25 كانون الأول/ديسمبر 13 سجينا عراقيا" وهو "أكبر عدد من السجناء المدانين الذين تفيد تقارير عن إعدامهم من قبل السلطات العراقية في يوم واحد" منذ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما أُعدم 20 شخصا.
وفي 2014، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في العراق وسوريا، وأعلن قيام "الخلافة" وأثار الرعب في المنطقة والعالم.
وبمؤازرة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكّنت القوات العراقية في 2017 من دحر التنظيم، الذي ما لبث في 2019 أن خسر أيضا كامل الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا المجاورة أمام المقاتلين الأكراد المدعومين أميركيا.
ولا يزال عناصر متوارون من التنظيم قادرين على شنّ هجمات ونصب مكامن انطلاقا من مناطق نائية في البلدين.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
الشرع يلتقي وفدا من مفوضية حقوق الإنسان
التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع اليوم الأربعاء وفدا من مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة برئاسة فولكر تورك.
وقال تورك إن "الشرع أكد خلال لقائه معي أهمية احترام حقوق الإنسان لكل السوريين"، مضيفا أن السوريين يحتاجون لكل مساعدة ممكنة في ظل ما يحيط بسوريا من تحديات ومخاطر.
وأعرب المفوض الأممي لحقوق الإنسان عن أمله لكل السوريين بالازدهار، وشدد على أهمية العدالة الانتقالية، وضرورة رفع العقوبات عن سوريا.
وتأتي الزيارة في إطار تواصل المنظمات الأممية مع الإدارة السورية الجديدة بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع يلتقي وفد المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان برئاسة فولكر تورك.#سانا pic.twitter.com/rqGSAN7lQZ
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) January 15, 2025
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أنها عقدت اجتماعا مع الوفد الأممي ذاته.
وفي منشور على حسابها بمنصة إكس قالت المنظمة إنه "جرت خلال الاجتماع مناقشة سبل تحقيق العدالة للسوريين ومحاسبة من ارتكب الفظائع بحقهم".
وأوضحت أنه تمت "مناقشة أهمية الحفاظ على مسارح الجرائم التي ارتكبت فيها الفظائع -خاصة السجون والأفرع الأمنية- من العبث أو التحوير، وضرورة حماية المقابر الجماعية، وإيجاد آليات مشتركة للعمل بين المفوضية ومنظمات المجتمع المدني".
إعلانوكان مقررون أمميون دعوا -أواخر الشهر الماضي- إلى الحفاظ على الأدلة المتعلقة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبت في عهد الأسد.
كما دعا رئيس الآلية الدولية للتحقيق في الجرائم المرتكبة بسوريا روبرت بيتي إلى التعاون والتنسيق لضمان ذلك خلال زيارة لدمشق وصفتها الأمم المتحدة بالتاريخية.