أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصعيد جديد للتوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان، أن المفاوضات مع حزب الله لن تتم إلا في ظل "النيران المستعرة".

تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط موجة عنف واسعة، لا سيما في قطاع غزة ولبنان، حيث تلعب القوى الدولية دورًا متزايدًا في محاولة تهدئة الأوضاع.

تصريحات نتنياهو: لا تهدئة إلا بالقوة

في مشاورات أمنية مع أعضاء حكومته، أشار نتنياهو إلى أن إسرائيل "تواصل ضرب حزب الله بكل قوتها". 

وقد نُقلت هذه التصريحات عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، حيث أوضح نتنياهو أن حكومته لا ترى أي جدوى من التفاوض في الوقت الحالي ما لم يكن حزب الله تحت الضغط العسكري المباشر.

يأتي هذا الموقف الإسرائيلي في ظل زيادة وتيرة الهجمات المتبادلة بين الجانبين على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مما يرفع من احتمالية حدوث تصعيد إقليمي أوسع إذا لم يتم التوصل إلى تهدئة.

بيان دولي مشترك لوقف إطلاق النار

وفي خطوة موازية لمحاولات التصعيد الإسرائيلي، صدر بيان مشترك من البيت الأبيض يؤيده عدد من الدول الأوروبية والعربية، أبرزها فرنسا، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يومًا على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان. 

وقد عبر البيان عن قلقه من التصعيد العسكري المستمر منذ الثامن من أكتوبر 2023، ووصف الوضع بأنه "غير محتمل ويشكل خطرًا على استقرار المنطقة".

البيان، الذي حظي بدعم قوى دولية متعددة، أشار إلى ضرورة منح فرصة للدبلوماسية والعمل على إيجاد حل سياسي يضع حدًا للتوترات. كما عبر عن دعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو محور آخر للتصعيد الإسرائيلي المتزامن مع جبهة لبنان.

مأساة لبنان والتدخل الدولي

الوضع الحالي في لبنان لا يمكن فصله عن الأزمة الإنسانية والسياسية التي يعيشها منذ سنوات، والتي تفاقمت بشكل ملحوظ مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والانفجار الكبير في ميناء بيروت عام 2020.

وفي هذا السياق، علق وزير الخارجية اللبناني بأن المأساة التي يعيشها لبنان اليوم ترجع إلى "عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف حاسم من إسرائيل"، معتبرًا أن مجلس الأمن فشل في إيقاف الحرب الدائرة في غزة وتأثيراتها على لبنان.

التحركات الدبلوماسية التي تقودها القوى الدولية، بما في ذلك الاقتراح الفرنسي-الأمريكي، تشير إلى رغبة متزايدة في تهدئة الأوضاع ولو بشكل مؤقت، ما يعكس القلق المتزايد من أن يتسع نطاق النزاع ليشمل المزيد من الدول في المنطقة.

دور مجلس الأمن والأمم المتحدة

في ضوء استمرار العمليات العسكرية، دعا مندوب الصين لدى مجلس الأمن الدولي إسرائيل إلى "الامتناع عن انتهاك سيادة لبنان" ووقف الحرب على غزة. 

وشددت الصين على أهمية التزام جميع الأطراف بالقرارات الدولية والعمل على تخفيف معاناة المدنيين في مناطق الصراع.

يأتي هذا التصريح في إطار الجهود الدولية المتزايدة لوقف التصعيد، حيث يعمل مجلس الأمن بالتعاون مع أطراف دولية أخرى على إيجاد حل وسط يسمح بتهدئة مؤقتة تمكن الأطراف من العودة إلى طاولة المفاوضات.

السيناريوهات المحتملة: تهدئة أم تصعيد؟

بينما تدعو العديد من القوى الدولية إلى تهدئة فورية وإفساح المجال أمام الحلول الدبلوماسية، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية ليست مستعدة لتقديم أي تنازلات في الوقت الحالي، خاصة على جبهة حزب الله في لبنان. 

وقد تكون الأسابيع القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا النزاع سيستمر في التصعيد أو إذا كانت الجهود الدولية ستنجح في تحقيق تهدئة مؤقتة.

من جهة أخرى، يعتمد مدى نجاح الجهود الدبلوماسية على التزام كافة الأطراف بالتهدئة والعمل على التفاوض بعيدًا عن القوة العسكرية. 

إلا أن تصريحات نتنياهو تشي بأن إسرائيل ترى في الضغط العسكري وسيلة لتحسين موقفها التفاوضي، مما يضعف فرص نجاح التهدئة المقترحة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عاجل مفاوضات تحت النار النار مفاوضات حزب الله اسرائيل الاحتلال لبنان بنيامين نتنياهو وقف اطلاق النار التصعيد العسكري الحدود الاسرائيلية اللبنانية مجلس الأمن الحلول الدبلوماسية التهدئة مجلس الأمن حزب الله

إقرأ أيضاً:

ماكرون يدعو إسرائيل إلى وقف التصعيد في لبنان وحزب الله إلى وقف إطلاق الصواريخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف التصعيد في لبنان، وأيضا حزب الله إلى وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. 

وقال ماكرون - في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في (نيويورك) ونقلتها وسائل إعلام فرنسية -: "لا يمكن ولا يجب أن تكون هناك حرب في لبنان.. لذلك ندعو إسرائيل إلى وقف التصعيد في لبنان وأيضا حزب الله إلى وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وندعو بقوة كل من يمنحهم الوسائل إلى التوقف عن القيام بذلك". وأضاف: "أكبر خطر الآن هو التصعيد". 

وأمام قادة الأمم المتحدة في نيويورك، دعا ماكرون إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، مشددا على أن "هذه الحرب يجب أن تتوقف ويجب أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، في نفس الوقت الذي يتم فيه إطلاق سراح الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية.

وأوضح مجددا موقف فرنسا منذ بداية أحداث السابع من أكتوبر وإدانة بلاده للهجمات التي نفذتها حركة حماس، ناعيا سقوط كل الضحايا، ومن بينهم 48 مواطنا فرنسيا. وقال: "نطالب مرة أخرى وبشكل رسمي بالإفراج عن الرهائن".

وأضاف "لإسرائيل الحق المشروع في حماية مواطنيها.. لكن الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة طالت أكثر من اللازم".. مشيرا إلى أن عددا كبيرا للغاية من الأبرياء توفوا.. وقال: "لا يوجد أي مبرر لسقوط عشرات الآلاف من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين.. هذه الوفيات تشكل مصدرا خطيرا للكراهية والاستياء الذي سيهدد أمن الجميع، بما في ذلك أمن إسرائيل.. لذا يجب أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن". 

وتابع: "من الضروري أن تبدأ مرحلة جديدة في غزة، أن تصمت الأسلحة، وأن يعود العاملون في المجال الإنساني، وأن يتم حماية المدنيين". 

من ناحية أخرى، تحدث الرئيس الفرنسي عن الحرب في أوكرانيا، وأدان الهجوم الروسي، قائلا" إن روسيا تشن حربا لغزو الأراضي في أوكرانيا، في تحد للقواعد الدولية". 

وأضاف أن من مصلحتنا المشتركة أن تقف أوكرانيا ثابتة، مؤكدا أن فرنسا ستبذل كل ما في وسعها من أجل ذلك وستواصل دعم مقاومة الشعب الأوكراني.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترفض مبادرة واشنطن لوقف إطلاق النار في لبنان.. ما السبب؟
  • مكتب نتنياهو: لا تهدئة ولا وقف للحرب في الشمال
  • نتنياهو ينسف جهود التهدئة: وجهنا الجيش بكامل قوته بمواصلة القتال
  • ردود فعل متباينة في إسرائيل بشأن مقترح التهدئة مع حزب الله
  • عاجل.. أول مبادرة أمريكية تجمع بين حزب الله والسنوار لوقف التصعيد الإسرائيلي
  • غوتيريس: التصعيد بين إسرائيل وحزب الله يفتح أبواب الجحيم
  • ماكرون يدعو إسرائيل إلى وقف التصعيد في لبنان وحزب الله إلى وقف إطلاق الصواريخ
  • التصعيد.. هل يقود إلى حرب شاملة أم تهدئة مؤقتة؟
  • إسرائيل منفتحة على التهدئة مع حزب الله في هذه الحالة.. تقرير يكشف