موقع 24:
2025-04-26@10:49:31 GMT

طور جديد في الحرب

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

طور جديد في الحرب

أمينة خيري
سخر كثيرون قبل سنوات حين بدأت ملامح حروب تختلف عن كل ما شهدته البشرية منذ بداية مسيرتها مع الحروب. حتى التنبيهات الخافتة مما نحن مقبلون عليه، والمطالبة بضرورة الجاهزية حتى لا نفاجأ بحرب لا نعرف عنها شيئاً في عقر دارنا، نالها ما نالها من اتهامات التهويل وشرارات التنكيت.
ولأن هذا الطور الجديد من الحرب مبهم المعالم، متشابك الخيوط، متداخل في الأمن والسياسة والترفيه والإعلام والاقتصاد والحرب وكذلك السلام، فقد بدا الأمر كأنها حرب من وحي الخيال، أو مجرد تهيؤات تعتري من يؤمن بنظريات المؤامرة أو يقرأ ويطلع على تصورات المستقبل.


أمضى – أو بالأحرى أهدر - كثيرون وقتهم في دحض التحذيرات، وتشويه سمعة المحذرين، مع وضع الخطط الإعلامية والاجتماعية التي تهدف إلى تكذيب هذا الخطر القادم.
الخطر لم يعد قادماً، بل قدم بالفعل منذ فترة طويلة، وأدوات وتكتيكات هذا الخطر، أو هذا الطور الجديد من أطوار الحروب، أصبحت واضحة وضوح الشمس، ولم يعد هناك مجال للإنكار أو وقت للتجاهل.
يتعامل البعض مع ما جرى من خرق لأجهزة اتصالات «البيجر» في جنوب لبنان، وانفجار أجهزة اللاسلكي المفاجئ والمباغت والصادم كأنه أول ملامح هذه الحروب الجديدة، ويطلق عليها «حروب الجيل الخامس». لكن الحقيقة هي أنها ليست الملمح الأول، بل الملمح الأقرب منا، من حيث الجغرافيا، وفي ضوء مجريات حرب غزة التي توشك على إتمام عامها الأول.
بدأت هذه الحروب منذ اختلطت الحدود الفاصلة بين الحرب والسلام. وتجلت مع توجه العديد من جيوش العالم، وجماعاته المسلحة، وحركاته شبه العسكرية في تبني أساليب حرب واعتداء عسكرية غير تقليدية، لا تهدف فقط إلى القتل والتدمير وإعلان النصر بناء على عداد الخسائر، ولكنها تهدف، وربما في المقام الأول، إلى ضرب الاقتصاد وتخريب الإعلام والوصول إلى البيوت عبر منصات افتراضية وإلحاق الضرر بالبنى الاجتماعية. كل ذلك يجري جنباً إلى جنب مع أساليب الحرب التقليدية التي لا تتوقف سبل تطويرها وتحديثها، بدءاً من الأسلحة، ومروراً بتدريب المقاتلين وتطوير الخطط الحربية والقوس مفتوح.
يقولون إنها حروب الجيل الخامس، أو إنها امتداد لحروب الجيل الرابع، وربما مقدمات لحروب الجيل السادس. المسميات لا تهم، ما يهم هو الانتباه أن «فنون» الحرب في حالة تغير وتطور دائم، ومن يعتقد أن الحرب تقف محلك سر، حيث دبابة وطائرة وصاروخ ومقاتلون، مهما بلغوا من مهارة وبراعة وتقدم، مخطئ.
ويشير كتاب «حروب الجيل الخامس: الهيمنة على المجال البشري» لمؤلفه آرمين كريشنان المتخصص في دراسات الحرب والتأمين (2024) إلى أن السرية، التلاعب بالوكلاء، التلاعب بالهوية والثقافة، التضليل والبيانات الضخمة، الحرب النفسية، تسخير التكنولوجيا الحديثة والرقمية لتحقيق المآرب وغيرها، يتم استخدامها في الأجيال الجديدة من الحروب بغية تحقيق الأهداف الاستراتيجية.
ويصل الأمر إلى استخدام التقنيات الحديثة للتحريض على السلوك المرغوب فيه والسيطرة على سمات مجموعات بعينها من البشر، من دون شرط اللجوء إلى الحرب العلنية أو العنف.
الحروب في طورها الحديث قد يصل بها الأمر إلى العمل على إعادة تشكيل مجتمعات بشرية معينة بشكل خبيث، بل وتغيير التركيبة الجينية للسكان بغرض السيطرة الاجتماعية والفكرية.
يتحدث المؤلف عن أهمية فهم أدوات وتقنيات الأجيال الجديدة في الحروب من أجل فهم الصراعات المعاصرة، مثل ما جرى في ما يسمى «الربيع العربي»، وما يجري في أوكرانيا. وربما يجدر بكريشنان إضافة فصل جديد عن الأجيال الجديدة في الحروب وحرب غزة، ليس فقط من منطلق الأطراف المتحاربة بشكل مباشر وصريح، ولكن من خلال الوكلاء، ووكلاء الوكلاء.
غاية القول إن الذكاء الاصطناعي يلعب فعلياً دوراً أساسياً في الحرب الدائرة حالياً في المنطقة العربية. قواعد الحرب تتغير أمام أعيننا، والذكاء الاصطناعي في القلب منها.
يتوقع لموازين القوى أن تتغير، والتهديدات الأمنية ستتخذ أشكالاً لم تخطر على بال، وكل ذلك يدفع دفعاً عمليات صنع القرار وتحديد الاستراتيجيات، وبالطبع الأولويات، لمواكبة الطور الجديد من أطوار الحروب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله رفح تفجيرات البيجر في لبنان غزة وإسرائيل حروب الجیل

إقرأ أيضاً:

"حروب الشائعات وأثرها على الأمن القومي" ندوة للنيل للإعلام بالتعاون مع تعليم الفيوم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم مركز النيل للإعلام بالفيوم التابع لقطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات ندوة، اليوم الأربعاء، بالتعاون مع وحدة التواصل ودعم المعلمين بمديرية التربية والتعليم بالفيوم تحت عنوان "حروب الشائعات وأثرها على الأمن القومي"، وذلك في إطار مواصلة فعاليات الحملة التى أطلقها قطاع الإعلام الداخلى برئاسة الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع، وذلك  لتعزيز الحوار مع الشباب لشرح القضايا الوطنية وترسيخ روح الانتماء والولاء للوطن والعمل على التصدي للتحديات التي تواجه الأمن القومي المصري.


جاء ذلك بحضور الدكتور خالد قبيصي وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم الدكتور عرفة صبرى نائب رئيس جامعة الفيوم للدراسات العليا والبحوث الثقافية، اللواء أسامة أبو الليل مساعد مدير أمن الفيوم  السابق، العميد محمد رفاعي نائبا عن، المستشار العسكري لمحافظة الفيوم، ورشا يوسف وكيل مديرية التربية والتعليم بالفيوم، والعميد عبد الحليم شعيب ممثلا عن مكتب المستشار العسكرى بالفيوم، ومحمد هاشم مدير مركز النيل، حنان حمدى مدير البرامج بالمركز، وشيماء الجاحد مسؤول المتابعة بمركز النيل، وحنان بركات مدير وحدة التواصل ودعم المعلمين بمديرية التربية والتعليم، النقيب عبد الحميد سمري مكتب المستشار العسكري، وشارك في الندوة عدد كبير من المعلمين والطلاب بمختلف الإدارات التعليمية وذلك بمسرح مديرية التربية والتعليم. 

التعريف بمنجزات الوطن وترسيخ روح الانتماء وتعزيز التماسك المجتمي

بدأ اللقاء بالسلام الوطني أعقبه التقديم لموضوع اللقاء بكلمة حنان حمدى والتي أكدت فيها على أهمية المرحلة الراهنة وما تشهده المنطقة والعالم من تطورات وصراعات متلاحقة وعلى الجانب الآخر ما تقوم به الدولة والقيادة السياسية من إنجازات ومشروعات قومية في كافة المجالات لدفع عجلة التنمية وهو ما يتطلب تعزيز الحوار والتواصل مع الشباب للتعريف بمنجزات الوطن وترسيخ روح الانتماء وتعزيز التماسك المجتمعي والتأكيد على دور المعلم في تعزيز القيم الوطنية.

الحفاظ على الأمن القومي والتصدي الشائعات

أوضح محمد هاشم أن هذا اللقاء يأتي في إطار الحملة التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات لتعزيز الحوار والتواصل مع الشباب لدعم القيم الوطنية وترسيخ روح الانتماء والولاء للوطن والتعريف بالإنجازات القومية والعمل على تشجيع المشاركة الإيجابية والتفاعل المجتمعي المتواصل الذي يؤدي إلى مزيد من التماسك الوطني، وهو أمر ضروري في الفترة الراهنة والتأكيد على أهمية الحفاظ على الأمن القومي والتصدي الشائعات.

دعم قيم الولاء والانتماء والتنشئة السياسية للأجيال الجديدة

وفي كلمته أكد الدكتور خالد قبيصي على الدور الفاعل لقطاع التعليم في دعم قيم الولاء والانتماء والتنشئة السياسية للأجيال الجديدة للحفاظ على الوطن ومقدراته.

كما أكد أيضا على دور التعليم في بناء الوعي وبناء الإنسان بما يسهم في نهضة المجتمع وتقدمه، لافتا إلى أن المرحلة الحالية تستوجب تضافر كافة الجهود للحفاظ على وحدة وتماسك الدولة والتصدي للمحاولات التى تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، مشددا على ضرورة التصدى لما يسمى بحروب الجيل الرابع والتي تعتبر الشائعات أحد أهم أسلحتها لتفكيك الدول من الداخل وطالب الحضور بضرورة التحري في البحث عن الخبر وضرورة الرجوع للمصادر الرسمية بكافة القطاعات من خلال الصفحات الرسمية لها، مشددا على دور المعلم فى تخريج جيل واعى فاهم لديه المهارة لصنع المستقبل. 

 وفي سياق متصل أكد الدكتور عرفة صبري على أهمية التعليم سواء ماقبل الجامعي أو التعليم الجامعي في تشكيل وجدان وسلوكيات الأجيال الجديدة، لافتا إلى أن المجتمع المصري مجتمع شاب حيث يمثل الشباب نسبة أكثر 60 % من عدد السكان لذا يعد بناء الوعي لدى هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع بمثابة بناء أمة قوية، مؤكدا أن الشباب هم وقود المجتمع وهم قوة التغيير الحقيقية وعليهم يقع العبء الأكبر  في بناء المستقبل للوطن.

وأكد أن التماسك الوطني يعد ضرورة  هامة لمواجهة التحديات العالمية والإقليمية في ظل توترات متصاعدة تستهدف زعزعة أمن الوطن والتشكيك في مؤسساته الوطنية.

احتفالات ذكرى تحرير سيناء

وأشار أن هذا اللقاء يأتي تزامنا مع احتفالات ذكرى تحرير سيناء، لافتا لضرورة استلهام روح الولاء والانتماء لهذا الوطن من التضحيات التي قدمها الجيش الوطنى العظيم للحفاظ على وحدة وسلامة الوطن والدفاع عن مقدراته واسترداد سيناء الغالية التي رويت بدماء الشهداء، وأثنى على توجه القيادة السياسية التى طالما ما تنادى بأهمية الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة، التى تتطلب توحيد الجهود الداخلية والحفاظ على استقرار البلاد وأن الجبهة الداخلية المتماسكة تعد حائط صد أمام أي مؤامرات خارجية أو محاولات لزعزعة أمن واستقرار البلاد في ظل وضع إقليمي وعالمي ملتهب.

وأشار إلى أن الحروب لم قاصرة على الحروب التقليدية وانما أصبح هناك مايسمى بحروب الجيل الرابع والخامس التي تستهدف العقول وتفكيك المجتمعات من الداخل ودعا لضرورة محاربة الشائعات والحملات المغرضة التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعى وسيلة لنشر هذه الشائعات مشددا على دور كافة مؤسسات المجتمع وخاصة المؤسسات التعليمية سواء 
المدرسة أو الجامعة، مشيرا لأهمية التعليم وبناء الوعي لمواجهة حروب الشائعات.

مصر تواجه في المرحلة الراهنة الكثير من التحديات

وأكد اللواء أسامة أبو الليل أن مصر تواجه فى المرحلة الراهنة الكثير من التحديات خاصة فى ظل الأوضاع الإقليمية المليئة بالصراعات والحروب وأكد على أن الدولة المصرية و بفضل قيادتها الرشيدة هى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى مازالت متماسكة بقوة شعبها ومؤسساتها الوطنية من الجيش والشرطة المدنية، لافتا إلى أن هذه المكانة وهذا الوضع يقلق الكثير من الأعداء والمتربصين لهذا الوطن.

وأكد أن الشائعات تعد أحد أهم الوسائل التى تستخدمها القوى المعادية لزعزعة الأمن والاستقرار وبث الفتن داخل المجتمع والتحريض على مؤسسات الدولة مشددا على ضرورة التماسك المجتمعى وعدم الانسياق وراء تلك الشائعات المغرضة، مؤكدا أن شوائب الفكر تؤدي بالضرورة إلى تهديد الأمن القومي والوطني للبلاد.

وأشار إلى أن الدولة تعمل جاهدة لمحاربة والتصدى للشائعات من خلال توفير المعلومات والحقائق عبر المؤسسات الرسمية والموثوقة، لافتا إلى أن هناك معلومات أمنية وحساسة لايمكن الإفصاح عنها وهذا لايقلل من شأن فكرة الشفافية  وحرية تدوال المعلومات وأكد على دور المعلمين  فى تنمية الوعى والفكر وترسيخ القيم الوطنية لدى الأجيال الجديدة.

وأكدت رشا يوسف على ضرورة التعاون بين قطاع التعليم والمؤسسات المعنية بالتثقيف  والوعى منها الهيئة العامة للإستعلامات متمثلا فى مركز النيل للإعلام لبناء جيل لديه القناعة بحب الوطن والولاء والانتماء إليه.

وأضافت، أن الوحدة الوطنية والحفاظ على النسيج الوطني هي الدرع الأساسي في مواجهة كافة التحديات وبناء دولة قوية قادرة على ردع أي محاولات تهديد وطالبت الحضور بضرورة نقل الرسالة كل في موقعه سواء داخل المدرسة أو البيئة المحيطة.

ووجهت حنان بركات مدير وحدة التواصل ودعم المعلمين بالمديرية ومنسق الندوة الشكر لمركز النيل على التعاون مع التربية والتعليم والحرص على دعم وبناء الوعي لكافة شرائح المجتمع وطالبت بالعمل على تنفيذ عدد من الندوات واللقاءات التي تساهم في صقل مهارات المعلمين والطلاب.

وفي ختام اللقاء قدمت شيماء الجاحد الشكر لمديرية التربية والتعليم ووحدة التواصل ودعم المعلمين على الاعداد الجيد لهذا اللقاء والتفاعل الجيد والتعاون المثمر بين مركز النيل للإعلام والتربية والتعليم لرفع الوعى لدى الطلاب والحوار مع المعلمين لتوصيل الرسالة والتأكيد على أهمية ترسيخ القيم الوطنية.

واختتم اللقاء بتوجيه التحية للقوات المسلحة المصرية والشرطة المدنية صمام الأمان للأمن  الخارجى والداخلي.

وقد م العميد محمد الرافعي التحية للحضور وأثنى على وحدة وتماسك الشعب المصري والوقوف دائما خلف الدولة ومؤسساتها الوطنية.

واوصى الحضور بضرورة العمل على وجود منصات رسمية لكافة القطاعات لرصد الشائعات والرد عليها بصورة سريعة ونشر المعلومات والحقائق بشفافية ونزاهة لتضييق الخناق على مروجى الشائعات. 

مقالات مشابهة

  • أمريكا وصناعة الحروب
  • محافظ شمال سيناء: حرب مصر اقتصادية.. ولن تنخرط في حروب نظامية
  • أوريدو.. دورة تكوينية حول “تكنولوجيا الجيل الخامس” لفائدة الصحفيين الجزائريين
  • أوريدو.. دورة تكوينة حول “تكنولوجيا الجيل الخامس” لفائدة الصحفيين الجزائريين 
  • أوريدو.. دورة تكوينة حول “تكنولوجيا الجيل الخامس”لفائدة الصحفيين الجزائريين 
  • العمى والسرطان| كيف يؤثر غاز الخردل على الصحة؟.. وطريقة استخدامه في الحروب
  • السودان والإمارات.. هل تغير “دولة ممزقة” تاريخ الحروب؟
  • فضيحة نفق رفح تذكّر بحروب اندلعت من خلال أكاذيب.. تعرف عليها
  • بجيش قليل العدد والعتاد.. هل بريطانيا مستعدة لخوض حروب؟
  • "حروب الشائعات وأثرها على الأمن القومي" ندوة للنيل للإعلام بالتعاون مع تعليم الفيوم