هل يمكن أن يغيّر الإنسان سماته الشخصية؟
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
تنتشر على صفحات السوشيال ميديا والإنترنت اختبارات للشخصية، كما تستخدم هذه الاختبارات لتوجيه الخيارات التعليمية والمهنية من قبل شركات وهيئات، لكن لا توجد أبحاث علمية تدعم هذه الاختبارات، على الرغم من أنها تكون صناعة ضخمة.
وإلى جانب افتقار هذه الاختبارات إلى الدعم العلمي، توجد إشكالية أساسية فيها، بحسب ورقة بحثية لشانون زافالا أستاذ مساعد علم النفس في جامعة كنتاكي، فهي تفترض أن السمات الشخصية ثابتة، أي أن الشخص يظل عالقاً في الشخصية التي يولد بها.
بينما وجدت دراسات علم الشخصية الحديثة أن السمات يمكن أن تتغير بمرور الوقت.
وفي ورقتها البحثية التي نشرها موقع "ذا كونفيرسيشن"، تقول زافالا: "الشخصية هي طريقة تفكير الشخص وشعوره وسلوكه المميزة. ورغم أن تغيير الشخصية قد يبدو صعباً، فإن الناس يغيرون طريقة تفكيرهم وشعورهم وسلوكهم طوال الوقت".
وتضيف: "لنفترض أنك لست جديراً بالثقة إلى حد كبير. إذا بدأت تفكر في أن (الوصول في الوقت المحدد يُظهِر احترامي للآخرين)، وبدأت تشعر بالفخر عندما تصل لتناول الغداء قبل أصدقائك، وانخرطت في سلوكيات جديدة تزيد من التزامك بالمواعيد، فأنت تجسد خصائص الشخص الموثوق به".
وإذا حافظت على هذه التغييرات في تفكيرك وعواطفك وسلوكياتك بمرور الوقت، فستكون جديراً بالثقة، أي أن الشخصية: تغيرت.
وتؤكد البيانات هذه الفكرة.
وبشكل عام، تتغير الشخصية على مدار عمر الشخص. ومع تقدم الناس في السن، يميلون إلى تجربة عدد أقل من المشاعر السلبية والمزيد من المشاعر الإيجابية، ويصبحون أكثر ضميراً، ويضعون تركيزاً أكبر على العلاقات الإيجابية ويكونون أقل حكماً على الآخرين.
البعض يتغيرونلكن الباحثة زافالا تشير أن بعض الناس يتغيرون كثيراً، وبعض الناس يظلون ثابتين إلى حد كبير.
وعلاوة على ذلك، وجدت الدراسات، التي تختبر ما إذا كانت تدخلات الشخصية تغير السمات بمرور الوقت، أن الناس يمكنهم تسريع عملية تغيير الشخصية، من خلال إجراء تعديلات مقصودة على تفكيرهم وسلوكهم.
ويمكن أن تؤدي هذه التعديلات إلى تغيير ذي مغزى في أقل من 20 أسبوعاً، بدلاً من 20 عاماً.
والخبر السار هو أن هذه التقنيات السلوكية المعرفية بسيطة نسبياً، ولا تحتاج إلى زيارة معالج نفسي.
استراتيجية التغييرويتضمن المكون الأول تغيير أنماط التفكير، ولعمل ذلك تحتاج إلى أن تصبح على دراية بأفكارك، لتحديد ما إذا كانت تجعلك عالقاً في التصرف، بما يتماشى مع سمة معينة.
مثلاً، إذا وجدت نفسك تفكر في أن "الناس لا يهتمون إلا بأنفسهم"، فمن المرجح أن تتصرف بطريقة دفاعية في التعامل مع الآخرين.
ويتضمن المكون السلوكي أن تصبح على دراية بميولك الحالية في التصرف، واختبار استجابات جديدة.
إذا كنت دفاعياً في التعامل مع الآخرين، فمن المحتمل أن يستجيبوا لك بشكل سلبي. عندما ينسحبون أو يهاجمونك، على سبيل المثال، فإن هذا يؤكد اعتقاد الشخص بأنه لا يستطيع أن يثق في الآخرين.
وعلى النقيض من ذلك، إذا حاولت التصرف بشكل أكثر انفتاحاً، فستتاح لك الفرصة لمعرفة ما إذا كان ذلك سيغير الطريقة التي يتصرف بها الآخرون تجاهك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الصحة العقلية والنفسية
إقرأ أيضاً:
خلال لقاءه الأسبوعي.. ملتقى الطفل بالأزهر يسلط الضوء على صفات الشخصية المعتدلة
عقد الجامع الأزهر الندوة الأسبوعية من ملتقى الطفل الخلوق الفصيح النظيف، تحت عنوان "صفات الشخصية المعتدلة" وحاضر في الملتقى الشيخ محمد مصطفى أبو جبل، الباحث بوحدة شئون الأروقة.
وبين الشيخ محمد مصطفى أبو جبل، أن صفات الشخصية المعتدلة تنبت جذورها وتورق ثمارها من خلال التأسي بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ،مصداقا لقول الله عز وجل (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
واستعرض الباحث بإدارة شئون الأروقة بعضا من سمات الشخصية المعتدلة التي تأخذ من أخلاق وسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وتتمثل في القدوة الحسنة في جعل حياة الانسان المسلم من أقوال وأفعال وحركات وسكنات وهيئات كلها مصدقة لقاعدة الخلق الصالح، وقال رسول الله ملخصا بعثته الشريفة "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق" وفي روايةٍ (صالحَ) الأخلاق، ومنها التحلي بالصدق والأمانة وعدم الفجور في الخصومة، مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم" أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ"، وكذا النصح بطريق اللين وعدم الفضيحة والعلانية.
وأضاف: من الأساليب النبوية التربوية في النصيحة: التوجيه والنصح بطريق التعميم ـ دون ذكر اسم صاحب الخطأ ـ، فكان صلوات الله وسلامه عليه يُعْلِمُ بالخطأ ويذمُّه، وينصح المخطئ ولا يُشهِّر به أمام النَّاس، فكثيراً ما كان يقول صلى الله عليه وسلم: (ما بال أقوام؟)، وقال الشافعي: تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي وجنِّني النصيحةَ في الجماعة
واختتم الباحث حديثه، قائلا: إن اختيار الصحبة الصالحة أمر ضروري ؛ وذلك لأن الصاحب ذو الخلق الحسن هو مقياس الانسان وبه يوزن خلقه قال رسول الله: إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَالجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً.