كيف تؤثر الحرب بين إسرائيل ولبنان على الاقتصاد العالمي؟
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
يبدو أن الأسواق لم تتأثر باتساع رقعة الحرب الدائرة في الشرق الأوسط من غزة لتشمل لبنان أيضاً، حيث اتضح بعد مرور عام تقريباً على بدء الحرب، أن القتال المحتدم الذي أسفر عن عدد كبير من الضحايا قد يكون أثره الاقتصادي محدوداً خارج المنطقة. رغم ذلك، فالحرب واسعة النطاق تثير خطر ارتفاع الأسعار عالمياً.
كان للحرب في الشرق الأوسط أثر محدود على العالم، فمنذ اندلاعها في 7 أكتوبر من العام الماضي، يواصل المحللون رفع توقعاتهم للنمو العالمي، ويستمر التضخم في التباطؤ، إلى الحد الذي سمح للولايات المتحدة بإجراء خفض كبير لأسعار الفائدة في الأسبوع الماضي.
أثر محدود للحرب على تدفق النفط
يرجع السبب الأساسي لرد الفعل المحدود على مستوى الاقتصاد العالمي إلى أن الصراع لم يؤثر على تدفقات النفط، فأسعار الخام حالياً أدنى 10 دولارات من مستواها في أكتوبر الماضي، كما أن الحرب لم تعطل مرافق الإنتاج أو النقل، بل حتى لم تؤد إلى تشديد تنفيذ العقوبات على إيران. فضلاً عن أن الإمدادات القادمة من دول أخرى، مثل الولايات المتحدة وكندا، تواصل الارتفاع.
إلا أن بؤرة القتال تنتقل حالياً من غزة إلى لبنان، حيث أعلنت إسرائيل أن الهدف الرسمي للحرب هو إعادة السكان النازحين من شمال البلاد، واستهدفت تفجير أجهزة الاستدعاء (بيجر) والاتصال اللاسلكي التي يستخدمها أعضاء “حزب الله”. وتتزايد حدة الهجمات المتبادلة بين الطرفين، سواء كانت الغارات الجوية التي تقوم بها إسرائيل، أو الهجمات الصاروخية التي يشنها “حزب الله”.
التصعيد قد يهدد إمدادات الخام
من الممكن أن يكون التأثير محدوداً على مستوى العالم، رغم تصاعد حدة القتال بين إسرائيل ولبنان، وهذا ما أظهرته الحرب في غزة، حيث إن الجبهة الجديدة ما تزال بعيدة عن البنية التحتية للنفط. كما أن التقارب الإيراني السعودي في 2023 حمى دول الخليج من التحول إلى ساحة للحرب، ومنع تكرار الهجمات على مرافق النفط التي وقعت في 2019.
رغم ذلك، يزيد التصعيد الأحدث من خطر اضطراب إمدادات النفط، وهذا احتمال تتوقعه الأسواق بنسبة 5%. ونتوقع ذلك بصورة تقديرية من خلال مقارنة أسعار النفط على مدى الأسبوع الماضي بما نتوقع حدوثه إذا تحقق ذلك الخطر.
رغم أثرها المحدود على الاقتصاد العالمي، إلا أن آثار الحرب كانت مدمرة. فإعادة إعمار غزة ستحتاج لعقود، وربما ستبلغ تكلفتها مليارات الدولارات، بينما يُرجح أن تتجاوز تكلفة الحرب التي ستتكبدها إسرائيل 67 مليار دولار، وزادت خسارة السياحة وأضرار البنية التحتية العبء على عاتق اقتصاد لبنان المتعثر بالفعل. لذلك، لن يفضي تصعيد الصراع إلا إلى تفاقم الخسائر الهائلة.
الشرق للأخبار – *بقلم: زياد داود
*زياد داوود هو كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في بلومبرغ.
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
اسعار النفط تسجل ارتفاعا طفيفا.. برنت لاكثر من 67 دولارا
الاقتصاد نيوز - متابعة
ارتفعت أسعار النفط قليلاً في التعاملات المبكرة يوم الاثنين، لكنها ظلت متأثرة بحالة عدم اليقين بشأن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، مما ألقى بظلاله على توقعات النمو العالمي والطلب على الوقود، وسط ترقب لاحتمال زيادة إمدادات أوبك+.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتاً بحلول الساعة 04:29 بتوقيت غرينتش إلى 67.09 دولاراً للبرميل، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 24 سنتاً إلى 63.26 دولاراً للبرميل.
ومن المتوقع أن يقترح بعض أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، المعروفين باسم "أوبك+"، تسريع زيادات إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي خلال اجتماعهم المقرر في الخامس من مايو/أيار.
وتسببت توقعات زيادة المعروض والمخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي في انخفاض خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 1% خلال الأسبوع الماضي.
كما تعرضت السوق لهزات بسبب إشارات متضاربة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبكين بشأن التقدم في تهدئة الحرب التجارية التي تهدد بتقويض النمو العالمي.
ويراقب المستثمرون كذلك المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان، التي تستمر هذا الأسبوع.
وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنه لا يزال "حذراً للغاية" حيال نجاح المفاوضات.
وفي إيران أيضاً، أسفر انفجار قوي في ميناء بندر عباس، أكبر موانئ البلاد، عن مقتل 40 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 1200 آخرين، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام رسمية يوم الأحد.
وفي سياق منفصل، ضغط كبار المسؤولين في إدارة ترامب على روسيا وأوكرانيا لإحراز تقدم نحو اتفاق سلام، عقب اجتماع فردي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الفاتيكان في اليوم السابق.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام