حرب لبنان … لماذا يصعب على نتنياهو ونصر الله التراجع؟
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
مقالات مشابهة الفتيات أكثر ميلاً للآداب والأولاد نحو العلوم
6 دقائق مضت
10 دقائق مضت
13 دقيقة مضت
15 دقيقة مضت
19 دقيقة مضت
25 دقيقة مضت
قالت مصادر مطلعة في بيروت لـ«الشرق الأوسط» إن أي جهود دبلوماسية لوقف الحرب الدائرة بين إسرائيل ولبنان ستصطدم بعقدة صعوبة التراجع لدى الطرفين الرئيسيين في المواجهة، وهما بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وحسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله».
ولاحظت المصادر أن الحرب في لبنان حققت لنتنياهو ما تعذر عليه تحقيقه في غزة. وأوجزت الأمر على الشكل الآتي:
اختار نتنياهو للحرب عنواناً يحظى بالإجماع في الوسط السياسي الإسرائيلي وهو «إعادة سكان الشمال» الذين نزحوا من منازلهم بفعل «حرب ا لمساندة» التي أطلقها نصر الله غداة هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في غزة. وهذا يعني أن عمليات الجيش الإسرائيلي تحظى بغطاء واسع نيابي وشعبي خلافاً للانقسام الذي ظهر حول صفقة إطلاق الرهائن في غزة.افتتح نتنياهو الحرب بضرب اتصالات «حزب الله»، موقعاً في صفوفه خسائر غير مسبوقة أخرجت من المعركة نحو 1500 من أعضاء الحزب.وجه نتنياهو ضربة شبه قاصمة لقيادة «قوات الرضوان»، فرع النخبة في الجهاز العسكري للحزب، ما مكّنه من قتل أسماء بارزة كان بينها من هو مدرج على لائحة المطلوبين أميركياً بفعل هجمات حدثت في بيروت قبل أربعة عقود.يستطيع نتنياهو أن يسوق لدى واشنطن والعواصم الغربية الأخرى أن «حزب الله» كان المبادر في إطلاق الحرب وأن إسرائيل لا تطالب بأكثر من إعادة النازحين من الشمال، وإبعاد الخطر عنهم. نتنياهو لم يعلن مثلاً أنه يريد القضاء تماماً على «حزب الله» كما فعل بالنسبة إلى «حماس» في غزة.لهذا يبدو من الصعب أن يتراجع نتنياهو عن مطلب إعادة السكان والذي يعني عملياً فك ارتباط الجبهة اللبنانية بجبهة غزة.لماذا يرفض نصر الله التراجع؟بالنسبة إلى موقف نصر الله، لاحظت المصادر أن صعوبة تراجعه سببها الآتي:
يصعب على نصر الله القبول بانتكاسة في حرب كان المبادر إلى إطلاقها.يصعب عليه أيضاً قبول فك الارتباط بعد الخسائر الجسيمة التي تكبدها الحزب وهي غير مسبوقة ولم يواجه مثلها في تاريخ مواجهاته مع إسرائيل وآخرها حرب 2006.قبول الانتكاسة يعني أن إيران غير مستعدة للمجازفة بخطوات ملموسة لمواجهة إسرائيل يمكن أن تؤدي إلى إطلاق شبح حرب إقليمية ستحمل في طياتها إمكان الانزلاق إلى صدام أميركي- إيراني أظهرت تصريحات إيران أنها تسعى إلى تفاديه.قبول «حزب الله» بفك الارتباط مع غزة من دون وقف النار فيها سيدفع جهات كثيرة إلى اعتبار «حرب الإسناد» مغامرة لم تأخذ في الاعتبار ميزان القوى واتجاه الولايات المتحدة إلى انتخابات رئاسية لا يرغب أطرافها في ممارسة ضغوط جدية على إسرائيل.انتكاسة «حزب الله» ستعني في حال قبولها انتكاس معنويات محور الممانعة وستنعكس بدورها على الوضع في غزة نفسها.قبول وقف النار من دون الحصول على «مكاسب محدودة» سيعزز الانطباع أن نصر الله أطلق حرباً تعارضها أكثرية اللبنانيين وأن حزبه يتحمل المسؤولية عن الخسائر التي رافقتها.Source link ذات صلة
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: دقیقة مضت حزب الله نصر الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا يريد الله منا أن ندعوه؟!
تنقدح في الذهن مجموعة من التساؤلات الإيمانية، تبدأ كإلماعة في الذهن ولكن بمجرد البحث عن إجاباتها في القرآن الكريم، تبدأ أسرارها بالتكشف والظهور، فالقرآن الكريم يضع بين ثنايا آياته مفاتيح توصلك بعد التأمل والبحث إلى معرفة المقاصد الإلهية، وهو ما يجعلك تعبد الله على بصيرة، وتتعرف على خالقك الذي خلقت لأجل عبادته، وهذا أمر يتسق مع دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: "تعرّف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة" ومن هذه التساؤلات: لماذا يريد الله منا أن ندعوه، أليس هو العالم بحاجاتنا، أليس هو الأعلم بما في قلوبنا قبل أن ننطق بها.
ونحن نجد أن الله تعالى يحض عباده على الدعاء في مواضع كثيرة من كتابه العزيز فهو يقول في سورة غافر: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" ولكن نجده يربط هذا الحث على الدعاء مع إشارات نجدها في تتمة الآيات الكريمات، فهو في هذه الآية الكريمة نجده أمر بالدعاء وربطه بالاستجابة بدون فاصل، وبعد ذلك أخبرنا أن من يستكبر عن عبادته سيدخله جهنم.
فنتلمس من خلال هذه الآية أن الدعاء يربينا على التواضع، في حين أن من يستكبر عن عبادة الله ودعائه فإن له نار جهنم، فالدعاء في حقيقته ليس فقط وسيلة لنيل المطالب، بل هو أعمق من ذلك بكثير، فهو تربية للنفس، وصلة مستمرة بين العبد وربه، ومظهر من مظاهر العبودية الخالصة التي تخرج من القلب قبل اللسان، وهذا الانكسار والإلحاح في الطلب يربينا على فضيلة عظيمة بالإضافة إلى وعد الله بالاستجابه نجده يربينا على التواضع لله عز وجل، والانقطاع إليه، والتذلل بين يديه، ومن خلال هذه المعاني الإيمانية الراسخة تتبلور شخصية المسلم.
وهنالك مجموعة من المعاني التي قرنها الله مع الدعاء والتي تبينها لنا هذه الآية في سورة البقرة فالله تعالى يقول: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، فالله عز وجل قريب من عباده، يستجيب لدعائهم إذا دعوه، فأمرهم بالاستجابة له ليستجيب لهم، واستجابة العبد لله عز وجل هي التقوى، بحيث يجدهم حيثما أمرهم، في مواطن الطاعة، ويفقدهم حيثما نهاهم، في مواطن المعصية، وبهذا يكونوا من الراشدين.
فكل موضع في القرآن الكريم أمرنا الله به أن نخلص له في الدعاء يقرنه بالمراشد الإيمانية، وكل هذا يعود نفعه على الإنسان، فالله لا يحتاج لدعائنا، فهو الغني المطلق، ولكننا نحن من نحتاج إليه، وكلما رفعنا أيدينا إليه، ورمينا أنفسنا بين يديه، وخرجنا من حولنا وقوتنا إلى حول الله وقوته، ازددنا يقينًا وطمأنينة بالوعد الإلهي، كما أننا نطمئن إلى اختيار الله لنا، ولو اختار لنا ما نكره، أو منعنا ما نحب، فإننا واثقون من اختياره لنا، وأفضل من عبر عن هذا المعنى الدقيق هو ابن عطاء الله السكندري في حكمه العطائية التي قال فيها: "ابن عطاء الله السكندري: "ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء".
فالله يريدنا أن ندعوه، لأنه يحب أن يسمع أصواتنا، ويحب أن يرانا نعود إليه في الرخاء كما في الشدة، يريدنا أن نعبّر له عن حاجتنا، لا لأنه يجهلها، بل لأن في هذا التعبير اعترافًا منا بأنه وحده القادر، وبأننا دونه لا نملك من أمرنا شيئًا، ويريد منا أن نتصل به في كل أحوالنا من الخير والشر والرخاء والشدة، وهذا هو مصداق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء"، فالدعاء أيضا تذكير دائم بأن الأمور ليست بأيدينا، حتى وإن ظننا غير ذلك، نحن نخطط ونسعى ونبذل، لكننا نعلم في قرارة أنفسنا أن التوفيق بيد الله، وأن ما نرجوه لا يأتي إلا بإذنه، والله في لطفه ورحمته، يريدنا أن نبقى على صلة به، لا أن ننتظر المصائب لنعود إليه.
كما أنه عالم بضعفنا وقلة حيلتنا ويحب بكرمه ومنه وعظمته وقدرته وملكه وأن يعين عباده، فهو يفرح بدعائهم لا لأجله بل لأجلهم هم، وصدق الشاعر الذي قال:
لا تسألن بني آدم حاجةً
وسلِ الذي أبوابهُ لا تحجبُ
الله يغضب إن تركت سؤاله
وبني آدم حين يُسألُ يَغضبُ
ومن المعاني التأملية التي تتعلق بالدعاء هو التوسل إلى الله بالعمل الصالح، فالله يريد منك أن تقرب له قربانا من ذاتك، وهو عملك الصالح، وهذا أمر مشروع وليس بدعة في الدين، بل هو أصل ثابت في السنة النبوية المطهرة، فقد جاءت قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم صخرة فأغلقت عليهم باب الغار، وهم في عزلة لا يسمع أنينهم أحد من البشر، ولم يكن لديهم ما يدفعون به الضر سوى الدعاء، لكنهم لم يدعوا الله بكلمات عامة، بل توسل كل واحد منهم إلى الله بعمل صالح فعله خالصا لوجهه، فكان الأول بارًا بوالديه، والثاني عفيفا عن الحرام رغم قدرته عليه، والثالث أمينا في ماله مع العمال، وكان كل واحد منهم صادقًا في دعائه، فاستجاب الله لهم، وانفرجت الصخرة شيئا فشيئا، حتى خرجوا سالمين، فهذه القصة التي رواها الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه، يُعلمنا من خلالها أن العمل الصالح الخالص هو من أعظم وسائل استجابة الدعاء.
وليس المقصود من التوسل بالأعمال الصالحة أن يُمنّ العبد على ربه، فالله غني عن أعمال عباده، ولكن المقصد هو الاعتراف بفضل الله في التوفيق إلى تلك الأعمال، والتوسل بها إقرار ضمني بصدق النية وصحة الاتجاه، فحين يرفع الإنسان يديه بالدعاء، مستحضرًا في قلبه صدقة خفية أخرجها لفقير، أو صلاة خاشعة في جوف الليل، أو عفوًا عن من ظلمه، أو دمعة سقطت من خشية الله، فإنه يكون أقرب إلى الإجابة، لأن الدعاء في هذه الحالة يكون محمولًا على جناحين من الإيمان والعمل.
ومن الجانب النفسي، فإن استحضار الإنسان لأفضل أعماله عند الدعاء يعزز لديه الثقة والطمأنينة، ويشعره أنه لم يأتِ إلى الله خالي الوفاض، بل جاء ومعه زادٌ من الخير، مهما كان قليلاً، لكنه صادق، وهذه الثقة ترفع من مستوى التضرع والإلحاح في الدعاء، وتجعل النفس أكثر يقينًا بكرم الله، وأوسع أملًا في رحمته.
وهذا الأمر يعيد صياغة علاقتنا بالأعمال الصالحة، فبدلاً من أن تكون مجرد طقوس تؤدى، تصبح استثمارا روحيًا ممتدا، يمكن الرجوع إليه في الأوقات العصيبة، وهذا يدفع الإنسان إلى استدامة الخير، وحسن النية في كل فعل، لأنه لا يعلم أي عمل سيكون سببًا في الفرج أو إجابة الدعاء، وهذه هي مواطن الخبيئة، هذا يدعونا لمراجعة أنفسنا باستمرار، والبحث عن تلك اللحظات التي خلونا فيها بالله وقدمنا فيها عملا خالصا، بعيدًا عن أعين الناس، فربما تكون سجدة خاشعة، أو لحظة صدق مع الله، أو موقف عظيم مر عليك دون أن يشعر به أحد، لكنه عند الله عظيم، تلك الأعمال التي نُخبّئها في صدورنا، هي التي نلوذ بها يوم تضيق السبل، وهي التي نستحضرها حين نقول في دعائنا: "اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك، ففرّج عني ما أنا فيه"،
إن هذا النوع من الدعاء يربّي في النفس معاني عظيمة، كالإخلاص والرجاء وحسن الظن بالله، ويجعل من الدعاء نفسه رحلة إيمانية، لا مجرد طلب، بل تذكير بالفضل ومحاسبة للذات وربط مباشر بين الأرض والسماء، ومن الجميل أن نُعلّم أبناءنا ومن حولنا على هذه المفاهيم الإيمانية ، ليشبوا على أن أعمالهم الصالحة ليست فقط طريقًا إلى الجنة، بل سلاحًا في الدنيا، وعونًا في الحياة، وجسرا إلى رحمة الله، فيصبح إيمانهم نابعا من قناعة وتأمل عميق، وتعرف على مقاصد العبادات.