د. جنان الحربي: حشرات «السايبورغ» تثير الكثير من التحديات والمخاوف المستقبلية
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
أكدت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د ..جنان الحربي ان حشرات «السايبورغ» تحظى بأهمية متزايدة في عالمنا، مما يثير تساؤلات حول التحديات والمخاوف المستقبلية التي قد تطرأ نتيجة لهذه التقنية.
وقالت الحربي في تصريح لـ «الأنباء»: على مدار عقود، كان للحشرات تأثير كبير على تصميم الروبوتات من حيث الشكل والذكاء، ففي الثمانينيات والتسعينيات، قام باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بتطوير مجموعة من الروبوتات التفاعلية التي استلهمت سلوكياتها وأشكالها من حشرات البحر مثل الكركند والروبيان، كما عمل باحثون بجامعة هارفارد على تطوير «روبوب»، وهي مركبة بحجم حشرة تستخدم رفرفة أجنحتها للطيران، ومع ذلك أدرك العلماء أن تكنولوجيا الروبوتات الحشرية لم تعد تلبي طموحاتهم المستقبلية، مما أدى إلى ظهور فكرة تصنيع الحشرات السايبورغية.
وأوضحت د.الحربي ان الحشرات السايبورغية كائنات مركبة ومهجنة تتكون من مزيج من الأنسجة العضوية الحية وأجزاء تكنولوجية آلية، وتتميز بوجود شريحة تحتوي على وحدة تحكم لاسلكية صغيرة مزودة ببطارية تشحن بواسطة خلايا شمسية رقيقة للغاية، مما يتيح التحكم في سرعتها وحركتها عن بعد بدقة وسهولة، مبينة انه ليس من الضروري أن تكون تلك الحشرات طائرة، بل ممكن أن تكون زاحفة تدخل لمواقع كثيرة من الصعب التمييز بينها وبين الحشرة الحقيقية، فممكن أن تدخل بيوتنا وأماكن عملنا ونحن لا ندري.
وأضافت: لماذا يركز الباحثون على دراسة الحشرات السيبرانية بدلا من التوجه مباشرة نحو الثدييات، بما في ذلك البشر؟ لا شك أن هناك ميزات وقدرات فريدة للحشرات من جهة، تتمتع بقدرة تنقل متطورة، بل إنها أسرع وأكثر كفاءة من معظم الثدييات بفضل أنظمتها العصبية الحركية المذهلة، بالإضافة إلى ذلك تمتلك أنظمة دموية مفتوحة مما يتيح لها التعافي بسرعة بعد الإصابات، مما يجعلها تعتبر سايبورغيات من الطراز الأول.
وتابعت: تتميز الحشرات الاصطناعية ذات الأجزاء المعدلة تقنيا بخصائص فريدة، مما يجعلها قابلة للتكيف في مجالات متعددة وتستخدم الحشرات غالبا في الأنشطة السلمية، مثل مهام الاستشعار عن بعد، والبحث عن الناجين في حالات الحروب والكوارث الطبيعية، واستكشاف الفضاء الخارجي، كما تستغل في الأبحاث العلمية، وإجراء المسوحات في المناطق الخطرة، وكشف تسرب الغازات مثل ثاني وأول أكسيد الكربون، بالإضافة إلى استخدامها في المجالات الزراعية وهناك مخاوف جدية من استخدام تلك الحشرات في الحروب والأغراض غير السلمية.
تجلت الحــــرب الحشرية عبر تاريخ البشرية منذ 1940 بأساليب مختلفة لتدمير المحاصيل الزراعية وكناقلات للميكروبات الممرضة والمعدية وهناك ايضا مزاعم عن استخدام القنابل المفخخة بالعثة التي تسببت في نشر مرض الطاعون في الحرب العالمية الثانية، مما أسفر عن مقتل نحو 440 ألف شخص.
وذكرت انه من أبرز التطورات في مجال ابتكارات الحشرات السيبورغية، تصنيع صرصور «كرام» القادر على الدخول من خلال فتحات يبلغ قطرها ربع بوصة، كما تم تصميم طائرة روبوتية على شكل بعوضة تتمتع بقدرات استثنائية على الاختراق والهبوط بدقة عالية على مختلف الأسطح، بما في ذلك جسم الإنسان، وهذه الطائرة مزودة بإبرة مدببة وحادة لا يتجاوز قطرها ميكرون واحد، مما يمكنها من اختراق الجلد لأخذ عينة من دم الشخص المستهدف، وفي الوقت الحالي، يعمل العلماء على تطوير مشروع طائرة «النحلة» التي تحتوي على كاميرتين مدمجتين يتم تثبيتهما كهربائيا بواسطة جيروسكوب، لاستخدامها في العمليات الحربية ومؤخرا، تمكن الباحثون الصينيون من التحكم عن بعد في الجراد الشرقي المهاجر، بالإضافة إلى التحكم في حاسة الشم لديه.
ولفتت إلى انه من أخطر التقنيات الحديثة بتصنيع الحشرات السايبورغية وهي التدخل بالمجسات الحيوية خلال مرحلة التحول المبكر للحشرة، وهذا التدخل يعزز من إمكانية التحكم في الحشرة بشكل شامل وعلى نطاق واسع ويتوقع بعض علماء الحشرات أن هذه الكائنات قد تحل في المستقبل محل معدات المراقبة والتصوير وجمع المعلومات، لتصبح أحدث أجهزة التحكم الآلي، كما تتزايد المخاوف بشكل ملحوظ اتجاه تقنية الحشرات السايبورغية، خاصة في ظل تفاقم الهجمات السيبرانية التي يعاني منها العالم، فهل تصبح الحشرات سيبرانية من الدرجة الأولى؟!
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
سعيد شعو أمام محكمة هولندية : أبيع النعناع و لدي الكثير من المال في المغرب
زنقة 20 | الرباط
انطلقت الاثنين في مدينة بريدا الهولندية محاكمة النائب البرلماني المغربي السابق سعيد شعو، بتهم تتعلق بالاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال و الإنتماء إلى منظمة إجرامية.
وتأتي هذه القضية في أعقاب عملية كبيرة نفذتها الشرطة الهولندية في عام 2015، و قادت إلى تفكيك شبكة تنشط غرب منطقة “برابانت”، متورطة في زراعة و ترويج القنب الهندي بشكل غير قانوني.
ويواجه المتهمون، ومن بينهم عدد من أفراد عائلة سعيد شعو، تهم تحصيل ملايين اليوروهات من مزرعة للقنب الهندي في “سبروندل” وتصدير المخدرات إلى فرنسا.
ولم يحضر اثنا عشر من المشتبه بهم أمام المحكمة، التي من المتوقع أن تستمر حتى أبريل المقبل وفق وسائل إعلام هولندية.
خلال جلسة المحاكمة، تم استجواب سعيد شعو بشأن تهم غسيل الأموال، حيث تسعى النيابة العامة إلى استرجاع مبلغ 338 ألف يورو، تقول أنها ناتجة عن أنشطة إجرامية، ودخلت حساباته الشخصية.
وزعم شعو أن الأموال استخدمها في شراء سيارة من صنف BMW X5 و اقناء منزل في روزندال.
المحكمة سائلت شعو عن عدم وجود أدلة على وجود دخل منتظم، مثل عائدات وكالة الاسفار التي يملكها أو خدمات البواخر، لتبرير هذه النفقات.
و قال شعو للمحكمة وفق ما نقلته وسائل إعلام هولندية :”أقوم بتجارة البرتقال والنعناع، وأبيع أيضًا كميات كبيرة من الأغنام بمناسبة عيد الأضحى المبارك إنه أمر مربح للغاية”.
مضيفا : “لدي الكثير من المال في المغرب. أنا رجل أعمال معروف في الحسيمة. الثقافة هناك مختلفة الجميع يدفعون نقدا ولا أحد يدفع ضرائب على المنتجات الزراعية”.
يشار الى أن سعيد شعو ، كان موضوع مذكرتي توقيف دوليتين أصدرتهما المحاكم المغربية الأولى بتهمة “الانتماء إلى عصابة إجرامية” في عام 2010 والثانية بتهمة “الاتجار الدولي بالمخدرات” في عام 2015.
و غادر شعو المغرب في عام 2010 بعد تفكيك شبكة تاجر المخدرات الزعيمي، ويقيم منذ ذلك الحين في هولندا.
وفي أكتوبر 2018، رفضت السلطات الهولندية تسليمه إلى المغرب، مما دفع الرباط إلى استدعاء سفيرها في لاهاي.