أمين عام جامعة الدول العربية: تهور الاحتلال يعرض شعوب المنطقة لوضع بالغ الخطورة
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
ألقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام، كلمة خلال مشاركته في اجتماع مجلس الأمن حول لبنان، ووصف فيها كيان الاحتلال، بأنه لا يريد وقف الحرب، ويسعى لإشعال المنطقة وتوسع دائرة الصراع، معرِّضةً شعوب المنطقة كلها لوضع بالغ الخطورة، ومقامِرةً بحياة الناس، ومستقبل السلام الذي ترسخ مع بعض الدول العربية لعقود، ضاربةً عرض الحائط بكل محاولات وقف هذا الانزلاق المتهور نحو الهاوية.
وإليكم نص الكلمة:
السيد الرئيس
صار واضحًا لدينا جميعًا اليوم أن ما نخشى منه قد وقع... لقد انتقلت شرارة النار، التي أشعلتها الاحتلال في غزة قبل عام، إلى لبنان الذي تعرض سكانه خلال يومين لضربات عشوائية غاشمة لم يروا مثيلًا لها منذ عقدين.
الآن نفهم لماذا رفض الاحتلال الإسرائيلي المقترح تلو المقترح لوقف إطلاق النار في غزة... إسرائيل ببساطة لم تكن ترغب في وقف الحرب، وإنما في توسيعها.. معرِّضةً شعوب المنطقة كلها لوضع بالغ الخطورة، ومقامِرةً بحياة الناس، ومستقبل السلام الذي ترسخ مع بعض الدول العربية لعقود... وضاربةً عرض الحائط بكل محاولات وقف هذا الانزلاق المتهور نحو الهاوية.
كان الطريق واضحًا من أجل نزع فتيل التصعيد... وقف الحرب الظالمة والغاشمة والدموية على غزة، كان كفيلًا بتهدئة الأوضاع على الجبهة الشمالية مع جنوب لبنان... وإعطاء الدبلوماسية فرصة لجلب الهدوء.. ولكن إسرائيل اختارت توسيع دائرة النار والدم، لتعتدي على دولة عربية ذات سيادة.. يعيش شعبها اليوم في قبضة الخوف والترويع.
وأقول بصراحة إن العجز أمام مواجهة الوحشية في غزة.. بما في ذلك عجز هذا المجلس الذي يجسد الإرادة الدولية.. هو ما شجع قادة إسرائيل على التصعيد... لقد وجدوا الطريق ممهدًا ومفروشًا بغياب المحاسبة وغياب العقاب، بل وغياب أي ضغط حقيقي لتغيير المسار.
سيدي الرئيس
نحن نعرف كيف تشتعل الحروب لأننا عشنا هذه التجارب الأليمة في الشرق الأوسط لعقود... ما تفعله إسرائيل اليوم هو استدعاء متعمد وأحمق لعاصفة... لن يكون أحدٌ بمنأى عن أذاها ومخاطرها... لن يكون أحد بمنأى عن أذاها ومخاطرها.
ما تفعله إسرائيل، شهدنا مثله كثيرًا في التاريخ الحديث للشرق الأوسط... وتعلمنا الدروس واستخلصنا العبر.. ولكن البعض تُصوِّر له غطرسة القوة أنه قادرٌ على تحقيق أهدافه بقتل أكبر عدد ممكن من البشر.. البعض يتصور أن السلام لا يتحقق إلا مُخضبًا بالدم، وأن الدول تعيش بالسيف وحده.
إذا تُرك هذا الجنون ليسود، سنجد أنفسنا أمام سلسلة لا تنتهي من الدم والخراب.
إن أمامنا اليوم فرصة حقيقية للتراجع عن الهاوية... الرئيس بايدن قال أمس إن ثمة فرصة للحل الدبلوماسي.. وأقول إن هذا المجلس لا بد أن يضطلع بمسئولياته لجعل هذا الحل واقعًا في أسرع وقت.. هذه الحرب يجب أن تتوقف اليوم.. في هذه الساعة.. في غزة وفي الضفة وفي لبنان... علينا أن نتحرك قبل فوات الأوان.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى انتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار فى جنوب لبنان، حيث أفادت مصادر لبنانية رسمية بأن الطائرات المقاتلة والمسيرة، التابعة لجيش الاحتلال، حلَّقت بكثافة فى أجواء عدد من المناطق الجنوبية، وعلى ارتفاعات منخفضة، ما أثار حالة من الهلع بين السكان.
وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام، فى تقرير لها من بيروت، إلى أن طائرات الاحتلال تواصل تحليقها على علو منخفض فى أجواء بلدات «الدوير، وجبشيت، والشرقية، وأنصار، وعبا، وحاروف، وتول، والنميرية، والكفور»، التابعة لمنطقة «النبطية» جنوب البلاد، وذلك بعد أيام من غارة جوية للاحتلال الإسرائيلى منتصف شهر فبراير الجارى، استهدفت سيارة بين منطقتى «عربصاليم» و«جروجوع»، بقضاء النبطية.
وأوضحت «القاهرة الإخبارية» أن مسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً موجهاً استهدف سيارة على طريق «جروجوع - اللويزة»، فى إقليم التفاح، عند مفرق «قطر الندى»، ما أسفر عن اندلاع النيران فى السيارة، وسط تقديرات أولية باستشهاد 3 أشخاص على الأقل، وجرح 4 آخرين.
من جانبه، قال الرئيس اللبنانى، جوزيف عون، إن مواجهة التحديات الراهنة بالمنطقة تتطلب موقفاً عربياً موحداً، وأكد لوفد من السفراء العرب فى بيروت أن ما يحصل فى المنطقة لا تقتصر تداعياته على الشعب الفلسطينى فقط، بل تطال الدول العربية كلها، ومن بينها لبنان، كما أعرب عن أمله فى دعم الدول العربية كى يعود لبنان «شرفة العرب»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء اللبنانية «وطنية»، وجدد التأكيد على أن بلاده لن تكون منصة للهجوم على الدول، ولا سيما الدول العربية.
وأعلن الجيش اللبنانى، الثلاثاء الماضى، أن وحداته انتشرت فى 11 بلدة بجنوب البلاد، بعد انسحاب قوات الاحتلال منها، وجاء بيان الجيش اللبنانى بعد ساعات قليلة من انسحاب إسرائيل من عدد من البلدات الحدودية بالقطاع الشرقى فى جنوب لبنان، ودخول الأهالى إلى بلدتهم أمس، بعد انتهاء المهلة المحددة للانسحاب الإسرائيلى من مواقعه فى الجنوب اللبنانى.
وأكد الجيش اللبنانى، فى بيان أوردته وكالة «وطنية»، أن قواته انتشرت بمواقع حدودية جنوب «الليطانى»، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية، كما أنه باشر إجراء المسح الهندسى، وفتح الطرق، ومعالجة الذخائر غير المنفجرة، وأضاف أن وحداته تنتشر فى بلدات «العديسة، ومركبا، وحولا، وميس الجبل، وبليدا» فى القطاع الأوسط، كما تنتشر فى «العباسية، والمجيدية، وكفر كلا، ومرجعيون» بالقطاع الشرقى، داعياً اللبنانيين إلى الالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة فى المناطق الجنوبية.