“الإنفلونزا” ليست مجرد زكام: دليلك لفهم أعراضها ومضاعفاتها
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
يمانيون – منوعات
حدد الدكتور أندريه بوزدنياكوف، الخبير في الأمراض المعدية، الفروقات الجوهرية بين الإنفلونزا وعدوى الفيروسات التنفسية الحادة، مشيرًا إلى أن الإنفلونزا تبدأ دائمًا فجأة، حيث تظهر الأعراض بشكل عنيف مع ارتفاع درجة الحرارة، الشعور بالضعف، وآلام شديدة في الجسم.
وأوضح بوزدنياكوف أن “الإنفلونزا التقليدية عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تختلف عن العدوى الأخرى، حيث تكون بدايتها حادة جداً لدرجة أن المصاب يمكنه أن يتذكر تمامًا الوقت الذي بدأت فيه الأعراض، مصحوبة بزيادة في درجة الحرارة، صداع، تسمم، وآلام في العضلات والمفاصل”.
وأضاف أن الأعراض التنفسية لا تظهر إلا بعد بضعة أيام، حيث يبدأ السعال بعد 2-3 أيام من الإصابة، ويكون في البداية خفيفًا، ثم يتحول إلى نوبات متكررة، موضحًا أن “الإنفلونزا تصيب بشكل رئيسي القصبة الهوائية، وعند نوبات السعال قد يشعر المصاب بألم مستمر في الصدر”.
وذكر بوزدنياكوف أن الزكام والتهاب الحلق يكون عادة معتدلاً، مشيرًا إلى أن مضاعفات الإنفلونزا تأتي على شكلين: مضاعفات مبكرة، مثل التهاب رئوي، واحتمالية إصابة الجهاز العصبي المركزي، ومتلازمة التسمم الحاد التي قد تؤدي إلى الصدمة، ومضاعفات متأخرة، تشمل بشكل أساسي الالتهابات البكتيرية الثانوية مثل التهاب اللوزتين، التهاب الجيوب الأنفية، التهاب البلعوم، والتهاب رئوي جرثومي ثانوي.
وأكد بوزدنياكوف أنه بعد التعافي من الإنفلونزا، قد يعاني الشخص من عدم استقرار في درجة حرارة جسمه، التعرق الشديد، والتعب.
وخلص إلى أنه من الممكن معالجة الإنفلونزا بفعالية باستخدام أدوية مضادة للفيروسات، مشددًا على أهمية إجراء اختبارات خاصة لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بالإنفلونزا، لأن البدء في العلاج المبكر يساعد على تجنب المضاعفات. كما أشار إلى إمكانية استخدام المضادات الحيوية، ولكن ليس في البداية، بل بعد 3-4 أيام، حيث أنها ليست فعالة ضد الفيروسات، ولكنها تمنع تكاثر البكتيريا، مؤكدًا ضرورة استشارة الطبيب لتحديد نوع المضاد الحيوي المناسب.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
دراسة: الفطر سلاح فعال ضد الإنفلونزا
أظهرت دراسة حديثة أن الفطر الذي يُستخدم في العديد من الأطباق، قد يحمل في طياته فوائد صحية غير متوقعة.
وإلى جانب ما وصلت إليه دراسات سابقة أن الفطر يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب ويحسن نمو خلايا الدماغ ويعزز الحماية ضد السرطان، أظهرت دراسة جديدة أن الفطر قد يكون أيضا سلاحا فعالا ضد الإنفلونزا.
وأجرى فريق بحثي من جامعة ماكغيل في كندا دراسة على الفئران، حيث أظهرت النتائج أن الألياف الموجودة في الفطر، والمعروفة باسم "بيتا-جلوكان"، قد تساهم في تقليل التهابات الرئة الناجمة عن الإصابة بالإنفلونزا.
وعند إعطاء الفئران جرعة من هذه الألياف، لاحظ الباحثون تحسنا في وظائف الرئة وتقليلا في خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة أو الوفاة بعد تعرضها للفيروس.
وأكد أخصائي المناعة في جامعة ماكغيل، مازيار ديفانغاهي لـ"ساينس أليرت" أن "البيتا-جلوكان موجود في جدران خلايا جميع أنواع الفطريات، بما في ذلك تلك التي تعيش داخل جسم الإنسان وعلى سطحه".
وأضاف: "من الممكن أن تؤثر مستويات وتركيب الفطريات في جسم الإنسان على استجابة جهاز المناعة للعدوى، وذلك جزئيا بفضل تأثير البيتا-جلوكان".
وقد أثبتت الدراسات أن البيتا-جلوكان يعزز من قدرة الجهاز المناعي، ولكن الدراسة الحالية ركزت على قدرته في تقليل تأثير العدوى الفيروسية بدلا من مكافحة الفيروسات بشكل مباشر كما تفعل الأدوية التقليدية.
وما يميز البيتا-جلوكان هو قدرته على تعديل سلوك الخلايا المناعية في الجسم، مما يساعد في التفاعل بشكل أفضل مع الإنفلونزا.
وأظهرت الفئران التي تم علاجها زيادة في عدد الخلايا المناعية المسماة العدلات، التي كانت تعمل بشكل منظم بدلا من الاندفاع العشوائي.
ومن المعروف أن العدلات قد تساهم في الالتهاب، ولكن مع تأثير البيتا-جلوكان، تمكنت هذه الخلايا من تقليل الالتهابات في الرئتين، وهي عملية أساسية لتجنب المضاعفات الصحية الناتجة عن الإنفلونزا مثل الالتهاب الرئوي.
وأكدت عالمة المناعة كيم تران، من جامعة ماكغيل، أن "العدلات عادة ما تسبب الالتهابات، ولكن البيتا-جلوكان يمكنه تغيير سلوكها لتقليل هذا الالتهاب".
وأضافت أن الخلايا المناعية التي تمت معالجتها بالبيتا-جلوكان ظلت نشطة لمدة تصل إلى شهر، مما يشير إلى أن هذا العلاج قد يوفر حماية طويلة الأمد.
وعلى الرغم من المراحل المبكرة لفهم هذا العلاج بشكل كامل، فإن هذه الدراسة تفتح آفاقا جديدة لفهم كيف يمكن للبيتا-جلوكان أن يسهم في تعزيز المناعة ضد الأمراض التنفسية، مما يتيح للباحثين إمكانية استكشافه كعلاج محتمل للإنفلونزا وأمراض مشابهة في المستقبل.