الثورة نت:
2024-09-27@00:14:00 GMT

العدوان وخيانة النُخب السياسية العربية

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

العدوان وخيانة النُخب السياسية العربية

 

بغض النظر عن مواقف الأنظمة العربية المخزية والهجينة إلى حد الوقاحة تجاه قضية العرب الأولى فلسطين الجريحة، نتحدث عن المواقف الأكثر خذلاناً وانبطاحاً واستسلاماً للآخر من قبل القوى السياسية في الوطن العربي، وعلى وجه الخصوص الأحزاب والجماعات اليسارية بتوجهاتها الأممية والقومية والمنظومة التي تعمل تحت يافطة الإسلام السياسي، وفي المقدمة جماعة الإخوان المسلمين بكل تفرعاتها ومنها حماس التي خذلتها هذه الجماعات وأصبح العدو الصهيوني يتفرد بها ويخوض ضدها حرب إبادة شاملة.


هذه الجماعات التي تتلطى بالدين لا تحرك ساكناً، أوقفت حتى الحديث عن الكيان الصهيوني وأعماله القبيحة حتى في المساجد، بعد أن ظلت ردحاً من الزمن تتحدث عن مظلومية الشعب الفلسطيني ولم تتردد عن فتح باب التبرعات التي ذهبت أدراج الرياح ولم يصل منها إلى الفلسطينيين شيء، وكذلك القوى اليسارية التي ظلت تتحدث عن الإمبريالية الرجعية عقوداً من الزمن، طالما راهنت على دورها في نصرة الشعب الفلسطيني والعمل على سحق القوى الرجعية والإمبريالية في كل مكان، وها هي اليوم تسرح وتمرح في أحضان هذه الرجعية بل وتتقاضى الرواتب منها، قد نسمعها بين الحين والآخر تتحدث عن الثورات والمواقف المماثلة فقط من أجل الاستفادة منها واستمالة عواطف الناس لمزيد من الكسب وأخذ الأموال تحت يافطة دعم الشعب الفلسطيني «إنا لله وإنا إليه راجعون «، كيف نتعاطى مع هذه النخب السياسية والثقافية؟! وأنى للمواطن المغلوب على أمره أن يتحمل مثل هذه النزعات الشيطانية التي لا تتوانى عن الاستفادة من كل شيء حتى المبادئ والقيم والأخلاق.
في هذا المضمار نجد المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية تناضلان وحدهما في الميدان وتتحملان الضربات تلو الضربات من العدو الصهيوني الغادر، والعالم العربي والإسلامي بالكامل يتفرجون عليهم ولا يحركون ساكناً باستثناء بعض الإدانات وعمليات الشجب والاستنكار اليتيمة، بل إن بعض هذه القوى لا تكتفي بالصمت والخذلان، لكنها توجه الاتهامات إلى إيران وتطالبها بالنصرة وتحاول أن تخذل المناصرين من أبناء العرب، كما يحدث مع أنصار الله في اليمن والحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان، فهم في نظر هؤلاء مجرد باحثين عن مواقع متقدمة في مسار العمل السياسي العربي.
إنها مصيبة فعلاً أن يصل الحال بالمثقفين العرب والمسلمين إلى هذا المستوى من الانبطاح والتدني والخذلان، بما يؤكد أن النفوس باتت مسحوقة وغير قادرة على التعاطي بإيجابية مع القضايا الأساسية للأمة، والاستمرار في الانبطاح لأمريكا وبريطانيا أهم دولتين ترعيان الكيان الصهيوني وتدعمانه بكل الوسائل حتى في حربه الحالية ضد حماس في غزة وضد حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن، والعالم كله يتفرج ولا ناصر لهم إلا الله سبحانه وتعالى وهو القادر على الانتصار لهذه القوى الحية في الأمة وتأييدها.
كم يحُز في النفس أن نجد رجلاً ماركسياً أو إخوانياً يتندر على إيران ويتهمها بالتخاذل والتراجع عن نصرة الحلفاء، والقول بأنها قذفت بحلفائها إلى واجهة اللهب المحرق وكله زوراً وبهتاناً، وهي التي مدت هذه القوى بالأسلحة والمال بعد أن خمدت نارها وخذلها أبناء جلدتها، ألستم معي بأن الحالة مزرية؟!! وأن الخيانة قد استشرت وبلغت مبلغاً فضيعاً في دماء هؤلاء وجعلهم يتنكرون حتى لأهم المبادئ التي طالما تحدثوا عنها إلى حد المزايدة على الآخرين وقذفهم بالتهم الباطلة، بينما الخيانة والعمالة أصبحت اليوم واضحة لكل ذي بصيرة، ولو أنهم سكتوا فقط لكان خيراً لهم، لكنهم يتمادون في خدمة الكيان الصهيوني، يا لها من مأساة ويا لهم من عرب!! باعوا كل شيء حتى ذواتهم في سبيل الحياة المدنسة والبقاء غير السوي في الحياة وإن شاء الله ستسود وجوههم يوم النصر العظيم، يوم أن يتزحزح هذا الكيان الصهيوني الغاصب عن أرض فلسطين وتعود اللحمة إلى الكيان الفلسطيني والعربي والإسلامي بشكل عام، وليس ذلك على الله ببعيد، والله من وراء القصد..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ازدواجية القوى السياسية ومعارضتها دون بناء الدولة.. الحكومة بين فكي الولاءات المفرطة- عاجل

بغداد اليوم - بغداد

أكد الباحث في الشأن السياسي غالب الدعمي، اليوم الخميس (26 أيلول 2024)، أن القوى السياسية تعارض بناء الدولة بسبب مصالحها والولاءات الخارجية.

وقال الدعمي، لـ"بغداد اليوم"، إن "القوى السياسية لا يمكن عدها ضمن الدولة، فإن بعض تلك القوى من المعرقلات الحيوية التي تعيق بناء الدولة".

وأضاف، أن "الحكومة العراقية لديها نية من اجل تحسين علاقتها مع الدول العربية، لكن القوى السياسية تمنعها بسبب الولاءات والارتباطات الخارجية، كذلك الحكومة العراقية تريد إبقاء العراق بعيدا عن كل الصراعات في المنطقة، لكن القوى السياسية تجبرها ان تكون ضمن تلك الصراعات".

وبين الدعمي، ان "هناك ازدواجية لدى القوى السياسية في التعامل مع الملفات الكبرى والمهمة للعراق، وليس في موقف الحكومة، وإن كان موقف الحكومة مقارب لمواقف القوى السياسية، وهذا الامر حتى تتجنب الحكومة تلك القوى ولا تكون معارضة لها أو معرقلة لها بشكل أكبر".

وأرجع مختص في الشأن السياسي مجاشع التميمي من ناحيته، حالات التلكؤ او الإخفاق بعدد من الملفات خلال فترة حكومة السوداني نتيجة للضغوطات السياسية التي كان يواجهها، فيما اشار الى أن رئيس الوزراء نجح باحتواء العديد من الازمات.

ويتضمن المنهاج الوزاري، لحكومة السوداني التأكيد على مجموعة نقاط رئيسة منها معالجة الفقر والبطالة ومكافحة الفساد المالي والإداري، ومكافحة البطالة وتوفير فرص العمل وتفعيل دور هيئات الاستثمار والنهوض بالصناعة، والإسراع في إعمار المناطق المحررة، وتحسين الخدمات الصحية للمواطنين.

التميمي أكد خلال حديثه لـ "بغداد اليوم"، أن اخفاق السوداني بالكثير من الملفات والوعود بسبب الضغوطات السياسية عليه.

وقال التميمي، يوم الاحد (25 آب 2024)، إن "اغلب الملفات التي سجلت في المنهاج الحكومي لم يتم الايفاء بها ابتداء من محاربة الفساد الى حصر السلاح بيد الدولة الى معالجة البطالة والفقر وغيرها من القضايا المتعلقة في الاتفاق السياسي".

وبين انه "من الظلم تحميل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مسؤولية الفشل لان القوى السياسية لم تفِ بالوعود التي قطعتها للسوداني بأطلاق يده في تحقيق البرنامج، ابتداء من فرض وزراء غالبيتهم غير قادرين على تحقيق المنهاج الحكومي فضلا عن التدخل في السلطة التنفيذية من قبل القوة السياسية المشكلة لتحالف ادارة الدولة".

وأضاف إن "الاهم في موضوع الاخفاق هو عدم معالجة ملفات الفساد التي انتشرت وتعاظمت في مؤسسات الدولة كافة فضلا عن التغول السياسي في المؤسسات الحكومية من قبل القوة السياسية و عدم انفاذ القانون مما سهل حركه الفاسدين وتجار الجريمة وخاصة في موضوع ملف المخدرات".

وأكد الباحث في الشأن السياسي أنه "يبقى لشخص السوداني الدور الاهم في احتواء الكثير من الازمات و تقريب وجهات النظر خاصة في العلاقة بين بغداد والاقليم و احتواء ازمة التبادل المسلح بين الفصائل المسلحة و القوات الامريكية في العراق و محاولة تحييد عن الازمة الاقليمية المتعلقة بقطاع غزة و الحرب هناك".

من جانبه فقد اكد النائب عن تيار الحكمة علي البنداوي، يوم الاحد (25 آب 2024)، عدم اخفاق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني باي من الملفات التي وعد بها ضمن برنامجه الحكومي.

وقال البنداوي، لـ"بغداد اليوم"، إن "العمل الحكومي ليس بالسهل، خاصة في ظل وجود ضغوطات كبيرة"، مشددا على أن "حكومة السوداني ورثت تركة ثقيلة من الحكومات السابقة ابرزها ملفات الفساد، ورغم ذلك الحكومة الحالية تعمل على حل تلك الازمات والمشاكل التي ورثتها، وهي حققت إنجازات".

وأضاف، أن "السوداني لم يخفق بأي ملف لغاية الان، وهو عمل بجميع الاتجاهات"، مستدركا بالقول "لكن هناك بطء في تنفيذ بعض الملفات، يقابلها عمل حقيقي على مستوى الخدمات ومحاربة الفساد وتطوير أداة القوات الأمنية، وملف العلاقات الخارجية".

واوضح أن "هذا البطء سببه الضغوطات السياسية وكذلك الصراعات السياسية وعدم توافق بعض الكتل السياسية، كذلك تردي الواقع الأمني بين حين واخر، فهذه ابرز العوامل الرئيسية في بطء تنفيذ السوداني لكامل وعوده الحكومية".


مقالات مشابهة

  • ازدواجية القوى السياسية ومعارضتها لبناء الدولة.. الحكومة بين فكي الولاءات المفرطة
  • ازدواجية القوى السياسية ومعارضتها لبناء الدولة.. الحكومة بين فكي الولاءات المفرطة- عاجل
  • ازدواجية القوى السياسية ومعارضتها دون بناء الدولة.. الحكومة بين فكي الولاءات المفرطة- عاجل
  • الرئيس الإيراني: الكيان الصهيوني وداعميه هم أكبر الإرهابيين
  • الكيان الصهيوني يستدعي لواءي احتياط
  • السيد علي الخامنئي: لو كان بإمكان الكيان الصهيوني هزيمة المقاومة في فلسطين ولبنان لما عمد إلى ارتكاب الجرائم بحق المدنيين
  • السيد خامنئي: المقاومة هي المنتصرة بالنهاية على الكيان الصهيوني
  • الرئيس الإيراني: حزب الله “لا يمكنه البقاء بمفرده” في وجه الكيان الصهيوني
  • ما هي المواقع التي استهدفها حزب الله داخل الكيان المحتل؟