أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على ضرورة احترام سيادة لبنان في ظل التصعيد الحالي في المنطقة. جاء هذا التصريح خلال كلمة ألقاها في مقر الأمم المتحدة، حيث أشار إلى أن لبنان يمر بظروف خطيرة، وأن السيادة الوطنية لهذا البلد يجب أن تكون محل احترام كامل من جميع الأطراف، محذرًا من تداعيات الانتهاكات المستمرة.

 لبنان يمر بظروف خطيرةالجهود الفرنسية لمنع تفاقم الصراع

من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده تبذل كل ما في وسعها من جهود دبلوماسية لوقف دائرة العنف المتصاعدة. وأكد أن فرنسا تعمل بالتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية للحيلولة دون انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية قد تكون كارثية على الجميع. وأوضح أن باريس تعمل عن كثب مع شركائها لتأمين حل سلمي يعيد الاستقرار للبنان.

جهود دولية لمنع تدهور الأوضاع

تسعى الأمم المتحدة وفرنسا إلى توحيد الجهود الدولية لوقف التصعيد في لبنان. بينما أكدت عدة دول أوروبية وأمريكية دعمها لمساعي التهدئة، تسعى الدول الكبرى لتوفير دعم سياسي واقتصادي للبنان يساعد في احتواء الأزمة وتجنب آثارها المدمرة.

مخاوف من اندلاع حرب إقليميةمخاوف العنف في لبنان

تشير المخاوف إلى أن العنف في لبنان قد يتطور ليشمل دولًا أخرى في المنطقة، وهو ما دفع المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لوقف التدهور. ويخشى المسؤولون الدوليون أن يؤدي التصعيد الحالي إلى إشعال فتيل حرب إقليمية قد تؤثر على استقرار الشرق الأوسط بالكامل.

دعوات للعودة إلى طاولة المفاوضات

في ظل تصاعد التوتر، تتزايد الدعوات من عدة أطراف إقليمية ودولية للعودة إلى طاولة المفاوضات. ويعتقد الدبلوماسيون أن الحوار السياسي هو السبيل الأمثل لحل النزاعات القائمة، حيث يعكف الجميع على تقديم حلول تراعي مصالح جميع الأطراف وتمنع انزلاق المنطقة إلى المزيد من العنف.

بينما تواصل إسرائيل عملياتها 

تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في لبنان وسط تصاعد حدة التوترات الإقليمية، في حين تشهد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن انقسامًا داخليًا حول كيفية التعامل مع التصعيد المتزايد. بينما يؤيد بعض المسؤولين ضرورة اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، يفضل آخرون اتباع سياسة الحياد والدعوة للتهدئة، ما يعكس تباينًا في الرؤى حول الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.

انقسام داخل إدارة بايدنانقسام داخل إدارة بايدن حول العمليات الإسرائيلية بلبنان

من جانبها كانت كشفت مصادر إعلامية أمريكية عن وجود خلافات داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الموقف من العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية في لبنان. تأتي هذه الانقسامات في ظل تصاعد الضغوط الدولية والمحلية لتحديد دور الولايات المتحدة في التهدئة أو التصعيد.

بينما يؤيد بعض المسؤولين اتخاذ موقف داعم لإسرائيل، يعارض آخرون هذا التوجه، داعين إلى التركيز على الجهود الدبلوماسية والحد من التصعيد، وسط قلق متزايد من تداعيات النزاع على الاستقرار الإقليمي والعالمي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اسرائيل وحزب الله الأمم المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس فرنسا حزب الله لبنان جنوب لبنان جو بايدن الرئيس الأمريكي الرئيس الأمريكي جو بايدن فی لبنان

إقرأ أيضاً:

وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يترك إيران نمراً من ورق

تناول الكاتب الصحفي والباحث دانييل ويليامز اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله، مسلطاً الضوء على آثاره في الاستقرار الإقليمي وتأثيره على ديناميكيات القوة الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

إيران لاعب ضعيف غير قادر على دعم تهديداته بعمل ذي مغزى



وقال الكاتب في تحليله بموقع "آسيا تايمز" إن هذا القرار لا يعزز المكاسب الاستراتيجية الرئيسية لإسرائيل فحسب، بل يكشف أيضاً عن إيران كلاعب ضعيف غير قادر على دعم تهديداته بعمل ذي مغزى. إنجاز مهم لنتانياهو

وعدّ ويليامز وقف إطلاق النار إنجازاً مهماً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حيث حقق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في دفع حزب الله بعيداً عن الحدود الشمالية لإسرائيل وشل القدرات العملياتية للجماعة.
وكجزء من الاتفاق، أُجبِر حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني، مما أدى إلى إنشاء منطقة عازلة داخل لبنان.
يفرض هذا التحول الإقليمي شرطاً من قرار الأمم المتحدة لعام 2006 الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله، لكنه ظل غير مطبق إلى حد كبير.

 

???? "After a year of mauling, Hezbollah – Tehran’s puppet – is giving in. But why has Netanyahu agreed to a peace deal, when Israel has the upper hand?" writes @COLRICHARDKEMP .

Read more here ????https://t.co/kZLUTtbhgV pic.twitter.com/Zgz3cih6mj

— The Telegraph (@Telegraph) November 27, 2024


ومن خلال تنفيذ هذه المنطقة المحظورة، تعزز إسرائيل أمنها على طول حدودها الشمالية في حين تحد في الوقت نفسه من قدرة حزب الله على تهديد الأراضي الإسرائيلية.

تصدع التحالف بين حزب الله وحماس

وأوضح الكاتب أن هذا التطور يكشف صدعاً في التحالف بين حزب الله وحماس، حيث كان الحزب قد أعلن دعمه للهجوم الذي شنته الجماعة الفلسطينية المسلحة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولكنه اضطر في النهاية إلى التراجع تحت الضغط الإسرائيلي.
وأشار الكاتب إلى أن هذا الصدع يترك حماس معزولة، حيث فقدت حليفاً حاسماً قادراً على تحويل الموارد العسكرية الإسرائيلية نحو جبهة ثانية، مما يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو انتصارا تكتيكياً يُضعف ما يسمى "محور المقاومة".

 

Israeli hard power has secured what 11 months of soft words from Biden envoys could not: Hezbollah’s agreement to abandon Hamas as Iran’s Lebanon proxy staggers out of the fight. https://t.co/DLL2LM099U

— Mark Dubowitz (@mdubowitz) November 26, 2024


ورأى ويليامز أن وقف إطلاق النار يقوض موقف إيران بوصفها الداعم الرئيس لهذا المحور، الذي يضم حزب الله وحماس والميليشيات العراقية والمتمردين الحوثيين في اليمن. ورغم خطابها عن المقاومة ودعم هذه الجماعات، امتنعت إيران عن التدخل المباشر أثناء الصراع في الوقت الذي استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية جنوب لبنان وبيروت وحتى كبار مسؤولي حزب الله.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر الكناني علناً أنه لا توجد حاجة إلى إرسال قوات إضافية إلى لبنان، مدعياً بأن الميليشيات المحلية قادرة على التعامل مع الموقف. وأوضح الكاتب أن هذا التصريح يكشف عن فجوة كبيرة بين تهديدات إيران واستعدادها - أو قدرتها - على التصرف.
وفي حين أشاد نتانياهو بوقف إطلاق النار باعتباره انتصاراً، يرى الكاتب أنه لا يعالج مخاوفه الأوسع نطاقاً بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأعطى نتانياهو الأولوية باستمرار لتحييد طموحات إيران النووية، التي يعتبرها أكبر تهديد لوجود إسرائيل.
وفي خطاب متلفز، كرر رئيس الوزراء التزامه بهذه المهمة، ووصفها بأنها أساسية لأمن إسرائيل على المدى الطويل. إن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، بما في ذلك تدمير أنظمة الدفاع الجوي إس-300 التي قدمتها روسيا لحماية المنشآت النووية الرئيسية، توضح بشكل أكبر تركيزها على الحد من قدرات طهران.
وسلط الكاتب الضوء على رد فعل الرئيس الأمريكي جو بايدن على وقف إطلاق النار، مشيراً إلى تصويره للاتفاق على أنه خطوة نحو السلام في الشرق الأوسط. وتركز رؤية بايدن على إنشاء دولة فلسطينية؛ وهو احتمال رفضه نتانياهو باستمرار.
وتشير الأعمال العدائية المستمرة في غزة، إلى جانب تصاعد العنف في الضفة الغربية، إلى أن حل الدولتين ما يزال هدفاً بعيد المنال. ولا تظهر أي علامات على تراجع الصراع في غزة على وجه الخصوص. ففي حين تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، تواصل حماس المطالبة بانسحاب إسرائيل كشرط لأي وقف لإطلاق النار.
وفي الوقت نفسه، تسلط الغارات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي تستهدف في كثير من الأحيان مخابئ الأسلحة التي يُزعم أن إيران هربتها، الضوء على التوترات المستمرة في الأراضي الفلسطينية. وظلت السلطة الوطنية الفلسطينية، ومقرها رام الله، صامتة بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، ما يؤكد على دورها المتضائل في تشكيل التطورات الإقليمية.


ديناميكيات العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية 


وقال الكاتب إن ديناميكيات العلاقات الأمريكية الإسرائيلية قد تتغير مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على الطبيعة الهشة لوقف إطلاق النار وتداعياته الأوسع. وفي حين يعمل الاتفاق على استقرار الجبهة الشمالية لإسرائيل مؤقتاً، فإنه يسلط الضوء على هشاشة الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.
وتكشف الهدنة عن نقاط ضعف إيران في حين تعزز الهيمنة العسكرية لإسرائيل، وتترك الصراعات الأساسية التي تديم عدم الاستقرار في المنطقة دون حل. وبينما يسعى نتنياهو وبايدن وترامب إلى اتباع استراتيجيات متباينة، فإن الطريق إلى السلام الدائم يظل بعيد المنال، ويتشكل من خلال الأولويات المتنافسة والتوترات الدائمة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تهدد: لن نفرق بين لبنان وحزب الله إذا انهار اتفاق وقف إطلاق النار
  • لن نفرق بين لبنان وحزب الله.. تهديد شديد اللهجة من إسرائيل حال انهيار وقف النار
  • شغور 613 مركز إيواء وحزب الله يدفع بدل إيواء
  • إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار في لبنان.. وحزب الله يرد
  • تحركات عاجلة لمناقشة وضع سوريا.. جلسة طارئة من مجلس الأمن وبيان دولي
  • مسؤولون في الأمم المتحدة يصدرون تحذيرات عاجلة بسبب تصاعد العنف في سوريا
  • الأمم المتحدة تدعو إلى حماية المستضعفين في لبنان واحترام اتفاق وقف إطلاق النار
  • صحف عالمية: إسرائيل تبدو منقلبة على مواطنيها وفوضى سوريا تهديد لها
  • وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يترك إيران نمراً من ورق
  • تقرير: الجيش اللبناني ركيزة الهدنة بين إسرائيل وحزب الله