الثورة نت:
2025-03-29@00:28:53 GMT

هل هي الحرب الكبرى أم حافة الهاوية؟

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

 

 

نحن في قلب الحرب المفتوحة، مفتوحة زمنياً ومفتوحة سقوفها على الاحتمالات، لكنّها ليست بعدُ الحرب الكبرى، إذا وصفنا الحرب الكبرى بتلك الحرب التي تسقط معها كل الضوابط والسقوف والخطوط الحمراء. وهذه الضوابط والخطوط الحمراء التي توصف بالحرب الكبرى لا تزال تتمثل من جهة، باستهداف العمق السكاني في العاصمة أو ضاحيتها على الأقل بصورة عشوائية، واستهداف البنى المدنية الخدمية من مطار ومرفأ وكهرباء واتصالات ومستشفيات وسواها، ومن جهة موازية باشتعال الجبهات في محاولة التقدّم البري، بواسطة فرق المشاة والآليات، لكن عدد الشهداء والجرحى وحجم اتساع الاستهداف جغرافياً وشموليّته يضعُنا على حافة الهاوية لبلوغ الحرب الكبرى.


– بالتأكيد ليس ما يجري مجرد غضب ولا انتقام، وفيه بعض من هذا وذاك، لكنه يجري بوظيفة سياسيّة، وأمامنا اليوم حصيلة اعتداءات وجرائم تقارب الـ 10 آلاف بين شهيد وجريح خلال أيام قليلة، وحصيلة أمس وحدها تسجل أعلى رقم للشهداء والجرحى في يوم واحد من الحرب منذ 7 أكتوبر طوفان الأقصى، والهدف يرتبط بالسعي لتعويض الفشل بالمزيد من النار، والفشل هو في قدرة حزب الله على احتواء الضربات التي كانت مصمّمة لإسقاطه بالضربة القاضية المصممة أميركياً والتي تفوق قدرات كيان الاحتلال وجاءت هدية تعوّض حال الانهيار التي عاشها قادة الكيان بعد ضربة الـ 8200 التي أحبطت عمليات الاغتيال وما صمم بالترابط معها أميركياً بهدايا هي ملفات الاغتيال والداتا المرتبطة بالقادة المستهدَفين، فخرج قادة الكيان يقولون لا نريد الحرب ولا التصعيد قبل أن تصل جرعات الدعم. وهذا معنى أن يتم استهداف 5 بالألف من بيئته و5% من بنيته بضربة واحدة، أي ما يعادل 50 ألف جندي أميركي و175 ألف مدني أميركي بين قتيل وجريح بضربة واحدة خلال ثوانٍ، وهو ما يعادل عشرين مرة ما حدث في 11 أيلول 2001، عبر استهداف برجي التجارة الأميركية، وأن يخرج حزب الله في اليوم التالي لاستئناف جبهة الإسناد بكفاءة أعلى استدعى هدية أميركية لاحقة، هي عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية وربما الطائرة التي نفذتها والقنابل التي استخدمتها، لكن حزب الله مجدداً احتوى الصدمة وذهب إلى حيفا بصواريخه نحو مؤسسات الثقل الاستراتيجيّ للكيان، محققاً في الوقت نفسه معادلة، تريدون إعادة المهجرين بالقوة، سوف يزيد عدد المهجرين.
– المعادلة الجديدة التي يحاول قادة الاحتلال خلقها بواسطة هذا الشلال من الدماء، هي توازن ضغط قضية التهجير، ذلك أن المهجرين من شمال فلسطين المحتلة، ليسوا أكثر عدداً من مهجري جنوب لبنان، لكنهم معضلة سياسية بعكس مهجري الجنوب المحافظين على مساندتهم للمقاومة وصبرهم على المعاناة. وفي الكيان التهجير المتمادي والمتفاقم يتحدى صورة الجبروت وقدرة الردع الإسرائيلية، بينما في لبنان هو ثمن لا بد منه ترجمة للوقوف وراء المقاومة، لذلك يجري التوجّه لخلق معادلة جديدة تهجير أعداد أكبر بكثير ليست بالضرورة من صنف مؤيدي المقاومة ذاته، وحجمها فوق قدرة المقاومة على الاحتواء والإيواء، وتحويل قضية مهجري الجنوب إلى قضية وطنية تضغط على العمق اللبناني طلباً لحل سريع، هو ما يُراهن عليه أميركياً وإسرائيلياً لفتح باب التفاوض على معادلة وقف النار بمعزل عن غزة وإعادة المهجرين على جانبي الحدود.
– ردود حزب الله التي تستهدف المنشآت الاستراتيجية لجيش الاحتلال، لكنها تصيب عمق الشمال الجديد في حيفا، وتفتح طريق المزيد من التهجير، وإقامة توازن أشد قوة في التهجير نفسه، لكنه تهجير يحمل عنواناً سياسياً يدفع قيادة الكيان نحو أحد ثلاثة أبواب، قصف العمق اللبناني وتلقي الرد المماثل بما يتضمن من مفاجآت، أو تفعيل الجبهة البريّة واكتشاف ما ينتظر جيش الاحتلال عندها، أو العودة إلى المربع الأول المتمثل باتفاق حول غزة يُنهي الحرب حتى يتوقف إطلاق النار على جبهة لبنان ويعود المهجّرون.
– نحن على حافة الهاوية لأن التوجه الأميركي بدعم الكيان لا يزال عند وهم فصل الجبهات والتمهيد لاتفاق في غزة بشروط الاحتلال. وهذا يجعل الخيارات بين حرب الأعماق التي يخشاها الكيان ويريد من حزب الله أن يبدأها، وهو لم ولن يفعل، وإلا فنتوقع على طريقة حرب تموز 2006 ولكن أسرع بكثير الاندفاع نحو اختبار الحرب البرية التي ينتظرها المقاومون بفارغ الصبر.
– هذه الجولة تضعنا أمام استحالة النهايات الرمادية.

رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حزب الله: لا علاقة لنا بالصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان

 

اقرأ ايضاً"إسرائيل" تتعرض لقصف صاروخي من لبنان وشبح الحرب يرعب مستوطنات الشمال

نقلت شبكة الميادين عن مصدر مسؤول في حزب الله أنه " لا علاقة لحزب الله بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان اليوم باتجاه شمال فلسطين المحتلة".

وأكد المصدر للميادين أ ن "هذه الحوادث تأتي في سياق افتعال ذرائع مشبوهة لاستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان".

وأضاف المصدر أن "حزب الله يلتزم تماماً باتفاق وقف إطلاق النار".

وكان الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن ، اليوم الجمعة، رصد إطلاقين من الأراضي اللبنانية، مشيراً إلى "اعتراض أحدهما، فيما سقط الثاني في الأراضي اللبنانية".

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى دوي صفارات إنذار في مستوطنات "كريات شمونة"، ومسكاف عام"، و"مرغليوت" و"تل حي" في الشمال.

كما دوّى انفجاران في "كريات شمونة"، بحسب الإعلام الإسرائيلي. 


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند حزب الله: لا علاقة لنا بالصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان سوريا..حملة أمنية تستهدف عناصر حزب الله في دمشق (صور) زلزال مدمر يضرب بورما والصين وتايلند "إسرائيل" تتعرض لقصف صاروخي من لبنان وشبح الحرب يرعب مستوطنات الشمال الإمارت تكشف عن الرمز الجديد للدرهم وهذا موعد إصدار العملة الرقمية Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • "مفوضية حقوق الإنسان": قلقون من سياسة التهجير القسري في غزة
  • كيف نزع ترامب القناع عن عملية التغليف التي يقوم بها الغرب في غزة؟
  • القدس المنسية: المدينة التي تُسرق في ظل دخان الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة
  • الرئيس اللبناني: لن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادنا
  • حزب الله: لا علاقة لنا بالصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان
  • الاحتلال يرسل تعزيزات لطولكرم وجنين ويواصل التهجير بالضفة
  • القطاع الصحي في غزة على حافة الانهيار
  • ما قصة سحوبات الجوائز الكبرى التي هزت الكويت؟ وكيف علق مغردون؟
  • أستاذ علوم سياسية: صمود الفلسطينيين هو الرادع الوحيد لمخطط التهجير من غزة
  • بيعة الطموحات الكبرى