الثورة نت:
2024-12-22@13:39:16 GMT

الصاروخ اليمني.. كيف تهاوى الردع الإسرائيلي المطلق؟

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

 

11 دقيقة ونصف دقيقة هي المدة التي استغرقها وصول صاروخ بالستي فرط صوتي من طراز جديد أطلقته القوات المسلحة اليمنية تجاه «تل أبيب»، أخفقت الدفاعات الجوية في اعتراضه، وأصاب هدفه، وأدخل أكثر من مليوني مستوطن إسرائيلي إلى الملاجئ، جاء كرسالة ثقيلة على «إسرائيل»، وشكل عملية نوعية مفاجئة لليمن انتصاراً لغزة.


سجلت القوات المسلحة اليمنية نجاحاً كبيراً بعدما كانت قد استهدفت سابقاً مدينتي إيلات و»تل أبيب» بطائرات مسيرة، وهي تسجل اليوم نجاحاً جديداً بعدما ضربت «تل أبيب» بصاروخ بالستي قطع أكثر من ألفي كيلومتر، وضرب هدفاً قرب من مطار اللد أو ما يعرف بمطار بن غوريون.
ما يميز هذا النوع من الصواريخ هو القدرة على تغيير مساره فجأة، ما جعل الدفاعات الجوية عاجزة عن اعتراضه، الأمر الذي أثار تساؤلات في «إسرائيل» أكبر من الانفجار الذي أحدثه، إذ أشار معهد الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن القوات المسلحة اليمنية باتت تشكل تهديداً حقيقياً لـ»إسرائيل»، إلى جانب تهديد حزب الله على الجبهة الشمالية.
ويذهب المعهد في تقديره إلى أن الصاروخ اليمني الباليستي يعكس قدرة اليمن على الوصول إلى المراكز الحيوية والاستراتيجية في «إسرائيل»، وهذا انعكاس ومؤشر على النجاح في تطوير القدرات العسكرية، وأن مثل هذا التهديد ينضم إلى تهديدات سابقة انطلقت من اليمن، ويشير المعهد إلى سلاح الطائرات المسيرة الذي تمتلكه اليمن، والذي ضرب تل أبيب في وقت سابق، والحرب البحرية المستمرة على السفن في البحر الأحمر.
لماذا يعتبر صاروخ اليمن فشلاً كبيراً لـ»إسرائيل»؟ سؤال مهم يطرح نفسه أمام هذا الصاروخ الذي أحدث صدمة وإرباكاً كبيرين، وأيقظ «إسرائيل» كلها، كما علقت الصحافة الإسرائيلية.
من الضروري التوقف عند هذه الاعتبارات، فالصاروخ قطع مسافة تتجاوز ألفي كيلومتر من مكان انطلاقه، وهذا المسار الطويل فيه كثير من العقبات الإسرائيلية والدولية. تتمثل تلك العقبات في:
الأولى: الفشل في التعقب والرصد والاعتراض من قوة دولية موجودة على مقربة من اليمن، تتمثّل بالقيادة المركزية الأميركية الوسطى والقطع البحرية المنتشرة في البحر الأحمر وسلسلة من الأساطيل تتبع لمجموعة من الدول تعد شريكة أساسية في التحالف والتصدي لهجمات اليمن التي تستهدف السفن الإسرائيلية أو التي تتوجه إلى إسرائيل من دول أخرى.
الثانية: وجود المنظومة الدفاعية الإسرائيلية لأكثر من جيل لطالما تفاخرت به «إسرائيل»، كمنظومة حيتس، ومنظومة السهم، ومنظومة مقلاع داوود، ومنظومة القبة الحديدية، وجميعها منظومات تعمل لغرض الرصد والتصدي لأي تهديد صاروخي خارجي، وتعد من المنظومات الأكثر تطوراً لدى إسرائيل، وهي قادرة على رصد الأهداف بدقة بالغة قبل وصولها.
الثالثة: فشل المنظومات الدفاعية المنتشرة في وسط «إسرائيل» في التصدي للصاروخ وتمكنه من الوصول إلى منطقة حيوية كمطار حيوي ومهم يعكس حال تهاوي الردع في الكيان.
ثمة دلالات يحملها الصاروخ اليمني الذي ضرب «تل أبيب»، تتمثل بفشل ما تدّعيه «إسرائيل» من امتلاكها قوة الردع المطلقة، بل باتت بلا رادع استراتيجي، وأن معركة طوفان الأقصى أكدت أن «إسرائيل» كيان أوهن من بيت العنكبوت وقابل للانكسار والهزيمة. ومن دون حلفائها الغربيين هي كيان هش لا يستطيع حماية نفسه بنفسه.
تؤكد القوات المسلحة اليمنية، إلى جانب حزب الله في لبنان، أن موقف النصرة والإسناد لغزة ما زال قائماً رغم فاتورة المواجهة التي يمكن أن يدفعها اليمن، كما تؤكد أن امتلاك هذا النوع من الصواريخ تجاوز عقدة البعد الجغرافي عن فلسطين، أما عن الاستخدام، فإنه يعكس الإرادة السياسية لدى اليمن بالانتقال إلى مرحلة متقدمة من المواجهة واستخدام ما يملك من ترسانة عسكرية لمصلحة قضية فلسطين ونصرة قطاع غزة، أما على الصعيد العملياتي والقدرة على تجاوز منظومة الدفع الجوي، فهو نجاح لليمن وفشل كبير لإسرائيل، ويرشح احتمال تصاعد شكل وطبيعة المواجهة بين إسرائيل وأطراف محور المقاومة من جهة أخرى.
قرع الصاروخ البالستي اليمني الجرس في وجه نتنياهو الذي يريد إشعال حرب واسعة في لبنان بات يلمح لها كثيراً، في وقت بات جيشه منهكاً عالقاً في غزة، ليبعث رسالة ثقيلة مفادها أنَّ مثل هذا الصاروخ البالستي يمكن أن ينطلق من لبنان ويضرب مراكز حيوية استراتيجية بدقة أكبر مما انطلق عليه من اليمن. وقتها، ستكون المعادلة قد اختلفت كلياً، وستقضي على أطماع نتنياهو وطموحاته باللهث وراء نصر مطلق بحث عنه طيلة 11 شهراً.
خيارات «إسرائيل» تضيق بعد وصول صاروخ فرط صوتي يمني إلى «تل أبيب»، ونتنياهو وشركاؤه يأخذونها نحو الهاوية، فكل الحسابات يجب أن تختلف، وما قبل وصول الصاروخ إلى تل أبيت ليس كما بعده، والرهان على تفجير حرب مع لبنان سيجعل أطرافاً عديدة تعيد حساباتها، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، الحليف الأكبر لإسرائيل، والتي يريد نتنياهو توريطها في حرب كبيرة في المنطقة، في وقت تتجهّز لانتخابات رئاسية مقبلة، والمنطقة برمتها باتت أمام أسابيع حاسمة ومهمة تجعلها على مفترق طرق؛ إما وقف الحرب والتسوية نتيجة لمراجعة الحسابات بعد الصاروخ اليمني وإما الذهاب إلى مواجهة واسعة مع لبنان، وهذا ما لا ترغب فيه كثير من الدول في المنطقة، ولا يخدم أجندة إدارة بايدن الحالية.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. مشاهد توثق لحظة إصابة الصاروخ اليمني لهدفه وسط “تل أبيب” مخلفاً دماراً كبيراً وسقوط عشرات الصهاينة بين قتيل وجريح

يمانيون../

أكدت  قناة “كان” العبرية أن “القوات الجوية” للعدو تواصل التحقيق في سبب فشل صواريخ “حيتس” و”القبة الحديدية” الاعتراضية التي تم إطلاقها الليلة على الصاروخ اليمني الباليستي، مضيفة أنه في البداية تم إطلاق صاروخ اعتراضي من نوع “سهم – حيتس” باتجاه الصاروخ  خارج الغلاف الجوي، وعندما تبين فشل الاعتراض، تم إطلاق صاروخين إعتراضيين من “القبة الحديدية”، وفشلت أيضًا.

أما صحيفة “هآرتس” العبرية فأكدت أن الصاروخ اليمني على “تل أبيب” خلف حفرة عمقها عدة أمتار في موقع سقوطه مما أدى إلى أضرار جسيمة.

ووثقت مشاهد نشرها مستوطنون صهاينة توثق تفعيل العدو الصهيوني صافرات الإنذار في مناطق واسعة وسط فلسطين المحتلة من بينها “تل أبيب” ومحيطها. فيما حاولت منظومات الدفاع الجوي التصدي للصاروخ لكنها فشلت في التصدي. وتمكن الصاروخ من الوصول إلى ”تل أبيب” وتسبب بانفجار ضخم سمع صوته من الضفة. و استنفر العدو عقب انفجار الصاروخ  وهرعت طواقمه الطبية والإسعافية إلى الموقع. واعترف العدو إثرها بإصابة 20 مستوطنا صهيونيا.

وأفادت شرطة العدو الصهيوني بأنها تلقت بلاغات عن أضرار في المباني وإصابات بين المستوطنين الصهاينة ، حيث بلغ عدد المصابين 20 مستوطنًا صهيونيا، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة في الموقع، فيما وهرعت الطواقم الطبية والإسعافية إلى مكان الحادث وسط استنفار أمني كبير.

وفي وقت لاحق أفادت إذاعة “جيش” العدو أن “الجيش” يحقق في سبب الفشل باعتراض الصاروخ اليمني الذي انفجر بـ”تل أبيب” وخلف 30 مصاباً ووفاة رجل من “ريشون لتسيون” بسكتة قلبية.

واعترف إعلام العدو بأن “الحوثيين” أطلقوا أكثر من 200 صاروخ وأكثر من 170 مسيرة على “إسرائيل” منذ بداية الحرب وأن “إسرائيل” لا تعرف كيف تتعامل مع اليمن.

وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن فرق الإسعاف نقلت 20 مستوطنًا مصابا بجروح إلى مستشفيي “ولفسون” و”إيخلوف” إثر سقوط الصاروخ اليمني في “تل أبيب”. فيما قالت صحيفة  “معاريف” العبرية : “الليلة تبين أكثر من أي مرة أن “إسرائيل” عاجزة عن مواجهة اليمن، وغير مستعدة استخباراتيًا ومعلوماتيًا لمواجهة تهديد الحوثيين ولم تبلور خطط حقيقية للتصدي لهم”.

وانتشر مقطعا يوثق سقوط الصاروخ اليمني من نوع “فلسطين 2” في قلب “تل أبيب” بعد فشل العدو بالتصدي.

وأكدت صحيفة “معاريف” العبرية أن منظومة “حيتس” الاعتراضية فشلت للمرة الرابعة في اعتراض الصواريخ الباليستية، 3 من اليمن وواحد من لبنان.

كما انتشرت مشاهد توثق آثار الدمار الذي أحدثه القصف الصاروخي اليمني في مبنى بمحيط موقع سقوط الصاروخ في “تل أبيب” وسط فلسطين المحتلة. كما انتشرت أيضا مشاهد من قرية بدرس غرب رام الله لحظة فشل صواريخ العدو الدفاعية من اعتراض الصاروخ اليمني، واستمرار عبوره إلى “تل أبيب” وسط فلسطين المحتلة.

واعترفت وسائل إعلام العدو أن هناك تحسينات في الصواريخ الباليستية اليمنية التي أصبحت تتفوق على صواريخ “حيتس” للدفاع الجوي.

https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/12/مشهد-1.mp4 https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/12/مشهد2.mp4 https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/12/مشهد3.mp4 https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/12/مشهد4.mp4 https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/12/مشهد5.mp4 https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/12/مشهد6.mp4 https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/12/مشهد7.mp4 https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/12/مشهد9.mp4

 

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. مشاهد توثق لحظة إصابة الصاروخ اليمني لهدفه وسط “تل أبيب” مخلفاً دماراً كبيراً وسقوط عشرات الصهاينة بين قتيل وجريح
  • “هآرتس”: الصاروخ اليمني على “تل أبيب” خلف حفرة عميقة وتسبب بأضرار جسيمة (فيديو)
  • إعلام الاحتلال: أضرار كبيرة خلفها الصاروخ اليمني الذي استهدف قلب “تل أبيب” فجرًا
  • أول رد إسرائيلي على الصاروخ اليمني الذي سقط في تل أبيب
  • نتائج التحقيق الاولي في فشل اعتراض الصاروخ اليمني على إسرائيل
  • سقوط جرحي في إسرائيل مع استهداف تل أبيب بصاروخ من اليمن
  • ارتفاع عدد الاصابات جراء الصاروخ اليمني على تل أبيب
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يبدأ التحقيق في أسباب عدم اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • بالفيديو والصور: إصابة 16 إسرائيلياً إثر سقوط صاروخ من اليمن على تل أبيب
  • شاهد بالفيديو.. لحظة وصول الصاروخ اليمني إلى وسط “تل أبيب” وحجم الدمار الكبير الذي ألحقه بالمنشآت الصهيونية