استطاعت ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، الحفاظ على هويتها وطبيعة دورها، بوصفها الناطق الأمين الصادق، عن إرادة الشعب اليمني، وضميره الجمعي العام، لتصبح أول ثورة تحررية عربية، تكسر طوق التبعية الإمبريالية، وترفض كل أشكال الوصاية الاستعمارية، متجاوزة كل محاولات الاحتواء والتدجين الأمريكي الغربي، واستراتيجيات التدخل الإمبريالي السافر، تحت قناع الحقوق والحريات أو إحلال السلام، أو حماية الشعب من بطش النظام، ومساندة الشعوب في تقرير المصير، وغيرها من الأقنعة والحجج والذرائع، التي اعتمدتها (الأمم المتحدة) الاستعمارية – عبر شرعية منظمتها الإرهابية المزعومة – في ممارسة وظيفتها الاستعمارية الاستبدادية التسلطية، في ثوبها الحداثي المنمق بالشعارات الإنسانية، المطرز بمغريات وهم التفوق الحضاري، وهو ما لم تسلم منه معظم – إن لم نقل كل – الانتفاضات والثورات التحررية الشعبية، على امتداد جغرافيا ما يسمى العالم الثالث، على مدى قرنين من الزمان، حتى أصبح حضور أمريكا وأخواتها، في حياة الشعوب المستضعفة، قدرا لا مفر منه، واحتياج (سياسي) لا غنى عنه، في تموضعه الأبوي البطريركي، وصيغة سلطته المرجعية المطلقة، وصولا إلى تقرير مستقبل ومصير الشعوب، بما يخدم مصالح ومشاريع الهيمنة الأمريكية الاستعمارية.


سقطت ثورة 11 فبراير، اليمنية الشعبية السلمية – كغيرها من ثورات الربيع العربي 2011م – في دائرة الاحتواء الاستعماري، الذي أعاد إنتاج النظام الحاكم، في نموذج أكثر ديكتاتورية وعمالة وانحطاطا، على مبدأ المحاصصة وتقاسم الكعكعة، بين فرقاء العمل السياسي، الذين تسابقوا على خدمة، ونيل رضى البيت الأبيض، وتنافست القوى السياسية، في التضحية بالشعب، على مذبح المصالح الأمريكية الاستعمارية، وتسريع انهيار وتدمير كل مقومات الحياة، لجميع أبناء الشعب اليمني، حتى وصل الاضطراب الأمني والتفكك المجتمعي والاختلال الإداري، إلى مراحل متقدمة وغير مسبوقة، من التحلل والسقوط.
لذلك كانت ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، هي فعل الضرورة القصوى، لإنقاذ الشعب اليمني من النهاية المأساوية، التي رسمها الإجرام الأمريكي، وسعى لتنفيذها العملاء النافذون علنا، بكل جرأة وقبح وصلف، دون وضع أدنى اعتبار لمشاعر وموقف الشعب، الذي كانت ثورة الـ 21 من سبتمبر، آخر نوافذ الخلاص – بالنسبة له – من الموت المحقق، لذلك سارعت الجماهير الشعبية الغفيرة، إلى الاحتشاد في ميادين ثورتها المباركة، غير متهيبة من المواجهة المصيرية، مهما كانت عواقبها، أو مترددة عن التضحية، مهما عظمت أثمانها، ولسان حالها يتمثل قول الشاعر:-
“إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا … فما حيلة المضطر إلا ركوبها”.
نجحت ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، في تجاوز كل العوائق والمؤامرات، رغم شراسة وضراوة أعدائها، المتكالبين في رسم وتنفيذ مشاريع ومخططات القضاء عليها، التي انتقلت من مرحلة التدجين والاحتواء، إلى مرحلة الاستهداف والاعتداء، لكنها كانت الصخرة الصماء، التي تحطمت عليها استراتيجيات الهيمنة الاستكبارية، والحصن المنيع، الذي حفظ للشعب حريته وعزته وكرامته، وكل حقوقه الإنسانية، الأمر الذي أفشل كل محاولات الاحتواء والتدجين والتشويه والاستهداف المباشر، بحق الشعب وثورته وقيادته، من قبل أمريكا وأخواتها وعملائها المحليين والإقليميين، وكل أعداء الشعب اليمني، الذين باركوا ثورته – 21 سبتمبر 2014م – وأشادوا بعظمة أخلاقها المتعالية على الجراح، وإنسانية مسارها المتسامح، وشمولية نهجها ورؤيتها السياسية، التي جسدها “اتفاق السلم والسراكة”، وتميز منظورها للتعايش السلمي، وغير ذلك من إيجابياتها، التي أذهلت العالم، بما فيه القوى الاستعمارية العالمية، ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمة الأمم المتحدة، التي سرعان ما انقلبت على موقفها الإيجابي السالف، واستعادت دورها الاستعماري، ونزعتها الاستبدادية التسلطية، ورغبتها في فرض هيمنتها وتسلطها، بمختلف الوسائل والطرق، وصولا إلى شن حروب الإبادة الشاملة، والمجازر الجماعية الوحشية، مباشرة أو عن طريق العملاء.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الشعب الجمهوري: رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة أكدت حجم المخاطر التي تُحاك ضد الوطن

قال المهندس أيمن عفرة، الأمين العام المساعد لحزب الشعب الجمهوري بمحافظة الغربية، إنه من الضروري أن ننتبه جيدًا لرسائل الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي أطلقها مساء أمس، السبت، بأكاديمية الشرطة خلال زيارته لها، مؤكدًا أنه وجه رسائل قوية وواضحة وشديدة الأهمية، لافتًا إلى أن رسائله اتسمت بالشفافية والمكاشفة والمصارحة، في توقيت غاية في الأهمية وسط إقليم مضطرب تحدوه الكثير من التحديات.

وأوضح الأمين العام المساعد لحزب الشعب الجمهوري بمحافظة الغربية، أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي ركز فيه على ضرورة التوعية بما يُحاك من مخاطر ضد الدولة المصرية، في ظل انتشار الشائعات من المغرضين الذين لا يريدون خيرًا لهذا الوطن الكبير، تستدعي ضرورة التكاتف خلف القيادة السياسية لاستكمال مسيرة البناء والتعميرة ومواصلة الإنجازات على أرض الدولة المصرية التي تستحق منا الكثير في شتى القطاعات، وأن يقوم الجميع بأدواره التوعوية لإعلام المواطنين بحقائق الأمور.

وبحسب المهندس أيمن عفرة، فإن تحذيرات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن خطورة الشائعات وحتمية الحذر منها ومن الانسياق لها، واستغلال البعض لمواقع التواصل الاجتماعي لتزييف الوعي ونشر الأكاذيب والسموم والشائعات بهدف ضرب استقرار الدولة المصرية، يؤكد أن الدولة المصرية تواجه مخاطر مُحدقة من أهل الشر ومن أطراف لا تريد استقرار هذا الوطن، لافتًا إلى مصر تواجه حربًا ضروس تستهدف التشكيك فيما تحقق من مٌنجزات على أرض الواقع في غضون حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو مالم يتحقق عبر عقود طويلة.

وحث  الأمين العام المساعد لحزب الشعب الجمهوري بمحافظة الغربية، كافة القوى السياسية القيام بدورها التوعوي وتنظيم فعاليات تثقيفية لكافة المواطنين ولاسيما فئة الشباب، لكي يتعرفوا على ما حققته الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، والوقوف على ما يثار من شائعات والهدف منها والغرض من إثارتها بشكل يومي، مؤكدًا أن التواصل مع المواطنين وتنظيم مثل هذه الفعاليات يكون لها أثرًا إيجابيًا، مؤكدًا دعم القيادة السياسية والدولة المصرية، ومطالبًا كافة المواطنين بالاصطفاف خلف القيادة السياسية في ظل تلك المؤامرات التي تحاك ضد الوطن.

وشدد على ضرورة التكاتف خلف القيادة السياسية لاستكمال مسيرة البناء والتعميرة ومواصلة الإنجازات على أرض الدولة المصرية التي تستحق منا الكثير في شتى القطاعات

مقالات مشابهة

  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
  • الشعب الجمهوري: رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة أكدت حجم المخاطر التي تُحاك ضد الوطن
  • وسيم السيسي: إسرائيل قاعدة عسكرية للدول الاستعمارية
  • بوفايد يحذر خوري: “مشروعكم المشبوه إلى الانهيار أو الانفجار”
  • سفارة روسيا في لشبونة: الأضرار التي لحقت بالسفارة البرتغالية في كييف كانت بسبب قوات الدفاع الجوي الأوكرانية
  • حركة العدل والمساواة السودانية .. بيان بمناسبة الذكرى السادسة لثورة ديسمبر المجيدة
  • هل كانت ثورة ام وهم الواهمين
  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • عقيلة صالح: ندعم كل مبادرة تحقق إرادة الشعب الليبي بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية
  • الطوفان إرادة لا تنكسر.. مظاهرات حاشدة لنصرة غزة في مدن عربية