في عشريتها الأولى.. ثورة الـ 21 من سبتمبر إرادة الشعب العصية على الاحتواء والمحو
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
استطاعت ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، الحفاظ على هويتها وطبيعة دورها، بوصفها الناطق الأمين الصادق، عن إرادة الشعب اليمني، وضميره الجمعي العام، لتصبح أول ثورة تحررية عربية، تكسر طوق التبعية الإمبريالية، وترفض كل أشكال الوصاية الاستعمارية، متجاوزة كل محاولات الاحتواء والتدجين الأمريكي الغربي، واستراتيجيات التدخل الإمبريالي السافر، تحت قناع الحقوق والحريات أو إحلال السلام، أو حماية الشعب من بطش النظام، ومساندة الشعوب في تقرير المصير، وغيرها من الأقنعة والحجج والذرائع، التي اعتمدتها (الأمم المتحدة) الاستعمارية – عبر شرعية منظمتها الإرهابية المزعومة – في ممارسة وظيفتها الاستعمارية الاستبدادية التسلطية، في ثوبها الحداثي المنمق بالشعارات الإنسانية، المطرز بمغريات وهم التفوق الحضاري، وهو ما لم تسلم منه معظم – إن لم نقل كل – الانتفاضات والثورات التحررية الشعبية، على امتداد جغرافيا ما يسمى العالم الثالث، على مدى قرنين من الزمان، حتى أصبح حضور أمريكا وأخواتها، في حياة الشعوب المستضعفة، قدرا لا مفر منه، واحتياج (سياسي) لا غنى عنه، في تموضعه الأبوي البطريركي، وصيغة سلطته المرجعية المطلقة، وصولا إلى تقرير مستقبل ومصير الشعوب، بما يخدم مصالح ومشاريع الهيمنة الأمريكية الاستعمارية.
سقطت ثورة 11 فبراير، اليمنية الشعبية السلمية – كغيرها من ثورات الربيع العربي 2011م – في دائرة الاحتواء الاستعماري، الذي أعاد إنتاج النظام الحاكم، في نموذج أكثر ديكتاتورية وعمالة وانحطاطا، على مبدأ المحاصصة وتقاسم الكعكعة، بين فرقاء العمل السياسي، الذين تسابقوا على خدمة، ونيل رضى البيت الأبيض، وتنافست القوى السياسية، في التضحية بالشعب، على مذبح المصالح الأمريكية الاستعمارية، وتسريع انهيار وتدمير كل مقومات الحياة، لجميع أبناء الشعب اليمني، حتى وصل الاضطراب الأمني والتفكك المجتمعي والاختلال الإداري، إلى مراحل متقدمة وغير مسبوقة، من التحلل والسقوط.
لذلك كانت ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، هي فعل الضرورة القصوى، لإنقاذ الشعب اليمني من النهاية المأساوية، التي رسمها الإجرام الأمريكي، وسعى لتنفيذها العملاء النافذون علنا، بكل جرأة وقبح وصلف، دون وضع أدنى اعتبار لمشاعر وموقف الشعب، الذي كانت ثورة الـ 21 من سبتمبر، آخر نوافذ الخلاص – بالنسبة له – من الموت المحقق، لذلك سارعت الجماهير الشعبية الغفيرة، إلى الاحتشاد في ميادين ثورتها المباركة، غير متهيبة من المواجهة المصيرية، مهما كانت عواقبها، أو مترددة عن التضحية، مهما عظمت أثمانها، ولسان حالها يتمثل قول الشاعر:-
“إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا … فما حيلة المضطر إلا ركوبها”.
نجحت ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، في تجاوز كل العوائق والمؤامرات، رغم شراسة وضراوة أعدائها، المتكالبين في رسم وتنفيذ مشاريع ومخططات القضاء عليها، التي انتقلت من مرحلة التدجين والاحتواء، إلى مرحلة الاستهداف والاعتداء، لكنها كانت الصخرة الصماء، التي تحطمت عليها استراتيجيات الهيمنة الاستكبارية، والحصن المنيع، الذي حفظ للشعب حريته وعزته وكرامته، وكل حقوقه الإنسانية، الأمر الذي أفشل كل محاولات الاحتواء والتدجين والتشويه والاستهداف المباشر، بحق الشعب وثورته وقيادته، من قبل أمريكا وأخواتها وعملائها المحليين والإقليميين، وكل أعداء الشعب اليمني، الذين باركوا ثورته – 21 سبتمبر 2014م – وأشادوا بعظمة أخلاقها المتعالية على الجراح، وإنسانية مسارها المتسامح، وشمولية نهجها ورؤيتها السياسية، التي جسدها “اتفاق السلم والسراكة”، وتميز منظورها للتعايش السلمي، وغير ذلك من إيجابياتها، التي أذهلت العالم، بما فيه القوى الاستعمارية العالمية، ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمة الأمم المتحدة، التي سرعان ما انقلبت على موقفها الإيجابي السالف، واستعادت دورها الاستعماري، ونزعتها الاستبدادية التسلطية، ورغبتها في فرض هيمنتها وتسلطها، بمختلف الوسائل والطرق، وصولا إلى شن حروب الإبادة الشاملة، والمجازر الجماعية الوحشية، مباشرة أو عن طريق العملاء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي بهدف الاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى الشعب اللبناني في السرايا اليوم.
وقال رئيس اللجنة وكيل وزارة التجارة السيد ستار جبار عباس الجابري بعد اللقاء:"كان لنا اليوم لقاء مع الرئيس ميقاتي استعرضنا ما قدمه العراق من منح ومساعدات وموقف العراق المبدئي والثابت تجاه الشعب اللبناني خلال الفترة الحرب الظالمة، حيث قدم العراق الكثير من الدعم السياسي والمالي واللوجستي ، وهذا الدعم تضمن آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية وسائر المستلزمات. كذلك قدم العراق خلال فترة الحرب التي شنت على الشعب اللبناني مساعدات في المجال الطبي والغذائي ، مثلا هناك 320,000 طن مساعدات قدم من الشعب العراقي إلى الشعب اللبناني."
اضاف:" خلال هذه الزيارة تم عرض ما تم تقديمه في الفترة السابقة ، وأيضا خطة ما بعد الحرب التي وقعت على الشعب اللبناني، واليوم هذه اللجنة مكلفة بمهمتين ، الأولى تقديم المساعدات الآنية والإغاثية إلى المتضررين من الشعب اللبناني، وكذلك الى النازحين من الشعب السوري ، وقد جهزت هذه اللجنة ما يقارب ٣٠ الف سلة غذائية سوف تنطلق يوم غد إلى مختلف المناطق في لبنان، لتقديمها إلى المحتاجين والمتضررين من الحرب الظالمة. كذلك أيضا سوف تقوم هذه اللجنة بإعداد تقرير بالمناطق المنكوبة والمتضررة،وستقوم اللجنة برفع تقريرها الى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وهناك توجه للحكومة العراقية لتقديم ما يمكن تقديمه لمساندة الشعب اللبناني، من خلال تبني قطاع معين، سواء كان قطاعا صحيا أو تربويا ، أو تبني منطقة معينة للمساهمة في الاعمار، و لا شك ان هناك بعض الدول سوف تكون مساهمة ومشاركة في إعمار لبنان، لكن العراق سوف يكون حاضرا وفاعلا إن شاء الله بهذه الحملة، والعراق علاقته مع الدولة اللبنانية ومع الشعب اللبناني علاقة موروثة وتاريخية، وهناك الكثير من المساعدات التي قدمت في الفترة الماضية، وأيضا هناك توجه، إن شاء الله، وتبنّ واضح وصريح وحقيقي من قبل الحكومة العراقية وكل أطياف الدولة العراقية ومكوناتها لدعم الشعب اللبناني والاستمرار في هذا الدعم بإذن الله تعالى."
وختم بالقول: ان دولة الرئيس ميقاتي اثنى على مواقف العراق الداعمة، وذكر كل تلك المواقف التاريخية وما قدمه العراق وإن شاء الله سيستمر العراقي بدعمه للشعب اللبناني."