سامارانش يقترح إقامة الأولمبياد شتاء لتستضيفه بلدان المناطق الحارة
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
قال خوان أنطونيو سامارانش جونيور، أحد المتنافسين على منصب الرئيس المقبل للجنة الأولمبية الدولية، إن المنظمة الدولية يجب أن تظل محايدة في الأمور السياسية.
وأضاف سامارانش أنه ليس من اختصاص اللجنة الأولمبية الدولية أن تتخذ موقفا في مثل هذه القضايا.
وقال سامارانش، في مقابلة اليوم الأربعاء، "لسنا على وشك أن نصنع السلام لسوء الحظ.
وأضاف "وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نتخذ موقفا بالوقوف مع جانب محدد، ويجب علينا أن نحافظ على وحدة الحركة (الأولمبية) من خلال عدم اتخاذ موقف جانبي في كل الصراعات القائمة في العالم".
وتابع "إذا بدأنا كمنظمة في قول لا أحب سجل هذا البلد في مجال حقوق الإنسان أو هذه الدولة الأخرى مذنبة في هذه الحرب، فإننا سوف نختفي وسوف تختفي الألعاب الأولمبية بالأمور الجيدة التي تقدمها".
وفي إشارة إلى تغير المناخ العالمي، اقترح سامارانش أن تقام الألعاب الأولمبية في المستقبل خلال فصل الشتاء، على غرار ما حدث في قطر خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وقال إن هذا من شأنه أن يسمح للدول التي تعاني من ارتفاع في درجات الحرارة في الصيف بالمشاركة في استضافة الأولمبياد دون مواجهة التحديات التي تفرضها درجة الحرارة المرتفعة.
وأضاف سامارانش "إذا كنا منظمة دولية حقا، ومن الأفضل أن نكون كذلك، وإلا فإننا سنختفي فيتعين علينا التأكد من أننا نجعل (استضافة) الألعاب متاحة للجميع في العالم وفي كافة مناطق العالم. من غير المقبول القول إنه بسبب التاريخ أو التقاليد إننا سنستبعد مناطق من العالم من إمكانية تنظيم الأولمبياد. ليس عليهم تغيير مناخهم، بل نحن من يتوجب علينا أن نغير كل شيء لكي نكون (منظمة) دولية حقا".
ورد سامارانش، نجل رئيس اللجنة الدولية السابق خوان أنطونيو سامارانش، على أسئلة حول استغلال اسم والده، مؤكدا أنه لم يعتمد على اسم عائلته للنجاح في مسيرته المهنية.
وقال "(كوني ابن خوان أنطونيو سامارانش) لا يشكل أي مزية. لم أستخدم نفوذه مطلقا خلال عضويتي في اللجنة الأولمبية الدولية على مدار 23 عاما وبالتأكيد لن أفعل ذلك خلال الأشهر الستة المقبلة. لم أخطط مطلقا لاستخدام هذا النفوذ أو أن يكون مزية لي".
وأضاف "لن أستخدم (اسمه)، ولكن لا أعتقد أنه سيساعدني، ومع ذلك لن أستخدمه ولا أعتقد أنه سيضرني أيضا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
القاتل الخفي
القاتل الخفي يستتر تحت الأرض لا يفرق بين إنسان وحيوان ولا بين مدني أو عسكري ولا يعرف العدو من الصديق ، قاتل إن لم يجهز علي الإنسان فإنه يتركه معاقاً إعاقة دائمة، هذا القاتل الخفي يحتفظ بغبينة الموت والدمار والخراب داخله حتى بعد انتهاء الحرب، القاتل الخفي هو “الألغام الأرضية” والتي تتجاوز زمن المواقف العدائية وتصبح حسب نظرة العسكريين لها بمثابة كلب حراسة لا ينام أبداً.
يذكر التاريخ أن الصينيين اكتشفوا خلطة البارود المشتعل وتم استخدامه في صناعة المفرقعات النارية البدائية، و وقتها ، كان سلاحاً مدهشاً ، وفي العصور الوسطى استخدموه في المواد المتفجرة في صناعة الفخاخ “الألغام الأرضية” التي تنفجر حين يمر فوقها الجيش المهاجم أو تستخدم لحراسة مواقع معينة ومنع تقدم العدو نحوها ، ثم تطورت هذه الأسلحة وأدخلت عليها التكنولوجيا فأصبحت متطورة اكثر وتحدث خسائر اكبر وتعددت أنواعها وأشكالها لكن أخطرها هي المضادة للأفراد، والتي يموت نتيجتها كل عام مئات آلالاف أغلبهم من المدنيين .
الظهور الحقيقي الفاعل للألغام ظهر في الحرب العالمية الأولى في العام 1916م حينما طور الألمان الالغام المحفزة بواسطة الضغط عليها، رداً علي ابتكار بريطانيا للدبابة المتطورة في الحرب العالمية الأولي، وكانت هي المرة الأولى التي تستخدم فيها ألمانيا الالغام في معارك وقعت في الفترة بين (31 يوليو – 6 نوفمبر 1917م) ، حيث وضعت صناديق خشبية مربعة بطول 20 سم وارتفاع 5سم وعرض 30 سم تدفن في الأرض وبها 4 كيلو جرام من المتفجرات موزعة على 20 كتلة تتفجر حينما تمر عليها الدبابة.
وتذكر إحصاءات أممية أن الألغام الأرضية ومخلفات الحروب غير المتفجرة الأخرى قتلت و أصابت ما لا يقل عن ستين ألف مدني في أنحاء العالم خلال عام 2023م وحده معظمهم من النساء والأطفال.
الكارثة تكمن في أنه ووفقاً لتقارير منظمات متخصصة أوضحت أن 58 دولة حول العالم زرعت في أراضيها ألغاماً أرضية ، أي ما يعادل ثلث مساحة الأرض.
إذ من السهل وضع الألغام ونشرها سواء عشوائيا أو وفقاً لخرائط مرسومة، بينما تحتاج لأعوام طويلة وجهود جبارة من أجل نزعها،كما أن تكلفة زرع الألغام أقل بكثير من تكلفة نزعها، وأن الاحصاءات تشير إلى أن 110 مليون لغم مزروع حول العالم تحتاج لسنوات طويلة للتخلص منها .
نتيجة للأضرار البالغة التي حدثت للبشرية من الألغام وفوضى استخدامها من الدول في النزاعات المسلحة ، سعى العالم نحو وضع اتفاق دولي يحظر استخدام أو إنتاج ونقل وتخزين الألغام المضادة للأفراد، ويلزم الأطراف الموقعة عليه بتدمير المخزون وتطهير المناطق المتضررة من الالغام ومساعدة الضحايا، ويمكن للدول التي تحتاج المساعدة للوفاء بالتزاماتها أن تطلب المساعدة ويجب على الدول التي تمتلك القدرة علي المساعدة ان تقوم بذلك، عرف هذا الاتفاق الدولي باتفاقية أوتاوا 1997م ، كما تم اعتماد البرتوكول الخامس المتعلق بمخلفات الحرب المتفجرة الملحق بالاتفاقية الخاصة بالأسلحة التقليدية في نوفمبر 2006م.
جاء ذلك عقب اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها 60/97 في 8 ديسمبر 2005م باعتبار يوم 4 أبريل من كل عام يوماً دولياُ لمكافحة الألغام لأنها تنقذ الإنسانية من خطر كبير.
وتعتبر اتفاقية حظر الألغام المضادة للافراد (أوتاوا 1997م) هي أداة للقانون الدولي لحظر انتاج وتطوير ونقل واستخدام الألغام المضادة للأفراد، ودخلت حيز التنفيذ في 1مارس 2009م .
علي صعيد القانون الدولي نجد أنه رغم استخدام الألغام بصورة كبيرة في الحربين العالميتين الأولى و الثانية إلا أن اتفاقيات جنيف لعام 1949م لم تتطرق لها إلا من جهة إزالتها فقط ولم يتطرق لها أيضا البرتوكولان الإضافيان ، إلى أن جاء العام 1993م وبدأ تصاعد القلق الدولي من تأثير الألغام الأرضية المضادة للأفراد على السكان المدنيين في عدد من المناطق المتأثرة بالنزاعات المسلحة، وتلزم الاتفاقية الدول الأعضاء أن تتخلص من الألغام المضادة للأفراد في فترة أقصاها أربع سنوات من تأريخ انضمامها للاتفاقية .
عالمياً درجت الدول التي تخرج من نزاعات سواء دولية أو غير دولية على مراجعة مسألة وجود الألغام على أراضيها تحوطاً للحفاظ على حياة الإنسان والحيوان، وبما أننا نحارب مليشيا إرهابية فلابد من ذلك، و ستكون الألغام هي معركة السودان المؤجلة، إذ ذكرت مواقع إخبارية أن المليشيا الإرهابية قامت بزرع الألغام المضادة للأفراد، والألغام المضادة للآليات في عدد من المناطق التي انتشرت فيها لتفادي هجمات الجيش عليها، وهذا في حد ذاته جريمة لاسيما بعد اعتماد الأمم المتحدة اتفاقية أوتاوا 1997م ، لأن الألغام تعرض حياة المدنيين للخطر المؤكد ولا يجوز السكوت عن سلوك المليشيا المتمردة.
والمؤكد أن هذه الألغام زرعت بطريقة عشوائية ودون خرائط دقيقة مما يصعب مهمة نزعها .
يذكر أن وكالات أنباء دولية أوردت انه في 13 يناير الماضي قتل أربعة مدنيين إثر انفجار لغم أرضي بالقرب من جسر الشريف في محلية أم القرى بولاية الجزيرة ، وكانت المليشيا قد زرعت عدداً من الألغام في بعض المناطق إبان وجودها في ولاية الجزيرة، وأنها أحاطت بعض المناطق في ولاية سنار بالألغام ، مما دعا القوات المسلحة للعمل علي نزع هذه الألغام حفاظاً على حياة المواطنين.
الألغام سلاح جبان يختفي وسط الرمال وتحت الأرض لينقض على ضحيته دون رحمة، وضعته أياد خبيثة بغرض قتل المدنيين وترويعهم وإجبارهم على ترك أراضيهم ، وجعل حياتهم تتأرجح بين الموت أو العجز ، لكن هيهات أن ينال العجز من أمة عرفت بالمجد والعلياء ، فللنصر عدة أوجه .
د.إيناس محمد أحمد
إنضم لقناة النيلين على واتساب