لبنان ٢٤:
2024-07-01@17:32:31 GMT

صباح الخير يا لبنان... هنا تلفزيون لبنان

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

صباح الخير يا لبنان... هنا تلفزيون لبنان

بين عاميّ ٢٠٠٩ و٢٠١٠، غادرتُ شمال لبنان، وتحديداً مدينة طرابلس باعتبارها الحيّز المكانيّ الأول الذي اختبرت فيه أولى خبراتي العلمية والمهنية في المجال الاعلامي.
من طرابلس الى العاصمة بيروت وتحديداً الى تلة الخياط حيث المسافات بعيدة جداً والفروقات ابعد بكثير وكثير.

بين هذين العامين باشرت العمل في التلفزيون الوطني باشارة من المدير العام المرحوم والأخير حتى الساعة لتلفزيون لبنان المخرج ابراهيم الخوري، وباشراف من الناقد والمسرحي عبيدو باشا الذي لم يرقه وجودي بدايةً، لكنه سرعان ما تحوّل الى صديق واستاذ بكل ما للكلمتين من معنى.

 

الهدف من هذه السطور، لا يتمثل في سرد تجربتي في التلفزيون الأم، انما في محاولة صريحة للقول ان هذه الشاشة مرآة حقيقية للوطن، ولا يمكن لأي قطاع او مؤسسة أخرى على طول الجغرافيا اللبنانية ان ينافسها في نقل معاناة هذا الوطن ونجاحاته واخفاقاته بسياساته المُتعاقبة.

لا اريد الحديث طبعا عن الفترة الذهبية لتلفزيون لبنان التي يدركها الجميع ويتوقون لعودتها، نظراً لما مثلته من رخاء اقتصاديّ وفكريّ عاشه لبنان،ونظراً لما نقله تلفزيون لبنان من مفاهيم متعلقة بالعادات والتقاليد والقرى والمدن على حدّ سواء اكان من خلال البرامج او الدراما او غيرهما، او نظراً لما أكده هذا التلفزيون في نشراته الاخبارية وبرامجه السياسية ناقلاً فكرة لبنان الواحد الموّحد وفكرة الوطن والمواطنة التي تلاشت بطريقة متتالية فكان الاقفال الأول للتلفزيون ومن ثم العودة الى البث مؤكِداً انه "أباً عن جد".

اما التأكيد الثاني المُمكن الحديث عنه في ما يخص تلفزيون لبنان فهو عبارة "بحبك" التي رافقت الإعلان الترويجي المُشار اليه اعلاه "اباً عن جد"، فتفاعُل مجموعة كبيرة من المواطنين اللبنانيين مع خبر توقفه عن البث في الأمس واستعراضهم لذكرياتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس دليلاً على محبة تلفزيون لبنان وحسب انما على رغبتهم بالعيش في بلد جميل، متنوع، مبدع ومزدهر،وهذا ما كان عليه تلفزيون الوطن لفترة طويلة من الزمن.  

وبالعودة الى التدهور الحاصل في التلفزيون اليوم وبعيداً عن اي زواريب ضيقة يمكن الدخول بها، لا بد من قول بعض ما نعرفه بصورة علنية:

_ إهمال شاشة تلفزيون لبنان ليس حديثاً، انما يعود وبشكل واضح دون اي إمكانية للشك الى الفترة التي توفي فيها آخر مدير أصيل له ابراهيم الخوري، وهنا، لا بد من طرح السؤال التالي:  
لماذا منذ العام ٢٠١٣ لم تقدم الحكومات المتعابقة التي كانت كاملة الصلاحية على تعيين مدير عام أصيل ورئيس لمجلس الإدارة في التلفزيون بالاضافة الى تعيين مجلس إدارة كامل؟ ولماذا لم يقدم الرئيسان السابقان ميشال عون وميشال سليمان الى الدفع بهذا الاتجاه على الرغم من العراقيل الكثيرة؟


_الإصرار على تعيين حراس قضائيين على التلفزيون الوطني، بعضهم مهذبون جداً وبعضهم الآخر لا يمتون الى الأدب باي صلة، خطوة استمرت لأكثر من ١٠ سنوات وانهكت التلفزيون على مختلف الأصعدة، فلماذا الإصرار عليها وتكرارها؟

-توقف البث الذي ظهر فجأة الى العلن، اذ ارتدت الشاشة الوانها الصامتة، خطوة جعلت الكثير من المواطنين يبحثون عن الوطن بين الألوان الكثيرة التي شلّعته وعبثت بوحدته التي غالباً ما عبّر عنها "جنريك" مختلف اعمال شاشة الوطن، لكن هذه الخطوة وبعيداً كل البعد عن أسبابها وظروفها بالاضافة الى التردي الكبير الحاصل في تلفزيون لبنان، هل تُلام عليها وزارة الاعلام اليوم، فتُنسى كل محاولات المحاصصة السابقة التي شكلّت السبب الوحيد الذي حال دون تعيين إدارة اصيلة تدير شؤون الشاشة والعاملين فيها؟

_موظفو وعاملو تلفزيون لبنان في معظمهم من أهم الكفاءات العاملة في المجال المرئي والمسموع، لكن هذا لا ينفي انه وفي فترات الرخاء استخدمت الشاشة بعض المزاريب المعروفة والمعلومة من الجميع، فهل من يتجرأ على رفع الصوت والمحاسبة؟

وأخيراً، اعلم ان مسألة التوقف عن البث تمت معالجتها، وأعلم إنني سأعود وأشاهد الزميلات والزملاء يعملون خلف الشاشة وأمامها من اللحم الحيّ، فجميعهم أوفياء لمنزلهم تلفزيون لبنان، لكن السؤال الفعلي الذي اطرحه بيني وبين نفسي هو التالي: هل انتهى دور الشاشة التي تجمع اللبنانيين؟ وهل صوت التفرقة هو المطلوب دون سواه في هذه المرحلة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تلفزیون لبنان فی التلفزیون

إقرأ أيضاً:

مُحاولة أميركيّة - فرنسيّة مُشتركة لإطار حلّ في الجنوب.. ميقاتي من الجنوب: التهديدات نوع من الحرب النفسية

لم تظهر أي مؤشرات جديدة حول الاتجاه الذي تسلكه التطورات المتصلة بالوضع في الجنوب، والتي تتأرجح بين خيار توسع الحرب او استمرارها في اطار المواجهات القائمة، الى حين بلورة الحل على جبهتي غزة ولبنان.   وبموازاة الحديث عن سعي اميركي وفرنسي ناشط لمنع توسع الحرب على جبهة لبنان، والعمل لبلورة ما يوصف باطار حل سياسي للوضع على الحدود الجنوبية، عاد الحديث امس عن المفاوضات من أجل وقف النار في غزة وتبادل الاسرى، وان واشنطن استأنفت الضغط في هذا الاتجاه.   وكتبت "النهار": لم تتبدل صورة البلبلة الواسعة والآخذة في التصاعد حيال الاحتمالات التي تكتنف الوضع الميداني على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية والذي وصفه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جولته الجنوبية بأنه "حالة حرب"، ذلك ان "بورصة" المعطيات والتقارير والمعلومات الشديدة التضارب حول احتمالات اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل و"حزب الله" ظلت على درجة مرتفعة للغاية من التضارب والبلبلة بما باتت معه السيناريوات المتصلة بالوضع الميداني في المدى القريب المنظور تفتقر الى الكثير من الجدية والصدقية والثبات علما ان العامل الأساسي في اتساع البلبلة والتشويش يعود الى الاستنزاف الميداني الطويل الذي طبع الوضع في الجنوب والذي لم يعد مؤشراً حاسماً في استقراء ما يمكن ان يحصل في المدى الزمني المقبل ، بل ان مقياس التوقعات التي تتصل بلبنان يستند أولا وأخيرا إلى مجريات حرب غزة.   ولكن اللافت في هذا السياق ان التحذيرات والدعوات التي توجهها سفارات دول غربية وعربية وسواها إلى رعاياها لحثها على مغادرة لبنان وتجنب السفر اليه والتي تكثفت أخيراً، صارت هي المؤشر الأكثر اثارة للقلق والمخاوف خصوصا انها تتزامن وبداية موسم الصيف الذي يشهد معه لبنان اقبالا كثيفا لأعداد كبيرة من اللبنانيين المقيمين في مختلف انحاء الانتشار.   وكان لافتاً أمس ان السفارة السعودية في لبنان نشرت بدورها تنبيها جاء فيه: "تتابع سفارة المملكة العربية السعودية لدى جمهورية لبنان عن كثب تطورات الأحداث الجارية جنوب لبنان، و تؤكد على دعوتها السابقة لجميع المواطنين السعوديين إلى التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان".

ونقلت "الديار"، أمس، عن مصادر ديبلوماسية مطلعة قولها إن الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، بعد فشل جولته الاخيرة بين بيروت و"تل ابيب"، "يولي اهتماماً للزيارة التي سيقوم بها لباريس الاسبوع المقبل، وان هناك تركيزاً من الجانبين على التنسيق فيما بينهما لبلورة اطار مشترك لحل سياسي للوضع المتفجر بين لبنان وإسرائيل".   وقالت المصادر إن "هناك تعديلاً جديداً لمبادرة بايدن، وان ما عرضه هوكشتاين في زيارته الاخيرة مرشح لهذا التعديل، وان هناك محاولة لمقاربة فرنسية - أميركية مشتركة لمشروع الحل، لكن عودته الى المنطقة تعتمد بالدرجة الاولى على تغيير ايجابي، في شأن مصير الحلول المطروحة في غزة".   ووصفت المصادر الديبلوماسية الاسبوعين او الثلاثة المقبلة بانها مهمة على صعيد بلورة المشهد المتعلق بالوضع في غزة والجنوب، لا سيما بعد فشل محاولة فصل المسارين.   وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قام امس بجولته الأولى في جنوب لبنان منذ اندلاع المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتضمنت الجولة ثلاث محطات أساسية في مدينة صور، الأولى في مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش، والثانية مراكز الإمتحانات الرسمية في المدينة، والثالثة في غرفة الطوارئ الصحية في مركز إتحاد بلديات صور.   وأكد ميقاتي في المناسبة أن "الجيش هو السند ودرع الوطن وسياجه"، مشدداً "على تمسك لبنان بالقرار 1701"، آملاً "عدم توسع الحرب في جنوب لبنان"، وقال: "نتمنى في هذا الظرف الصعب أن تمر الأمور بخير على هذا البلد وأن يبتسم الجنوب وكل لبنان. نحنُ دعاة سلم، وعلى اسرائيل أن توقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وتوقف الحرب في غزة وان يطبق الجميع القرار الدولي الرقم 2735". اضاف "التهديدات التي نشهدها هي نوع من الحرب النفسية، والسؤال الذي يتردد على كل الالسن هل هناك حرب؟ نعم نحن في حالة حرب وهناك عدد كبير من الشهداء من مدنيين وغير مدنيين والعديد من القرى المدمّرة بسبب العدوان الإسرائيلي".   وقال ميقاتي يرافقه وزير التربية عباس الحلبي ، خلال تفقده مراكز الإمتحانات الرسمية في صور، والتي انطلقت متأخرة صباح أمس: "عندما بدأت الامتحانات الرسمية للتعليم المهني، وصلتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات بقصف مراكز الامتحانات، وأظهرت التحقيقات التي قامت بها مديرية المخابرات انه ربما يقف خلف هذه التهديدات طلاب متضررون. والامر ذاته يتكرر على مستوى الوطن، حيث تتصاعد حدة الحرب النفسية، ولكن باذن الله فان وطننا سيتجاوز هذه المرحلة لنصل الى نوع من الاستقرار الدائم على الحدود بشجاعتكم وبسالتكم وبتضحياتكم".

مقالات مشابهة

  • رويترز: نازحو لبنان دون عمل أو موارد وظروفهم تتفاقم مع الوقت
  • «سواعد الخير».. العمل التطوعي في أصدق معانيه
  • وزير الثقافة: إنه لبنان أيها القتلة الأغبياء
  • «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مكتسبات «30 يونيو»: تنمية في المحافظات الحدودية
  • «صباح الخير يا مصر» يذيع تقريرا عن «30 يونيو»: طفرة غير مسبوقة في البنية التحتية
  • نحن السودانيين اعداء انفسنا بتدخلنا في ما لايعنينا (2)
  • مُحاولة أميركيّة - فرنسيّة مُشتركة لإطار حلّ في الجنوب.. ميقاتي من الجنوب: التهديدات نوع من الحرب النفسية
  • هذه رسالة ميقاتي الحازمة ضد إسرائيل
  • "إندرايف" تلجأ لـ سحر الشاشة الذهبية لإيصال رسالتها وفلسفتها
  • تلبيس إبليس