لبنان ٢٤:
2025-02-21@12:41:31 GMT
صباح الخير يا لبنان... هنا تلفزيون لبنان
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
بين عاميّ ٢٠٠٩ و٢٠١٠، غادرتُ شمال لبنان، وتحديداً مدينة طرابلس باعتبارها الحيّز المكانيّ الأول الذي اختبرت فيه أولى خبراتي العلمية والمهنية في المجال الاعلامي.
من طرابلس الى العاصمة بيروت وتحديداً الى تلة الخياط حيث المسافات بعيدة جداً والفروقات ابعد بكثير وكثير.
بين هذين العامين باشرت العمل في التلفزيون الوطني باشارة من المدير العام المرحوم والأخير حتى الساعة لتلفزيون لبنان المخرج ابراهيم الخوري، وباشراف من الناقد والمسرحي عبيدو باشا الذي لم يرقه وجودي بدايةً، لكنه سرعان ما تحوّل الى صديق واستاذ بكل ما للكلمتين من معنى.
الهدف من هذه السطور، لا يتمثل في سرد تجربتي في التلفزيون الأم، انما في محاولة صريحة للقول ان هذه الشاشة مرآة حقيقية للوطن، ولا يمكن لأي قطاع او مؤسسة أخرى على طول الجغرافيا اللبنانية ان ينافسها في نقل معاناة هذا الوطن ونجاحاته واخفاقاته بسياساته المُتعاقبة.
لا اريد الحديث طبعا عن الفترة الذهبية لتلفزيون لبنان التي يدركها الجميع ويتوقون لعودتها، نظراً لما مثلته من رخاء اقتصاديّ وفكريّ عاشه لبنان،ونظراً لما نقله تلفزيون لبنان من مفاهيم متعلقة بالعادات والتقاليد والقرى والمدن على حدّ سواء اكان من خلال البرامج او الدراما او غيرهما، او نظراً لما أكده هذا التلفزيون في نشراته الاخبارية وبرامجه السياسية ناقلاً فكرة لبنان الواحد الموّحد وفكرة الوطن والمواطنة التي تلاشت بطريقة متتالية فكان الاقفال الأول للتلفزيون ومن ثم العودة الى البث مؤكِداً انه "أباً عن جد".
اما التأكيد الثاني المُمكن الحديث عنه في ما يخص تلفزيون لبنان فهو عبارة "بحبك" التي رافقت الإعلان الترويجي المُشار اليه اعلاه "اباً عن جد"، فتفاعُل مجموعة كبيرة من المواطنين اللبنانيين مع خبر توقفه عن البث في الأمس واستعراضهم لذكرياتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس دليلاً على محبة تلفزيون لبنان وحسب انما على رغبتهم بالعيش في بلد جميل، متنوع، مبدع ومزدهر،وهذا ما كان عليه تلفزيون الوطن لفترة طويلة من الزمن.
وبالعودة الى التدهور الحاصل في التلفزيون اليوم وبعيداً عن اي زواريب ضيقة يمكن الدخول بها، لا بد من قول بعض ما نعرفه بصورة علنية:
_ إهمال شاشة تلفزيون لبنان ليس حديثاً، انما يعود وبشكل واضح دون اي إمكانية للشك الى الفترة التي توفي فيها آخر مدير أصيل له ابراهيم الخوري، وهنا، لا بد من طرح السؤال التالي:
لماذا منذ العام ٢٠١٣ لم تقدم الحكومات المتعابقة التي كانت كاملة الصلاحية على تعيين مدير عام أصيل ورئيس لمجلس الإدارة في التلفزيون بالاضافة الى تعيين مجلس إدارة كامل؟ ولماذا لم يقدم الرئيسان السابقان ميشال عون وميشال سليمان الى الدفع بهذا الاتجاه على الرغم من العراقيل الكثيرة؟
_الإصرار على تعيين حراس قضائيين على التلفزيون الوطني، بعضهم مهذبون جداً وبعضهم الآخر لا يمتون الى الأدب باي صلة، خطوة استمرت لأكثر من ١٠ سنوات وانهكت التلفزيون على مختلف الأصعدة، فلماذا الإصرار عليها وتكرارها؟
-توقف البث الذي ظهر فجأة الى العلن، اذ ارتدت الشاشة الوانها الصامتة، خطوة جعلت الكثير من المواطنين يبحثون عن الوطن بين الألوان الكثيرة التي شلّعته وعبثت بوحدته التي غالباً ما عبّر عنها "جنريك" مختلف اعمال شاشة الوطن، لكن هذه الخطوة وبعيداً كل البعد عن أسبابها وظروفها بالاضافة الى التردي الكبير الحاصل في تلفزيون لبنان، هل تُلام عليها وزارة الاعلام اليوم، فتُنسى كل محاولات المحاصصة السابقة التي شكلّت السبب الوحيد الذي حال دون تعيين إدارة اصيلة تدير شؤون الشاشة والعاملين فيها؟
_موظفو وعاملو تلفزيون لبنان في معظمهم من أهم الكفاءات العاملة في المجال المرئي والمسموع، لكن هذا لا ينفي انه وفي فترات الرخاء استخدمت الشاشة بعض المزاريب المعروفة والمعلومة من الجميع، فهل من يتجرأ على رفع الصوت والمحاسبة؟
وأخيراً، اعلم ان مسألة التوقف عن البث تمت معالجتها، وأعلم إنني سأعود وأشاهد الزميلات والزملاء يعملون خلف الشاشة وأمامها من اللحم الحيّ، فجميعهم أوفياء لمنزلهم تلفزيون لبنان، لكن السؤال الفعلي الذي اطرحه بيني وبين نفسي هو التالي: هل انتهى دور الشاشة التي تجمع اللبنانيين؟ وهل صوت التفرقة هو المطلوب دون سواه في هذه المرحلة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تلفزیون لبنان فی التلفزیون
إقرأ أيضاً:
التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها
كتب موقع "الجزيرة نت": استكمل الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، انسحابه الجزئي من جنوب لبنان، وأبقى على وجود عسكري دائم لقواته في 5 مواقع إستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بالتزامن مع انتهاء المهلة الثانية لتنفيذ وقف إطلاق النار مع حزب الله.وأتى الإبقاء على قوات عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، تحت ذريعة "منع عودة حزب الله للمناطق الحدودية"، وذلك بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رغم رفض واعتراض دولة لبنان على ذلك، وإصرارها على تنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024.
وامتنعت إسرائيل عن سحب كامل قواتها من لبنان بحلول اليوم الثلاثاء 18 شباط الحالي، حيث كان من المفروض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي سحب قواته في 26 كانون الثاني، وفقا للمهلة المحددة في الاتفاق بين إسرائيل ولبنان، قبل أن يتم الإعلان عن تمديدها بضوء أخضر من البيت الأبيض.
واستمر انتشار قوات الاحتلال في 5 مواقع رئيسة على طول الحدود، والتي حددتها قيادات عسكرية في رئاسة هيئة أركان الجيش، ووصفتها بـ"الإستراتيجية" و"الحيوية من ناحية أمنية".
تجربة الحزام الأمني
وأوضح المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، أن الإبقاء على قوات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبموافقتها، مشيرا إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يعتزم العودة إلى صيغة جزئية من الوجود الدائم للقوات على الجانب اللبناني من الحدود، بعد 25 عاما من الانسحاب من المنطقة الأمنية.
وهذه المرة، يقول المراسل العسكري: "هناك 5 مواقع عسكرية فقط، وهو ما يعكس إمكانية تكرار تجربة الحزام الأمني، فالمواقع ستكون على بعد مئات الأمتار فقط من السياج الحدودي، ولكنها ستكون مأهولة بمئات الجنود حتى يتم اتخاذ قرار آخر من قبل المستوى السياسي بإسرائيل".
وأضاف المراسل العسكري أن المواقع الإستراتيجية التي سيبقى بها الجيش الإسرائيلي، ستكون خارج القرى الشيعية القريبة من الحدود، لكنها ستسيطر على مناطق مهمة في الخط الطبوغرافي الذي كان يشكل تحديات ومشكلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي حتى الحرب، من الغرب إلى الشرق، ومن البحر إلى الجبل، خاصة في المهام الدفاعية".
مواقع إستراتيجية بالجنوب
وبحسب ما كشف عنه الجيش الإسرائيلي فإن المواقع الخمسة التي سيبقي على قواته بها داخل الأراضي اللبنانية، هي تلال اللبونة وهي منطقة مرتفعة في قضاء صور عند راس الناقورة، وبلدة البرج الشمالية قبالة مستوطنة شلومي الإسرائيلية، وتم السيطرة عليها بهدف تمكين قوات حرس الحدود الإسرائيلي من مراقبة الممرات والطرقات المؤدية إلى وادي حامول وخراج الناقورة والجبين. تلال اللبونة قبالة مستوطنة شلومي
يرى الجيش الإسرائيلي أن تلال اللبونة، التي كانت توجد فيها مواقع للجيش اللبناني وكذلك لحزب الله، من أهم المواقع الإستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بسبب إشرافها على مناطق واسعة في جنوب لبنان، وكذلك كونها تطل على الكثير من المستوطنات في الجليل الغربي راس الناقورة مرورا إلى شلومي وصولا إلى نهاريا.
جبل بلاط قبالة مستوطنة "زرعيت".
يدور الحديث عن موقع "كركوم" سابقا في منطقة الحزام الأمني التي أقامها الجيش الإسرائيلي بالسابق في جنوب لبنان، ويهدف الجيش من تحديث هذا الموقع الموجود على قمة جبل بلاط الذي يعتبر من المرتفعات الإستراتيجية جنوب لبنان، السيطرة على طول المنطقة الحدودية بين مستوطنة شتولا بالوسط حتى مستوطنة زرعيت باتجاه الشمال.
ويقع جبل بلاط الذي يبعد مسافة 800 متر عن منطقة "الخط الأزرق"، بين بلدتي مروحين ورامية، في القطاع الغربي من الجنوب اللبناني، ويطل على مساحات واسعة من القطاع الأوسط للحدود اللبنانية حيث يطل ويكشف على العديد من المستوطنات في الجليل الأعلى.
جبل الدير المحاذي لمستوطنتي "أفيفيم" و"مالكيا"
يعتبر جبل الدير أو ما يعرف أيضا بجبل الباط أحد المرتفعات الإستراتيجية في جنوب لبنان كونه يطل ويكشف مناطق واسعة في عمق الجليل الأعلى، كما أنه يوجد خارج بلدة عيترون بالقطاع الأوسط من الجنوب لبنان.
وهو أحد المواقع الإستراتيجية في المنطقة الجنوبية من لبنان، حيث يوفر مدى رؤية واسع يشمل وادي السلوقي وبنت جبيل وعيتا الشعب، كما أنه يطل على مساحات واسعة ومناطق كبيرة من شمال إسرائيل، ويطل بالأساس على مستوطنات "أفيفيم" و"يفتاح" و"مالكيا".
تلة الدواوير قبالة كيبوتس مرغليوت
ويدور الحديث عما يعرف بمنطقة "نقطة الدواوير" وهي المرتفعات المطلة على كيبوتس مرغليوت، حيث يهدف الجيش الإسرائيلي -من خلال التمركز فوق هذه المنطقة- إلى التحكم والسيطرة على جبل المنارة والتلال المقابلة ومنع الاطلاع ورصد المستوطنات بالجانب الشرقي وتقييد البلدات الجنوبية في المنطقة. وتعتبر "الدواوير" التي تموضع الاحتلال الإسرائيلي فوقها، منطقة إستراتيجية وعالية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وتقع على الطريق بين بلدتي مركبا وحولا، وتكشف أجزاء واسعة من الجليل الأعلى، وتطل تحديدا على مستوطنة "مرغليوت" منطقة وداي هونين باتجاه مدينة صفد.
تلة الحماميص- قرب مستوطنة المطلة
يعتبر تل الحماميص الذي توجد فيه قرية صغيرة جدا تعرف باسم سردا، وترتفع 500 متر عن سطح البحر، منطقة إستراتيجية تطل على جنوب منطقة سهل الخيام قضاء مرجعيون، ويهدف الجيش الإسرائيلي من التموضع بالمكان للسيطرة على مناطق سهل الخيام وكفركلا.
وتبقى الأهمية الإستراتيجية للتل من وجهة نظر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الحماميص" تطل وتكشف مستوطنة المطلة، ومعسكرات الجيش الإسرائيلي في المنطقة. (الجزيرة نت)