صباح الخير يا لبنان... هنا تلفزيون لبنان
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
بين عاميّ ٢٠٠٩ و٢٠١٠، غادرتُ شمال لبنان، وتحديداً مدينة طرابلس باعتبارها الحيّز المكانيّ الأول الذي اختبرت فيه أولى خبراتي العلمية والمهنية في المجال الاعلامي.
من طرابلس الى العاصمة بيروت وتحديداً الى تلة الخياط حيث المسافات بعيدة جداً والفروقات ابعد بكثير وكثير.
بين هذين العامين باشرت العمل في التلفزيون الوطني باشارة من المدير العام المرحوم والأخير حتى الساعة لتلفزيون لبنان المخرج ابراهيم الخوري، وباشراف من الناقد والمسرحي عبيدو باشا الذي لم يرقه وجودي بدايةً، لكنه سرعان ما تحوّل الى صديق واستاذ بكل ما للكلمتين من معنى.
الهدف من هذه السطور، لا يتمثل في سرد تجربتي في التلفزيون الأم، انما في محاولة صريحة للقول ان هذه الشاشة مرآة حقيقية للوطن، ولا يمكن لأي قطاع او مؤسسة أخرى على طول الجغرافيا اللبنانية ان ينافسها في نقل معاناة هذا الوطن ونجاحاته واخفاقاته بسياساته المُتعاقبة.
لا اريد الحديث طبعا عن الفترة الذهبية لتلفزيون لبنان التي يدركها الجميع ويتوقون لعودتها، نظراً لما مثلته من رخاء اقتصاديّ وفكريّ عاشه لبنان،ونظراً لما نقله تلفزيون لبنان من مفاهيم متعلقة بالعادات والتقاليد والقرى والمدن على حدّ سواء اكان من خلال البرامج او الدراما او غيرهما، او نظراً لما أكده هذا التلفزيون في نشراته الاخبارية وبرامجه السياسية ناقلاً فكرة لبنان الواحد الموّحد وفكرة الوطن والمواطنة التي تلاشت بطريقة متتالية فكان الاقفال الأول للتلفزيون ومن ثم العودة الى البث مؤكِداً انه "أباً عن جد".
اما التأكيد الثاني المُمكن الحديث عنه في ما يخص تلفزيون لبنان فهو عبارة "بحبك" التي رافقت الإعلان الترويجي المُشار اليه اعلاه "اباً عن جد"، فتفاعُل مجموعة كبيرة من المواطنين اللبنانيين مع خبر توقفه عن البث في الأمس واستعراضهم لذكرياتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس دليلاً على محبة تلفزيون لبنان وحسب انما على رغبتهم بالعيش في بلد جميل، متنوع، مبدع ومزدهر،وهذا ما كان عليه تلفزيون الوطن لفترة طويلة من الزمن.
وبالعودة الى التدهور الحاصل في التلفزيون اليوم وبعيداً عن اي زواريب ضيقة يمكن الدخول بها، لا بد من قول بعض ما نعرفه بصورة علنية:
_ إهمال شاشة تلفزيون لبنان ليس حديثاً، انما يعود وبشكل واضح دون اي إمكانية للشك الى الفترة التي توفي فيها آخر مدير أصيل له ابراهيم الخوري، وهنا، لا بد من طرح السؤال التالي:
لماذا منذ العام ٢٠١٣ لم تقدم الحكومات المتعابقة التي كانت كاملة الصلاحية على تعيين مدير عام أصيل ورئيس لمجلس الإدارة في التلفزيون بالاضافة الى تعيين مجلس إدارة كامل؟ ولماذا لم يقدم الرئيسان السابقان ميشال عون وميشال سليمان الى الدفع بهذا الاتجاه على الرغم من العراقيل الكثيرة؟
_الإصرار على تعيين حراس قضائيين على التلفزيون الوطني، بعضهم مهذبون جداً وبعضهم الآخر لا يمتون الى الأدب باي صلة، خطوة استمرت لأكثر من ١٠ سنوات وانهكت التلفزيون على مختلف الأصعدة، فلماذا الإصرار عليها وتكرارها؟
-توقف البث الذي ظهر فجأة الى العلن، اذ ارتدت الشاشة الوانها الصامتة، خطوة جعلت الكثير من المواطنين يبحثون عن الوطن بين الألوان الكثيرة التي شلّعته وعبثت بوحدته التي غالباً ما عبّر عنها "جنريك" مختلف اعمال شاشة الوطن، لكن هذه الخطوة وبعيداً كل البعد عن أسبابها وظروفها بالاضافة الى التردي الكبير الحاصل في تلفزيون لبنان، هل تُلام عليها وزارة الاعلام اليوم، فتُنسى كل محاولات المحاصصة السابقة التي شكلّت السبب الوحيد الذي حال دون تعيين إدارة اصيلة تدير شؤون الشاشة والعاملين فيها؟
_موظفو وعاملو تلفزيون لبنان في معظمهم من أهم الكفاءات العاملة في المجال المرئي والمسموع، لكن هذا لا ينفي انه وفي فترات الرخاء استخدمت الشاشة بعض المزاريب المعروفة والمعلومة من الجميع، فهل من يتجرأ على رفع الصوت والمحاسبة؟
وأخيراً، اعلم ان مسألة التوقف عن البث تمت معالجتها، وأعلم إنني سأعود وأشاهد الزميلات والزملاء يعملون خلف الشاشة وأمامها من اللحم الحيّ، فجميعهم أوفياء لمنزلهم تلفزيون لبنان، لكن السؤال الفعلي الذي اطرحه بيني وبين نفسي هو التالي: هل انتهى دور الشاشة التي تجمع اللبنانيين؟ وهل صوت التفرقة هو المطلوب دون سواه في هذه المرحلة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تلفزیون لبنان فی التلفزیون
إقرأ أيضاً:
من غزة إلى لبنان: معاناة الأطفال التي لا تنتهي بين نارين
عندما وصلت عائلة ظريفة نوفل إلى بيروت مع ابنتها حليمة لإجراء عملية جراحية في رأسها، كانت أول رغبة لها هي التوجه إلى البحر الأبيض المتوسط. بالنسبة لها، كان البحر رفيقاً دائماً في حياتها في غزة قبل أن تجتاحها الحرب.
اعلانوقالت ظريفة: "في اللحظة التي شممت فيها رائحة البحر، شعرت بالسلام الداخلي، كما لو كنت في غزة". لكن سرعان ما تحولت هذه اللحظات الهادئة إلى مذكرات مريرة عن الدمار الذي جلبته الحرب إلى حياة الطفلة ومن حولها.
وأما حليمة، التي كانت في السابعة من عمرها، كانت قد أصيبت بشظايا صاروخية شديدة في غزة. وعندما تم نقلها إلى المستشفى، ظن الأطباء أنها قد فارقت الحياة. كانت حالتها مروعة: جمجمتها مكسورة، وجزء من دماغها مكشوف. لكن بعد أيام من الاحتجاز في المشرحة، اكتشفت العائلة أنها على قيد الحياة، رغم الجروح البالغة. ثم تم نقلها لاحقاً إلى لبنان لتلقي العلاج، حيث أُجريت لها عملية جراحية ناجحة في المركز الطبي للجامعة الأمريكية في بيروت.
أطفال من غزة ينضمون لمخيم صيفي في لبنانBilal Husseinومع تحسن حالتها في لبنان، بدأ الوضع يتدهور في هذا البلد أيضاً. فقد اندلعت المواجهات بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر 2023، مما جعل العائلات الفلسطينية التي كانت تأمل في العثور على السلام في لبنان، تجد نفسها في حرب جديدة. قالت ظريفة: "لبنان ليس مجرد بلد آخر بالنسبة لنا، إنه أخت لغزة. نحن نعيش أو نموت معاً." كان أطفال غزة، الذين كانوا يهربون من الحرب، يجدون أنفسهم مرة أخرى في خضم صراع لا يرحم.
في تلك الأيام، بدأت عائلة نوفل وأطفال آخرون يعانون من الضغط النفسي الناتج عن القصف المستمر بالهرب إلى غرفة المعيشة في الفندق لحماية أنفسهم من الزجاج المتناثر بفعل الانفجارات. وكانت أصوات القصف تُعيد لهم ذكريات الحرب في غزة، مما جعلهم يتنبهون إلى ما هو قادم، لكنهم كانوا عاجزين عن الهروب من هذا المصير. حليمة، التي كانت قد بدأت في التكيف مع حياتها الجديدة، عادت لتعيش الخوف ذاته الذي عاشت فيه في غزة.
حصيلة ضحايا الحرب في غزة بحسب تقرير يعود للأمم المتحدةورغم هذه الظروف الصعبة، تمسك الأطفال بحلم العودة إلى حياة طبيعية. ومن خلال دعم الأطباء اللبنانيين، الذين كانوا يتعاملون مع جروحهم بكل خبرة، بدأ الأمل يعود إلى قلوب هؤلاء الأطفال المكلومين. قالت ظريفة: "في بيروت، كان لدينا الأمل في الشفاء، لكن الوضع في لبنان أصبح صعباً جداً. كنا نريد فقط أن نعيش بسلام".
ومع تصاعد القتال في لبنان، توقفت حملة العلاج التي كان يقودها الدكتور غسان أبو سيتة، وهو جراح بريطاني فلسطيني، من أجل علاج أطفال غزة. قال أبو سيتة: "الجروح التي يعاني منها الأطفال في لبنان تشبه تماماً تلك التي عانوا منها في غزة. الحرب لا تستثني الأطفال".
أطفال غزة يتلقون العلاج في لبنانHussein Mallaفي الوقت عينه، استمرت العائلات الفلسطينية في بيروت في التمسك بالأمل، عازمة على البقاء في لبنان رغم كل ما يواجهونه، عسى أن يعود السلام يوماً ما.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قتل ويُتم وجوع وتداعيات مدى الحياة.. هكذا سلبت الحرب حقوق أطفال غزة للعام الثاني.. أطفال غزة بلا مدارس والحرب تُلقنهم دروس البقاء وسط حالة طوارئ وحرب مدمرة.. أطفال غزة يتلقون لقاح شلل الأطفال في خان يونس غزةضحاياإسرائيلجرحىأطفاللبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. غارات على الضاحية الجنوبية بعد مقتل 7 جنود إسرائيليين.. وحزب الله يضرب قاعدة الكرياه وسط تل آبيب يعرض الآن Next الاتحاد الأوروبي بصدد إنهاء اتفاقية الصيد البحري مع السنغال وسط انتقادات محلية يعرض الآن Next روسيا تحذّر من اجتياح إسرائيلي لسوريا وتقول إن قواتها حاضرة مقابل مرتفعات الجولان يعرض الآن Next بوينغ تواجه صعوبة في الوفاء بموعد تسليم الطائرات لزبائنها.. وإضراب العمال يعقّد من المهمة يعرض الآن Next فرحة الزفاف تتحول إلى كارثة.. مصرع 18 شخصاً بسقوط حافلة في نهر السند بباكستان اعلانالاكثر قراءة لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد بين السماء والأرض: ألمانيان يحطمان الرقم القياسي في التزلج على الحبل المتحرك بارتفاع 2500 متر مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز تقرير: تحقيق إسرائيلي يشتبه في كون نتنياهو زوّر وثائق للتملص من تقصيره في 7 أكتوبر/تشرين الأول من بينها رئيس الوزراء.. أصوات إسرائيلية تقايض ترامب بوقف الحرب مقابل ضم الضفة الغربية اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29إسرائيلدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنانغزةروسياالحرب في أوكرانيا معاداة الساميةحكم السجنمحكمةسورياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024