لبنان ٢٤:
2025-04-25@07:00:30 GMT

صباح الخير يا لبنان... هنا تلفزيون لبنان

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

صباح الخير يا لبنان... هنا تلفزيون لبنان

بين عاميّ ٢٠٠٩ و٢٠١٠، غادرتُ شمال لبنان، وتحديداً مدينة طرابلس باعتبارها الحيّز المكانيّ الأول الذي اختبرت فيه أولى خبراتي العلمية والمهنية في المجال الاعلامي.
من طرابلس الى العاصمة بيروت وتحديداً الى تلة الخياط حيث المسافات بعيدة جداً والفروقات ابعد بكثير وكثير.

بين هذين العامين باشرت العمل في التلفزيون الوطني باشارة من المدير العام المرحوم والأخير حتى الساعة لتلفزيون لبنان المخرج ابراهيم الخوري، وباشراف من الناقد والمسرحي عبيدو باشا الذي لم يرقه وجودي بدايةً، لكنه سرعان ما تحوّل الى صديق واستاذ بكل ما للكلمتين من معنى.

 

الهدف من هذه السطور، لا يتمثل في سرد تجربتي في التلفزيون الأم، انما في محاولة صريحة للقول ان هذه الشاشة مرآة حقيقية للوطن، ولا يمكن لأي قطاع او مؤسسة أخرى على طول الجغرافيا اللبنانية ان ينافسها في نقل معاناة هذا الوطن ونجاحاته واخفاقاته بسياساته المُتعاقبة.

لا اريد الحديث طبعا عن الفترة الذهبية لتلفزيون لبنان التي يدركها الجميع ويتوقون لعودتها، نظراً لما مثلته من رخاء اقتصاديّ وفكريّ عاشه لبنان،ونظراً لما نقله تلفزيون لبنان من مفاهيم متعلقة بالعادات والتقاليد والقرى والمدن على حدّ سواء اكان من خلال البرامج او الدراما او غيرهما، او نظراً لما أكده هذا التلفزيون في نشراته الاخبارية وبرامجه السياسية ناقلاً فكرة لبنان الواحد الموّحد وفكرة الوطن والمواطنة التي تلاشت بطريقة متتالية فكان الاقفال الأول للتلفزيون ومن ثم العودة الى البث مؤكِداً انه "أباً عن جد".

اما التأكيد الثاني المُمكن الحديث عنه في ما يخص تلفزيون لبنان فهو عبارة "بحبك" التي رافقت الإعلان الترويجي المُشار اليه اعلاه "اباً عن جد"، فتفاعُل مجموعة كبيرة من المواطنين اللبنانيين مع خبر توقفه عن البث في الأمس واستعراضهم لذكرياتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس دليلاً على محبة تلفزيون لبنان وحسب انما على رغبتهم بالعيش في بلد جميل، متنوع، مبدع ومزدهر،وهذا ما كان عليه تلفزيون الوطن لفترة طويلة من الزمن.  

وبالعودة الى التدهور الحاصل في التلفزيون اليوم وبعيداً عن اي زواريب ضيقة يمكن الدخول بها، لا بد من قول بعض ما نعرفه بصورة علنية:

_ إهمال شاشة تلفزيون لبنان ليس حديثاً، انما يعود وبشكل واضح دون اي إمكانية للشك الى الفترة التي توفي فيها آخر مدير أصيل له ابراهيم الخوري، وهنا، لا بد من طرح السؤال التالي:  
لماذا منذ العام ٢٠١٣ لم تقدم الحكومات المتعابقة التي كانت كاملة الصلاحية على تعيين مدير عام أصيل ورئيس لمجلس الإدارة في التلفزيون بالاضافة الى تعيين مجلس إدارة كامل؟ ولماذا لم يقدم الرئيسان السابقان ميشال عون وميشال سليمان الى الدفع بهذا الاتجاه على الرغم من العراقيل الكثيرة؟


_الإصرار على تعيين حراس قضائيين على التلفزيون الوطني، بعضهم مهذبون جداً وبعضهم الآخر لا يمتون الى الأدب باي صلة، خطوة استمرت لأكثر من ١٠ سنوات وانهكت التلفزيون على مختلف الأصعدة، فلماذا الإصرار عليها وتكرارها؟

-توقف البث الذي ظهر فجأة الى العلن، اذ ارتدت الشاشة الوانها الصامتة، خطوة جعلت الكثير من المواطنين يبحثون عن الوطن بين الألوان الكثيرة التي شلّعته وعبثت بوحدته التي غالباً ما عبّر عنها "جنريك" مختلف اعمال شاشة الوطن، لكن هذه الخطوة وبعيداً كل البعد عن أسبابها وظروفها بالاضافة الى التردي الكبير الحاصل في تلفزيون لبنان، هل تُلام عليها وزارة الاعلام اليوم، فتُنسى كل محاولات المحاصصة السابقة التي شكلّت السبب الوحيد الذي حال دون تعيين إدارة اصيلة تدير شؤون الشاشة والعاملين فيها؟

_موظفو وعاملو تلفزيون لبنان في معظمهم من أهم الكفاءات العاملة في المجال المرئي والمسموع، لكن هذا لا ينفي انه وفي فترات الرخاء استخدمت الشاشة بعض المزاريب المعروفة والمعلومة من الجميع، فهل من يتجرأ على رفع الصوت والمحاسبة؟

وأخيراً، اعلم ان مسألة التوقف عن البث تمت معالجتها، وأعلم إنني سأعود وأشاهد الزميلات والزملاء يعملون خلف الشاشة وأمامها من اللحم الحيّ، فجميعهم أوفياء لمنزلهم تلفزيون لبنان، لكن السؤال الفعلي الذي اطرحه بيني وبين نفسي هو التالي: هل انتهى دور الشاشة التي تجمع اللبنانيين؟ وهل صوت التفرقة هو المطلوب دون سواه في هذه المرحلة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تلفزیون لبنان فی التلفزیون

إقرأ أيضاً:

نصف الآباء قلقون من الشاشات.. لكن 58% يعتمدون عليها لإبقاء أطفالهم هادئين

بالرغم من مخاطر التأخر الإدراكي، وارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، التي أظهرت الأبحاث أنها مرتبطة بالسماح للأطفال بقضاء وقت طويل أمام الشاشات. والتحذيرات التي أصدرتها الأكاديمية الأميركية لطب نفس الطفل والمراهق، من تحديق الأطفال في الشاشات في وقت مبكر جدا، ولفترات طويلة، وجهود جوناثان هايدت، عالم النفس الاجتماعي في جامعة نيويورك، في التحذير من التحول من الطفولة القائمة على اللعب، إلى الطفولة القائمة على الشاشات، وما يمكن أن يُسببه من ضرر بالغ بالصحة النفسية والنمو الاجتماعي. "لا يزال العديد من الآباء يتجاهلون المشكلة"، كما تقول بيث غرينفيلد، الكاتبة المتخصصة في الصحة، بمجلة "فورتشن ويل".

حتى إن 42% من أطفال الولايات المتحدة -على سبيل المثال- يمتلكون هواتف في سن العاشرة، وترتفع النسبة إلى 91% بحلول سن الـ14، وفقا لتقرير منظمة "كومون سينس ميديا" المعنية بعالم تكنولوجيا الأطفال، لعام 2021.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تقاوم كذب طفلك؟ دليل عملي لكل الآباءlist 2 of 2لماذا تشعرين بالتحفز الدائم ضد طفلك؟ 6 خطوات لاستعادة هدوئكend of list ما يجب أن يكون وما يحدث في الواقع

وفقا لإرشادات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، يجب أن يكون وقت الشاشة محدودا للغاية للأطفال دون سن الثانية، وأن تكون المشاهدة مع شخص بالغ، وأن يقرنها بالتحدث والتعليم".

لأن الأطفال دون سن الثانية يتعلمون وينمون وتتعلم عقولهم أكثر، عندما يتفاعلون ويلعبون مع آبائهم وإخوتهم ومُعلميهم، وغيرهم من الأطفال والبالغين.

إعلان

كما يجب أن "يقتصر استخدام الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات للشاشات على ساعة واحدة يوميا، وأن يقتصر على محادثات الفيديو الثنائية، والبرامج التعليمية".

لكن ما يحدث في الواقع، أن تقرير"كومون سينس ميديا" لعام 2025، كشف أن الأطفال دون سن الثانية يشاهدون الشاشات لمدد تزيد قليلا عن ساعة يوميا، في حين يشاهد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و4 سنوات لمدة ساعتين و8 دقائق يوميا.

كما أظهر استطلاع لمؤسسة هاريس، وشركة برايت هورايزونز للتعليم المبكر، أن:

60% من الأمهات والآباء، قالوا إن أطفالهم استخدموا التكنولوجيا قبل تعلم القراءة.

42% قالوا إنهم قلقون بشأن الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشات.

49% قالوا إنهم قلقون بشأن الصحة النفسية لأطفالهم.

نحو 75% (معظمهم لديهم أطفال دون سن السادسة)، قالوا إن أطفالهم بحاجة إلى التخلص من "سموم" التكنولوجيا.

الشعور باليأس

في تفسيرها لعدم استجابة الآباء لهذه التحذيرات، قالت عالمة النفس الأميركية بيكي كينيدي، لمجلة فورتشن، "يبدو أن جزءا من ذلك يعود إلى اليأس" فمن الملاحظ أن 55% من الأمهات والآباء قالوا إنهم "يستخدمون الشاشات كورقة مساومة لإجبار أطفالهم على أداء الأعمال أو الواجبات المنزلية"، في حين قال 58% إنهم يعتمدون على الشاشات "لإبقاء أطفالهم هادئين أثناء التسوق أو تناول الطعام في الخارج"؛ بحسب نتائج الاستطلاع.

وأضافت أنه "لا ينبغي للآباء أن يلوموا أطفالهم على ذلك"، فقط عليهم أن يدركوا أننا "كلما انغمسنا في هواتفنا، زادت صعوبة وضع حدود لأطفالنا".

استخدام الشاشة لا يُنمّي المهارات المعرفية والاجتماعية والعاطفية التي يحتاجها الطفل (فري بيك)  مخاطر استخدام الشاشات لإلهاء الأطفال الصغار

تقول خبيرة التعليم المبكر راشيل روبرتسون، إن الإلهاء بالشاشات قد يسبب المخاطر التالية:

التأثير السلبي على نمو الأطفال، فعندما تصطحب طفلك إلى متجر البقالة وتعطيه الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي، لإلهائه مقابل الحصول على الهدوء الذي تريده، "فأنت بذلك تفوت عليه فرصةً لتطوير مهارات التنظيم، وإدارة المشاعر، خلال فترات الانتظار"، كذا تقول روبرتسون.

إعلان

موضحة أن هذا الحل السهل باستخدام الشاشة "لا يُنمّي المهارات المعرفية والاجتماعية والعاطفية التي يحتاجها الطفل والتي سيعتمد عليها لبقية حياته". ومؤكدة أن استخدام الشاشة كوسيلة تشتيت "سيكون له تأثير تنموي سلبي كبير على الأطفال".

التقليل من فرص التفاعل أو سماع الكلمات، فقد أظهرت دراسة نُشرت عام 2024، أن القلق والمشاكل الاجتماعية والعاطفية والنفسية، خصوصا لدى المراهقين، "كلها عوامل مرتبطة باستخدام الشاشة على المدى الطويل". وأن تطوير المهارات المعرفية واللغوية وغيرها من المهارات، "يحتاج إلى تعامل الأطفال الصغار مع العالم بشكل مباشر، من خلال اللعب أو التفاعل مع الآخرين".

في المقابل، تُقلل مشاهدة الشاشات من فرص التفاعل أو سماع الكلمات، "مما يزيد من احتمالية تأخر الأطفال اللغوي أو المعرفي أو الاجتماعي".

تأثر مهارات اللغة والقراءة والكتابة المبكرة، فقد وجدت دراسة نُشرت عام 2019، أن الأطفال في سن ما قبل المدرسة الذين قضوا وقتا أطول أمام الشاشات، "كان لديهم نمو أقل في جزء الدماغ الذي يدعم مهارات اللغة والقراءة والكتابة المبكرة".

التأخر في التواصل وحل المشكلات، حيث أشارت دراسة نُشرت عام 2023، أنه "كلما زاد الوقت الذي يقضيه طفل يبلغ من العمر عاما واحدا أمام الشاشات، زاد احتمال تعرضه لتأخر في التواصل وحل المشكلات في سن الثانية إلى الرابعة".

استطلاع رأي: 49% من الآباء قالوا إنهم قلقون بشأن الصحة النفسية لأطفالهم (فري بيك) كيفية تقليل اعتماد الآباء على الأجهزة في التعامل مع أطفالهم

حول كيفية تقليل اعتماد الآباء على الأجهزة لإسكات أطفالهم، تُقدم روبرتسون النصائح التالية:

كن يقظا حاسما ومبدعا

"عليك التحلي باليقظة واتخاذ قرارات حاسمة بعدم تعرض طفلك للشاشات بشكل عشوائي"، فإحدى المشكلات التي لاحظتها روبرتسون هي ما تُسميه "غياب الهدف". حيث تكون الشاشات مُدمجة في عربات البقالة وسيارات الأجرة ومقاعد الطائرات أو حتى في يدك، وأنت تُمرر المحتوى وتحمل طفلك في آنٍ واحد، "دون أن تدرك أنك بهذا تجعله مُعرّضًا لقدر هائل من وقت الشاشة دون قصد".

إعلان

وتوضح أن تجنب تسلل الشاشات لطفلك الصغير "يحتاج منك القليل من الإبداع"، مثل جمع مجموعة مُثيرة للاهتمام من اللعب ودمى الأطفال والورق وأقلام التلوين، في حقيبة لوضعها في السيارة، وإشغال طفلك بها عندما تضطر للانتظار في مكان ما، "وسوف ترى ما يُمكن أن يحدث من إبداع".

ساعدي طفلك على استخدام الشاشات لأغراض محددة

تؤكد روبرتسون، أنه "ليس المقصود عدم السماح للأطفال باستخدام الشاشة، لكن المقصود هو طريقة استخدامهم للشاشة". وتنصح كل أم قائلة: دعيهم يبحثون ويفكرون تفكيرا نقديا، ويستخدمون التكنولوجيا استخداما رائعا، كأداة لتحقيق غرض محدد وليس كوسيلة ترفيه، "ومن ثم يمكنهم الاستفادة والمساعدة بشكل إيجابي".

فعلى سبيل المثال، عندما تكوني مشغولة في طهي العشاء بعد يوم عمل مرهق، دعي طفلك يستخدم الشاشة لمساعدتك في البحث عن شيء ما، مثل اكتشاف وصفة لصلصة السباغيتي. فهذه المهمة المحددة سوف تُبقيه مشغولا أثناء انهماكك في التحضير، وفي الوقت نفسه ستكون مفيدة له.

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • نصف الآباء قلقون من الشاشات.. لكن 58% يعتمدون عليها لإبقاء أطفالهم هادئين
  • حاسب جديد يتحدّى «آبل وسامسونغ».. ما ميزاته؟
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد
  • ما قصة القرض الذي سيوقعه وزير المال مع البنك الدولي؟
  • مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير يزور مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية
  • أفضل الأعمال التي تقدمها لشخص عزيز توفى.. دينا أبو الخير تكشف عنها
  • عباس فارس.. شيخ الشاشة وصوت الحكمة في السينما المصرية
  • بعد الحادث الذي تعرض له.. الحريري اتصل بالبطريرك الراعي مطمئناً
  • وزارة الداخلية: تطبيق غرامة مالية تصل إلى 50.000 ريال بحق الوافد الذي يتأخر عن المغادرة عقب انتهاء صلاحية تأشيرة الدخول الممنوحة له