يمانيون:
2025-01-17@07:26:08 GMT

حزب الله.. سر الصمود وجنون إسرائيل

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

حزب الله.. سر الصمود وجنون إسرائيل

مراد راجح شلي

شنت إسرائيل، الاثنين، سلسلة غارات جوية جديدة على عدد من المناطق شرقه وغربه. هذه المرة كانت الغارات أكثر عنفاً ودموية.

وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فقد بلغت حصيلة الضحايا أكثر من 182 شهيدًا و727 جريحاً، أغلبهم من النساء والأطفال، في إحصائية ليست نهائية أعلنت مساء أمس الاثنين، لحظة كتابة هذا المقال.

يا إلهي، كم بتنا انطباعيين وانفعاليين وخبريين! فليست بهذه الطريقة تُكتب المقالات.

وكيف أمسينا موجوعين على أهلنا في لبنان وسادة المجاهدين (حزب الله).

– في البدء كانت إسرائيل شجرة الألتينتيرا الزاحفة حقدًا واستكبارًا واحتلالًا، التي اصطدمت في زحفها باتجاه الشمال بشجرة مقاومة أصلها ثابت وفرعها في السماء، عُرفت باسم (حزب الله).

حاولت الشجرة الزاحفة السامة تجاوز شجرة المقاومة العتيدة بشتى الطرق، لكنها لم تفلح أبداً.

حاولت قطعها، اجتثاثها، إغراءها، ابتزازها.

لم تنجح أبداً، أبداً.

– إنها ضريبة المقاومة يا لبنان الكرامة، تقدموها بناءً وأرواحًا في سبيل القضية. المقاومة كمشروع حياة في وجه آلة الموت الإسرائيلية.

حزب الله يقدم قادته وخيرة رجاله في سبيل موقفه الداعم لمظلومية أبناء غزة.

يعلم العالم أجمع كيف تكون التضحية…

يبعث من جديد في كل مرة كطائر الفينيق من رماد الأوجاع، أكثر قوة، وصلابة، وعنفوانًا.

– تصاعدت حدة سلسلة الهجمات الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي. بدأت بهجوم غير مسبوق عبر انفجارات أجهزة تُعرف بـ “البيجر”، تلاها مباشرة، في اليوم الثاني، انفجارات أجهزة اتصالات لاسلكية.

بعدها، بثلاثة أيام، جاءت غارات جوية استهدفت قيادات عسكرية تابعة لحزب الله.

في العلوم العسكرية، ما حدث لحزب الله أشبه بالزلزال المدمر، لن يستطيع أي كيان تجاوزه بسرعة. لكن حزب الله فاجأ العالم بعد يومين فقط بهجوم زلزل الكيان المحتل.

حين رد على التصعيد الإسرائيلي بقصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رافائيل المتخصصة في الوسائل والتجهيزات الإلكترونية، الواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا، بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا.

كذلك أعلن الحزب أنه استهدف قاعدة ومطار “رامات ديفيد” للمرة الثانية بعشرات الصواريخ.

وهذا يعد تطوراً غير مسبوق في عملياته ضد إسرائيل؛ فهي المرة الأولى التي يستهدف فيها الحزب هذه المناطق منذ بدء المواجهات مع إسرائيل في اليوم التالي لهجمات السابع من أكتوبر.

– إنها ضريبة المقاومة يا سادة المجاهدين، وأنتم تسجنون جثامين قاداتكم وأبطالكم، ولبنان تودع ضحايا غارات الأمس من أطفال ونساء. إنه قدر المقاومة: إما النصر وإما الشهادة، وهيهات منا الذلة.

– كيمنيين، نسطر لكم رسالة جماعية يا سادة المجاهدين:

سادة العطاء، سادة التضحية،

أسياد المواجهة وأنتم في الواجهة،

رأس حربة المقاومة وضوؤها المجيد،

فشمس المقاومة تشرق من صيدا.

نحن حدقات أعينكم إن مسها سوء،

ضوؤكم حين تسود الدنيا بكم،

فداكم الروح والجسد والدم والولد.

نحن ضياؤكم إذا كسفت شموسكم،

وقمراؤكم إذا خسفت أقماركم.

أهلكم إذا فقدتم الأهل،

آباؤكم وأبناؤكم،

شدتكم وعزوتكم،

ظهركم ومحزمكم،

ثأركم الذي تنتقمون به،

عُدَّتكم التي تحملكم،

صوتكم إذا غابت حناجركم،

وصواريخكم إذا نفدت ذخيرتكم.

أرواحنا لكم الفداء قولاً وعملاً، فنحن أمة سيد القول والفعل.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

لبنان ما بعد «المقاومة»

استولت مفردة «المقاومة» على الخطاب السياسي اللبناني لعقود طويلة، وزادت استفحالاً منذ انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000. وما غيابها اللافت عن خطاب القَسَم الذي أداه الرئيس المنتخب جوزيف عون، إلا إيذاناً بالتبدل العميق الطارئ على علاقات الهيمنة التي حكمت ميزان القوة في لبنان.
يعلن غياب هذه «المفردة - الطوطم» عن انتهاء حقبة تحكَّم فيها تغول الميليشيا على الدولة والمجتمع. قبلها خبر اللبنانيون اندثار عبارة «وحدة المسار والمصير» من الخطاب السياسي، وهي الأخرى تميمة سياسية فرضها النظام السوري الساقط لتثبيت هيمنته غير الشرعية على لبنان.
فاللغة، في سياق العلاقات السياسية، أداة مركزية لصياغة السلطة وترسيخ الهيمنة، وهو ما تدركه، بوعي حاد، الآيديولوجياتُ المغلقة، التي تتحكم في المفردات والمفاهيم بغية التحكم في الواقع نفسه. عبر مفردات محددة أو عبارات مقتضبة في الغالب، تهيمن سلطة ما على القاموسَيْن السياسي والاجتماعي؛ لإعادة تشكيل الوعي الذي به يُفهم العالم وتُفهم علاقاته، أياً يكن زيف هذا الواقع المفروض.
مَن يسيطر على الكلمات يسيطر على السردية، مما يجعل من عملية تفكيك الشعارات والكلمات التي تستخدمها الآيديولوجيات المغلقة عمليةَ تحريرٍ للوعي، وتبديدٍ للهيمنة، وإعادةِ تشكيل لعلاقات القوة في لحظة سياسية ما. وبالتالي، ما كان لهذا المنحى السياسي، الذي انطوى عليه خطاب القَسَم الرئاسي، أن يصير واقعاً من دون التحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة منذ عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما تلاها من حرب غير مسبوقة على غزة ولبنان، أدت إلى تحطيم «حماس» و«حزب الله»، ومهدت لسقوط نظام الأسد في سوريا وخروج إيران منها ومن عموم المشرق!
يدرك «حزب الله» أن الضربة التي تلقاها ليست مجرد هزيمة عسكرية أو سياسية، بل نقطة تحول في مسيرته أفقدته ما تبقى له من شرعية في الداخل اللبناني، وأعجزته عن تبرير وجوده المسلح.
فشلُ ما تسمى «المقاومة» في حماية لبنان لم يكن مفاجئاً لمن شككوا منذ البداية في هذا الادعاء، لكنه أصبح اليوم حقيقة مكشوفة حتى أمام بيئة «حزب الله» نفسها. هذه البيئة، التي تحملت أفدح الخسائر بسبب ارتباطات «الحزب» الإقليمية وحروبه بالوكالة، تجد نفسها الآن في مواجهة مباشرة مع الميليشيا التي زعمت حمايتها، بعد أن أدركت أن تكلفة الولاء لها تتجاوز المكاسب الموعودة، وأنها، في الواقع، أولى ضحايا المشروع الذي يدّعي تمثيلها.
أتاحت هذه الأحداث الإقليمية التاريخية واللبنانية غير المسبوقة الفرصة لخطاب لبناني شبه مكتوم، لطالما كان يمثل رغبة شعبية عميقة قمعتها الهيمنة السياسية والآيديولوجية لـ«حزب الله»، أن يتحول إلى خطاب عام ورسمي تحت قبة البرلمان. فما عبّر عنه الرئيس جوزيف عون، هو في جوهره صوت اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعاً بالشعارات الزائفة وأعباء المقاومة المزعومة. هذا ما جعل من انتخابه أكثر من مجرد حدث سياسي، بل استجابة لحاجة لبنانية ملحّة إلى قيادة قادرة على إعادة بناء المؤسسات، واستعادة الثقة الداخلية والخارجية، وإخراج لبنان من أزمته الوجودية.
ثمة قناعة لبنانية عارمة بأن لبنان أمام فرصة حقيقية للتعافي؛ إنْ كان لجهة إعادة إعمار ما هدمته الحرب الأخيرة، أو استعادة كفاءة الإدارة والقضاء، أو خفض الاستقطاب المذهبي الذي غذّاه «حزب الله» بالتحالف مع «الحالة السياسية المرضية» التي مثلها التيار العوني، أو، وهذا الأهم، تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بنزع سلاح الميليشيات واستعادة لبنان موقعه في المنطقة، بعيداً من التخندق الإقليمي.
بيد أن التحديات التي تواجه عهد جوزيف عون هائلة ومعقدة. أول هذه التحديات هو استكمال تفكيك البنية العسكرية لـ«حزب الله»، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وحسم انتقال لبنان دون مواربة إلى عصر جديد هو عصر «الشرق الأوسط منزوع الميليشيات».
ثانياً: إعادة بناء الثقة الشعبية والإقليمية والدولية بمؤسسات الدولة التي تعرضت للتآكل نتيجة سنوات من الفساد والهيمنة الطائفية. يمهد هذا البند لتفكيك بنية العصابة التي نهبت البلاد، ويفتح الباب أمام المعالجات الجادة للأزمة الاقتصادية والمالية بدعم إقليمي ودولي، ويضمن استكمال الانسحاب الإسرائيلي التام من لبنان والاستعادة الكاملة لسيادته.
ثالثاً: إعادة ترتيب الواقع السياسي الداخلي في لبنان لإجراء انتخابات نيابية عام 2026، يؤمل أن تعكس التوازن السياسي الجديد في البلاد من دون أي إقصاء أو غلبة تمهد لإحياء التوترات الأهلية وتآكل سنوات الرئاسة.
مرة أخرى، أعلن انتخاب جوزيف عون رئيساً للبنان بشكل واضح عن دخول البلاد في مرحلة جديدة، وترجم داخل مؤسسات النظام السياسي، بقوة الضغط الإقليمي والدولي، رفضاً شعبياً وسياسياً لكل ما يمثله «حزب الله».
هي فرصة غير مسبوقة للتحرر من الإرث الذي أرهق لبنان لعقود، منذ «اتفاق القاهرة 1969» الذي شرع البلاد أمام سلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وصولاً إلى حرب الإسناد التي أعلنها «حزب الله» منفرداً في 8 أكتوبر 2023. وهي بداية جديدة تُمهّد الطريق لإعادة بناء دولة سيادية ديمقراطية حديثة، تخرج من «شرق أوسط الدمار والحروب» إلى «شرق أوسط الاقتصاد والتنمية والتكامل والسلام».

مقالات مشابهة

  • أحزاب المشترك تبارك اتفاق وقف العدوان على غزة وتؤكد أنه يجسد الصمود الأسطوري
  • السيد خامنئي: المقاومة الفلسطينية أجبرت إسرائيل على التراجع
  • أكثر من 80 شهيدًا منذ الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • فرحة رغم الآلام
  • مع قرب الاتفاق.. إسرائيل تقصف عشرات المناطق في غزة
  • سلام عليك يا غزة…!
  • لبنان ما بعد «المقاومة»
  • مراقبون: تماسك الجبهة الداخلية عمود الصمود ومحور الانتصار
  • مراقبون لـ”الثورة  “: تماسك الجبهة الداخلية عمود الصمود ومحور الانتصار
  • صفقة استسلام إسرائيل