أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان أن محاولات فصل قوى المقاومة مرفوضة، مشددا على أن وقف العدوان الإسرائيلي الشامل هو الشرط الأساسي لأي تهدئة، وحذر من محاولات كسب الوقت لصالح إسرائيل، مؤكدا ثبات موقف المقاومة.

وأضاف حمدان خلال مداخلة مع الجزيرة أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان تعتبر محاولة من الاحتلال للخروج من مأزقه، وقال "الاحتلال بهجومه على لبنان منذ بدء عملياته، خاصة عملية تفجير البيجر ثم قصف الضاحية، وبعد ذلك توسيع القصف ليطال مناطق واسعة في لبنان، إنما يحاول أن يخرج من مأزقه"، موضحا أن هذا التصعيد يأتي بعد إدراك إسرائيل أن المقاومة في غزة لا تزال متمسكة بموقفها وتسجل نقاطا مهمة في إسنادها.

وفي سياق الحديث عن المبادرات السياسية، أكد حمدان أن أي محاولات لتفكيك علاقة المقاومة على مستوى المنطقة لن يكتب لها النجاح، وشدد على أن وقف العدوان الإسرائيلي في المنطقة بشكل كامل هو الشرط الأساسي لأي تهدئة.

وقال "إلا إذا اقتنع الإسرائيلي واقتنع قبله الأميركي أيضا بأن وقف العدوان الإسرائيلي في المنطقة بشكل كامل هو الذي يمكن أن يؤدي إلى حصول حالة من التهدئة، سوى ذلك سيكون تكرارا للتجربة".

خطر نتنياهو

وحذر حمدان من تكرار تجارب سابقة، مشيرا إلى محاولتين في 5 مايو/أيار والثاني من يوليو/تموز الماضيين، إذ أبلغ الأميركيون الوسطاء في قطر ومصر بوجود ضوء أخضر وموافقة إسرائيلية، لكن الاحتلال فاجأ الجميع بشروط إضافية.

وأكد القيادي في حماس على ضرورة قراءة الموقف الإسرائيلي والأميركي بدقة، مضيفا "لا يحتاج الأمر إلى إعلان أن هناك أخطر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحتاج الأمر إلى إعلان من الجانب الإسرائيلي أنه يوافق على ما يطرح من أفكار".

وفي تحليله لأهداف نتنياهو، رأى حمدان أنه يسعى إلى كسب مزيد من الوقت، آملا في تحقيق نقاط إضافية في الاشتباك مع لبنان والمقاومة فيه.

وأضاف أنه إذا تم التوصل تتحقق من خلالها تتحقق شروط المقاومة و"وافق عليها العدو ابتداء" فأنا أعتقد أن هذا سيكون انتصارا مهما ومكسبا مهما لصالح المقاومة في فلسطين ولبنان.

وفيما يتعلق بموقف حزب الله، أشار حمدان إلى أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله قد أجاب بوضوح على هذه النقطة في خطاباته الأخيرة، وأكد أن 11 شهرا من العدوان على غزة والإسناد الذي تلقته المقاومة لا يمكن الرجوع عنه إلى الوراء، وشدد على أن المعادلة اليوم هي "وقف شامل للعدوان مقابل أن تتوقف المقاومة عن الرد على العدوان".

تنسيق المقاومة

وحذر حمدان بشدة من محاولات الفصل بين قوى المقاومة، معتبرا أنها تكشف النوايا الإسرائيلية والأميركية في استمرار العدوان، وقال "هو يريد أن يفصل بين المقاومة في فلسطين وفي لبنان لكي يتسنى له في لحظة ما أن يستفرد بأحدهما عن الآخر".

وأكد حمدان على التواصل المستمر والتنسيق بين قوى المقاومة في المنطقة، قائلا "نحن طوال هذه المدة كنا على تواصل دائم، وكانت لقاءاتنا على المستويين القيادي والسياسي لا تنقطع، والتشاور بيننا قائم".

وأضاف أن "إخوانهم" في حزب الله والمقاومة في اليمن والعراق مدركون تماما تفاصيل ما تمر به المقاومة في فلسطين.

وفي تعليقه على الموقف الدولي، انتقد حمدان الهيمنة الأميركية على المنظومة الدولية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وبعض حلفائها الأوروبيين هم من يعطلون الموقف الدولي المنتقد لإسرائيل.

وحذر من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيار المنظومة الدولية قائلا "إذا ما انهارت المنظومة الدولية فلا ينفع الإدارة الأميركية ولا غيرها من الدول الكبرى ما قد ينشأ بعد ذلك".

السياسة الأميركية

وفيما يتعلق بالمبادرات السياسية الأميركية، أكد حمدان أن الجانب الأميركي يدرك تماما مطالب المقاومة، سواء في فلسطين أو في لبنان، وحدد هذه المطالب بـ"إنهاء العدوان ثم إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وأيضا استكمال تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة"، مشددا على أن أي مبادرة لا تحقق هذه الأهداف ستعتبر استمرارا لدعم إسرائيل في عدوانها.

وردا على الادعاءات بأن سياسة نتنياهو تهدف إلى تهميش قطاع غزة مقابل التصعيد في جبهة الشمال، أكد حمدان أن غزة لم تهمش ولا المقاومة في فلسطين قد همشت، وقال "من الطبيعي أن يستأثر لبنان بالخبر الأول اليوم في ظل الجريمة التي ترتكب في لبنان، والتي تذكرنا بالأيام الأولى من العدوان على قطاع غزة".

وحذر من أن عدم وقف العدوان على غزة أعطى نتنياهو الفرصة ليعتدي على لبنان، وأن وقفه في عدوانه على لبنان قد يسهل له اعتداءات في اتجاهات أخرى.

وتحدث عن أهمية عنصر الوقت في محاولات إنهاء العدوان، مؤكدا أن المقاومة تسعى إلى اختصار الوقت، في حين يحاول الاحتلال تقطيعه، وقال "مهما طال هذا الوقت فإن المقاومة لا يمكن أن ترفع الراية البيضاء".

وأضاف أن "زمن انتصار الشعوب في منطقتنا قد بدأ"، مؤكدا أن التضحيات رغم جسامتها لن تؤدي إلى هزيمة المقاومة.

واعتبر أن الانتصار قد تحقق بالفعل قائلا "الانتصار تحقق في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ونحن نعززه بصمودنا، والانتصار في لبنان تحقق يوم أن انحازت المقاومة في لبنان إلى شعب فلسطين وقضيته وإلى القدس والأقصى، وما يجري في الأيام هذه سيعزز هذا الانتصار ويثبته إن شاء الله".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المقاومة فی فلسطین قوى المقاومة وقف العدوان أکد حمدان على لبنان فی لبنان حمدان أن أن وقف على أن

إقرأ أيضاً:

هكذا سلمت حماس أسرى إسرائيل.. ماذا نعرف عن وحدة الظل؟

أثار ظهور "وحدة الظل" التابعة لكتائب القسام في حماس، غضب الشارع الإسرائيلي بعد ظهورها بشكل علني فيما "أخفق الجيش الإسرائيلي في العثور عليها طيلة أشهر الحرب الـ15".

اقرأ ايضاًحماس تسلم 3 أسرى إسرائيليين في رابع عملية تبادل (صور وفيديو)

وظهرت "وحدة الظل" التابعة لكتائب القسام بشكل علني لأول مرة خلال عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، إلى الصليب الأحمر ومنه إلى الجيش الإسرائيلي، وتحديدا تسليم الأسيرة المجندة اغام بيرغر.

 

 

وحدة الظل في كتائب القسام تسلم أسيرين إسرائيليين في مركبة استولت عليها من قوات الجيش الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر#حرب_غزة pic.twitter.com/iCRiSFQHnh

— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 1, 2025

 

 

والسبت، ظهرت "وحدة الظل" للمرة الثانية، وفق ما أعلنت كتائب القسام خلال تسليم الدفعة الرابعة من الأسرى الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.   

 

 

ماذا نعرف عن "وحدة الظل"؟

 

تعرف وحدة الظل بأنها "وحدة مهام خاصة تم تأسيسها عام 2006، وكُشف النقاب عنها في 2016، لأول مرة في مقاطع فيديو نشرته حماس.

وظهر أفراد الوحدة بشكل علني، السبت، أثناء عملية التسليم وعلى صدورهم بطاقات تحمل اسم الوحدة، ما أثار غضب الشارع الإسرائيلي وبعض الوزراء الإسرائيليين، حيث لاحق الجيش الإسرائيلي هذه الوحدة السرية طيلة أيام الحرب منذ السابع من أكتوبر.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن الوحدة تلقب بـ"الحارس الأمين"، وبدأت بالظهور منذ عام 2014 حين تم أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول اورون، وبعدها بدأت إسرائيل بالملاحقات الاستخباراتية المكثفة جدا لها، في خضم صراع أمني معقد، برزت خلاله وحدة الظل كقوة سرية تتبع لكتائب القسام".

وقال مراسل قناة i24 الإسرائيلية إن وحدة الظل "تتميز بتنفيذ الأمور الاحترافية، نقل وتخبئة الأسرى تحت مسمى "وحدة الظل" وكأنها تختفي بشكل سريع جدا، وتتميز بسرعة بديهة والاختفاء تحت الأنفاق أو في منازل وبيوت سرية وفي أماكن احتجاز لا يمكن لأحد معرفة موقع هذه الأماكن بالضبط".

من جانب آخر، تحدثت بعض المصادر الفلسطينية الى "اعتماد الوحدة على خطط مدروسة لمواجهة محاولات الجيش الإسرائيلي المتقدمة والتكنلوجيا المتقدمة والمسيرات والتي لم تعثر على عناصر وحدة الظل، والذين ظهروا من جديد لأول مرة من خلال عملية تسليم اجام بيرغر وهم بلباسهم الأسود، حماس أظهرت عناصر وحدة الظل وهم يحملون أسلحة إسرائيلية".

 

 

 

المئات من عناصر كتائب القسام تتجهز للإفراج عن أسير إسرائيلي في ميناء #غزة#حرب_غزة pic.twitter.com/dtbqxlDxuj

— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 1, 2025

 

 

 

وفي أول عملية تبادل بعد إعلان استشهاد قائد أركان القسام محمد الضيف، سلَّمت وحدة الظل الأسير الإسرائيلي الأميركي كيث شمونسل سيغال (65 عاما) في ميناء غزة، وذلك في حضور مئات من مقاتلي كتائبها المختلفة.

 

وكانت صور أعضاء المجلس العسكري الذين أعلنت القسام مؤخرا عن استشهادهم خلال المعركة وعلى رأسهم الضيف، حاضرة على منصة التسليم.

وانتشر مئات من عناصر القسام من مختلف الوحدات العسكرية، قبل وصول وحدة الظل التي حضرت بزيها الخاص ومركباتها الخاصة وبرفقتها سيغال الذي احتفظت به طيلة 15 شهرا.   
 

 

 

في أثناء تسليم المحتجزين.. كتائب القسام تستعرض سيارة اغتنمتها من الاحتلال الإسرائيلي خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023 pic.twitter.com/hiI36FoPj6

— TRT عربي (@TRTArabi) February 1, 2025

 

 

اقرأ ايضاًخروج الدفعة الأولى من مرضى قطاع غزة عبر "رفح"

 

 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند هكذا سلمت حماس أسرى إسرائيل.. ماذا نعرف عن وحدة الظل؟ سوريا: مقتل وإصابة 3 من عناصر الأمن العام على يد الـ"فلول" خروج الدفعة الأولى من مرضى قطاع غزة عبر "رفح" طفل مريض ومرافق وأربعة من طاقمها.. تحطم طائرة في أميركا حماس تسلم 3 أسرى إسرائيليين في رابع عملية تبادل (صور وفيديو) Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • أسامة حمدان: العدو الإسرائيلي يماطل في قضية الإغاثة والإيواء لسكان غزة
  • حمدان: الصيغة الأمثل لوضع غزة هي حكومة وحدة وطنية
  • صفحاتٌ من يوميات العدوان الإسرائيلي على لبنان
  • فلسطين تطلب جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة
  • نعيم قاسم: الدولة اللبنانية مسؤولة بشكل كامل ليتوقف العدوان الإسرائيلي
  • هيئة دعم فلسطين: تصعيد العدوان الإسرائيلي في الضفة يستهدف كل فئات الشعب
  • حتى لا يكسر العدوان الإسرائيلي معنويات السوريين
  • حماس: العدوان على الضفة الغربية يظهر استماتة الاحتلال في وقف مد المقاومة
  • هكذا سلمت حماس أسرى إسرائيل.. ماذا نعرف عن وحدة الظل؟
  • باحث: حماس و إسرائيل تمتلكان مصلحة مشتركة في استكمال اتفاق التهدئة (فيديو)