يمانيون:
2025-10-19@09:49:32 GMT

هوامشُ على دفتر الثورة!

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

هوامشُ على دفتر الثورة!

فهد الرباعي

لم يكن وجهُ اليمن بعد ثورة الـ26 من سبتمبر ١٩٦٢م يحمل شيئاً من ملامح الوجه الذي كان ينشُدُه الشعبُ يومَ قام بالثورة في ستينيات القرن الماضي؛ فبعد قرابة نصف قرن من الصبر والاحتساب اتضح بأن الثورةَ قد سُرقت، وقد غيَّر لصوصُ الأوطان مسارَها عن أهدافها المنشودة لبناء الدولة اليمنية الحديثة، فليس وراء النقاب إلّا وجهٌ شاحب تركت عليه الخيانة والوصاية الكثير من الندوب.

ولمّا حادت ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م عن الصراط، وتبخَّرت أهدافها في الهواء الطلق، وحين استبد بالسلطة جماعاتٌ خائنة لا تتقنُ شيئاً.. اتقانَها العمالة والخيانة؛ ولم تصلح شيئاً طيلة العقود الماضية عدا عن قوائم كراسيها المتهالكة؛ ولم تُحسِنْ شيئاً غيرَ تقاسم السلطة والنفوذ وذبح الوطن من وريد الثروة إلى وريد السيادة؛ وجعل اليمن حديقةً خلفيةً للسفير الأمريكي وملوكِ النفط الذين ما انفكوا يُشعِلون الفتنة بين أبنائه بُغيةَ إبقائهم في عنقِ الزجاجة غارقين في الثأرات والحروب.

كل هذه العوامل دفعت بالشعب نحو الخروج إلى الشارع يطلب خلاصَه بثورةٍ على الفاسدين أودعها خلاصة آلامه وتمزُّقِه؛ بعد أن أدمت سياطُ الوصاية ظهورَهم؛ وسفكت خناجرُ التكفيريين دماءَهم؛ وبعد أن استباحَهم الفقرُ والبؤس والتشظي؛ لم يجد الشعب بُدًّا من الخروج إلى طلب حريته وكرامته؛ والتفَّ حولَ السيد القائد الذي بتر أيدي الوَصاية على البلد؛ وكسَرَ شوكةَ الجماعات التكفيرية؛ وبدَّدَ أحلامَ الطامعين في هذا الوطن.

لقد ولدت ثورة الـ ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤م من رحم واقعٍ يختزل المأساة كان اليمن قبلها خريطةً لا تعرف السكون؛ غارقاً في أتون الفوضى والدماء والصراعات الداخلية؛ فكشفت الثورة عن مناطق الوجع في جسد الوطن، ومضت لتضميد جراحاته النازفة منذ عقود لكنها لم تلبث أن تستقر حتى جاءها الأعراب بالحرب نيابةً عن أمريكا و”إسرائيل” اللتَين رأتا في 21 سبتمبر ثورةً لن تتوقف عند حدود اليمن وحسب؛ بل إن عنفوانها الثوري سيمتد إلى المنطقة بأكملها وستكون بُوصلتها فلسطين المحتلّة، حَيثُ القضية المركزية للعرب والمسلمين.

ولأن المخاوفَ من أن يستعيدَ اليمنُ مكانتَه الريادية في المنطقة كانت كبيرةً من قبل أمريكا و”إسرائيل”، فقد زجَّت بالممالك الزجاجية في حرب على اليمن لوأدِ الثورة في هذا البلد الذي تم تجريده سلفًا من كُـلِّ عوامل القوة والصمود؛ وهكذا وجدت الثورةُ نفسَها مجبولةً على المواجهة وتحويل التحديات إلى فرص فلم تزدْها الحربُ إلَّا صلابةً وعنفوانًا؛ ونجحت في تحويل اليمنِ من بلدٍ مُجَـرّدٍ من كُـلّ عوامل القوة والمنعة فلا تكادُ تراه على خارطة العالم؛ إلى بلدٍ بات يمتلكُ ترسانةً عسكريةً قويةً وتقنياتٍ متطورةً على مستوى الصواريخ البالستية والفرط صوتية جعلته قطباً لا تُخطئه العينُ في المسرح الدولي.

اليوم ها هي الثورة التي أراد لها الأعداء أن تُقتل في المهد؛ تدور دورتها العاشرة في مضمار الحرية والاستقلال؛ لا يزاحمها في فضاء المجد أحد؛ مُستمرّة بعنفوانها الثوري حتى تحقيق أهدافها كاملة؛ كونها تضع نهضةَ اليمن أرضاً وإنساناً أولويةً على جدولها الزمني؛ وكما حقّقت نجاحاً منقطعَ النظير في بناء المؤسّسة العسكرية كأولوية في مرحلة الحرب؛ تمضي اليوم بوتيرةٍ عالية لبناء كُـلّ مؤسّسات الدولة تباعاً، وصمودُها في وجه التحديات ما هو إلا صورةُ شعبٍ لا يستكينُ على طريقِ الحرية والكرامة؛ وقائد لا يستريحُ على قارعة الثورة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

بعد وقف الحرب على غزة.. هل تغيّر المزاج الأمريكي تجاه ترامب؟

بعد نجاحه في التوسط لوقف إطلاق النار في غزة، يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه أمام مفارقة لافتة: تصاعد شعبيته على الساحة الخارجية مقابل جمود داخلي يعكس عمق التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه إدارته. اعلان

أحدث اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تحوّلًا ملحوظًا في نظرة الأمريكيين إلى الرئيس دونالد ترامب، بعد دوره المحوري في التوصل إلى اتفاق أنهى الحرب الإسرائيلية على القطاع، ولكن هذا النجاح، وفق استطلاع جديد لوكالة "أسوشيتد برس" ومركز NORC لأبحاث الشؤون العامة، لم ينعكس بعد على شعبيته في الداخل الأمريكي، حيث تتراكم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ويطغى الإغلاق الحكومي المستمر على المشهد السياسي.

أُجري الاستطلاع بين 9 و13 تشرين الأول/أكتوبر، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار وقبل الإفراج عن الرهائن والأسرى في إسرائيل. وتُظهر نتائجه أن نحو 4 من كل 10 أمريكيين يرون أن ترامب يؤدي مهامه الرئاسية بشكل جيد، وهي نسبة ثابتة منذ أيلول/سبتمبر.

الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني

أظهر الاستطلاع ارتفاعًا في نسبة تأييد الأمريكيين لطريقة تعامل ترامب مع الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، إذ قال 47% إنهم يوافقون على أدائه في هذا الملف، مقارنة بـ37% في أيلول/سبتمبر. ويُعزى هذا التقدّم أساسًا إلى تحوّل جزء من الديمقراطيين نحو موقف أكثر إيجابية حيال سياساته الشرق أوسطية.

ولكن على الرغم من ذلك، تظل القضايا الداخلية في مقدمة أولويات الأمريكيين، فبحسب استطلاع سابق أجرته AP-NORC في تموز/يوليو، اعتبر تسعة من كل عشرة مواطنين أن الاقتصاد هو المسألة الأهم بالنسبة إليهم شخصيًا، مقابل أربعة فقط يرون أن الشرق الأوسط يحتل أهمية مماثلة.

رؤساء باراغواي وإندونيسيا وقبرص، ورئيس وزراء هنغاريا، إلى جانب الرئيس دونالد ترامب، خلال قمة السلام بشأن غزة في شرم الشيخ، مصر، 13 أكتوبر 2025. Suzanne Plunkett/AP ضعف الأداء في القضايا الداخلية

في الداخل، لا تزال شعبية ترامب تراوح مكانها، فبالرغم من أن الهجرة تمثّل إحدى أبرز قضاياه السياسية، 4 من كل 10 أمريكيين فقط يوافقون على أدائه في هذا الملف، وهي نسبة شبه مستقرة منذ أيلول/سبتمبر، وأقل مما كانت عليه عند تولّيه ولايته الثانية.

وفي ما يتعلق بالاقتصاد، الذي يشكّل الهاجس الرئيسي للمواطنين الأمريكيين، فلا تتجاوز نسبة التأييد ثلث المستطلعين، بينما يوافق نحو 3 من كل 10 فقط على أدائه في ملف الرعاية الصحية، الذي يُعد أحد أضعف نقاطه.

ومع الإغلاق الحكومي المستمر وتراجع خدمات المستشفيات والرعاية، يزداد الضغط الشعبي عليه، إذ يرفض تقريبًا جميع الديمقراطيين وثلث الجمهوريين طريقته في إدارة هذا الملف.

Related الاتحاد الأوروبي يتعهد بحماية إسبانيا من "عقوبات" ترامب التجارية بسبب الإنفاق الدفاعيتحفّظ في إسرائيل وبرود في طهران.. هكذا استُقبل عرض ترامب للسلام مع إيرانبعد دعوة ترامب للعفو عنه.. نتنياهو يمثل مجددا أمام المحكمة في قضايا الفساد قلق متزايد من الاتجاه الذي تسير فيه البلاد

تأتي هذه التحديات بينما تستعد البلاد لموسم انتخابي جديد يشمل انتخابات حكّام ولايات مثل نيوجيرسي وفيرجينيا، وانتخابات بلدية في ولايات أخرى. ويخشى الجمهوريون أن تنعكس أرقام ترامب الضعيفة سلبًا على مرشحيهم، وسط استياء متزايد من الأوضاع العامة.

وقد أظهر الاستطلاع أن 7 من كل 10 أمريكيين يرون أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ، وهي نسبة أدنى قليلًا من تلك المسجّلة في أيلول/سبتمبر عقب اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك، حين رأى نحو 75% من الأمريكيين أن الوضع يسير في الاتجاه نفسه.

وتُظهر النتائج أن الجمهوريين باتوا أقل تشاؤمًا هذا الشهر، بينما بقيت مواقف الديمقراطيين والمستقلين على حالها تقريبًا.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • دفتر شروط جديد لتنظيم نشاط البريد السريع المحلي
  • الذهب يفقد شيئا من بريقه ويتراجع عن ذروة قياسية بعد تصريحات ترامب
  • منيمنة: هذا أعظم ما أنتجته ثورة 17 تشرين
  • بعد وقف الحرب على غزة.. هل تغيّر المزاج الأمريكي تجاه ترامب؟
  • والدة وطفلاها غادروا المنزل ولم يعودوا... هل تعرفون عنهم شيئاً؟
  • روسيا تفرض تطبيق ماكس كبديل واتساب وتليغرام على الهواتف الجديدة.. ما أهدافها؟
  • ذكرى ثورة 17 تشرين الاول: أي مصير لنواب الثورة؟
  • مجلس شباب الثورة السلمية بالمهرة يحتفي بالذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة
  • أربعة آلاف طالبة في مأرب تحتفي بثورتي سبتمبر وأكتوبر ويجددن العهد للثورة والجمهورية ورفضاً لعودة الكهنوت
  • رابطة علماء اليمن تعزي في استشهاد اللواء محمد الغماري ورفاقه العظماء