أكدت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، أن نظام الإمامة الكهونوتي ممثل حاليا بجماعة الحوثي أنموذجا فريدا في الانحطاط، والظلم، لكن الشعب اليمني مُصر على تخطي الإرث المُظلم الذي أطاحت به ثورة 26 سبتمبر.

 

وقالت كرمان في خطاب متلفز لها بمناسبة الذكرى الـ 62 لثورة 26 سبتمبر إن "الحوثية ليست سوى نسخة أكثر بُؤسا من النظام الإمامي وهي سلطة قهر وجبايات وفساد، وتظن اليمن غنيمة لأسرة".

مشيرة إلى أن "الذكرى الـ62 للثورة تحل وبلادنا لا تزال رهن الفوضى الشاملة".

 

وأضافت "ليس هناك انقلاب واحد ضد الدولة اليمنية بل عدّة انقلابات وبدعم الخارج، وبلادنا مسلوبة القرار، ورعاة الفوضى عقدوا التوصل إلى حلول غير عادلة"

 

وتابعت "لم يُخلق الناس عبيدا للطغاة، أو جنودا في معاركهم العبثية ووحده الحوثي يقف في الجهة المضادة، والأكثر خطيئة في التاريخ". وقالت "كل الذين ظنوا أنهم أقوى من الشعوب سقطوا وانهاروا وتناثروا".

 

وأوضحت أن "سياسات وخرافات الحوثي هدفها إعادة اليمن إلى منطق العصور الوسطى"، مؤكدة أن "قيم ثورتي سبتمبر وأكتوبر تمثل الطريق للخروج من هذه الدوامة الجهنمية".

 

وشددت على أن "الحرية والعدالة والمواطنة والاستقلال يستحيل التفريط بها، أو المساومة بشأنها كما أن الجمهورية ليست أهواء، والجمهوري هو من يرفض المساس بحقيقتها وطبيعتها".

 

وذكرت كرمان "سلطة مجلس القيادة الرئاسي لا تقوم بواجباتها في حماية الناس وبناء المؤسسات، وقالت إن "بعض المحسوبين على معسكر الشرعية يحاولون تقليد الحوثي، وهذا خطأ" حد قولها.

 

وأشارت إلى أن اليمن يفتقد اليوم لقيادة وطنية شجاعة، لكن شعبنا قادر على قلب المعادلة، لافتة إلى أن المتجبرين والمتطاولين على سيادة اليمن ووحدته وجمهوريته سيسقطون.

 

وخلصت كرمان في خطابها إلى القول إن "الحرب ستنتهي، ولن يجد اللصوص المتحكمون بالبلاد وقتا للهرب".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن توكل كرمان الحوثي ثورة 26 سبتمبر

إقرأ أيضاً:

ما بين جوبا وود مدني، السياسة ووجدان الشعوب

محمد بدوي

في مقال سابق حول آثار الحرب في السودان أشرت إلي أن ما يحدث في السودان لن يبقي في السودان، وذلك لعدة اسباب اشرنا إليها في ذاك الحيز، في ربطها بموضوع المقال فإن الاثر الاكبر وقع على دولة جنوب السودان، لتوقف الخط الناقل للبترول حينها نتيجة للحرب، فانعكس في تراجع إقتصادي بجوبا لإعتمادها على البترول كمصدر يساهم ٩بنسبة % في الموازنة العامة.
ضرورة الفقرة الاولي واقترانها بموضوع المقال المخصص لعلاقات الشعوب علي خلفية التطورات التي برزت عقب إعادة الجيش السيطرة على ولاية الجزيرة بوسط السودان، بعد عام من الانسحاب وسيطرة الدعم السريع عليها، تمثلت جملة التطورات في الانتهاكات التي طالت المدنيين، بما شمل الجنوب سودانيين وفقا للخارجية الجنوب سودانية التي إستدعت السفير السوداني بجوبا لإبلاغة بإحتجاج الدولة على ما تم.

دون الخوض في التفاصيل وأشكال الانتهاكات لأنها ليست بجديدة في السجل السوداني لما بعد الاستقلال لكن الجديد هو اتساع نطاقها وتوثيقها من قبل مرتكبيها، وياتي التوثيق كجزء من سلسلة إقتران الانتهاكات بخطاب الكراهية الذي يمثل التوثيق والنشر جزء من الانتهاك الذي في اختلاف طبيعته يخلص إلي إشباع رغبة المنتهكين في التشفي والشماتة المرضيتان، لأن مفعول خطاب الكراهية يكتمل عند المنتهك الا بمعاملة الضحايا كالحيوانات، وهذا يكشف لماذ الذبح احد أشكال الانتهاكات .

عطفا علي ما سبق فإن ما حدث في مدني استهدف المدنيين بناء على العرق قبل الانتماء بالجنسية أو للسودان أو جنوب السودان، هذا يقود إلي أن ما تم ينتهك الكرامة الانسانية ويختلف الضمير الإنساني والوجدان السليم.

جاءت بيانات الشجب والتضامن مع الضحايا من قطاعات واسعة خارجية وداخلية ربط بينها احترام الحق في الحياة واحترام حقوق الانسان، ولعل غزارة البيانات والمواقف المعلنة تجاوزت ما صدر في اي حدث اخر خلال هذه الحرب.

في تطور لاحق جاء رد فعل بعض الفئات بجنوب السودان تدعوا للتصعيد والنظر بالمقابل تحريضا ضد المدنيين السودانيين السودانيين بجنوب السودان، يمكن فهم ما حدث في سياق أن ما تم جاء نتيجة لاعادة ذاكرة الحرب الاهلية، لكن بالنظر الي الاصوات التي نشطت في التحريض فهم يمثلون فئات عمرية لم تشهد عمق وفظاعة الحرب الاهلية، ليرتبط الأمر بسؤال جوهري حول الأسباب التي دعت تلك الاصوات للنشاط للتحريض، لعل جزء من الإجابة يمكن الوقوف عليها بالنظر الي اتفاق إعادة ضخ بترول جنوب السودان عبر السودان في ٨ يناير ٢٠٢٥ بعد توقف دام لما يقارب ال١١ شهرا .

ما يحدث في جوبا في تقديري يتطلب النظر بروية والاستفادة من ما يحدث في السودان، وعلى إنها حرب سلطة وموارد، فانتقالها مظاهرها إلي اي مكان آخر يحمل ذات جينات الأسباب بما فيها نسق عدم الاستقرار.

أن العنف وتوجيهه نحو المدنيين في جنوب السودان، لن يحل الازمة لأنهم ليسوا طرفا في الصراع،في الغالب تواجدهم بجوبا ناتج من أسباب مختلفة منها رفضهم للحرب أوهربا منها أو بحثا عن العيش الاقتصادي الكريم

ظلت الحرب بين السلطات السودانية والحركة الشعبية بفتريتها مرتبطة بطبيعة سياسية، حتي جاء الانفصال / الاستقلال أيضا كقرار سياسي مرتبط باتفاق السلام الشامل ٢٠٠٥، في هذا الخضم ظلت علاقات الشعوب السودانية لا مجال لها لتعبر عن مواقفها في ظل الهينمة السلطوية، بما يتطلب النظر مليا إلي علاقات الشعوب بعيدا عن العلاقات الرسمية للحكومات التي تتاثر سلما وتوترا، لأن ما يربط بين الشعوب تواريخ مشتركة، و ذاكرة السلم غيبت قسرا وحسن الجيرة، والملاذات حين تعمل آلة الحرب في اي من الجغرافيا.

الخلاصة : تراخينا في التوحد كمدنيين في وقف الحرب في السودان، بما يجعل هذه التطورات تعيد تذكيرنا بذلك وتفرض واجب العمل المشترك بين شعوب الدولتين لتفويت الفرص على زعزعة الاستقرار، غياب العدالة والمحاسبة تاريخيا حتي في بنود اتفاق السلام الشامل ٢٠٠٥ ستظل الحلقة المفقودة لضمان الاستقرار في السودانيين

الوسوممحمد بدوي

مقالات مشابهة

  • المركزي الإماراتي: إجمالي أصول القطاع المصرفي تتخطي 4.45 تريليون درهم بنهاية أكتوبر الماضي
  • انطلاق معرض ويبيكس الدولي في كينيا سبتمبر المقبل
  • انطلاق معرض ويبيكس الدولي في كينيا 3 سبتمبر 2025 في دورته الخامسة
  • الحوثي: ترسانة اليمن العسكرية فوق المتوقع
  • محمد علي الحوثي: اليمن سيظل حارسًا للقضية الفلسطينية ومواجهة العدوان
  • اليمن: عامٌ من الصمود والتحوُّلات الكبرى في معركة (طوفان الأقصى)
  •  النصر الوهمي: أكاذيب تُدمر الأوطان
  • ما بين جوبا وودمدني، السياسة ووجدان الشعوب
  • ما بين جوبا وود مدني، السياسة ووجدان الشعوب
  • خبير اقتصادي يدعو جماعة الحوثي لرفع يدها عن القطاع المصرفي في اليمن