كشف وزير الخارجية السوداني حسين عوض عن لقاءات جرى ترتيبها بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان مع مسؤولين في الإدارة الأميركية، وأخرى مع عدد من رؤساء الدول في نيويورك، بالإضافة لبعض الفعاليات الخاصة بالسودان.

ووصل رئيس مجلس السيادة السوداني، اليوم الأربعاء، إلى نيويورك على رأس وفد السودان المشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ79، وسيلقي خطاب السودان الخميس 26 سبتمبر/أيلول.

وفي تصريح للجزيرة نت، قال وزير الخارجية السوداني إن الاجتماعات من المقرر عقدها مع مسؤولين في الخارجية الأميركية، ومجلس الأمن القومي الأميركي، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وأضاف الوزير أن خطاب البرهان سيتناول قضية السودان الداخلية والحرب المفروضة على البلاد، ومخاطبة دول العالم بالتعامل مع السودان كدولة مستقلة، وعدم تفسير ما يجري على أنه حرب داخلية، "بل هي حرب خارجية إقليمية بأبعادها المختلفة، ومفروضة على السودان".

وتابع أنه آن الأوان لمخاطبة الضمير العالمي للوقوف مع الشعب السوداني في محنته"، لافتا إلى أنه عقد لقاءات مع نظرائه على هامش أعمال القمة، بحثت مجالات التعاون المشترك سياسيا واقتصاديا.

كما تحدث عن اللقاء الذي جرى بينه وبين وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة قطر سلطان بن سعد المريخي على هامش الدورة، بحثا فيه العلاقات الثنائية المتميزة.

وقال "ناقشت مع الوزير مجالات إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب المفروضة على البلاد"، وأضاف "لقطر أيادٍ بيضاء على السودان في عدة مجالات".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

هل تفعلها نيويورك؟!

مناظير الاربعاء 25 سبتمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com

* قبل ان اتحدث عن توقعاتي من زيارة البرهان لنيويورك، لا بد من توضيح بعض النقاط:

* اولا، الزيارة بروتوكولية بحتة لحضور إفتتاح الدورة (79 ) لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو أمر روتيني يتكرر سنويا للدول للأعضاء في الأمم المتحدة، حيث يأتي رئيس كل دولة أو من ينوب عنه ليدلي برأى دولته في بعض القضايا عبر خطاب موجه للجمعية العامة، وفي العادة يلتقي على هامش الزيارة بعض رؤساء الوفود أو المسؤولين الآخرين لمناقشة العلاقات الثنائية بين دولهم أو أية قضايا أخرى، ثم يعود الجميع الى بلادهم تصحبهم لعنات الشعوب على اهدار المال العام فيما لا ينفع ولا يفيد!

* ثانيا، جاء في بيان البرهان رداً على بيان الرئيس الامريكي قبل بضعة ايام والذي طالب فيه بوقف الحرب في السودان مدينا انتهاكات وجرائم القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ضد المدنيين ..إلخ، "انه على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين للتوصل إلى حل سلمي يخفف من معاناة الشعب ويضع السودان على الطريق نحو الأمن والاستقرار وسيادة القانون والتداول الديمقراطي للسلطة"، وهى أكذوبة كبرى ظل يرددها البرهان من وقت لآخر بغرض المناورة وكسب الوقت فقط، حسب التعليمات التي تصدر إليه، وذلك بغرض تمكين (الحركة اللا اسلامية) وعودتها للحكم مرة أخرى، وإلا لما أهدر عشرات الفرص التي واتته بالتفاوض مع الطرف الآخر وإيقاف الحرب والتوصل الى حل سلمي يخفف من معاناة الشعب ويضع السودان على الطريق نحو الأمن ...إلخ، كما يزعم!

* الكيزان، كما ذكرت أكثر من مرة، لن يوافقوا على إنهاء الحرب إلا بعد أن يضمنوا وجودهم في المشهد السياسي السوداني بعد الحرب، أو ربما سيطرتهم عليه بشكل مطلق، إهتداءً، كما تسرب من بعض إجتماعاتهم في أسطنبول، بحركة طالبان في أفغانستان والحوثيين في اليمن الذين فرضوا أنفسهم كأمر واقع في بلادهم واعترفت بهم الكثير من الدول، ومَن لم تعترف بهم إضطرت للتعامل معهم، وهو أمر بعيد الحدوث في السودان لوجود فرق جوهري بين طالبان والحوثيين وبين الكيزان، وهو أن الكيزان حزب سياسي، كأى حزب آخر، يمكن أن يندثر في أي يوم من الأيام، بينما طالبان والحوثيون جزء لا يتجزأ من النسيج الإجتماعي في بلادهم لا يمكن استبعادهم من اية تسوية سياسية وإلا كانت تسوية ناقصة لن يكتب لها النجاح والاستمرار!

* ثالثا، ذكر البرهان في بيانه بأنه "يتطلع لتعميق المناقشات مع المسؤولين الأمريكيين خلال مشاركته في الجزء الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة" مما أوحى للكثيرين بأن زيارة البرهان ستشهد اجتماعات مع المسؤولين الأمريكيين وبالتحديد وزير الخارجية الأمريكي (أنتوني بيلنكن)، وأشاع روحا من التفاؤل في المزاج العام السوداني المكتئب بإمكانية قبول البرهان (الكيزان) للتفاوض مع قوات الدعم السريع، بل جزم البعض وفيهم محللون سياسيون بأن المفاوضات قادمة لا محالة وبنوا عليها احتمالات وآمال كبيرة، غير أنني وبعد البحث المكثف، لم أجد في موقع وزارة الخارجية الأمريكية والمواقع الرسمية الأخرى والمواقع الإعلامية الأمريكية الكبرى أى حديث أو إشارة عابرة عن لقاء سيجمع البرهان ووزير الخارجية الأمريكي أو أى مسؤول أمريكي آخر، كما جرت العادة في الاوساط الرسمية الامريكية بالاعلان المسبَّق عن جدول اعمالهم، إلا إذا كانت المناقشات التي ورد ذكرها في بيان البرهان ستدور مع مسؤولين امريكيين من الوزن الخفيف جدا (وأستبعد ذلك أيضا لعدم إعتراف الولايات المتحدة بوجود حكومة شرعية في السودان بعد انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر 2021 ، والدليل على ذلك تحاشي المبعوث الأمريكي المكلف توم بيرييلو، الاشارة الى مجلس السيادة أو الحكومة السودانية في دعوات التفاوض التي ظل يوجهها الى قائد الجيش، كما جرت جميع المحادثات الهاتفية السابقة بين وزير الخارجية الامريكي والبرهان بصفته كقائد للجيش)، كما أن البيان الرسمي لمجلس السيادة السوداني عن جدول زيارة رئيسه لنيويورك لم يتضمن أى لقاء مع مسؤولين أمريكيين، وعليه فإنني لا أتوقع أن يلتقي البرهان مع أى مسؤول أمريكي وكسر حالة الجمود في الحالة السودانية، وغالبا ما يكون البرهان قد قصد من الحديث عن تطلعه لتعميق المناقشات مع المسؤولين الامريكيين الايحاء للناس باعتراف الامريكان به، واصباغ الشرعية على نفسه كرئيس للدولة السودانية!

* الاجتماعات المعلنة والتي تمت (والتي لم تتم بعد) على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، شملت أو ستشمل الدول الأعضاء في مبادرة جنيف، ورؤساء الاتحادات الإقليمية وممثلي الامم المتحدة وهى تتعلق بالقضايا الانسانية وتوصيل الإغاثات فقط، أما موضوع التفاوض ووقف الحرب، فرغم أنني آمل مثل غيري أن يجد له مكانا في نيويورك، إلا أنني أستبعد ذلك!  

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يلتقي رئيس المجلس السيادي السوداني في نيويورك
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع رئيس المجلس السيادي السوداني
  • وزير الخارجية السوداني يؤكد تمسك بلاده بمنبر جدة خلال لقائه بنظيره السعودي في نيويورك
  • هل تفعلها نيويورك؟!
  • وزير الخارجية السوداني بعد لقاء نظيره السعودي: نجدد تمسك السودان بمنبر جدة
  • وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره السوداني الأوضاع في السودان
  • وزير الخارجية يبحث العلاقات الثنائية مع نظيره السوداني
  • حرب الجنرالين والجيشين وليس تنافساً إقليمياً: قراءة معمقة في جذور الحرب الأهلية السودانية الرابعة
  • هل ستحدث مشاركة البرهان في الجمعية العامة اختراقاً للأزمة السودانية؟