تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يمثل الظهور الأخير للرئيس الإيرانى مسعود بيزشكيان فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لحظة مهمة لطموحات السياسة الخارجية الإيرانية. بعد انتخابه على أساس وعود بتجديد اقتصاد البلاد المتعثر من خلال تحسين العلاقات مع الغرب، يواجه بيزشكيان الآن حقيقة صارخة: من غير المرجح إجراء مفاوضات جادة بشأن تخفيف العقوبات قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

الفرص الدبلوماسية المحدودة
يتمثل الهدف الأساسى لبيزشكيان خلال زيارته لنيويورك فى إعادة تأسيس الحوار مع القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة. ومع ذلك، يبدو أن الاختراقات الدبلوماسية غير محتملة. يؤكد الدبلوماسيون الغربيون أن المناقشات المهمة المتعلقة بالعقوبات ستظل متوقفة حتى بعد الانتخابات الأمريكية، مما يحد من فرص بيزشكيان فى الانخراط بشكل هادف مع كبار القادة الأوروبيين أو الرئيس بايدن.
وتصف نيكول جرايفسكي، زميلة مؤسسة كارنيغى للسلام الدولي، رحلة بيزشكيان بأنها "فرصة ضخمة للعلاقات العامة لإيران"، لكنها تؤكد أنها من غير المرجح أن تسفر عن نتائج فورية. ويعكس هذا الشعور تشككا أوسع نطاقا فى قدرة القيادة الإيرانية الحالية على التحول بعيدا عن المواقف الراسخة بشأن قضايا مثل التنمية النووية والأمن الإقليمي.
السياسة الخارجية
تتكون إدارة بيزشكيان من دبلوماسيين من ذوى الخبرة، لعب العديد منهم أدوارا محورية فى الاتفاق النووى لعام ٢٠١٥. ويتلخص هدفهم الجماعى فى تقديم الحكومة الجديدة كشريك تفاوضى شرعى قادر على استعادة العلاقات الدبلوماسية المتوترة بسبب سنوات من العقوبات والعداء. وفى تصريحاته، أوضح بيزشكيان أنه فى حين أن إيران منفتحة على المناقشات بشأن برنامجها النووي، فإنها لن تتنازل عن جوانب أساسية من سياساتها الإقليمية.
فى مؤتمره الصحفى الأول، قال: "نحن لا نحب الخلافات مع الآخرين، لكننا أيضًا لا نحب أن يجبرنا أحد ونخضع للضغوط". يوضح هذا الموقف إحجام إيران الدائم عن التنازل عن أهدافها الأمنية والسياسية الخارجية، على الرغم من الحاجة الملحة إلى الإغاثة الاقتصادية.
التحديات والديناميكيات الداخلية
يلاحظ المحللون أن بيزشكيان قد يتمتع ببعض الحرية من المرشد الأعلى الإيراني، آية الله على خامنئي، لمتابعة المزيد من التواصل الدبلوماسي. يزعم عدنان طباطبائي، الرئيس التنفيذى لمؤسسة كاربو للأبحاث، أن المرشد الأعلى يدرك أن تصاعد التوترات مع الغرب يعيق التقدم الاقتصادى الداخلي. ستكون قدرة بيزشكيان على التنقل عبر هذا المشهد السياسى المعقد حاسمة لأى تحولات محتملة فى نهج إيران.
يسلط على فايز، مدير مشروع إيران فى مجموعة الأزمات الدولية، الضوء على أهمية قياس الاحتمالات الدبلوماسية اعتمادًا على نتيجة الانتخابات الأمريكية. ويقترح أنه إذا احتفظ الديمقراطيون بالسيطرة، فقد تكون هناك فرص لاتفاقيات محدودة يمكن أن توفر فوائد اقتصادية لتنازلات محددة من إيران فيما يتعلق بأنشطتها النووية.
الطموحات النووية
بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى فى عام ٢٠١٨، تقدمت إيران بشكل كبير فى برنامجها النووي، حيث ورد أنها أنتجت ما يقرب من أربعة أسلحة نووية من المواد التى تقترب من درجة الأسلحة. ويؤدى هذا التصعيد إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية ويثير المخاوف بين القوى الغربية. ويؤكد مايكل سينغ، المدير الأول السابق لشئون الشرق الأوسط فى مجلس الأمن القومى الأمريكي، أن تقدم طهران ضيق خيارات واشنطن لمعالجة القضية النووية.
وأدت الاضطرابات الإقليمية المستمرة، وخاصة فى أعقاب هجمات حماس على إسرائيل، إلى تعزيز وضع إيران كلاعب رئيسى فى الجغرافيا السياسية فى الشرق الأوسط. وقد استفادت البلاد من نفوذها من خلال دعم الجماعات المسلحة وزيادة التعاون مع روسيا والصين. وعلى الرغم من بعض الخطوات الدبلوماسية، فإن عبء العقوبات الأمريكية لا يزال يفرض ضغوطاً على الاقتصاد الإيراني، الذى يعانى من ارتفاع التضخم ومحدودية الوصول إلى العملات الأجنبية.
الآفاق المستقبلية
بينما يتنقل بيزشكيان على المسرح الدولي، تلوح فى الأفق حالة من عدم اليقين بشأن الديناميكيات السياسية الأمريكية. وفى حين يتكهن بعض المسئولين الأمريكيين بأن ولاية ثانية محتملة لنائبة الرئيس كامالا هاريس قد تؤدى إلى تجدد المفاوضات مع إيران، يحذر آخرون من أن عودة دونالد ترامب من المرجح أن تعنى عودة سياسات الضغط الأقصى.
وعلاوة على ذلك، تشير التقارير الأخيرة عن قيام إيران بتزويد روسيا بالصواريخ الباليستية إلى أن القيادة الإيرانية تعطى الأولوية لمصالحها الاستراتيجية على طموحات بيزشكيان الدبلوماسية. ويؤكد هذا الوضع على رواية أوسع نطاقا: فبينما قد يمثل بيزشكيان وجها جديدا للدبلوماسية الإيرانية، فإنه يعمل ضمن نظام حيث تقع سلطة اتخاذ القرار النهائى فى يد المرشد الأعلى وفصيل متشدد.
تجسد سوزان مالونى من مؤسسة بروكينجز هذا الشعور، مؤكدة أن "بيزشكيان غير ذى صلة فعليا بأى من هذه القرارات". ويؤكد هذا المنظور على التحديات التى يواجهها بيزشكيان فى محاولة تغيير المسار الدبلوماسى الإيرانى وسط هياكل السلطة الراسخة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس الايراني الجمعية العامة للأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يتحدث بشأن عملياته الحالية والمجاعة في قطاع غزة

تحدث الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025، بشأن عملياته الحالية في قطاع غزة ، ومنع إدخال المساعدات منذ نحو الشهر.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صحفي له، إنه "تم مهاجمة نحو 350 "مخربا" منذ استئناف القتال بما في ذلك 40 من القادة والشخصيات المركزية في حماس ".

وأوضح ان الضربات تركز على ضرب القدرات القتالية لحماس مثل الأنفاق وورش إنتاج الأسلحة المحلية ومخابئ الأسلحة، وفي الأسابيع الأخيرة بعد استئناف القتال عثرت القوات على خمسة أنفاق بما في ذلك بالقرب من الحدود، بينها نفقين بين رفح وخانيونس و3 في منطقة الدرج والتفاح المطلة على كيبوتس كفار عزة.

وقال "الليلة الماضية خرجت مجموعة مسلحة من أحد الأنفاق وأطلقت صاروخا مضادا للدروع على قوة من اللواء 401 وتم القضاء عليها دون وقوع إصابات في صفوف قواتنا".

وتابع "نتقدم ببطء وأمان وحتى الآن كانت خسائرنا أقل، وكان بإمكاننا السيطرة على المحور الفاصل بين رفح وخانيونس في ست ساعات وفضلنا عمدا أن يتم ذلك خلال أسبوع لتجنب أي هجمات، واليوم يبلغ عرض هذا المحور 600-700 متر جميعها مناطق آمنة، وهذا الضغط يخلق تحولات في حماس نحو صفقة المختطفين".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الجيش قوله إنه من المتوقع أن تقوم القوات بشق طريق على طول مسار موراج الجديد، كما أنه تم توسيع المنطقة العازلة عند مستوطنة دوغيت في شمال قطاع غزة.

وقال الجيش "نحن نلحق ضررا كبيرا بحماس ولكننا لم نهزمها بعد، وهي تفهم أننا لم نصل بعد إلى مرحلة الهجوم الكبير عليها لذلك فهي تدخر جهودها وسحبت قواتها لكنها تحاول يوما بعد يوم أكثر فأكثر إلحاق الضرر بقواتنا من الجانب الآخر باستخدام نيران القناصة والصواريخ المضادة للدبابات وكلما مر الوقت وتوغلنا في المنطقة كلما زادت الاحتكاكات".

وزعم الجيش الإسرائيلي، بانه "لا يوجد مجاعة في غزة وسنعمل على ضمان عدم حدوث أزمة إنسانية وفقا للقانون الدولي".

وادعى بأن "توقف المساعدات الإنسانية قبل نحو شهر أدى إلى الإضرار بحكم حماس في قطاع غزة وارتفاع الأسعار والضغط على حماس من قبل الغزيين".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية 200 ضابط شرطة إسرائيلي سابقين يطالبون بوقف الحرب وتبادل أسرى مصادر أمنية إسرائيلية ضد زامير: الحرب لا تشمل أهدافا واضحة كاتس: نعمل على آلية جديدة لتوزيع المساعدات في غزة عبر هذه الشركات الأكثر قراءة 5 شهداء في قصف إسرائيلي جديد على حي الشجاعية شرق غزة الجيش الإسرائيلي يزعم: استهدفنا قياديا كبيرا في حماس بغارة الشجاعية زامير: نبذل كل ما في وسعنا لإعادة جميع المختطفين من غزة الجيش الإسرائيلي: حزب الله يحاول إعمار موقع إنتاج أسلحة في الضاحية الجنوبية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • خطة إسرائيلية لـ«ضرب نووي إيران».. الرئيس الأمريكي يعطّلها ويختار الدبلوماسية
  • بتوجيه من القيادة.. سمو وزير الدفاع يصل العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية
  • بتوجيه من القيادة.. وزير الدفاع يصل العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية
  • بتوجيه من القيادة..وزير الدفاع يصل العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية
  • نيويورك تايمز: ترامب أوقف هجوماً وشيكاً على نووي إيران
  • (نيويورك تايمز).. ترامب أوقف هجوما اسرائيليا لضرب المواقع النووية الإيرانية
  • الجيش الإسرائيلي يتحدث بشأن عملياته الحالية والمجاعة في قطاع غزة
  • شكوك حول قدرة الضربات العسكرية على تدمير برنامج إيران النووي
  • في الجولة 29 من ” يلو”.. العدالة يواجه العين.. والجندل في اختبار الفيصلي
  • مسقط محور الدبلوماسية العالمية