«الصحة العالمية»: العالم يسير فى الاتجاه الخاطئ.. وأكثر من مليار شخص يناضلون للبقاء على قيد الحياة في وسط الفوضى والحروب
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في عالم مليء بالصراعات، حيث يكافح ١.٨ مليار شخص من أجل البقاء وسط الفوضى والحروب، لم تكن الدعوة إلى السلام أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وتؤكد الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، هذه الضرورة في ضوء التصعيد الأخير في العنف، وخاصة في منطقة شرق المتوسط، مسلطة الضوء على الترابط بين الصحة والسلام والمساعدات الإنسانية.
تؤكد الدكتورة بلخي على حقيقة صادمة: الصراعات العالمية تؤدي إلى خسارة ما يقرب من ١٤ تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا. ولا يؤدي هذا الاستنزاف المالي إلى تفاقم الفقر فحسب، بل يحول أيضًا الموارد التي يمكن أن تعمل على تحسين الصحة والرفاهية بشكل كبير للسكان المعرضين للخطر. وتشكل الأزمات المستمرة في غزة والسودان أمثلة مؤثرة على هذه الخسائر البشرية.
في غزة، أدت الغارات الجوية إلى مقتل أكثر من ٤١ ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، مع إصابة ٧٠٪ من هذه الفئات السكانية، ويعكس الوضع في السودان مآسي مماثلة، حيث يواجه المدنيون العنف والتشريد وسوء التغذية. وتمتد الآثار الأوسع نطاقًا إلى ما هو أبعد من الحدود الإقليمية، مما يؤثر على أنماط الهجرة ويجهد الموارد الدولية.
الدعوة العالمية لوقف إطلاق النار
كان الحادي والعشرون من سبتمبر هو اليوم الدولي للسلام، ولكن بدلاً من الاحتفال، كان بمثابة تذكير قاتم بالفشل في تحقيق السلام الدائم. تسلط دعوة منظمة الصحة العالمية لوقف الأعمال العدائية لمدة ٢٤ ساعة الضوء على إمكانية السلام كحل من صنع الإنسان، وليس حتمية. هذا المنظور بالغ الأهمية؛ كما تقول بلخي، "الصراع ليس حتميًا؛ إنه كارثة من صنع الإنسان يمكن للإنسانية حلها".
إن النجاح الذي حققته منظمة الصحة العالمية مؤخراً في تطعيم ٥٦٠ ألف طفل ضد شلل الأطفال، يوضح كيف يمكن حتى لفترات قصيرة من وقف إطلاق النار أن تسفر عن نتائج صحية كبيرة. ويؤكد هذا النجاح على أهمية السلام المستدام، مما يسمح للمجتمعات بإعادة البناء والشفاء.
الصحة كجسر للسلام
إن المفهوم الذي تستند إليه بلخي هو أن الصحة والسلام يعتمدان على بعضهما البعض. ويؤكد دستور منظمة الصحة العالمية على هذه الصلة، وأن "صحة جميع الناس تشكل عنصراً أساسياً لتحقيق السلام والأمن". وكانت هذه النظرة جزءاً من تفويض منظمة الصحة العالمية منذ ثمانينيات القرن العشرين، مع مبادرات مثل الصحة كجسر للسلام (HOPE) التي تؤكد على دور التدخلات الصحية في تعزيز الاستقرار والتعاون.
ويعزز الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، هذه الفكرة، مؤكداً أنه "لا يمكن أن تكون هناك صحة بدون سلام، ولا يمكن أن يكون هناك سلام بدون صحة". وهذا المنظور ليس مجرد منظور نظري؛ إن هذا التقرير يعكس فهماً عملياً لكيفية تعزيز المبادرات الصحية للتماسك الاجتماعي والمرونة في المناطق المتضررة من الصراع.
المسئولية الجماعية عن السلام
يختتم التقرير بدعوة إلى العمل الجماعي. وتحث الدكتورة بلخي الأفراد والمجتمعات والدول على إعطاء الأولوية للصحة كعنصر أساسي لبناء السلام. ومن خلال معالجة الاحتياجات الصحية في مناطق الصراع، يمكن لأصحاب المصلحة وضع الأساس للاستقرار الطويل الأمد.
إن التحديات هائلة، حيث يواجه الملايين في أفغانستان واليمن وسوريا والصومال ظروفاً مروعة. ومع ذلك، تؤكد بلخي أن المجتمع العالمي لديه القدرة على إحداث التغيير من خلال الجهود التعاونية. إن فكرة "أننا نستطيع بناء السلام معًا" تجسد المسئولية المشتركة بين الجميع للعمل من أجل عالم أكثر سلامًا وصحة.
مع استمرار الصراعات، مما يؤدي إلى معاناة إنسانية هائلة، فإن الحاجة إلى السلام أمر بالغ الأهمية. إن رؤى الدكتورة حنان بلخي تذكرنا بأن الصحة والسلام متشابكان، وأن الاستثمار في الصحة يمكن أن يمهد الطريق لحل النزاعات وتحقيق الاستقرار. ويتعين على المجتمع الدولي أن يستجيب لهذه الدعوة، وأن يعمل بشكل جماعي لخلق مستقبل يسوده السلام، وتعطى فيه الأولوية لرفاهية جميع الأفراد. ومن خلال مثل هذه الجهود المتضافرة فقط يمكن للبشرية أن تأمل في الإفلات من دائرة العنف التي تجتاح حاليا مناطق شاسعة من العالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمية حنان بلخي منظمة الصحة العالمیة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
موسكو تتصدر مدن العالم في توفر الخدمات وجودة الحياة
احتلت العاصمة الروسية موسكو المركز الأول عالميا في توفر الخدمات وجودة الحياة، متقدمة على برلين ولندن ونيويورك وسنغافورة.
وتم إعداد التصنيف من قبل خبراء الشركة الاستشارية "تس أن بي" وخبراء في مجال العمران، بناء على تقييم أكبر 10 مدن في كبرى الاقتصادات العالمية.
وتم تقييم المدن بناء على سهولة الوصول لخمسة وعشرين نوعا من الخدمات في 11 مجالا رئيسيا لضمان حياة مريحة في المدن الكبيرة.
واحتلت العاصمة الروسية المركز الأول من حيث سهولة الوصول لمختلف الخدمات: مثل الطبابة، والإسكان، والرعاية الاجتماعية والاتصالات والإنترنت والحوكمة الإلكترونية.
كما صنفت موسكو ضمن المراكز الثلاثة الأولى من حيث إمكانية الوصول إلى خدمات النقل، والخدمات التعليمية، والرياضة والثقافة والترفيه.
ونقلت الخدمة الصحفية لحكومة موسكو عن رئيسة قسم السياسة الاقتصادية وتنمية العاصمة ماريا باغريفا أن "التصنيفات الدولية أداة مهمة تسمح لحكومة موسكو وقطاع الأعمال والمواطنين بفهم كيفية تطور المدينة مقارنة بالمدن الكبرى الأخرى في العالم".
وأضافت أن ظهور تصنيفات جديدة تعتمد على بيانات مفتوحة وبمنهجية شفافة ولا تعتمد على ظروف خارجية، أمر مهم بالنسبة لسلطات المدينة.
وأوضحت أن "التحسن المستمر في جودة الخدمات وتوافرها يعد أحد أولويات حكومة موسكو، حيث تم على مدى 10 سنوات تطوير قطاع الخدمات والقطاع التجاري".
ولفتت إلى أن "حجم مبيعات المؤسسات في موسكو التي تقدم خدمات المدفوعة تجاوز هذا العام مستوى 3.3 تريليون روبل (نحو 32 مليار دولار)"، مشيرة إلى أن قطاع الخدمات يشكل نحو 85% من اقتصاد المدينة.
وتعمل موسكو بنشاط على تطوير المناطق السكنية وعقد المواصلات السككية والكهربائية الصديقة للبيئة وتسهيل الحصول على الخدمات، وتلعب مشاريع البنية التحتية الاجتماعية والرياضية والثقافية دورا مهما، بالتوازي مع استمرار تطوير شبكة مترو الأنفاق وطرق السيارات والترانزيت