بوابة الوفد:
2024-12-22@11:01:22 GMT

مواجهة استفزازات نتنياهو ضرورة للسلام العالمي

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

لا يتعجب المرء من السياسات المستفزة لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة المتطرفة فى تل أبيب، والمتصاعدة لجر منطقة الشرق الأوسط كلها إلى صراع إقليمى طويل الأمد.

لا يتعجب المتابع للحرب الوحشية الإسرائيلية من ذلك السلوك، لأن الجميع يدرك أن مثل هذا الصراع المستدعى هو طوق النجاة لحكومة نتنياهو، وهو السبيل الأمثل لنجاته من المحاكمة بتهم الفساد.

ولا شك أن السلام والوصول إلى حالة الاستقرار يدفع التيارات المتصارعة داخل إسرائيل إلى تنحية رئيس الحكومة اليمينية الدموية، لذا لا تمر ساعات قليلة على تداول أى أنباء بشأن قرب التوصل لتسوية للحرب، حتى تفتح إسرائيل جبهات صراع جديدة باستفزازات مزعجة تغتال فيها قيادة سياسية ما، أو تقصف مواقع مدنية، أو تمارس عملا تخريبيا.

لا يشعر أى متابع للصراع العربى الإسرائيلى باندهاش من مثل هذه الاستفزازات، ولا يستغرب تمادى البطش الوحشي، لكنه بلا شك يستغرب من ردود الأفعال الدولية التى تبدو عاجزة تماما عن وقف أى اعتداءات على السلام أو ممارسات عاصفة بأمن البشر هنا أو هناك.

فالمفترض أن العالم الأوروبى بمبادئه وقيمه المعلنة يكرر فى خطابه العام انحيازه الدائم للسلام وسعيه الحثيث لترسيخ الاستقرار والهدوء فى مختلف بقاع الأرض، انطلاقا من الحرص المعلن على حياة البشر وأمنهم واستقرارهم. لكن شتان بين الخطاب المطروح، وبين الواقع الفعلى غير المكترث بالممارسات الدموية التى يمارسها النظام الصهيوني، والتى لا تخلف سوى الخراب.

ولا شك أن الاقتصاديات الأوروبية تأثرت بشكل كبير بالحرب الروسية الأوكرانية التى اندلعت فى 2022، وشهدت حركة التجارة الدولية تباطؤا كبيرا، كما شهدت الاستثمارات العالمية انكماشا واضحا، وهو ما انعكس بصورة لافتة على فرص العمل المتاحة، وقطاع التوظيف.

من هُنا، فإن هذه الاقتصاديات تهتم بصورة عملية باستتباب الأمن والاستقرار خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، لأن مصالحها المباشرة ترتبط بتوقف الحرب، وليس بتوسيع نطاقها.

ولذا، فإننا نشهد بين الحين والحين حالات غضب عارمة داخل مجتمعات أوروبا تجاه بعض سياسات حكوماتها، إذ تراها تلتزم الصمت إزاء تصعيد الصراع من جانب إسرائيل، وهكذا رأينا على مدى شهور طويلة انتفاضات طلابية قوية معبرة عن توجهات شباب بات يرفض سياسات الصمت أمام الجرائم الإسرائيلية ويرى فيها تهديدا لمصالحه المستقبلية.

وفى تصوري، فإننا فى مصر والعالم العربى نمتلك رصيدا قويا من الدبلوماسية الدولية، والامكانات الفكرية، والعلاقات المتينة بالمؤسسات الكبرى التى تُمكنا من مجابهة استفزازات حكومة نتيناهو بقوة وفاعلية فى مختلف الساحات الدولية، رفضا لأى سياسات تمس حالة الاستقرار فى المنطقة. وهذا يُحتم علينا ممارسة دور واضح لدعوة المجتمع الدولى للتدخل لوقف الحرب وكبح جماح الصراع كى لا يتطور ويتسع.

لقد أثبتت التجارب العملية أن أى صراع حاد يندلع فى الشرق الأوسط يؤدى إلى هجرات كثيفة، ولجوء واسع النطاق ناحية الشمال، وهو ما يمثل عنصر قلق لدى المجتمعات الغربية التى تسعى للحفاظ على سماتها الديموغرافية.

إننا ندرك أن قواعد اللعبة السياسية فى الشرق الأوسط تتبدل كل يوم، لكن ما يبقى واضحا ومؤثرا هو التقييم الحقيقى للمصالح الاقتصادية، وهو ما يُحتم علينا خوض حرب دبلوماسية قوية تجاه سياسات الاستفزاز الصهيوني، والوقوف بقوة ضد جرجرة أطرافا جديدة فى المنطقة لصراعات يخسر فيها الجميع، ما عدا النظام الصهيونى القابع على رأس السلطة الإسرائيلية.

وتبقى مصر دوما راية السلام الخفاقة التى يلتف حولها الجميع سعيا للاستقرار، وطلبا للسلام والأمان وتنمية الإنسان تنمية مستدامة.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نتنياهو ضرورة للسلام العالمي السياسات منطقة الشرق الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من مخالفة العراق للإرادة الدولية الساعية للتغيير في الشرق الأوسط

بغداد اليوم - بغداد

حذر المختص في شؤون العلاقات الدولية مصطفى الطائي، اليوم الخميس (19 كانون الأول 2024)، من خطورة مخالفة العراق للإرادة الدولية الساعية للتغيير في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الطائي لـ"بغداد اليوم"، إن: "الصورة أصبحت واضحة جداً بأن التغيير واقع حال في الشرق الأوسط بعد غزة ولبنان ثم سوريا، والأمور تتجه نحو العراق وحتى ايران" مشدداً "يجب على العراق عدم الوقوف بالضد من تلك الإرادة فهي دولية مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب وحتى دول الخليج والمنطقة".

وأضاف، أن "خارطة التغيير في منطقة الشرق الأوسط تعتمد بشكل كلي على القضاء على النفوذ الإيراني وقطع ما يسمى بـ(الأذرع العسكرية) لطهران في المنطقة، والعراق ُطلب منه بشكل رسمي بأن يقطع تلك الأذرع عبر الحكومة العراقية" حسب قوله.

واختتم الطائي تصريحه بالإشارة الى، أن "اخفاق الحكومة بهذا الملف سيدفع نحو تحرك دولي ضد تلك الفصائل وربما يكون عسكرياً أو عقوبات مالية واقتصادية، وهذا من شأنه زعزعة الاستقرار الحاصل في العراق".

العراق يتلقى رسائل صريحة

ولعل ما يؤيد رؤية الطائي، تأكيدات مجاشع التميمي، المختص في الشأن الأمني والسياسي، التي قال فيها، إن: "هناك اجماع دولي على انهاء وجود الفصائل المسلحة في العراق خلال المرحلة المقبلة".

وأكد التميمي لـ "بغداد اليوم"، الأربعاء (18 كانون الأول 2024)، أن "العراق خلال الأيام الماضية تلقى رسائل صريحة ومباشرة إقليمية ودولية ومنها من قبل وزير الخارجية الأمريكي وكذلك مبعوث الأمم المتحدة وغيرهم، تؤكد على ضرورة انهاء وجود الفصائل المسلحة في العراق وحصر هذا السلاح بيد الدولة العراقية حصراً".

وأضاف، أن "هناك اجماعا دوليا وكذلك إرادة دولية من قبل أمريكا والغرب وحتى دول المنطقة، على انهاء سلاح الفصائل، كونه يعتبر تهديد لهم ولأمنهم القومي خاصة بعد بيان قدرة تلك الفصائل على ضرب أهداف خارج الحدود العراقية لاسيما الأراضي المحتلة من قبل الكيان الصهيوني"، لافتا الى، أن "أي رفض لهذا الامر سوف يدفع العراق نحو مواجهة تلك الإرادة الدولية".

مقالات مشابهة

  • باحثة سياسية: نتنياهو يخطط لنصر مطلق في الشرق الأوسط وليس غزة فقط
  • علاقات قوية مع زعماء متطرفين.. مؤرخة أمريكية: نتنياهو يستقوى بدعم اليمين العالمي في مواجهة الضغوط الدولية
  • مؤرخة أمريكية: نتنياهو يستقوى بدعم اليمين العالمي في مواجهة الضغوط الدولية
  • عامر الشوبكي: أزمة الشرق الأوسط تلقى بظلالها على الاقتصاد العالمي
  • نتنياهو يزعم أنه نجح في تغيير شكل الشرق الأوسط.. هذا ما قاله لـوول ستريت جورنال
  • نتنياهو يزعم أنه نجح بتغيير شكل الشرق الأوسط.. هذا ما قاله لـوول ستريت جورنال
  • السيسي وأردوغان يناقشان تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وبشكل خاص الأوضاع في السودان
  • السيسي وأردوغان يناقشان تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط
  • تحذيرات من مخالفة العراق للإرادة الدولية الساعية للتغيير في الشرق الأوسط
  • السيسي وأردوغان يؤكدان ضرورة تكثيف التنسيق حيال أزمات الشرق الأوسط