مواجهة استفزازات نتنياهو ضرورة للسلام العالمي
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
لا يتعجب المرء من السياسات المستفزة لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة المتطرفة فى تل أبيب، والمتصاعدة لجر منطقة الشرق الأوسط كلها إلى صراع إقليمى طويل الأمد.
لا يتعجب المتابع للحرب الوحشية الإسرائيلية من ذلك السلوك، لأن الجميع يدرك أن مثل هذا الصراع المستدعى هو طوق النجاة لحكومة نتنياهو، وهو السبيل الأمثل لنجاته من المحاكمة بتهم الفساد.
ولا شك أن السلام والوصول إلى حالة الاستقرار يدفع التيارات المتصارعة داخل إسرائيل إلى تنحية رئيس الحكومة اليمينية الدموية، لذا لا تمر ساعات قليلة على تداول أى أنباء بشأن قرب التوصل لتسوية للحرب، حتى تفتح إسرائيل جبهات صراع جديدة باستفزازات مزعجة تغتال فيها قيادة سياسية ما، أو تقصف مواقع مدنية، أو تمارس عملا تخريبيا.
لا يشعر أى متابع للصراع العربى الإسرائيلى باندهاش من مثل هذه الاستفزازات، ولا يستغرب تمادى البطش الوحشي، لكنه بلا شك يستغرب من ردود الأفعال الدولية التى تبدو عاجزة تماما عن وقف أى اعتداءات على السلام أو ممارسات عاصفة بأمن البشر هنا أو هناك.
فالمفترض أن العالم الأوروبى بمبادئه وقيمه المعلنة يكرر فى خطابه العام انحيازه الدائم للسلام وسعيه الحثيث لترسيخ الاستقرار والهدوء فى مختلف بقاع الأرض، انطلاقا من الحرص المعلن على حياة البشر وأمنهم واستقرارهم. لكن شتان بين الخطاب المطروح، وبين الواقع الفعلى غير المكترث بالممارسات الدموية التى يمارسها النظام الصهيوني، والتى لا تخلف سوى الخراب.
ولا شك أن الاقتصاديات الأوروبية تأثرت بشكل كبير بالحرب الروسية الأوكرانية التى اندلعت فى 2022، وشهدت حركة التجارة الدولية تباطؤا كبيرا، كما شهدت الاستثمارات العالمية انكماشا واضحا، وهو ما انعكس بصورة لافتة على فرص العمل المتاحة، وقطاع التوظيف.
من هُنا، فإن هذه الاقتصاديات تهتم بصورة عملية باستتباب الأمن والاستقرار خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، لأن مصالحها المباشرة ترتبط بتوقف الحرب، وليس بتوسيع نطاقها.
ولذا، فإننا نشهد بين الحين والحين حالات غضب عارمة داخل مجتمعات أوروبا تجاه بعض سياسات حكوماتها، إذ تراها تلتزم الصمت إزاء تصعيد الصراع من جانب إسرائيل، وهكذا رأينا على مدى شهور طويلة انتفاضات طلابية قوية معبرة عن توجهات شباب بات يرفض سياسات الصمت أمام الجرائم الإسرائيلية ويرى فيها تهديدا لمصالحه المستقبلية.
وفى تصوري، فإننا فى مصر والعالم العربى نمتلك رصيدا قويا من الدبلوماسية الدولية، والامكانات الفكرية، والعلاقات المتينة بالمؤسسات الكبرى التى تُمكنا من مجابهة استفزازات حكومة نتيناهو بقوة وفاعلية فى مختلف الساحات الدولية، رفضا لأى سياسات تمس حالة الاستقرار فى المنطقة. وهذا يُحتم علينا ممارسة دور واضح لدعوة المجتمع الدولى للتدخل لوقف الحرب وكبح جماح الصراع كى لا يتطور ويتسع.
لقد أثبتت التجارب العملية أن أى صراع حاد يندلع فى الشرق الأوسط يؤدى إلى هجرات كثيفة، ولجوء واسع النطاق ناحية الشمال، وهو ما يمثل عنصر قلق لدى المجتمعات الغربية التى تسعى للحفاظ على سماتها الديموغرافية.
إننا ندرك أن قواعد اللعبة السياسية فى الشرق الأوسط تتبدل كل يوم، لكن ما يبقى واضحا ومؤثرا هو التقييم الحقيقى للمصالح الاقتصادية، وهو ما يُحتم علينا خوض حرب دبلوماسية قوية تجاه سياسات الاستفزاز الصهيوني، والوقوف بقوة ضد جرجرة أطرافا جديدة فى المنطقة لصراعات يخسر فيها الجميع، ما عدا النظام الصهيونى القابع على رأس السلطة الإسرائيلية.
وتبقى مصر دوما راية السلام الخفاقة التى يلتف حولها الجميع سعيا للاستقرار، وطلبا للسلام والأمان وتنمية الإنسان تنمية مستدامة.
وسلامٌ على الأمة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نتنياهو ضرورة للسلام العالمي السياسات منطقة الشرق الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
السيسي يثني على ترامب: نعول عليك لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي
بغداد اليوم - متابعة
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت (1 شباط 2025)، أن المجتمع الدولي "يعول" على قدرته "على التوصل إلى اتفاق سلام دائم وتاريخي ينهي حالة الصراع القائمة بالمنطقة" بين اسرائيل والفلسطينيين.
وأفاد بيان صادر عن مكتب السيسي بأنه وجه دعوة لترامب خلال اتصال هاتفي الى زيارة مصر كما تلقى من ترامب دعوة لزيارة واشنطن. وشدد الرئيسان على ضرورة "تعزيز العلاقات والتعاون"، فيما شدد السيسي على أن "المجتمع الدولي يعول على قدرة الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق سلام دائم وتاريخي ينهي حالة الصراع القائمة بالمنطقة منذ عقود".
وشدد الرئيس على ضرورة تدشين عملية سلام تفضي إلى حل دائم في المنطقة، بحسب البيان.
وفي نهاية الاتصال الهاتفي، اتفق الزعيمان على أهمية استمرار التواصل بينهما، والتنسيق والتعاون بين البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتأكيد على ضرورة تكثيف الاجتماعات بين المسؤولين المعنيين من الجانبين لمواصلة دفع العلاقات الثنائية في كافة المجالات، ودراسة سبل المضي قدماً في معالجة الموضوعات المختلفة، مما يعكس قوة وعمق العلاقات الاستراتيجية المصرية الأمريكية.