هل تصعيد الأوضاع في لبنان سيؤثر على مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
قال عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، إن التصعيد الإسرائيلي في لبنان، دون أي قواعد أو ضوابط، سيؤثر سلبًا وبشكل كبير على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدين أن ستمرار الأحداث في لبنان يعيق بشكل واضح جهود إعادة المحتجزين، حيث تشعر حماس باليأس من تحقيق وقف إطلاق النار أو حتى تهدئة مؤقتة.
كما أكدوا أن التصعيد العنيف وغير المسبوق من إسرائيل يهدد بإشعال المنطقة بالكامل ويزيد من احتمال نشوب حرب شاملة تتعارض مع مصالح المنطقة.
التصعيد الإسرائيلي في لبنان سيؤثر سلبًا على مفاوضات وقف إطلاق النارالدكتور ضياء حلمي الفقي
في هذا السياق قال الدكتور ضياء حلمي الفقي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن التصعيد الإسرائيلي في لبنان، دون أي قواعد أو ضوابط، سيؤثر سلبًا وبشكل كبير على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف "الفقي" في تصريح خاص لـ "الفجر" أن حزب الله ربط موقفه بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث يرى أن دوره الأساسي هو "الإسناد وإشغال الجبهة اللبنانية"، مشيرًا إلى أنه لا يمكن فصل الأحداث في جنوب لبنان وبيروت عن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والأراضي الفلسطينية.
استمرار الأحداث في لبنان يعيق بشكل واضح جهود إعادة المحتجزين
وتابع: إن استمرار الأحداث في لبنان يعيق بشكل واضح جهود إعادة المحتجزين، حيث تشعر حماس باليأس من تحقيق وقف إطلاق النار أو حتى تهدئة مؤقتة، مشيرًا إلى أن التصعيد العنيف وغير المسبوق من إسرائيل يهدد بإشعال المنطقة بالكامل ويزيد من احتمال نشوب حرب شاملة تتعارض مع مصالح المنطقة، مشددا على أن استخدام إسرائيل للقوة المفرطة وغير الضرورية يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلام الإقليمي، الذي أصبح هشًا للغاية.
واستكمل: أن الصورة الحالية في الشرق الأوسط الذي استمرت لما يقارب عامًا، تضع مجلس الأمن أمام اختبار حقيقي لمصداقيته وقدرته على تطبيق القانون الدولي وتفعيل القانون الإنساني، قائلًا: أنه حتى الآن، لم يتمكن المجلس من إجبار إسرائيل على احترام قواعد الحرب، مما يجعله يبدو عاجزًا أمام الجرائم الإسرائيلية المتكررة.
واختتم عضو المجلس المصري، أن ما يحدث يمثل سابقة تاريخية على الصعيدين الدولي والإقليمي، حيث يشهد العالم يوميًا معاناة المدنيين في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى جنوب لبنان وبيروت وبعض المدن اللبنانية، في ظل حرب غير متكافئة.
وأضاف: أن العقلاء في المنطقة ينتظرون نهاية لهذه الحرب لحماية المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال والشيوخ، من هذه المعاناة المستمرة، معربًا عن أمله في أن يراجع مجلس الأمن أسلوب تعامله مع هذا الملف بالكامل، إذا كان بإمكانه ذلك.
الحكومة الإسرائيلية تروج للحرب بهدف التوسع والسيطرة على الأراضي العربيةطارق البرديسي
من جانبه قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن مجلس الأمن يواجه العديد من القيود، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي بايدن دعا أمس إلى توسيع عضوية المجلس وتعديل آلياته.
وأشار "البرديسي" في تصريح خاص لـ "الفجر" إلى أن حزب الله يسعى لتخفيف الضربات على غزة، بينما تستغل إسرائيل الفرصة لشن هجمات قاسية تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية لحزب الله وضرب بنيته التحتية.
وتابع: وهذا يأتي نتيجة عدم انصياع دول الغرب للرؤية المصرية، حيث حذرت مصر منذ البداية من تفاقم الأمور نتيجة عدم وقف إطلاق النار في غزة وعدم التوصل إلى اتفاق تهدئة.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن حزب الله وإيران لا يرغبان في المواجهة، كما أن المنطقة بأكملها لا تسعى لحرب شاملة، لكن الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو هي التي تروج للحرب بهدف التوسع والسيطرة على الأراضي العربية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: إعادة المحتجزين الاحداث في لبنان التصعيد الاسرائيلي الجبهة اللبنانية المجلس المصري للشئون الخارجية المجلس المصري مفاوضات وقف إطلاق النار وقف إطلاق النار في غزة وقف اطلاق النار على مفاوضات وقف إطلاق النار الأحداث فی فی لبنان إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
دعم سوريا ولبنان وفلسطين.. نص كلمة السيسي بجلسة مناقشة الأوضاع بغزة وبيروت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي الجلسة الثانية لمؤتمر الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي خصصت لمناقشة الكارثة الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة ولبنان، حيث ألقى الرئيس كلمة مصر خلال الجلسة، والتي تناولت الأوضاع في فلسطين ولبنان والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار في المنطقة.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
"نجتمع اليوم فى ظروف بالغة الدقة.. تشهد فيها منطقة الشرق الأوسط تهديدات جساما.. حيث أضحت الأحداث الجارية فى المنطقة.. خير شاهد على ما يعيشه العالم من ازدواجية فى المعايير.. وإفراغ للمبادئ والقيم الإنسانية من معانيها.. وتهميش لقواعد القانون الدولى.
إذ تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ أكثر من عام.. وامتدت إلى لبنان الشقيق .. كما تشهد سوريا الشقيقة، انتهاكا صارخا لسيادتها.. على خلفية استيلاء إسرائيل على المزيد من الأراضى السورية مؤخرا.. وشن اعتداءات على الأراضى السورية.. وإعلانها من طرف واحد، عن إلغاء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
وتدين مصر بأشد العبارات تلك الممارسات.. وتؤكد دعمها التام لوحدة واستقرار سوريا، وسيادتها وسلامة أراضيها .. كما تؤكد مصر دعمها لكل جهد، يسهم فى إنجاح العملية السياسية الشاملة فى سوريا.. بمشاركة الشعب السورى بكل مكوناته وشرائحه.. ودون إملاءات أو تدخلات خارجية.
إن ما حدث منذ أكتوبر 2023، تعدى كل الحدود والقواعد الدولية والإنسانية.. فقد تخطت أعداد الوفيات من الفلسطينيين "45" ألف شهيد، غالبيتهم من السيدات والأطفال.. وأصيب أكثر من "107" آلاف، معظمهم أيضا من السيدات والأطفال .. وبلغت أعداد النازحين "1.9" مليون شخص.. وامتدت الانتهاكات الإسرائيلية لتشمل موظفين دولييـن.. لقــوا حتفهـــم أثنـــاء تأديـــة عملهـــم .. كما تم تدمير أكثر من "70%" من البنية التحتية فى غزة، وكذلك سجلت معدلات الفقر والبطالة والجوع أرقاما كارثية.. تتراوح ما بين "80%" إلى "100%"، مع التوقع بأن يعانى أكثر من "90%" من سكان القطاع، من نقص غذائى حاد كما امتدت الانتهاكات لتشمل سكان الضفة الغربية والقدس الشرقية.. الذين يعانون من توسع الأنشطة الاستيطانية.. وعنف المستوطنين.. والاقتحامات العسكرية لمدن الضفة.
وتعيد مصر التأكيد على محورية دور وكالة "الأونروا".. لتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطينى.. كما نؤكد أن حق العودة للشعب الفلسطينى، لن يسقط بالتقادم.
ولا يسعنى فى هذه الأجواء.. سوى التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف فورى ومستدام لإطلاق النار فى غزة.. ورفع العوائق الإسرائيلية أمام النفاذ الإنسانى.. بما يمهد لترتيبات ما بعد الحرب.. وأذكر فى هذا السياق، أن النجاح لن يكتب لأى تصور "لليوم التالى" فى قطاع غزة.. إذا لم يتم تأسيس هذا التصور، على تدشين الدولة الفلسطينية متصلة الأراضى.. على خطوط الرابع من يونيو لعـام 1967.. وعاصمتها "القدس الشرقية".. وأؤكد رفض مصر لأى سيناريوهات.. تستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء من خلال التهجير.. أو من خلال فصل غزة عن الضفة والقدس.
امتدت نيران الحرب الإسرائيلية إلى لبنان الشقيقة.. حيث أسفر العدوان الإسرائيلى عن استشهاد ما يزيد على "4000" شخص.. من بينهم نساء وأطفال.. وما يتجاوز "16" ألف جريح.. ونزوح ما يقرب من "1.2" مليون شخص .. وقد حرصت مصر منذ وقوع العدوان.. على تقديم كل سبل الدعم الممكن للشعب اللبنانى الشقيق.. حيث أقامت مصر جسرا جويا مباشرا بين القاهرة وبيروت.. نجحت خلاله فى إيصال "92" طنا، من المستلزمات الطبية والإغاثية.
ومع ترحيب مصر، بالإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان حيز التنفيذ.. نشدد على أهمية تضافر الجهود الدولية.. لحشد التمويل اللازم لإعادة الإعمار فى لبنان .. لاسيما وأن التقديرات الدولية.. تشير إلى حاجة لبنان إلى نحو "5" مليارات دولار، لإعادة الإعمار علي الاقل.
وفى ذات السياق، تؤكد مصر أهمية التنفيذ الكامل وغير الانتقائى، لقرار مجلس الأمن رقم "1701".. وتمكين الجيش اللبنانى، من بسط سيطرته على كامل الأراضى اللبنانية.. كما تعيد مصر التأكيد على التزامها الكامل بدعم الأشقاء اللبنانيين.. من أجل استكمال الاستحقاقات الدستورية.. عبر انتخاب رئيس للجمهورية.. فى إطار السيادة الوطنية اللبنانية والتوافق الداخلى.
ختاما، أود التأكيد على أن مصر.. لن تألو جهدا، فى دعم شعوب أمتها العربية والإسلامية.. لحفظ سيادتها وسلامة أراضيها .. وستواصل مصر جهودها الحثيثة، لخفض التصعيد فى المنطقة.. واستعادة الأمن والاستقرار والسلام.. من أجل المضى قدما، على طريق التنمية والتقدم.. وبناء مستقبل أفضل لشعوبنا.