بوابة الوفد:
2025-01-23@18:53:25 GMT

غزة ولبنان.. جرائم أمريكية

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

عام كامل من حرب الإدارة الجماعية الذى تمارسه إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى، تحت حجج ذرائع مختلفة، يأتى على رأسها تصفية عناصر المقاومة الفلسطينية التى قامت بعملية طوفان الأقصى فى بداية اكتوبر الماضى.. حالة التباين فى الرؤى والمواقف الدولية تجاه هذه الحرب على مدار عام كامل تكشف عن الانقسام الحاد فى المجتمع الدولى الذى عجز حتى هذه اللحظة عن وقف أكبر جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقى تحدث لشعب بكامله، وتؤكد أن عقيدة الغرب الاستعمارية لم تتغير، كما تكشف عن زيف كل القيم والمثل الأخلاقية التى صدرها الغرب وسوقها للعالم على مدار نصف قرن مضى، والزعم بتبنى قيم السلام والعدالة والتسامح وحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات التى تدغدغ مشاهر الشعوب وبعض الساسة قليلى الخبرة، وهى فى حقيقتها مجرد أقنعة ووسائل حديثة يستخدمها الغرب لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، ولم تكن الاعتذارات التى قدمتها بعض الدول الغربية عن حقب الاستعمار، إلا عملية هروب ممنهج من دفع تعويضات هائلة للدول التى استنزفتها واستعبدتها على مدار قرون وعقود طويلة.

العجز الدولى فى مواجهة ووقف هذه الإبادة الجماعية التى يتوجع ويتقزز منها العالم، هى نتيجة حتمية للموقف الأمريكى الداعم لإسرائيل عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، وهى أيضًا نتيجة للسياسة الأمريكية الداعمة لاستمرار بؤر الصراع فى الشرق الأوسط، باعتبارها من الأهداف الاستيراتيجية الأمريكية وأهم أسباب تواجدها العسكرى بقوة والسيطرة على موارد الطاقة وتحقيق الأهداف الجيوسياسية التى تشكل جزءًا من الأمن القومى الأمريكى.. الأمر الذى يفسر لنا بجلاء التناقض الشديد على مدار عام، بين التصريحات السياسية الأمريكية منذ اندلاع شرارة هذه الحرب، وبين الواقع المؤلم فى استمرار عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقى لشعب يتم تصفيته بأبشع صور القتل، والتعذيب بسلاح الجوع والعطش والمرض والتنكيل اليومى والهجرة المستمرة بعد أن تحولت المدينة بكاملها إلى ركام فى جريمة كاملة لم تعرفها البشرية من قبل، وفى اعتقادى أن التصريحات الأمريكية من حيث لآخر وجولات وزير الخارجية الأمريكى - بلينكن - عن قرب التوصل لاتفاق وقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين، ما هى إلا مخدر سياسى، لمواجهة بعض التظاهرات والاحتجاجات الشعبية التى تحدث فى الداخل الأمريكى وبعض الدول الأخرى.

الحقيقة المجردة تشير إلى أن إسرائيل هى الذراع القذرة للولايات المتحدة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، وليس أدل على ذلك من قيام إدارة الجامعة الأمريكية فى بيروت بسحب جميع أجهزة - البيجر - من العاملين بالجامعة الأمريكية قبل عدة أيام من عملية التفجير التى حدثت لهذه الأجهزة فى لبنان، وأودت بحياة العشرات وإصابة الآلاف، منهم مواطنون لا ينتمون لعناصر حزب الله أو المقاومة، وهو أمر يؤكد أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بهذه العملية القذرة التى راح ضحيتها مئات الأبرياء، وخشية على مواطنيها أبلغت السفارة والجامعة الأمريكية بسحب وإعدام هذه الأجهزة، ولأن من بين العاملين بالجامعة فى بيروت عددًا من اللبنانيين، فقد كشفوا عن هذه الفضيحة التى تؤكد ضلوع أمريكا فيها، وبكل العمليات الإرهابية والإجرامية التى ترتكبها إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى وشعوب المنطقة ولم تكن إسرائيل لتستمر فى نشاطها الإجرامى وتوسيع الحرب إلا من خلال الدعم العسكرى والاقتصادى المستمر، والحماية والمساندة السياسية على شتى المستويات والمنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولى الذى بات عاجزًا ومشلولاً أمام سيف - الفيتو - الأمريكى.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ الشعب الفلسطينى على مدار

إقرأ أيضاً:

مسرحية الأرتيست

عرضت على مسرح الهناجر بالأوبرا المصرية العريقة والعظيمة مسرحية يغلب عليها الطابع الشبابى من حيث الممثلين والكاتب والمخرجين وحتى الجمهور الذى ازدحم أمام باب المسرح ليتابع العرض المتميز لمسرحية « الأرتيست « تأليف وأخراج «محمد زكى» و«ياسر أبو العنين» و«خالد مانشى» مخرجان منفذان بطولة جماعية لمجموعة من الممثلين الشباب الموهوبين والواعدين والرائعين الذين ملأوا خشبة المسرح حماسًا وحيوية وقوة فى الأداء والصوت والتعبير، وبرع مهندس الديكور «فادى نوكيه» مع إضاءة «أبو بكر الشريف» فى الاستغلال الأمثل لخشبة المسرح دون الحاجة إلى تقنيات حديثة من السينوجرافيا أو حتى تغيير الديكور، ولكن استطاع فريق العمل مع الإنتاج التعبير عن التغيرات الزمنية والمكانية باستخدام أبسط الأدوات والديكور الثابت مع الإضاءة وفكرة الدولاب الذى من خلاله تعرض الشخصية الرئيسية قصة حياة الفنانة «زينات صدقى» ومراحل شخصيتها وحياتها وعلاقتها بالأسرة والأصدقاء وأهل الفن وحتى تحولها من الغنى والثراء إلى الفقر والعوز وكل ما قاسته فى حياتها وسفرها إلى لبنان وعملها كومبارس وراقصة ثم ممثلة فى السينما وتألقها على خشبة المسرح...

الفنانة الدكتورة «هايدى عبدالخالق» التى قامت باداء دور «زينات صدقى» عبرت عن المشاعر الداخلية للشخصية من خلال طبقات صوتية متنوعة عميقة وسعيدة وساخرة وحزينة متكاملة ولم يفقد الجمهور لحظة واحدة من متابعة الأحداث التى تدور بالتوازى نفسيًا وخارجيًا على خشبة المسرح وامتلكت أحاسيس ومشاعر الحضور وتفاعلهم فى كل لحظة؛وكذلك الممثلة الشابة «فاطمة عادل» التى أدت دور صديقتها الصدوق ورفيقة رحلة الفن والصراع أما الشاب الذى أدى دور الترزى اليونانى فإنه أبدع فى تقليد الفنان العظيم إسماعيل يس الذى ارتبط اسمه باسم «زينات صدقى» فى عدة أعمال سينمائية ومسرحية ومشاهد لن تمحوها الأيام والسنين.

المسرحية بخلفية بها مونولوجات للفنان الراحل «إسماعيل يس» تأخذنا إلى ماضى بعيد لكنه ماضى ملئ بالفن الأصيل حين كان الفنان يعمل من أجل رسالة وقيمة وليس فقط من أجل المال والنقود.. لم تكن هناك مهرجانات كتلك التى نعيشها الآن ويتبارى من يدعون أنهم أهل الفن وأنهم تلك القوى الناعمة للثقافة المصرية فى حضورهم شرقًا وغربًا، خارجيًا وداخليًا ليلًا نهارًا وكأن كل تاريخهم وإنجازاتهم هى تلك الصور والحفلات والملابس الغربية والمثيرة وذلك الزيف والظهور على وسائل التواصل وفى الفضائيات المصرية والعربية للحديث عن حياتهم الشخصية دون أى أعمال ذات تأثير أو مضمون إلا القليل.. حتى المشاركة فى المهرجانات لا تكون بأعمال مميزة تستحق التقدير والشهادات والدروع والكؤوس والأموال ولكنها حلقة مفرغة من البعد عن الواقع وعن الجمهور والإكتفاء بالظهور الغريب وتكريس كتائب إلكترونية خادعة للحصول على لقب أعلى وأفضل وأحسن وأغنى وأجمل... ترند.

ما أبعد اليوم عن الأمس وما أقبح تلك المرحلة التى ينحصر فيها دور الفنان والفن فى دائرة ضيقة ممن يبحثون عن شهرة زائفة ويحولون معنى وقيمة ورسالة الفن إلى مظاهر وجوائز ومهرجانات لا أعمال ولا رسائل ولا تواصل مع الواقع والمجتمع.. فبينما يحتفل أهل غزة بالعودة الحزينة لمنازل دمرت وسويت بالأرض، وبينما يأكل الصغار الحلوى واللحوم والطيور لأول مرة منذ 471 يومًا وبينما تلملم الأسر رفات ذويها وحطام بيوتها، وبينما يفرج عن أسيرات فلسطينيات من حبس السجون الإسرائيلية المظلمة... بينما كل هذا وأكثر وبينما يحتفل العالم الحر أجمع على مستوى العالم والكرة الأرضية بوقف إطلاق النار واضاءة شوارع غزة ونجاة أهلها من حرب الإبادة الوحشية.. يحتفل هؤلاء الذين يدعون الفن بوجودهم فى مهرجان باذخ الثراء فى أحدى الدول العربية.. رحم الله الفن والفنانين العظام ولا عزاء لمن لا يعرفون معنى ورسالة الفن.

 

 

مقالات مشابهة

  • أهم عناوين جريدة الوطن حول جرائم الإخوان على مدار 13 عاما
  • معارك الاستقرار إقليميًا وداخليًا
  • هدنة محفوفة بالمخاطر!
  • محلل سياسي: إسرائيل أحد محددات الأمن القومى الأمريكى
  • رسالة لمناوى وجبريل ما تسقط الفاشر سقطت برلين
  • فيدان: إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار في غزة ولبنان
  • أوجه الشبه والاختلاف بين غزة ولبنان في نظر إسرائيل
  • مهلا مهلا.. ياوزير التعليم!
  • مسرحية الأرتيست
  • سيدة من غزة