أدان المركز اليمني لحقوق الإنسان عدوان الكيان الصهيوني على لبنان، بعد قرابة عام من عدوانه على غزة.

وأعرب المركز عن إدانته واستنكاره للمجازر البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في لبنان، والتي تُعد جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، تسببت في قتل "558" مدنياً بينهم "50" طفلاً و"95" امرأة، و"1835" جريحا، كحصيلة يومين فقط منذ بدء تصعيد الكيان الصهيوني لغاراته الإجرامية على القرى والأحياء السكنية والأعيان المدنية المحمية في لبنان.

وندد البيان بشدة استمرار جرائم العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة والتي أدت إلى قتل مدنيين من نساء وأطفال وشيوخ وتشريد وتهجير آلاف الأسر.

واعتبر البيان إعلان قيادة الكيان الصهيوني وتفاخرها بهذا العدوان، وتبنيها لهذه المجازر البشعة والإبادة الجماعية في لبنان وفلسطين، يؤكد أن هذا الكيان يتبنى علناً نمطاً ومنهجية وحشية وانتهاكاً سافراً لجميع المواثيق والقوانين الدولية.

وأكد المركز اليمني لحقوق الإنسان أن هذه الجرائم التي تستهدف المدنيين في لبنان وفلسطين واستهدافه الأعيان المدنية المحمية تعتبر استفزازاً للإنسانية جمعاء.

ولفت إلى أن تلك الجرائم دليل على زيف الشعارات العالمية والأممية حول حماية حقوق الإنسان، وأدت إلى انهيار كافة المبادئ والقيم التي قامت عليها الأمم المتحدة، وكشفت الوجه القبيح لأمريكا والدول الغربية في مجلس الأمن في تشجيع جرائم العدوان وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، واحتلال الدول من خلال آلياته العنصرية والمستكبرة، كما قوّضت أي تفعيل حقيقي للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. كما أكد المركز على حق الدول في الحفاظ على سيادتها وحماية أراضيها ومقاومة وطرد الاحتلال؛ والرد على أي عدوان باستخدام كافة الوسائل ..

داعياً الحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ إجراءات وخطوات عملية فاعلة وحاسمة للقيام بمسؤوليتهم الدينية والإنسانية تجاه هذه الجرائم.

وطالب بإقامة تحالف دولي جديد يضم الدول المناهضة للاستكبار الأمريكي والصهيوني للعمل على إعادة بناء مجلس الأمن بما يحفظ السلم والأمن الدوليين، مبيناً أن مجلس الأمن الحالي صار هو الخطر لعدم قيامه بدوره في قمع العدوان، وهو بذلك يعتدي على منظومة الأمم المتحدة وعلى أعضائها وعلى البشرية جمعاء.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی لحقوق الإنسان فی لبنان

إقرأ أيضاً:

مسمار في نعش الكيان الصهيوني

حاتم الطائي

 

القرار التاريخي إدانة دولية غير مسبوقة لمجرمي الحرب الإسرائيليين وداعميهم

◄ 124 دولة مُلزمة بتنفيذ قرار القبض على مجرمي الحرب الإسرائيليين

◄ يقظة الشعوب الحُرّة حول العالم كان لها الفضل الأكبر في استصدار القرار

 

لم يكن القرارُ التاريخيُّ والشجاعُ من المحكمةِ الجنائيةِ الدوليةِ بإصدار أمر اعتقالٍ بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المُجرم بنيامين نتنياهو ووزير حربه السفّاح يوآف جالانت، مجرد إدانة غير مسبوقة لمجرمي الحرب الإسرائيليين وحسب؛ بل إدانة عالمية تاريخية للحركة الصهيونية الإجرامية العنصرية، ولكل داعميها من الأمريكيين والأوروبيين، وكل من تواطأ وصَمَتَ عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتجويع، ولكل من خَذَلَ الشعب الفلسطيني ولم يقف بجانبه ولو بكلمة!

صدر القرار بعد أكثر من 414 يومًا من العدوان البربري الدموي ضد شعب فلسطين في قطاع غزة، مع تدمير كامل للبنية التحتية والمنازل فوق رؤوس ساكنيها، واستشهاد أكثر من 44 ألف شهيد وإصابة ما يزيد عن 105 آلاف فلسطيني، كثيرٌ منهم يُعانون من إعاقة دائمة أو بتر في الأطراف أو استئصال لأحد أعضاء الجسد، فضلًا عن عشرات الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض، وأمثالهم من الأسرى الذين اُعتقِلوا ظلمًا وعدوانًا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية.

صدر القرار رغم المحاولات المُستميتة من الكيان الفاشي الإسرائيلي لإثناء قضاة العدالة عن قرارهم، وإعلان كثير منهم عن تعرضهم لرسائل تهديد بالقتل والتنكيل، علاوة على ابتزاز المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، من خلال تلفيق قضية أخلاقية بحقه، لا أساس لها من الصحة؛ بل هي محاولة يائسة للانتقام من الرجل الذي قاد جهود استصدار مذكرة الاعتقال الدولية بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين.

صدر القرار رغم أنف الولايات المُتحدة المُلطخة يداها بدماء الشعب الفلسطيني، في ظل الدعم العسكري اللامتناهي لإسرائيل، والدعم الاستخباراتي والأمني لهذا الكيان السرطاني البغيض. إذ لم تتوانَ واشنطن منذ اليوم الأول من العدوان عن تقديم كافة أوجه الدعم لدولة الاحتلال؛ عسكريًا من خلال شحنات السلاح والمعدات والطائرات وغيرها، وسياسيًا عبر استخدام حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وممارسة الضغوط السياسية وغيرها ضد دول المنطقة من أجل عدم اتخاذ موقف رسمي موحَّد ضد العربدة والإجرام الصهيوني.

صدر القرار ليؤكد للعالم أجمع أنَّ العدالة لا بُد وأن تأخذ مجراها، حتى ولو طال الأمد؛ حيث إننا نعلم أن مثل هذه القضايا ربما تستغرق سنوات طويلة لإصدار حكم فيها، كما إن المحكمة لا تملك أي سلطات تنفيذية لتنفيذ الحكم، باستثناء أن الدول المُوقّعة على "نظام روما الأساسي"، مُلزمةً دون اختيار منها بتنفيذ أي قرار يصدر عن المحكمة الجنائية الدولية، وهذا يعني أن جميع هذه الدول المنضوية تحت "نظام روما" (وعددها 124 دولة) مُلزمة قانونًا بتنفيذ قرار الاعتقال، ولاحقًا قرار الإدانة.

ورغم أنَّ الولايات المتحدة ليست عضوًا في "نظام روما" أي أنها غير مُلزمة باعتقال نتنياهو وجالانت، إلّا أنها استشاطت غضبًا من صدور قرار الاعتقال، وأطلقت نيران هجومها على المحكمة، في موقف يعكس مستوى الانحطاط السياسي الذي بات يُهمين على السياسات الأمريكية، الدولة التي يُفترض بها أن تكون نصيرًا للعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، والتي لطالما تشدقت بها وابتزت بها جميع دول العالم، وتفاخرت بما يُسمى بـ"العدالة الدولية"، لكن عندما يأتي الأمر إلى إسرائيل تنقلب الموازين، وتتكشف العورات السياسية القبيحة، وتتجلى ازدواجية المعايير في موقف مُخذٍ يؤكد أننا ما زلنا نعيش في عالم يسوده قانون الغاب؛ حيث القوي بإمكانه التهام الضعيف دون مُحاسبة.. لكن هيهات هيهات.. لقد انتهى زمن إفلات إسرائيل من العقاب، وولَّت حقبة الهروب من المساءلة بلا رجعة.

لا شك لديَّ أن المحكمة الجنائية الدولية استندت في قرارها العادل والمُنصف، على حقيقة الوضع الكارثي وغير الإنساني في قطاع غزة، في تأكيد دولي لا مثيل له على الجرائم البشعة التي ارتكبتها دولة الاحتلال المُجرمة في غزة، وهو ما يُفنِّد الأكاذيب الصهيونية التي ظلّت تُشكك في أعداد الشهداء والمصابين وضحايا هذا العدوان طوال فترة الحرب وحتى الآن.

ومن المُؤكد أنَّ يقظة الشعوب الحرة حول العالم كان لها الفضل الأكبر في الضغط على جميع المؤسسات الدولية ودعم قضاة المحكمة في قضيتهم العادلة، فلقد شاهدنا- وما نزال- المظاهرات الحاشدة حول العالم المُندِّدَة بهذا العدوان الدموي الإجرامي على قطاع غزة، واعتصامات الطلبة الأحرار في أكبر جامعات أمريكا وأوروبا، إلى جانب التنديد الشديد بكل ما يمُت لدولة الاحتلال بصلة، حتى لفرق كرة القدم الإسرائيلية التي باتت منبوذة في كل البطولات والمنافسات. أضف إلى ذلك العزلة الدولية لهذا الكيان المُجرم، وفرار مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الخارج، فيما بات يُعرف بـ"الهجرة العسكية"؛ حيث عاد هؤلاء إلى أوطانهم التي قدموا منها للاستيطان في فلسطين المحتلة، بعدما زيّنت لهم حكومة الاحتلال الأوضاع ومنحتهم الأموال والمنازل والأراضي.

لقد قيل على لسان بعض المسؤولين إنهم أنشأوا المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الديكتاتوريين والمستبدين في العالم الثالث، لذلك يستنكفون أن يمثل مجرمو الحرب الإسرائيليون أمام هذه المحكمة صاغرين، ما يؤكد أنَّ النظام العالمي القائم حاليًا على أحادية القطب بقيادة الولايات المتحدة أثبت فشله، وتأكد الجميع من حجم الظلم الواقع على عاتق الشعوب المُستضعفة.

ويبقى القول.. إنَّ القرار التاريخي للمحكمة الجنائية الدولية باعتقال مجرميْ الحرب نتنياهو وجالانت بمثابة مسمار غليظ في نعش الصهيونية البغيضة، وهو ما يُبشِر بزوال هذا الكيان المُجرم قريبًا، ويُؤكد للعالم أجمع أنَّ دماء الشعب الفلسطيني لن تذهب سُدى، وعلى حُكام وقادة العالم أن يدعموا ويؤيدوا قرار المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بالتوازي مع المُحاكمة الجارية في محكمة العدل الدولية؛ إذ لأول مرة في التاريخ تُحاكم إسرائيل على إجرامها أمام أكبر مؤسستين للعدالة الدولية في العالم، وما من ريبٍ أنَّ العدالة ستأخذ مجراها، وإذا ما أخفقت عدالة الأرض، فإنَّ عدالة السماء نافذة ولا رادَّ لها، وهذا يقينُنا في الله عزَّ وجلَّ.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • «التعاون الإسلامي»: ضرورة تحرك العالم لإيقاف العدوان الإسرائيلي
  • السوداني: الكيان الصهيوني هدد العراق بذرائع واهية تكشف عن نياته العدوانية
  • ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3754 شهيدًا و15626 جريحًا
  • أحرار لبنان يشيدون بهبة الشعب اليمني لإغاثة النازحين جراء العدوان الإسرائيلي
  • سياسي مغربي: الدور اليمني في دعم غزة يمثل تحولاً استراتيجياً ضد الكيان الصهيوني
  • مسمار في نعش الكيان الصهيوني
  • المركز اليمني للتراث والسياحة (مِتس) يحتفي باليوم العالمي للفن الإسلامي بمحاضرة عن المبدعين اليمنيين المنسيين
  • 22 نوفمبر خلال 9 أعوام.. أكثر من 20 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي بشأن قرار وقف العدوان الصهيوني على غزة ويستنكر الصمت الدولي والتخاذل العربي
  • حقوقي: يجب مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومن بينها الإعدام خارج نطاق القضاء