بوابة الوفد:
2024-09-25@20:24:42 GMT

هل أخطأ حزب الله؟!

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

صحيح إنما الأعمال بخواتيمها، وأن الأوضاع ما زالت مبكرة لتقييم ما يجرى على الجبهة اللبنانية، لكن ذلك لا يمنع من أن يتساءل البعض: هل أخطأ حزب الله فى تقييمه أو تقديره للأمور بشأن المواجهة المحتملة مع إسرائيل؟ صحيح أيضا أن الوقت وقت نصرة المقاومة أيا كانت باعتبارها تدافع عن حق عربى أصيل، ايا كان هذا الحق، فلسطينيا أم لبنانيا، أم غيرهما.

. لكن ذلك يجب ألا يجعلنا نغفل عن أنه بالمراجعة تستقيم الأمور.

مصدر التساؤل هو الضربات التى تلقاها حزب الله بدءا من اغتيال فؤاد شكر، مرورا بتفجيرات البيجر واللاسلكى، ثم العملية التى جرى خلالها اغتيال قيادات وعدد من عناصره بوحدة الرضوان؟ السؤال: ألم يعدّ الحزب لمثل هذه التطورات التى تشير إلى ما يمكن اعتباره اختراقات أمنية كبرى ربما تؤثر على أدائه خلال المقبل من أيام المواجهة؟

يعزز هذه الحالة من الحيرة ما ذهب اليه الرئيس الإيرانى فى حوار له من أنه لا يمكن لحزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها بالإمدادات دول أوروبية والولايات المتحدة. السؤال الذى يطرح نفسه فى مواجهة هذه المخاوف، وهى طبيعية ومنطقية، إنما يدور حول السيناريو الذى أعده الحزب لمواجهة ذلك الوضع بشكل يحقق نوعا من توازن القوى مع إسرائيل؟

قد يكون لدى الحزب من الخطط والمفاجآت ما يغير قواعد اللعبة، ونتمنى ذلك من كل قلوبنا، وقد يكون لديه رؤية تقوم على التأنى فى إظهار قوته والتعامل مع الموقف وفق نظرية مقتضى الحال.. ونحسب أن ذلك ربما يكون صحيحا. ولكن كل ما نامله، ونحن بمثابة القاعدين، أن لا يخيب الحزب، بعناصره التى تعد من القابضين على الجمر، ظنون الجماهير العربية به.

ورغم أن الوقت قد لا يكون هو أوان طرح مثل الأفكار والرؤى السابقة، إلا أنها تأتى بدافع الحرص على المقاومة، وألا تقود إلى خيبة أمل عربية كبيرة، وهو نوع من الحذر يعززه حالة التربص بها ليس من قبل الدولة العبرية، وإنما من قبل بنى جلدتنا فى تأكيد للمثل القائل اللهم اكفنى شر أصدقائى أما أعدائى فأنا كفيل بهم!

فى نظرتنا التى تعكسها هذه السطور، نحاول أن نتسامى ونتجاوز تلك الحالة من الطائفية التى تتكثف الجهود لتعزيزها بشأن التمايز بين السنة والشيعة، ونحاول أن نتجاوز تلك الحالة من التمييز السياسى البغيض بين معارضة وموالاة لذلك النظام أم ذاك.. ففى الملمات الكبرى ليس هناك هذا ولا ذاك وإنما نوع من الاصطفاف وراء الهدف الذى يمثل ذروة سنام آمال الأمة وهو ردع العدو الإسرائيلى.

وإذا كان الشىء بالشىء يذكر، فإنه لمن المحزن والمخزى فى الوقت ذاته تلك الحملة المسعورة التى يلمسها المرء فى بعض منابرنا الإعلامية العربية وتنال من المقاومة اللبنانية، لحد إظهار نوع من الشماتة فى بعض ما يجرى لها، دون استيعاب لحقيقة أن الأمر لا يعكس ولن يعكس فى نهايته سوى جوهر المثل القائل بـ«أكلت يوم أكل الثور الأبيض»!

ولعل الأمر لا يتطلب كثير اجتهاد لإدراك مسيرة ما نصفه بـ«التعملق» الإسرائيلى، فلقد أتت تل أبيب على غزة وانقضت عليها كما الذئب على فريسته، ومارست قدرا من «الصبر الإستراتيجى» على مدار شهور لتبدأ النيل من حزب الله.. والحبل على الجرار.

ربما تحمل هذه الكلمات قدرا من المنطق، وربما تحمل من العاطفة ما هو أكثر، ولكن من المؤكد أنها تنظر للمستقبل بعين ثاقبة ربما فاقت تلك التى تمتعت بها زرقاء اليمامة ذات يوم!.. والله أعلم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات هل أخطأ حزب الله د مصطفى عبدالرازق الأعمال حزب الله

إقرأ أيضاً:

مستقبل المكتبات الخاصة

تبرز في المكتبات الخاصة، ولا سيما المتضخمة منها، مشكلة مهمة تتمثل في أنها لا يكاد يستخدمها سوى أصحابها. ويعود ذلك إلى تباين الاهتمامات بين الأجيال المختلفة، علاوة على خوف ملاكها من إعارة أي من مقتنياتها للآخرين خشية فقدانها. فبينما كابد أصحابها وجمعوا ريالًا فوق ريال حتى يشتروا كتبها كتابًا كتابًا؛ تغير الزمان، وقلّ الاهتمام بالكتب، قياسًا بأمور أخرى؛ كالتلفاز، والأجهزة الذكية، وما تحويه من وسائل تواصل وألعاب وتطبيقات، على الرغم من أنها في الغالب تضيع الأوقات والأعمار في أمور تافهة. وحتّى حين يحتاج أحد أبناء هذا الجيل إلى قراءة كتاب، فإنه يلجأ إلى الكتب الرقمية، بوصفها وسيلة أسهل، وربما أرخص، حيث يستطيع حفظ آلاف الكتب في جهاز إلكتروني صغير، يحمله معه أينما ذهب. وهكذا انحصرت الاستفادة من هذه المكتبات فيمن اشتراها، وتكدّس الغبار عليها لهذا السبب.

المشكلة أن بعض هذه المكتبات، قد تكتنز بين رفوفها نفائس مهمة من الكتب، وربما مخطوطات، أو كتبًا سافر جامعها مئات، أو آلاف الكيلومترات من أجل شرائها، لكنه وحده يعلم بأهميتها. وبمجرد وفاته، تنتقل هذه الكتب إلى الورثة الذين ربما لا يدركون أهميتها؛ إما لعدم إهتمامهم بها، أو لتغيُّر أمزجة كل جيل عن الجيل الذي سبقه، أو تغيُّر أولوياته.
وهكذا، فإن أمامهم خيارات بعد وفاة جامعها، وهي إما إبقاؤها على ما هي عليه، وهو أمر صعب، وقد لا يدوم؛ من جراء الحيِّز الذي تشغله، وتغيُّر سكن الأبناء والبنات، أو أنهم يتوزعونها فيما بينهم، أو يعرضونها للبيع، وهنا الطامة الكبرى، حين يبيعونها بالعدد، أو ربما بالوزن، وهو ما قد يضيع ثروة كبيرة؛ مالية كانت أو أدبية ومعنوية.

ويمكن التغلب على هذه المعضلة، بأن يضمن صاحب المكتبة لها الخلود قبل وفاته؛ إما بإهدائها (أو قسم منها) إلى صاحب مكتبة أخرى، يتوقع لها أن تعيش أطول من مكتبته، أو أن يوزع قسمًا منها على المهتمين بكل حقل من حقولها، ويمكن أن يبدأ بالكتب التي لا يحتاج إليها، ففي كل مكتبة بالتأكيد كتب لن يحتاج إليها مالكها بقية حياته؛ ربما لأنها لا تتناسب مع توجهاته أو احتياجاته، أو لأنه اشتراها بالخطأ، أو حصل عليها هدية، لكنه لم ولن يقرأها، ومن ثم فأفضل حل لها هو إهداؤها للآخرين، أو مبادلتها بكتب يحتاج إليها، أو حتّى بيع ما لا يحتاجه منها.

وقد أسس بعض المهتمين مؤخرًا، جمعية تُعنى بهذا الأمر باسم (جمعية العناية بالمكتبات الخاصة)، لها عدة أهداف، من بينها المساعدة في سبل التصرف في المكتبات الخاصة بعد وفاة أصحابها، مع مراعاة الوصية إن وجدت. وكذلك المساهمة في تدوير الكتب، وتوزيعها خلال المواسم الثقافية، والمهرجانات في مختلف مناطق المملكة.

كذلك يمكن للمالك تدّوير الكتب بمبادلتها مع آخرين فرديًّا، أو المشاركة في بعض برامج تبادل الكتب، التي من أشهرها في المملكة مثلًا ما تقوم به مكتبة إثراء بالظهران دوريًّا كل عام، حيث يستطيع الشخص مبادلة عشرة كتب، بكتب أخرى أحضرها آخرون للمكتبة.

yousefalhasan@

مقالات مشابهة

  • يا بت الماجدي ادخلي معانا في (منصة التداول) اعتذرت ليه قلت انا ما فطرت خلي يكون عندي دولار
  • عضو بالتنسيقية: التصعيد في لبنان قد يكون مسرح عمليات للدخول في مفاوضات إيرانية أمريكية حول البرنامج النووي
  • عادل حمودة يكتب: دروس الدم فى مجزرة “البيجر”
  • أسوشيتيد برس: النصر الذي تطمح إليه إسرائيل على حزب الله ربما يكون بعيد المنال
  • مستقبل المكتبات الخاصة
  • إيران توجه ضربة قاسية لـ”حزب الله”.. طلب منها مهاجمة إسرائيل فرفضت: الوقت ليس مناسبا ولن نقع في الفخ!
  • الملك عبدالله: الأردن لن يكون أبدًا وطنًا بديلا للفلسطينيين
  • NYT: بايدن في سباق مع الزمن مع تصاعد العنف في الشرق الأوسط
  • لابيد يعلن دعمه للغارات الإسرائيلية على لبنان: "حان الوقت"