صحيح إنما الأعمال بخواتيمها، وأن الأوضاع ما زالت مبكرة لتقييم ما يجرى على الجبهة اللبنانية، لكن ذلك لا يمنع من أن يتساءل البعض: هل أخطأ حزب الله فى تقييمه أو تقديره للأمور بشأن المواجهة المحتملة مع إسرائيل؟ صحيح أيضا أن الوقت وقت نصرة المقاومة أيا كانت باعتبارها تدافع عن حق عربى أصيل، ايا كان هذا الحق، فلسطينيا أم لبنانيا، أم غيرهما.
مصدر التساؤل هو الضربات التى تلقاها حزب الله بدءا من اغتيال فؤاد شكر، مرورا بتفجيرات البيجر واللاسلكى، ثم العملية التى جرى خلالها اغتيال قيادات وعدد من عناصره بوحدة الرضوان؟ السؤال: ألم يعدّ الحزب لمثل هذه التطورات التى تشير إلى ما يمكن اعتباره اختراقات أمنية كبرى ربما تؤثر على أدائه خلال المقبل من أيام المواجهة؟
يعزز هذه الحالة من الحيرة ما ذهب اليه الرئيس الإيرانى فى حوار له من أنه لا يمكن لحزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها بالإمدادات دول أوروبية والولايات المتحدة. السؤال الذى يطرح نفسه فى مواجهة هذه المخاوف، وهى طبيعية ومنطقية، إنما يدور حول السيناريو الذى أعده الحزب لمواجهة ذلك الوضع بشكل يحقق نوعا من توازن القوى مع إسرائيل؟
قد يكون لدى الحزب من الخطط والمفاجآت ما يغير قواعد اللعبة، ونتمنى ذلك من كل قلوبنا، وقد يكون لديه رؤية تقوم على التأنى فى إظهار قوته والتعامل مع الموقف وفق نظرية مقتضى الحال.. ونحسب أن ذلك ربما يكون صحيحا. ولكن كل ما نامله، ونحن بمثابة القاعدين، أن لا يخيب الحزب، بعناصره التى تعد من القابضين على الجمر، ظنون الجماهير العربية به.
ورغم أن الوقت قد لا يكون هو أوان طرح مثل الأفكار والرؤى السابقة، إلا أنها تأتى بدافع الحرص على المقاومة، وألا تقود إلى خيبة أمل عربية كبيرة، وهو نوع من الحذر يعززه حالة التربص بها ليس من قبل الدولة العبرية، وإنما من قبل بنى جلدتنا فى تأكيد للمثل القائل اللهم اكفنى شر أصدقائى أما أعدائى فأنا كفيل بهم!
فى نظرتنا التى تعكسها هذه السطور، نحاول أن نتسامى ونتجاوز تلك الحالة من الطائفية التى تتكثف الجهود لتعزيزها بشأن التمايز بين السنة والشيعة، ونحاول أن نتجاوز تلك الحالة من التمييز السياسى البغيض بين معارضة وموالاة لذلك النظام أم ذاك.. ففى الملمات الكبرى ليس هناك هذا ولا ذاك وإنما نوع من الاصطفاف وراء الهدف الذى يمثل ذروة سنام آمال الأمة وهو ردع العدو الإسرائيلى.
وإذا كان الشىء بالشىء يذكر، فإنه لمن المحزن والمخزى فى الوقت ذاته تلك الحملة المسعورة التى يلمسها المرء فى بعض منابرنا الإعلامية العربية وتنال من المقاومة اللبنانية، لحد إظهار نوع من الشماتة فى بعض ما يجرى لها، دون استيعاب لحقيقة أن الأمر لا يعكس ولن يعكس فى نهايته سوى جوهر المثل القائل بـ«أكلت يوم أكل الثور الأبيض»!
ولعل الأمر لا يتطلب كثير اجتهاد لإدراك مسيرة ما نصفه بـ«التعملق» الإسرائيلى، فلقد أتت تل أبيب على غزة وانقضت عليها كما الذئب على فريسته، ومارست قدرا من «الصبر الإستراتيجى» على مدار شهور لتبدأ النيل من حزب الله.. والحبل على الجرار.
ربما تحمل هذه الكلمات قدرا من المنطق، وربما تحمل من العاطفة ما هو أكثر، ولكن من المؤكد أنها تنظر للمستقبل بعين ثاقبة ربما فاقت تلك التى تمتعت بها زرقاء اليمامة ذات يوم!.. والله أعلم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تأملات هل أخطأ حزب الله د مصطفى عبدالرازق الأعمال حزب الله
إقرأ أيضاً:
كاراجر: صلاح لم يكن سيئًا..ليفربول بحاجة لمهاجمين جدد لدعمه
دافع أسطورة ليفربول، جيمي كاراجر، عن محمد صلاح بعد أداء باهت في نهائي كأس الرابطة الذي خسره ليفربول أمام نيوكاسل يونايتد يوم أمس على أرضية ملعب "ويمبلي".
اقرأ ايضاًعانى صلاح في ملعب ويمبلي، تمامًا كما عانى ذهابًا وإيابًا في خسارة ليفربول أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
بعد نهائي كأس الرابطة..كاراجر: صلاح لم يتلق الدعم الكافي من زملائهقال كاراجر: "ربما كان هذا أحد أسوأ العروض التي رأيتها من ليفربول في نهائي كأس"، على قناة سكاي سبورتس. هذا الموسم خسروا مباراة واحدة فقط في الدوري. ومن الصعب أن نكون شديدي الانتقاد، لكنه سلط الضوء على المجالات التي لا يزال ليفربول بحاجة إلى تحسينها".
"أعتقد أن نقص السرعة في الهجوم واضح. وأشعر بالأسف قليلًا لمحمد صلاح. لقد تعرض لبعض الانتقادات بعد مباراتي باريس سان جيرمان، ضد ربما أفضل ظهير أيسر في العالم مينديز، الذي كان رائعًا، لم يفعل الكثير ولم يكن رائعًا اليوم".
وتابع: "لكنه لا يحصل على مساعدة من المهاجمين الآخرين. هذا ليس مثل عهد يورجن كلوب حيث كان (ساديو) ماني أو (روبرتو) فيرمينو ينقذان الفريق من المشاكل. المهاجمون الآخرون الذين يمتلكهم ليفربول لاعبون جيدون ولكنهم ليسوا لاعبين عظماء.
"لقد اعتمدوا عليه (صلاح) كثيرًا، لذلك لا أريد أن أرى الكثير من الانتقادات لمو صلاح خلال الأسبوع الماضي. ما سلط الضوء عليه هو أن ليفربول بحاجة إلى الخروج وشراء مهاجمين اثنين - ليس كلاعبين احتياطيين، ولكن ربما للعب بجانبه.
واختتم كاراجر: "كنت متحمسًا وأعتقد أن ليفربول سيفوز بالدوري ولا يزال هناك الكثير لتحسينه - وأعتقد أنهم سيفعلون ذلك في الصيف."
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر ومترجم في موقع "البوابة الإخباري" منذ عام 2018، مختص بنقل وتغطية أهم الأحداث والأخبار في الساحة الرياضية، سواء العالمية أو العربية، وأركز على تقديم محتوى يلبي اهتمامات عشاق كرة القدم في كل مكان، مثل مواعيد المباريات، التشكيلات المتوقعة، التحليلات، وأخبار سوق الانتقالات والكواليس.
Sports Editor and Translator with "Al-Bawaba News" since 2018. specialize in covering and delivering the most...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن