أكّد عدد من خبراء الإعلام، أنَّ الالتزام بالتوصيات الخاصة بمبادرة «التنظيم الذاتى للإعلام»، التى دشّنها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، استحدث حالة من الالتزام والتطوير فى البرامج الحوارية والـ«توك شو»، خاصة أن هذه المبادرة شارك فى صياغة توصياتها عدد من أعضاء المجلس والمتخصصين فى مجال الإعلام وأساتذة الجامعات وقيادات العمل الإعلامى فى مصر، على مدار جلستين.

وقالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة السابقة، إنَّ توصيات مبادرة «التنظيم الذاتى للإعلام» كانت فى غاية الأهمية، لتركيزها على جوانب واقتراحات تمت مناقشتها خلال جلستى المبادرة، تستهدف ضبط أداء البرامج الحوارية والرياضية، مؤكدة لـ«الوطن» أن الالتزام بتوصيات مبادرة «التنظيم الذاتى للإعلام»، يُعد بداية جديدة وموفقة للعمل الإعلامى، والنهوض بالمهنة فى ظل التحديات الحالية، خاصة أن ذلك سينعكس على الأجيال الجديدة من شباب الإعلام، إذ يجب أن تجد أمامها إعلاماً حقيقياً وكوادر يُحتذى بها، وهذا ما تحقّقه المبادرة والتوصيات الخاصة بها.

من جهته، قال الخبير الإعلامى حسام النحاس، إنَّ الالتزام بالتوصيات الصادرة عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فى مبادرة «التنظيم الذاتى للإعلام» يخلق حالة من الضبط للمشهد الإعلامى، خاصة أنّها جاءت فى توقيت مهم للبرامج الحوارية والرياضية، وذلك بعد تجاوزات مهنية سقط فيها بعض البرامج الحوارية، بخلاف الإعلام الرياضى الذى كان يشهد فوضى كبيرة فى المشهد الخاص به، مشيراً إلى أنَّ هذه الحالة من الضبط التى نتجت عن توصيات «التنظيم الذاتى للإعلام»، جاءت نتيجة مشاركة عدد كبير من الخبراء والمختصين وأساتذة الجامعات فى مجال الإعلام.

وكشفت الدكتورة ماجى الحلوانى، عميدة كلية الإعلام بالكلية الكندية الدولية وعميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقاً، أنّ أزمة البرامج الرياضية كانت تكمن فى أن غالبية مقدميها ليسوا مؤهلين، وهو ما تعالجه توصيات مبادرة «الأعلى للإعلام»، من خلال تفعيل ميثاق الشرف الإعلامى وتفعيل الأكواد، ومحاسبة مقدّمى البرامج فوراً فى حالة وقوع الخطأ.

من جهته، قال الدكتور سامى عبدالعزيز، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، إنَّ توصيات مبادرة «التنظيم الذاتى للإعلام» شملت عدداً من الموضوعات المهمة التى يجب أن تلقى تقدير الجميع، مؤكّداً أنَّ هذه التوصيات هى الطريقة الوحيدة لتطوير الأداء الإعلامى ووقف أى تجاوزات. وأضاف أن تنفيذ التوصيات الأخيرة المتعلقة بتنظيم الإعلام والعمل بها يضمن تقديم محتوى إعلامى يليق بالمشاهد المصرى ويعزّز رسالة الإعلام الوطنى، موضحاً أن التوصيات جاءت فى إطار جهود تنظيم الأداء الإعلامى وتحقيق التوازن بين حرية التعبير والمسئولية المهنية.

وأشار عميد الإعلام الأسبق إلى أن دعم وسائل الإعلام الخاصة لمساعدة الإعلام الوطنى فى أداء رسالته يُعد خطوة مهمة لتعزيز دور الإعلام، مشدّداً على ضرورة وجود ضوابط قانونية تحكم استخدام الذكاء الاصطناعى بما يضمن عدم الإساءة إلى الرموز الوطنية، وفى ما يتعلق ببرامج «التوك شو» أكد «عبدالعزيز» ضرورة منع مقدمى هذه البرامج من بث أفكارهم الشخصية عبر البرامج الحوارية بهدف التأثير على الجمهور وتوجيهه نحو فكر أو معتقد معين، مشيراً إلى أهمية قيام القنوات بوضع «استايل بوك»، ينظم أداء المذيعين ويعزّز هوية القناة، بما يضمن تقديم محتوى إعلامى مفيد للقارئ، مشيداً بتوصيات الإعلام لضبط وقت برامج «التوك شو»، بما لا يتجاوز ساعة ونصف الساعة. من جانبه، أكد د. ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، أن صناعة الإعلام فى مصر تمر بفترة فارقة، وأنها فى حاجة ماسة إلى تعزيز قدرات «التنظيم الذاتى»، التى تنطلق من تفعيل أدوار أطراف الصناعة لضبط الأداء، عبر تفعيل المواثيق والأكواد والمدونات السلوكية وقواعد العمل المهنية، لافتاً إلى أن الخبراء وصناع الإعلام الذين حضروا الجلسات النقاشية أظهروا توافقاً على ضرورة تبنى أطر التنظيم الذاتى للصناعة، بما يحسّن الأداء فى مجالات برامج «التوك شو»، والتغطيات الرياضية، وصناعة الإعلانات، بما يعزّز التوافق على سُبل تعزيز الإعلاميين لمواجهة التحديات التكنولوجية الجديدة.

وأكدت الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن الجمهور هو المحور الأساسى لما يقدّم فى الإعلام المصرى، مضيفة أن على برامج «التوك شو» أن تتعرّف على حاجات المواطنين لتقديمها، وأن تكون هناك مساحة من النقاش، موضحة ضرورة تطوير جلسات المناقشة إلى جلسات لمسارات متخصّصة.

وأوضح الدكتور حسن عماد، الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون، ورئيس مجلس إدارة جمعية خريجى الإعلام والعميد الأسبق للكلية، أن الإعلام هدفه الأساسى كفالة حق المواطن فى المعرفة، وهذا يفرض أن يستقى المعلومات من مصادرها، ولذلك يجب على المصادر وأجهزة الدولة تقديم المعلومات الصحيحة، مشيراً إلى ضرورة إصدار قانون حرية تداول المعلومات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تنظيم الإعلام الأعلى للإعلام الإعلام المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام البرامج الحواریة توصیات مبادرة کلیة الإعلام التوک شو

إقرأ أيضاً:

خبراء إعلام: الطاهري قدم نموذجا مهنيا يحتذى به.. وحلقة «الإجراءات الجنائية» نموذج يُدرس في الكليات

أكّد عدد من خبراء الإعلاء أنَّ جمع الأطراف كافة للنقاش حول القضايا الهامة، احترام لعقول المشاهدين والتزام بالمهنية الإعلامية، مشيرين إلى أنَّ ذلك يسهم في بناء جسور من الثقة بين الوسائل الإعلامية والمشاهدين من خلال الحد من الآراء الذاتية للإعلامي وإتاحة الفرصة للخبراء والمختصين لتوضيح نقاط الإبهام في القضايا.

وأشار الخبراء إلى حلقة الإعلامي أحمد الطاهري في برنامجه «كلام في السياسة»، والمذاعة عبر فضائية «اكسترا نيوز»، والتي تناوت الحديث حول قانون الإجراءات الجنائية بحضور جميع الأطراف المختصة بالقانون، مؤكّدين أنَّ الحلقة نموذجًا إيجابيًا للإعلام الهادف.          

إطلاع المشاهد بكافة الآراء

من ناحيته، قال الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، إنَّ اجتماع جميع الأطراف المعنية على طاولة الحوار للنقاش حول قضية عامة تحظي باهتمام الرأي العام، يمثل نموذجًا إيجابيًا في الإعلام من خلال إطلاع وإمداد المشاهد بكافة الآراء والتوجهات من مصادرها الأصلية.

وأضاف «عبدالعزيز» في تصريحات لـ«الوطن» أن اجتماع جميع الأطراف للنقاش يهدف إلى حوار مثمر بناء، قادر على التوصل إلى حلول فعالة ترضي جميع الأطراف من خلال إعطاء مساحة كبيرة للنقاش والتعبير عن الآراء، موضحًا أن استضافة الإعلامي أحمد الطاهري في برنامجه «كلام في السياسة» لجميع الأطراف المعنية بمشروع القانون يمثل عمل مهني فريد، لضمان إجراء مناقشات هادئة هادفة تراعي مصالح جميع الفئات.

الالتزام بالمعايير المهنية 

ومن جهته، أشاد الدكتور حسام النحاس أستاذ الإعلام بجامعة بنها بالمهنية العالية التي أظهرها الإعلامي أحمد الطاهري في حلقته الأخيرة من برنامج «كلام في السياسة» على قناة «إكسترا نيوز»، التي تناولت مناقشة تعديلات قانون الإجراءات الجنائية، مؤكّدًا أنَّ الطاهري التزم بالمعايير المهنية للإعلام من خلال تقديم كافة وجهات النظر دون إبداء آراء شخصية، مشددًا على أنّ هذه الحلقة تمثل نموذجًا يحتذى به في الإعلام المصري.

وأوضح أستاذ الإعلام في تصريحات لـ«الوطن»، أنَّ الطاهري نجح في استضافة الأطراف كافة، وأتاح حوارًا مثمرًا وشاملاً أمام الرأي العام، مضيفًا أن البرنامج قدم نموذجًا مهنيًا في التنظيم الذاتي للإعلام، حيث كانت الحلقة خالية من أي تدخلات أو آراء ذاتية من المذيع، وتم التركيز على تقديم وجهات نظر الخبراء والمختصين.

نموذج يدرس لطلبة كليات الإعلام 

وأشار «النحاس» إلى أن الحلقة يمكن تدريسها في كليات وأقسام الإعلام كدرس تطبيقي عن كيفية إدارة الحوارات في البرامج الحوارية بطريقة مهنية وحيادية، كما أبدى تفاؤله بأن تتبع جميع البرامج الحوارية في مصر هذا النهج المهني الذي يهدف إلى تقديم إعلام حقيقي يخدم المواطن ويواجه الشائعات. 

وأكّد أنَّ نجاح البرنامج يعود إلى خبرة الإعلامي أحمد الطاهري وحرصه على تقديم معلومات دقيقة وموثوقة، مما يسهم في تعزيز الثقة بين وسائل الإعلام والجمهور، مضيفًا أنه من الضروري أن تتبنى القنوات الفضائية هذا الأسلوب في معالجة القضايا المهمة، خاصة تلك التي تتعلق بحقوق المواطن واهتماماته.

الشركة المتحدة منصة لمناقشة قضايا الرأى العام

وأشاد أستاذ الإعلام بجامعة بنها بدور الشركة المتحدة باستضافتها مثل تلك الحوارات وإعطاء مساحة كبيرة للمناقشات حول الرأي العام عبر منصاتها، متمنيًا أنَّ تحذو البرامج الإعلامية المصرية حذو تلك البرامج في تقديم هذا المستوى من الحوارات الهادفة والبناءة، لتحقيق إعلام يسهم في تشكيل وعي المواطن ويعزز من دوره في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • «النواب والشيوخ»: قرارات «الأعلى لتنظيم الإعلام» تحقق الانضباط وتعزز الأمن القومي
  • عضو «الأعلى للإعلام»: «التنظيم الذاتي» تسهم في تحسين المصداقية ومحاربة الشائعات
  • « الأعلى لتنظيم الإعلام»: «التنظيم الذاتي» تعزيز رسالة الإعلام وتدريب العاملين على رأس التوصيات
  • «التنظيم الذاتي للإعلام».. وداعا لفوضى الـ«توك شو» (ملف خاص)
  • خبراء إعلام: الطاهري قدم نموذجا مهنيا يحتذى به.. وحلقة «الإجراءات الجنائية» نموذج يُدرس في الكليات
  • من خبراء الإعلام إلى مذيعي «التوك شو»: لا تفرضوا آرائكم على المشاهد
  • خبراء إعلام يحذرون من استغلال بعض المذيعين للبرامج لبث آرائهم: يهدد المصداقية
  • خبراء عن توصيات مبادرة «التنظيم الذاتي»: خلقت مشهدا إعلاميا منضبطا
  • خبراء يشيدون بتوصيات «التنظيم الذاتي للإعلام»: جاءت في الوقت المناسب والالتزام بها «بداية جديدة»