أكدت الإعلامية رانيا هاشم، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن مبادرة التنظيم الذاتى للإعلام التى أصدرها المجلس تُعد خطوة مهمة نحو تحسين وتطوير البيئة الإعلامية، إذ إن المبادرة تهدف إلى تعزيز المسئولية الاجتماعية والمهنية لدى المؤسسات الإعلامية من خلال وضع قواعد وضوابط يلتزم بها العاملون فى المجال، بما يساعد على تحقيق توازن بين حرية التعبير والمسئولية الاجتماعية.

وأضافت «هاشم»، فى حوارها مع «الوطن»، أن التنظيم الذاتى يضع حدوداً للآراء الذاتية لمقدمى البرامج الحوارية «التوك شو»، بما يضمن تقييد وضبط الانفلات الحادث من قِبل بعض المذيعين.

ما أبرز الإيجابيات التى تحقّقها المبادرة؟

- يمكننا أن نذكر بعض الإيجابيات المرجوة من تلك المبادرة، والتى تتمثل فى تحسين جودة المحتوى الإعلامى والارتقاء بمستوى المنظومة الإعلامية، من خلال وضع معايير أخلاقية ومهنية يمكن أن تسهم فى رفع كفاءة المحتوى المقدّم مع التأكيد على أهمية عرضه بشكل موضوعى واحترافى بعيداً عن الإثارة أو التضليل أو التهويل، إضافة إلى مكافحة الأخبار الزائفة والمضللة، فالتنظيم الذاتى يُعزّز قدرة المؤسسات الإعلامية على محاربة المعلومات المغلوطة أو الأخبار المضللة، التى قد تضر بسمعة المؤسسات بشكل عام والإعلاميين بشكل خاص، من خلال الالتزام بالتحقّق من المصادر الموثوقة لتحقيق المصداقية فى المحتوى المقدّم للجمهور، فتلك الخطوات تُعزّز الثقة بين الجمهور والإعلام، فحينما يشعر الجمهور بأن وسائل الإعلام تلتزم بمعايير مهنية واضحة وصريحة لا تتأثر بعوامل أخرى وتقدم محتوى صادقاً بمعايير مهنية، يمكن أن يؤدى ذلك إلى بناء علاقة ثقة متبادلة بين طرفى العملية الاتصالية، وهذا هو الهدف الأسمى للإعلام المهنى الهادف.

كيف يمكن للمبادرة أن تقوم بدورها فى تنظيم المشهد الإعلامى؟

- تستطيع المبادرة أن تنظم المشهد الإعلامى عن طريق دعم التنوع الإعلامى والتشجيع على تعدّد الآراء والمواقف الإعلامية، مع ضرورة التأكيد على التزامها بالمعايير الأخلاقية والمهنية التى تحفظ للعمل الإعلامى سمته الأساسية، وهى الموضوعية، كما يمكن للمبادرة أن تحمى الصحفيين والمؤسسات الإعلامية من خلال وضع قواعد واضحة ومعايير ثابتة لحماية العاملين فى المجال الإعلامى من الضغوط الخارجية أو التهديدات العدوانية أو الاتهامات غير المبرّرة من قِبل بعض الأطراف.

ما العامل الأساسى لنجاح مبادرة التنظيم الإعلامى؟

- نجاح المبادرة يعتمد بشكل كبير على التزام جميع الأطراف بها، وتوفير آليات رقابة ومتابعة فعّالة لضمان تطبيقها على أرض الواقع، فالمبادرة ذاتية، بما يعنى أن الرقابة على المحتوى تكون من الأفراد أنفسهم، بالحكم على صحة المحتوى من عدمها، إذ يُعتبر الإعلامى هو الرقيب على ما ينشره من معلومات وأفكار.

إصدار قانون حرية تداول المعلومات ضمن توصيات المجلس، ما أهمية ذلك، وما أبرز الأسباب لتفعيل القانون؟

- إصدار قانون حرية تداول المعلومات أمر يهم جميع المواطنين وليس الإعلام فقط، كما أنه يُعد خطوة أساسية لتعزيز الشفافية والحكم الرشيد، وهو أداة لتمكين المواطنين من الوصول إلى المصادر الموثوقة والمعلومات العامة، مما يسهم فى مكافحة الفساد وتعزيز المشاركة المجتمعية من قِبل الأفراد، وهناك عدة أسباب لتنشيط وتفعيل القانون فى الوقت الحالى، منها تعزيز الشفافية، حيث يتيح القانون لجميع المواطنين إمكانية الاطلاع على جميع المعلومات، بما فى ذلك الحكومية منها، مما يجعل مؤسسات الدولة أكثر انفتاحاً وخضوعاً للمساءلة القانونية حال التقصير، إضافة إلى الدور الكبير للقانون فى مكافحة الفساد من خلال وصول المواطنين إلى المعلومات والمصادر، بما يساعد فى كشف أى ممارسات غير قانونية أو فساد محتمَل، ومكافحته بكل الطرق والأساليب، إضافة إلى أن القانون يساعد بشكل كبير على تشجيع المشاركة المدنية، ويتيح للمجتمع الاطلاع على السياسات والمشروعات الحكومية، والمشاركة فى اتخاذ وصنع القرارات، كما يُعد إصدار القانون وسيلة قوية وفعّالة لدعم الصحافة والإعلام من خلال مساعدة الصحفيين والإعلاميين فى الوصول إلى المعلومات الدقيقة والموثوقة من مصادرها الخاصة، مما يُعزّز العمل الصحفى المستقل.

أوصى المجلس بحظر نشر بعض المعلومات ضمن قانون حرية تداول المعلومات، ما طبيعة تلك المواد المحظور نشرها؟

- رغم أن قانون حرية تداول المعلومات يسمح لجميع الأفراد بالوصول إلى الكثير والكثير من المعلومات، إلا أن هناك بعض القيود على المعلومات التى لا يجوز نشرها إطلاقاً، أبرزها المعلومات المتعلقة بالأمن القومى، التى يمكن تعريفها على أنها أى معلومات قد تُشكل تهديداً لأمن الدولة أو سلامة المواطنين، وبجانب ذلك أيضاً هناك المعلومات الخاصة بالتحقيقات القضائية، التى يحظر فيها نشر أى تفاصيل تتعلق بالقضايا الجارية أمام المحاكم أو التحقيقات التى لم تصدر بشأنها أحكام نهائية، كما أن القانون يحظر تداول أى معلومات شخصية قد تنتهك خصوصية الأفراد دون موافقتهم، تلك المعلومات يحظر القانون نشرها للضرر الكبير الناتج عنها، كالمعلومات التى تضر بالعلاقات الدبلوماسية، التى قد تؤثر سلباً على العلاقات بين الدول، وما ذكرناه من قيود وُضع لضمان أن حرية الوصول إلى المعلومات لا تضر بالمصالح العليا للدولة أو الأفراد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تنظيم الإعلام الأعلى للإعلام الإعلام المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام قانون حریة تداول المعلومات من خلال

إقرأ أيضاً:

“ ثابت ” يكشف عن خطورة الشائعات على الأمن القومي خلال حملة "أتحقق قبل ما تصدق" بإعلام الفيوم

‎واصل مركز النيل للإعلام بالفيوم التابع لقطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للإستعلامات، فعاليات الحملة الإعلامية والتى تحمل شعار " اتحقق. قبل ما تصدق "والتى أطلقها قطاع الإعلام الداخلى، تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع، وذلك للتصدى للشائعات والحملات التى تستهدف زعزعة الأمن القومى وزعزعة الثقة فى المؤسسات الوطنية والتشكيك فى الانجازات القومية والتى يتم  تنفيذها من خلال مراكز النيل والإعلام على مستوى الجمهورية  

حيث نظم المركز ندوة اليوم الاثنين 20/1/2025  بعنوان " الشائعات فى عصر الإعلام الرقمى " بمشاركة عدد كبير ممثلا للجهات التنفيذية والأهلية وعدد من الإعلاميين وممثلى بعض الكيانات الشبابية بالفيوم وذلك بقاعة المؤتمرات بالمركز.

بحضور الدكتورة آمال جمعة عميد كلية التربية جامعة الفيوم، الدكتور مصطفى ثابت رئيس تحرير موقع الفجر، الأستاذ بكلية الحاسبات جامعة الفيوم، الشيخ  محسن السيد من إدارة أوقاف الفيوم، الشيخ طه عبد الله من إدارة أوقاف الفيوم،  وبحضور فريق مركز النيل محمد هاشم مدير المركز، حنان حمدى مدير برامج مركز النيل.

 

بدأت الندوة بكلمات افتتاحية لكل من محمد هاشم، وحنان حمدى، لتوضيح أهمية الحملة الاعلامية التى ينفذها قطاع الإعلام الداخلى والتى تستهدف التصدى للشائعات والحملات تستهدف زعزعة  الأمن القومى فى ظل التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة التى تستوجب توحيد الجهود الداخلية وتعزيز التماسك المجتمعى لمواجهة تلك التحديات والتأكيد على ضرورة التحرى وعدم تصديق كل ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى  والمنصات الالكترونية وضرورة الحصول على المعلومة من مصادرها الرسمية الموثوقة والتأكيد على ضرورة الوعى لمواجهة الشائعات والحملات الإلكترونية المغرضة    وفى كلمته أشار الدكتور مصطفى ثابت   إلى  مفهوم الاعلام الرقمى الجديد والذى يقوم على تدفق المعلومات عبر شبكة الانترنت والهواتف المحمولة، مؤكدا أن ثورة تكنولوجيا الاتصالات أفرزت نمطا اعلاميا جديدا يختلف فى مفهومه وسماته وخصائصه ووسائله عن الأنماط الاعلامية التقليدية وتابع أن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعى وقنوات البث المباشر والتى لها قدرة تأثيرية وتفاعلية كبيرة فرضت  السيطرة من حيث الانتشار لما تملكه من قدرات ومقومات تمكنها من الوصول للجميع.


وفى كلمته أشار الدكتور مصطفى ثابت إلى مفهوم الإعلام الرقمى الجديد والذى يقوم على تدفق المعلومات عبر شبكة الانترنت والهواتف المحمولة، مؤكدا أن ثورة تكنولوجيا الاتصالات أفرزت نمطا اعلاميا جديدا يختلف فى مفهومه وسماته وخصائصه ووسائله عن الأنماط الاعلامية التقليدية وتابع أن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعى وقنوات البث المباشر والتى لها قدرة تأثيرية وتفاعلية كبيرة فرضت  السيطرة من حيث الانتشار لما تملكه من قدرات ومقومات تمكنها من الوصول للجميع.

 

وأشار إلى أن خصائص الإعلام الرقمى ووسائل التواصل الاجتماعى هي أحد اهم اشكال هذا النمط من الاعلام حيث إن خصائصة تعتمد علي  تنوع المحتوى وسهولة الوصول اليه فهو، اعلام مفتوح يقلص السيطرة علية، تكاليفه غير مرتفعة،يتمتع بالاستقلالية كما إنه يتميز بالتفاعلية. 

 

كما شدد" ثابت " على خطورة الشائعات على الأمن القومى وكيف أن الاعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعى تعد أخطر آليات نشر الشائعات التى يجب التصدى لها من خلال رفع الوعى والبحث الدائم عن المعلومات الصحيحة من مصادرها والتحرى قبل نشر أى معلومة.


و أكدت الدكتور امال جمعة على أهمية الوعى مشيرة إلى أن الوعى يشترط وجود ثلاث عناصر هى المعرفة، الوجدان  والسلوك مؤكدة على ضرورة التسلح بالمعرفة والعمل على رفع الوعى المجتمعى، والتأكيد على دور الافراد ومؤسسات المجتمع المدنى وتضافر كافة الجهود الأهلية والحكومية للتصدى للشائعات ومحاولات النيل من وحدة وتماسك المجتمع والتصدى للفكر الهدام، مؤكدة على ضرورة بث الطاقة الايجابية والتفكير الايجابى والبعد عن السلبية؛ كاحد آليات مواجهة الشائعات كما شددت على ضرورة الاستخدام الجيد لوسائل التواصل الاجتماعى وعدم مشاركة منشورات مجهولة المصدر وتناولت بالشرح والتوضيح مفهوم الشائعات وتأثيراتها النفسية والاجتماعية لافتة إلى أن الشائعات هى أحد أهم الحروب النفسية التى تستهدف التأثير على المجتمعات والتشكيك فى رموزه سواء الدينية أو الوطنية ودعت الحضور بضرورة العمل على رفع الوعى كل فى موقعه ومحيطه.


ومن جهته تناول الشيخ محسن السيد مفهوم الشائعات من الجانب الدينى وتأثير الشائعة على المجتمع واستعرض لأهم الشائعات فى التاريخ الاسلامى ومنها حادثة الافك والتى افتعلها المنافقون فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم ولكنها دحضت بآيات من سورة النور.

 

وأشار إلى أن قضية الشائعات حاربها الاسلام وحذر منها كما جاء فى قوله سبحانه وتعالى " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا " وفى قراءة أخرى " فتثبتوا"  وذلك لما للشائعات من اثار فى أحداث الفتنة والوقيعة داخل المجتمعات مؤكدا على ضرورة التحرى وعدم الانسياق وراء بعض الشائعات المغرضة التى تستهدف وحدة الصف مشددا فى ذلك على أهمية الوعى قائلا '"الوعى قبل السعى ".

واختتم اللقاء بتوصيات الحضور والضيوف بضرورة تضافر الجهود المجتمعية والحكومية لدحض ومحاربة الشائعات وتوفير المعلومات الصحيحة الموثوقة بصورة سريعة عبر الوسائل الرسمية المعتمدة والتأكيد على ضرورة التماسك والاصطفاف الوطنى للحفاظ على أمن واستقرار الوطن

مقالات مشابهة

  • ترامب يوقع أمرًا تنفيذيًا لدعم حرية التعبير وإزالة القيود الرقابية
  • الأعلى للإعلام يبحث التعاون مع رئيس جهاز حماية المستهلك لوقف الإعلانات المضللة
  • “ ثابت ” يكشف عن خطورة الشائعات على الأمن القومي خلال حملة "أتحقق قبل ما تصدق" بإعلام الفيوم
  • الأعلى للإعلام وهيئة الدواء المصرية يتفقان على قرار بوقف إذاعة إعلانات الأدوية
  • «الأعلى للإعلام» و«الدواء المصرية»: إعلانات الأدوية لن تنشر أو تذاع إلا بموافقتنا
  • “الأعلى للإعلام” يستقبل رئيس هيئة الدواء المصرية.. وقرارات جديدة خلال الفترة المقبلة
  • بعد تصريحات الأعلى للإعلام.. 50 ألف جنيه غرامة الإعلانات المضللة والخادعة
  • الأعلى للإعلام يبحث مع حماية المستهلك مواجهة الإعلانات المضللة والخادعة
  • “الأعلى للإعلام” يبحث مع “حماية المستهلك” سُبل التعاون المشترك لمواجهة الإعلانات المضللة
  • « كيفية مواجهة الشائعات».. ندوة توعوية لإعلام السويس