على مدى أسبوعين، يشاهد الفلسطينيون الجرافات العسكرية الإسرائيلية تجتاح وتُدمر ميلاً بعد ميل شوارعهم وأزقتهم، بينما مياه الصرف الصحي تتسرب وتغمر المناطق السكنية.

وقال أهالي طولكرم وجنين، المدينتان بالضفة الغربية اللتان كانتا محور الغارات العسكرية الأخيرة لإسرائيل، إنهم لم يشهدوا من قبل هذا الحجم من الدمار.

Israel's criminality knows no limits. IDF bulldozers have been obliterating the West Bank, even tearing up round-abouts. “We watched their bulldozers tear up streets, demolish businesses, pharmacies, schools. They even bulldozed the town soccer field, and a tree in the middle of… pic.twitter.com/3zUHxl7l3H

— Malini Ranganathan (@maliniranga) September 25, 2024 الهجوم الأعنف

وتدعم الأدلة المرئية التي حللتها صحيفة "نيويورك تايمز" روايات السكان حول الأضرار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية الأخيرة. وتظهر مقاطع الفيديو التي تم تصويرها في طولكرم وجنين جرافات تدمر البنية التحتية، بينما الجنود الإسرائيليون يعيقون العمال المحليين.

"شاهدنا جرافاتهم تدمر الشوارع وتهدم الشركات والصيدليات والمدارس"، هكذا قال كمال أبو الرب، محافظ جنين شمال الضفة الغربية، مضيفاً: "هدموا ملعب كرة القدم في البلدة، وشجرة في منتصف الطريق.. ما الهدف من كل هذا؟".

في أواخر أغسطس (آب)، شن الجيش الإسرائيلي واحدة من أكثر غاراته عنفاً في الضفة الغربية منذ سنوات، وهو تصعيد أصح شبه يومي منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

ووصفت إسرائيل العمليات بأنها جهود لمكافحة الإرهاب تهدف إلى استئصال حماس وغيرها من المسلحين الذين كثفوا هجماتهم ضد الإسرائيليين، وقال الجيش إنه عثر على مخزونات من الأسلحة في عملياته الأخيرة في شمال الضفة الغربية وقتل 23 متشدداً واعتقل 45 آخرين، وذكر التقرير أن جندياً إسرائيلياً قُتل في جنين.

ورداً على قائمة مفصلة من الأسئلة من الصحيفة، قال الجيش الإسرائيلي إنه يعمل وفقاً للقانون الدولي و"يتخذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إتلاف البنية التحتية الأساسية".

وأضاف أن "على المهندسين العسكريين القيام بمثل هذه العمليات لإزالة الألغام من الطرق أو تدمير مخازن الأسلحة المخبأة في الممتلكات الخاصة".

Tulkaram | West Bank ????

A huge explosion in Tulkarm camp due to the ongoing aggression. pic.twitter.com/DBd99WI8Fz

— West Bank Observer (@observrwestbank) September 12, 2024 "مناطق كوارث"

لكنه اعترف بأن هذه "العمليات في المنطقة تسببت في ضرر لا مفر منه لبعض الهياكل المدنية".

وقد اعتاد سكان جنين وطولكرم، منذ فترة طويلة على شن غارات ليلية مستهدفة. لكن كثيرين ممن تحدثوا للصحيفة؛ قالوا إن الغارات التي استمرت 9 أيام في جنين وحتى لفترة أطول في طولكرم تجاوزت بكثير، مشيرين إلى أن مدى الطرق والبنية التحتية المتضررة تجاوز أي اعتداءات سابقة.

وقال مسؤولون إن العديد من المناطق أعلنت "مناطق كوارث"، لأن العديد من المباني تعرضت للقصف أو التفجير لدرجة أنها هددت استقرار الحي المدينة بالكامل. وانتشرت التوغلات التي كانت تركز أكثر على مخيمات اللاجئين في البلدات بشكل أعمق في أجزاء أخرى من المدينة.

كما تتبعت جماعات حقوقية استخدام القوات الإسرائيلية المكثف للغارات الجوية في الضفة الغربية، والتي تقول إنها تنتهك القانون الدولي.

وقال شوان جبارين، مدير مؤسسة "الحق"، وهي منظمة حقوقية مقرها في الضفة الغربية: "إنهم يفرضون شروطاً تجعل الناس يشعرون بأن منطقتهم ستتحول إلى غزة جديدة.. هناك شعور بين الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة بأن ما هو قادم سيء للغاية".

وبدأت أحدث العمليات في وقت مبكر من يوم 28 أغسطس (آب) عندما استيقظ سكان طولكرم وجنين على الجرافات العسكرية الإسرائيلية التي تدمر الشوارع بحفر أنابيب المياه والصرف الصحي التالفة، حيث أظهرت مقاطع فيديو تدفق المياه في أحد الشوارع نتيجة لذلك.

An Israeli bulldozer razed streets and infrastructure whilst raiding tulkaram refugee camp.????#FreePalestine pic.twitter.com/nUtXO0eZVF

— ????????ليلى (@Lailafatimeh) May 14, 2024 دمار البنى التحتية

وعلى مدى أشهر، دمرت الغارات الإسرائيلية الطرق والبنية التحتية الأخرى التي قال المسؤولون المحليون إنهم قاموا بإصلاحها مراراً وتكراراً، فقط لرؤية عملهم ينهار مرة أخرى في الهجوم التالي.

قدر مهند مطر، رئيس العلاقات العامة لبلدية طولكرم، أنه في العمليات الأخيرة وحدها، تم تدمير أكثر من 90 % من خطوط المياه والصرف الصحي.

وفي جنين، تضررت أو دمرت نحو 70 % من الطرق بسبب الغارات الأخيرة، وفقاً لرئيس البلدية نضال العبيدي.

كما تم إغلاق خطوط الإنترنت والكهرباء والهاتف في بعض المناطق، وقطع خطوط الصرف الصحي والمياه، مما ترك حوالي 80% من جنين بدون مياه جارية، كما قال مسؤولون محليون، بما في ذلك المستشفى الرئيسي.

⚡️???? Kyriat Shmona and various areas in Western Galilee a few moments ago - burning from Hezbollah's fire from #Lebanon pic.twitter.com/dyuxtBKEq0

— Middle East Observer (@ME_Observer_) June 3, 2024

وقال مطر: "المشكلة في محاولة حساب التكاليف هي أنها لا تتوقف.. إنها سلسلة لا تنتهي من الغارات والدمار".

كما حرثت الجرافات الإسرائيلية المناطق التجارية، وأظهرت مقاطع الفيديو حفر الشوارع في ساحة السينما، في قلب الحي التجاري في جنين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن خطر إخفاء المسلحين للمتفجرات يستلزم استخدام "أدوات هندسية عند دخول المناطق التي تعمل فيها المنظمات الإرهابية، من أجل الكشف عن المحاور التي زرعت فيها العبوات الناسفة، وإزالة الخطر الذي ينشأ عن استخدام المنظمات للمباني المدنية".

We must resist the injustice of West Bank occupation https://t.co/eua4gAEtAg

— The Observer (@ObserverUK) September 22, 2024 استهداف المحال التجارية

وسلط السكان الضوء على هذه الجهود كأمثلة على الدمار الذي لا داعي له وأصر أصحاب الأعمال المحليون الذين تحدثوا إلى الصحيفة على أن هذه المنطقة ليس لها صلات بالمسلحين في المدينة.

رامي كميل، 35 عاماً، وهو صاحب مركز رامي، ويطل على الساحة، قال إن متجره تضرر في 10 غارات إسرائيلية منذ أكتوبر (تشرين الأول)، وكلفته ما يصل إلى 20000 دولار في الإصلاحات في كل مرة.

ومثل أصحاب المتاجر الآخرين، توقف عن استبدال بعض ألواح النوافذ وعلامات المتاجر، وقال: "لم تكن هناك طريقة لمواكبة التكلفة لا أدري ماذا أفعل".

“The most that will happen is that soldiers will be disciplined, but there will be no real investigation and no real prosecution.”

In an act of desecration, Israeli soldiers pushed three apparently lifeless bodies from roofs during a #WestBank raid: https://t.co/nYZ4qfUQJo pic.twitter.com/posCrPRB6n

— Mark Kersten (@MarkKersten) September 20, 2024

وأصر كميل على أن هذا النوع من الدمار كان يهدف إلى إيذاء المجتمع والحياة اليومية في الضفة الغربية.

من جهته، قال صاحب محل المجوهرات الذي تم هدمه بالجرافات في أحد مقاطع الفيديو إن جميع علب العرض الخاصة به قد سحقت عندما تم تدمير الواجهة، وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته خوفاً على سلامته قائلاً: "أعتقد أننا فقدنا كل شيء".

وقال رئيس فرع الهلال الأحمر في جنين محمود السعدي، إن طلبات المساعدة زادت بشكل كبير خلال المداهمات الأخيرة. وقال إن فرقه فشلت في الرد على 500 إلى 600 مكالمة يومياً لأنهم ببساطة لم يتمكنوا من الوصول إليهم.

وقال مسعفون ومسؤولون بلديون إن الزيادة المفاجئة في المكالمات لم تكن مرتبطة فقط بالقتال، بل أيضاً بالجنود الذين يطوقون المستشفيات.

عقاب جماعي

وأظهر أحد مقاطع الفيديو جنوداً إسرائيليين يتفقدون سيارة إسعاف في جنين، وقال الجيش الإسرائيلي، رداً على الصحيفة، إنه "لا ينوي إيذاء العاملين في المجال الطبي. ومع ذلك، في العديد من الحالات، نفذ الإرهابيون هجمات إرهابية عن طريق استغلال سيارات الإسعاف والمؤسسات الطبية".

#BREAKING The Israeli occupation army is carrying out a large-scale terror attack in Jenin. Ambulances transporting patients are being stopped and searched, roads are being destroyed, and incendiary bombs are being thrown at homes in several areas. pic.twitter.com/1So1ZuZcRI

— Gaza Notifications (@gazanotice) September 25, 2024

وقال السعدي إن بعض فرقه أجبرت على الانتظار لفترات طويلة، مما يعرض حياة بعض المرضى للخطر.

ومع صعوبة عمليات الإجلاء، قال العديد من المتطوعين إنهم وضعوا مجموعات إسعافات أولية لعلاج الناس في منازلهم، وفي الحالات التي لا تستطيع فيها سيارات الطوارئ الوصول إلى الناس، كما قال بعض مسؤولي الهلال الأحمر، تقوم الفرق أحياناً بتوجيه الناس من خلال العلاج عبر الهاتف حتى يتمكن أحدهم من ذلك.

وقال ليث حسن، 25 عاماً، وهو متطوع في الهلال الأحمر في طولكرم، إن ما يحدث "عقاب جماعي.. لا أعرف ماذا يمكن أن نسميه غير ذلك".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الصحيفة فترات طويلة فلسطين إسرائيل الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة مقاطع الفیدیو قال الجیش العدید من pic twitter com فی جنین

إقرأ أيضاً:

مناطق ج قلب الضفة الغربية الذي تخنقه إسرائيل

مناطق "ج" هي أكبر مناطق الضفة الغربية في فلسطين، وظلت لسنوات مطمع أقصى اليمين الإسرائيلي. تشكلت مناطق "ج" وفق التقسيم الذي أفرزته اتفاقية أوسلو الثانية عام 1995، وتمثل 61% من مجموع أراضي الضفة.

تسيطر السلطات الإسرائيلية على الإدارة المدنية والأمنية في مناطق "ج"، الأمر الذي مكنها من استغلال المنطقة من أجل التوسع في مشاريعها الاستيطانية، والتضييق على التجمعات السكانية الفلسطينية.

تعمل إسرائيل على تقويض الظروف المعيشية للفلسطينيين داخل مناطق "ج" عبر منعهم من استغلال الأرض ومواردها، وحرمانهم من تراخيص البناء وعدم تمكينهم من إصلاح وترميم مساكنهم.

كما تخضع تنقلاتهم لنظام معقد من التصاريح والإجراءات الإدارية التي تقيد حركتهم، بفعل امتداد الجدار الفاصل والحواجز العسكرية والمتاريس المنتشرة على الطرق في كل مكان.

في ظل هذه الإجراءات المشددة، يعيش الفلسطينيون في مناطق "ج" حياة قاسية، إذ يحرمون من أبسط الحقوق، ويتعرضون لملاحقات متواصلة من قبل الاحتلال، الذي يفسح المجال بلا قيود للتوسع الاستيطاني.

الموقع

تقع مناطق "ج" في قلب الضفة الغربية وسط فلسطين، بالقرب من المسطح المائي الذي يشمل كلا من البحر الميت ونهر الأردن وبحيرة طبريا، وتمثل هذه المناطق حوالي 61% من المساحة الإجمالية للضفة الغربية، وتشمل أراضي متفرقة، يقع الجزء الأكبر منها في حدود المجالس المحلية والإقليمية للمستوطنات، وتمثل 70% من مجموع أراضي المنطقة.

إعلان

يحدها الأردن من الناحية الشرقية، بينما يحيط بها جدار إسمنتي يبلغ طوله 713 كيلومترا من باقي الجهات، وهو الجدار الذي تسميه إسرائيل "جدار منع العمليات الإرهابية"، وتطلق عليه الحكومة الفلسطينية "جدار الضم والتوسع"، وقد شرعت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون ببنائه في 23 يونيو/حزيران 2002، على امتداد خط الهدنة لسنة 1949.

السكان

يبلغ عدد الفلسطينيين في مناطق "ج" نحو 354 ألفا، وفق تقديرات فلسطينية عام 2023، وهو ما يمثل 10% من الفلسطينيين في الضفة الغربية كلها، ويعيش ما يقارب 90% الآخرون في المناطق أ والمناطق ب.

إلى جانب الفلسطينيين، تضم مناطق "ج" -باستثناء القدس الشرقية– حوالي 386 ألفا من المستوطنين الإسرائيليين إلى حدود عام 2019.

تتولى ما تعرف في إسرائيل بـ"إدارة منطقة يهودا والسامرة" إدارة شؤون المستوطنين اليهود في مناطق "ج"، بينما يتم تدبير شؤون السكان الفلسطينيين من قبل المنسق الإسرائيلي للأنشطة الحكومية في تلك المناطق.

وفق تقرير صادر عن المجلس النرويجي للاجئين في مايو/أيار 2020، تمنع أنظمة التخطيط والتقسيم الإسرائيلية الفلسطينيين من البناء في حوالي 70% من مساحة مناطق "ج" (المناطق التي تدخل في حدود المجالس الإقليمية للمستوطنات)، في الوقت الذي تجعل فيه الحصول على تصاريح البناء في 30% المتبقية شبه مستحيل.

المجمعات السكنية الفلسطينية الواقعة في مناطق "ج" لا تتصل بشبكة المياه، مما يدفع السكان إلى اقتناء المياه المنقولة بالصهاريج، كما أن عمليات الهدم والطرد وحرمان الفلسطينيين من حقهم في السكن، تزيد من وطأة الفقر وقساوة الظروف المعيشية، وهو ما يجعلهم عرضة للتهجير.

التاريخ

ظهرت مناطق "ج" نتيجة لما يعرف بـ"اتفاقية طابا"، وهي اتفاقية مرحلية أبرمتها منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل بشأن إدارة الحكم في الضفة الغربية وقطاع غزة، جرت مباحثاتها في طابا بمصر ووقعت رسميا في واشنطن يوم 28 سبتمبر/أيلول 1995، واشتهرت بـ"اتفاقية أوسلو 2″ لكونها أحد ملحقاتها التفصيلية المهمة.

إعلان

قضى هذا الاتفاق بتقسيم الأراضي الفلسطينية إلى ثلاث مناطق مميزة في الضفة الغربية وهي المناطق (أ) و(ب) و(ج)، وهي مناطق تفصل بينها حواجز ومستوطنات ومعسكرات لجيش الاحتلال، ولكل منطقة ترتيبات وسلطات أمنية وإدارية مختلفة عن الأخرى.

تخضع المناطق "أ" للسيطرة الفلسطينية بالكامل، وتمثل حوالي 21% من مساحة الضفة الغربية، وتتشكل من مناطق حضرية بشكل أساسي (مدن وبلدات؛ كالخليل، ورام الله، ونابلس، وطولكرم، وقلقيلية)، تكون فيها صلاحية حفظ الأمن الداخلي للفلسطينيين عبر انتشار دوريات تابعة لشرطة السلطة الفلسطينية في الشوارع.

في حين تخضع المناطق "ب"، التي تشكل ما يقارب من 18% من أراضي الضفة، لتدبير مدني فلسطيني وسيطرة أمنية إسرائيلية، وتتكون من ضواحي المدن والقرى المتاخمة للمراكز الحضرية الواقعة في المناطق "أ".

أما المناطق "ج" فتمثل 61% من مساحة الضفة الغربية، وتقع تحت السيطرة الكاملة للجيش الإسرائيلي، وتشمل المستوطنات والطرق والمناطق الإستراتيجية.

وكان من المفترض -وفق ما نصت عليه اتفاقية أوسلو 2- أن يستمر هذا التقسيم خمس سنوات فقط، تمهيدا لإنشاء الدولة الفلسطينية بضم أراضي المنطقتين "ب" و"ج" لأراضي المناطق "أ"، غير أنه لا شيء من ذلك تحقق على أرض الواقع، بل بسط الاحتلال الإسرائيلي سيطرته الأمنية على المناطق "أ" مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000.

موارد طبيعية في خدمة الاحتلال

تتميز مناطق "ج" بكونها من أغنى المناطق الفلسطينية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك مصادر المياه والمحميات الطبيعية، إذ تحتوي على معظم المراعي والأراضي الزراعية، إضافة إلى بعض الأماكن الأثرية.

تزخر مناطق "ج" بإمكانات كبيرة للتنمية الحضرية والنهضة الزراعية في الضفة الغربية، واستغلالها يمكن أن يساهم في تطوير الاقتصاد الفلسطيني وإنعاشه، إلا أن سياسات الاحتلال تمعن في حرمان الفلسطينيين من الاستفادة من هذه الموارد.

إعلان

تسيطر السلطات الإسرائيلية على مقومات الحياة الأساسية، وتستحوذ على حوالي 80٪ من مصادر المياه في الضفة الغربية، مما يحرم معظم الفلسطينيين في مناطق "ج" من الاتصال بشبكات المياه، كما أنها تعمل باستمرار على تقليص مساحات الأراضي الزراعية وتطويق المزارعين الفلسطينيين بـ"دواع أمنية".

في المقابل تشهد مناطق الأغوار والجزء الشمالي من البحر الميت تركيزا استيطانيا كثيفا، وتعمل السلطات الإسرائيلية على تيسير كل سبل استفادة المستوطنين من هذه الأراضي، التي تعد أخصب أراضي الضفة الغربية وأغناها بالمصادر المائية.

سياسة الهدم والتهجير

تمعن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في بسط سيطرتها على المناطق "ج" من خلال سن تشريعات واعتماد سياسات تهدف إلى ضمها والسيطرة عليها. فقد شهدت تلك المناطق في الفترة الممتدة ما بين 2010 و2025 سياسة مكثفة لهدم المنشآت وتهجير السكان.

وتركزت عمليات الهدم الإسرائيلية على مدى 15 عاما أساسا في مناطق "ج"، وإن اتسعت في عامي 2023 و2024 لتشمل مناطق "أ" و"ب".

ووفقا لتقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، للفترة بين 1 يناير/كانون الثاني 2010 و1 يناير/كانون الثاني 2025، فإن الاحتلال الإسرائيلي هدم نحو 8 آلاف و765 منشأة فلسطينية في مناطق "ج"، أغلبها بذريعة البناء دون ترخيص، منها 3107 منشآت زراعية و2025 مسكنا مأهولا ونحو 700 مسكن غير مأهول.

وتسببت عمليات الهدم في مناطق "ج" في تهجير قرابة 10 آلاف فلسطيني، وتضرر نحو 192 ألفا و548 آخرين، وفق الأمم المتحدة.

ووفق المعطيات ذاتها فقد طالت عمليات الهدم 400 منشأة في خربة طانا شرق نابلس، و211 منشأة في خربة حَمصة، و200 منشأة في تجمع أبو العجاج في الجِفتلك، و154 في خربة الرأس الأحمر، و148 في تجمع فصايل الوسطى، وجميعها في الأغوار.

كما شملت عمليات الهدم 146 منشأة في محافظة الخليل جنوبي الضفة، و142 في بلدة عناتا شمال شرق القدس، وتوزعت باقي المنشآت على باقي محافظات الضفة.

إعلان

وإجمالا طال الهدم 2197 منشأة في جميع مناطق الضفة (أ، ب، ج) منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى 1 يناير/كانون الثاني 2025، تسببت عمليات الهدم في تهجير 5 آلاف و371 فلسطينيا، وتضرر نحو 535 ألفا آخرون.

وتركزت عمليات الهدم خارج مناطق "ج" في مخيم طولكرم وطالت 203 منشآت، ثم مخيم نور شمس وطالت 174 منشأة، يليه مخيم جنين وطالت 144 منشأة، وتوزعت باقي العمليات على باقي محافظات الضفة.

وفق تقارير الأمم المتحدة، فإن "معظم المباني التي يتم هدمها في الضفة الغربية يتم استهدافها بسبب عدم حصولها على تصاريح بناء صادرة عن الاحتلال، والتي يكاد يكون من المستحيل على الفلسطينيين الحصول عليها بموجب قوانين وسياسات التخطيط والتصاريح التمييزية الإسرائيلية".

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يواصل انتهاكاته في الضفة الغربية.. إخلاء منازل واعتقال 30 فلسطينيًا
  • تسجيل وفيّات عديدة.. عواصف مدمّرة تجتاح أمريكا (فيديو)
  • الاحتلال يحرق منزلا وينذر عائلات بالإخلاء في جنين ويهدم 17 منزلا بطولكرم
  • الاحتلال يهدم منازل في الضفة والمقاومة تستهدف قواته جنوبي جنين
  • القمة العربية تطالب بوقف الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • شهيدان في جنين والاحتلال يشدد حصاره على نابلس
  • القسام تعلن استشهاد أحد قادتها في الضفة الغربية
  • لوموند: دعوات لمقاطعة المنتجات الأميركية تجتاح شمال أوروبا
  • مناطق ج قلب الضفة الغربية الذي تخنقه إسرائيل
  • قوات الاحتلال تواصل عدوانها على مدينة جنين ومخيمها