NYT: العالم يحتاج إلى مقياس عالمي جديد لمكافحة الفقر
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه بات من الضرورة تحديث مقاييس الفقر العالمية، وفقا لما يشهده العالم من متغيرات، مؤكدة أن خط الفقر العالمي الحالي غير واقعي.
وأشارت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، أنه حتى وقت قريب نسبيا، كانت غالبية البشر تعيش في ما يمكن اعتباره اليوم فقرا مدقعا. وكان حوالي ثلاثة أرباع سكان العالم يعيشون في هذا الفقر المدقع منذ قرنين فقط، لكن الأمور تغيرت تماما في الوقت حالي.
ويقول الباحث في مجال التنمية ميخائيل مواتسوس، الذي أعد تقريرا في هذا الشأن، بأن معظم الناس في الماضي "لم يكن بإمكانهم توفير مكان صغير للعيش، أو طعام يقيهم من سوء التغذية، أو حتى الحد الأدنى من التدفئة".
لقد كان الجوع منتشرا بشكل واسع في مختلف أنحاء العالم، وفي معظم فترات التاريخ البشري، كان ما يقارب نصف الأطفال يموتون قبل الوصول إلى مرحلة البلوغ. أما اليوم، تغيرت هذه الصورة بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت العديد من الدول بشكل كبير الفقر المدقع الذي كان سائدا في الماضي.
وشددت الصحيفة على أن الفقر لا يزال حقيقة قائمة وليس مجرد تاريخ، فالناس في جميع أنحاء العالم ما زالوا يكافحون لتوفير السكن والتدفئة والنقل والطعام الصحي لهم ولعائلاتهم. ولمواصلة السير في الاتجاه الصحيح، يجب إعادة تعريف الفقر العالمي من خلال إيجاد طريقة أفضل لقياسه.
خط فقر جديد عند 30 دولارا
وتابعت الصحيفة أن رؤساء دول العالم يجتمعون هذا الأسبوع في نيويورك لحضور الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، والهدف الذي يتصدر جدول أعمال التنمية المستدامة للأمم المتحدة وهو "القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان". ومع تعهد جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والبالغ عددها 193 دولة، بتحقيق الأهداف الإنمائية بحلول سنة 2030، ينبغي أن نتوقع أن نسمع إلى أين وصل العالم في هذا الجهد الحاسم. لكن ما سنسمعه - هذه السنة، كما هو الحال في كل سنة - هو إجابة غير مكتملة.
ويعد الخط الحالي الذي تستخدمه الأمم المتحدة لقياس الفقر العالمي منخفضا للغاية، فهو يخبرنا عن عدد الأشخاص الذين يعيشون على أقل من 2.15 دولار يوميا. ويكشف هذا الخط المنخفض عن أن عددا كبيرا من الناس لا يزالون يعيشون في فقر مدقع. فعلى سبيل المثال، يعيش 73 بالمائة من سكان موزمبيق في فقر مدقع، بينما تصل النسبة في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى 75 بالمائة.
واعتبرت الصحيفة أن دراسة خط الفقر وحدها لا تكفي للقضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان. فقد حاول علماء الاقتصاد تقديم بدائل، إلا أن هذه البدائل قد لا تفي بالغرض. فعلى سبيل المثال، يهدف أحد أطر العمل المستخدمة على نطاق واسع والتي يستشهد بها كثيرا، والمعروفة باسم "اقتصاديات الكعكة"، إلى تحديد "مساحة آمنة وعادلة للبشرية لتزدهر فيها" وتقييم ما إذا كان الناس يحصلون على ما يحتاجونه من أجل "حياة كريمة وفرص". ومع ذلك، فإن خط الفقر الذي يعتمده هذا المقياس لا يختلف كثيرا عن مقياس الأمم المتحدة للفقر المدقع، حيث يفترض أن 3.10 دولار يوميا تمنح الناس فرصة لعيش حياة كريمة.
وقالت إن الدخل البالغ 3.10 دولار في اليوم يعادل فقط 93 دولارا في الشهر، أو 1131 دولارا في السنة، ومن النادر أن يعتبر أي شخص نفسه قادرا على العيش بهذا الدخل، في عالم يكافح فيه المليارات من الناس من أجل دفع ثمن الضروريات الأساسية: فهناك ثلاثة مليارات شخص لا يستطيعون تحمل تكلفة نظام غذائي صحي، ولا يستطيع ثلاثة مليارات ونصف الوصول إلى مرافق الصرف الصحي.
وترى الصحيفة أنه لإبراز الحجم الحقيقي للفقر على مستوى العالم، يجب على الأمم المتحدة أن تعتمد خط فقر ثانٍ أعلى، وتمنحه نفس القدر من الأهمية، وتضعه عند مستوى يكشف عن الفقر في كل بلد ويعكس في الوقت نفسه فهمنا لما يعنيه التحرر من الفقر.
ومع أخذ هذه المعطيات في الاعتبار، تقترح الصحيفة تحديد خط فقر أعلى عند 30 دولارا في اليوم، ووفقا لهذا الخط سيكون جميع البشر تقريبا في حالة فقر في معظم البلدان، بينما يخبرنا خط الفقر الحالي الذي تعتمده الأمم المتحدة بأن حوالي واحد من كل عشرة أشخاص يعيش في فقر مدقع. وإذا كنت تعيش على أكثر من 30 دولارا في اليوم، فأنت من بين 17 بالمائة من الناس الأكثر حظا في العالم.
واختتمت الصحيفة تقريرها معتبرة أن الأمم المتحدة محقة في جعل طموحنا العالمي المشترك يتمثل في عالم خالٍ من الفقر، ولكن الخطوة الأولى نحو هذا الهدف هي جعل الفقر الحالي مرئيا من خلال تحديد خط فقر جديد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الفقر الجوع فقر بطالة جوع سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الفقر العالمی الأمم المتحدة دولارا فی خط الفقر
إقرأ أيضاً:
صراع روسيا وأوكرانيا تحول إلى كابوس عالمي.. تصعيد جديد وتلويح بالحرب النووية
يزداد التوتر عالميًا بعد قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن المُفاجئ بشأن السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي ومخاوف من ضربة نووية تشنها موسكو، في أعقاب ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحرب الروسية الأوكرانية أصبحت «عالمية»، فما هي أبرز تطورات الحرب التي أطلق عليها «النووية».
مصادر أمريكية مُطلعة، قالت إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تخلى لفترة طويلة عن معارضته لقيام أوكرانيا بإطلاق صواريخ أمريكية على أهداف في عمق روسيا، ردًا على مزاعم دخول قوات كورية شمالية الحرب، وهو تحول في السياسة الأمريكية اكتسبن أهمية إضافية بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر الجاري، بحسب وكالة «رويترز».
نشر جنود من كوريا الشمالية وتصعيد الحربوأكد مسؤولًا أمريكيًا كبيرًا ومصدرين آخرين مطلعين على الأمر، إن قرار موسكو نشر جنود كوريين شماليين في منطقة كورسك الروسية يمثل تصعيدًا كبيرًا يتطلب الرد.
علاقة دونالد ترامب بالتطورات الأخيرة في الحربوقال مصدران آخران، إن انتخاب دونالد ترامب، الذي يشكك بشدة في الدعم الأمريكي لأوكرانيا - أضاف ضغوطًا على الإدارة الأمريكية الحالية لتخفيف القواعد المتعلقة باستخدام الأسلحة، واتخاذ خطوات أخرى لدعم أوكرانيا في الوقت الذي تعاني فيه من خسائر في ساحة المعركة.
الرئيس الروسي يحذر ويستعدوقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الحرب في أوكرانيا تتصاعد نحو صراع عالمي بعد أن سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب روسيا بأسلحتهما، كما حذر الدول الغربية من رد موسكو، مشيرًا إلى أن روسيا أطلقت نوعًا جديدًا من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى فوق سرعة الصوت على منشأة عسكرية أوكرانية، مضيفًا أن المدنيين سيتلقون تحذيرات قبل شن المزيد من الهجمات بمثل هذه الأسلحة، وذلك في خطابه أمس الخميس.
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، أن روسيا أبلغت الولايات المتحدة عبر قنوات الحد من المخاطر النووية قبل إطلاق الصاروخ الباليستي على مدينة دنيبرو الأوكرانية.
زعيم كوريا الشمالية: نواجه مخاطر حرب نوويةمن جانبه، قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون اتهم الولايات المتحدة بتصعيد التوتر والاستفزازات، قائلًا إن شبه الجزيرة الكورية لم تواجه قط مثل هذه المخاطر من الحرب النووية كما هو الحال الآن.
وأكد «كيم» أنه حاول التفاوض مع واشنطن لكن،سياسة واشنطن العدوانية والعدائية ضد بيونج يانج مستمرة.
وفي التطورات على الأرض، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات الدفاع الجوي أسقطت صاروخين من طراز ستورم شادو البريطانيين، و9 صواريخ من طراز هيمارس من صنع الولايات المتحدة، و67 طائرة بدون طيار «مسيرة».