بوابة الوفد:
2024-09-25@20:23:27 GMT

الطريق إلى مقديشو

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

من الخطأ اعتبار التقارب المصرى الصومالى وليد اللحظة أو انه موجه ضد دولة إثيوبيا على وجه الخصوص، مصر لا تقيم تحالفات وقتية وإنما تحيى علاقات قديمة ومستمرة ولم تستحدثها من العدم خاصة مع دول القرن الافريقى. الطريق إلى مقديشو عاصمة الصومال مثلا ليس جديدًا بل ولم ينقطع، فالعلاقات المصرية الصومالية تاريخ عريق وأواصر متينة.

وتجمع البلدين علاقات تاريخية عميقة تمتد لقرون عديدة. هذه العلاقات مبنية على أسس متينة من التعاون والتضامن، وتشمل جوانب سياسية واقتصادية وثقافية منها علاقات تجارية قديمة ويعود أقدم دليل على العلاقات بين مصر والصومال إلى عهد الفراعنة، حيث كانت هناك رحلات تجارية مكثفة بين مصر وبلاد بونت (التى يعتقد أنها تشمل أجزاء من الصومال حاليًا).

وكانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال الصومال ودعمته فى نضاله ضد الاستعمار.. كما قدمت مصر مساعدات اقتصادية وفنية للصومال فى مراحل بناء الدولة.

بالإضافة إلى ذلك يجمع البلدين وحدة المصير فى مواجهة التحديات المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، والحفاظ على الأمن والاستقرار فى المنطقة.

ويشمل التعاون بين البلدين مجالات عدة، مثل التجارة والاستثمار والثقافة والتعليم. وهناك روابط ثقافية مشتركة بين الشعبين المصرى والصومالى، حيث تتأثر الثقافة الصومالية بالثقافة المصرية فى العديد من الجوانب.

وتأتى أهمية العلاقات المصرية الصومالية فى تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة وتساهم العلاقات القوية بين مصر والصومال فى تعزيز الأمن والاستقرار فى منطقة القرن الأفريقى.

ويساهم التعاون الاقتصادى بين البلدين فى دعم التنمية الاقتصادية فى كلا البلدين وتعزيز التضامن العربى والإسلامي

العلاقات بين مصر والصومال ليست وليدة اليوم، بل هى امتداد لحضارات عريقة وتاريخ مشترك. هذه العلاقات ستظل قوية ومتينة فى المستقبل، وستساهم فى تحقيق مصالح البلدين.

وبالإضافة إلى الصومال، تسعى مصر جاهدة لتعزيز علاقاتها مع دول أخرى فى منطقة القرن الأفريقى، وذلك لأسباب سياسية واقتصادية وأمنية. من أهم هذه الدول جيبوتى تتميز جيبوتى بموقعها الاستراتيجى على البحر الأحمر، ما يجعلها نقطة وصل مهمة بين آسيا وأفريقيا. تعود العلاقات بين مصر وجيبوتى إلى عهد الفراعنة، وقد شهدت تطورات كبيرة فى السنوات الأخيرة، خاصة بعد الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس السيسى إلى جيبوتى فى عام 2021.

إريتريا ايضًا تسعى مصر إلى توطيد علاقاتها بإريتريا، وذلك نظرًا لأهمية دورها فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة.

ولكن ما أسباب سعى مصر للتقارب مع دول القرن الافريقي؟

الأمن المائى المصرى طبعًا على رأس الأسباب وتعتبر قضية مياه النيل من أهم القضايا التى تشغل مصر، وتسعى مصر من خلال تقاربها مع دول حوض النيل والقرن الافريقى إلى تأمين حصتها من المياه.

مصر تريد ايضًا تعزيز أمنها القومى من خلال بناء علاقات قوية مع الدول المجاورة، ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة مثل الإرهاب والتطرف.

وتسعى مصر إلى تعزيز نفوذها فى المنطقة، ومواجهة أى محاولات لتقويض أمنها واستقرارها.

التعاون الاقتصادى مصر تسعى إلى توسيع علاقاتها الاقتصادية مع دول القرن الأفريقى، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة.

وتعود جذور العلاقات المصرية مع دول القرن الأفريقى كما قلنا إلى عصور قديمة، حيث كانت هناك علاقات تجارية وثقافية بين الحضارات المصرية القديمة وحضارات المنطقة. وقد شهدت هذه العلاقات تقلبات عديدة على مر التاريخ، ولكنها ظلت دائمًا قائمة.

ولا شك أن التقارب المصرى مع دول القرن الأفريقى سوف يساهم فى تعزيز الاستقرار الإقليمى، ومواجهة التحديات المشتركة.

ويؤدى إلى بناء علاقات قوية ومتوازنة مع دول القرن الأفريقى، وذلك لتحقيق مصالحها القومية، وتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وجه الخصوص فى المنطقة بین مصر

إقرأ أيضاً:

خبير العلاقات الدولية: مصر حذرت مبكرا من توسيع الصراع في المنطقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن مصر حذرت مبكرا من توسيع الصراع في المنطقة وكأن القيادة السياسية كانت تقرأ من مكتب مفتوح وسعت للعمل على سرعة وقف التطورات ولكن رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بنيامين نتنياهو يريد التصعيد ويستغل الصمت الدولي.

وأضاف في مداخلة هاتفية مع فضائية “إكسترا نيوز”، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل تعمل وفق مخطط لقضم مزيد من الأراضي والتوسع وأخذ المزيد من الأراضي العربية وهم بارعون في استثمار الحجج سواء 7 اكتوبر أو هجمات حزب الله ولكن لا توجد في الضفة الغربية، موضحا: أن إسرائيل تدعي الدفاع عن أمنها ولكنها تريد ضم المزيد من الأراضي.

كما تابع خبير العلاقات الدولية: أن الجبهة اللبنانية وحزب الله لا يريدون توسعة نظاق الصراع ولكنهم يسعون للتخفيف عما يحدث في غزة ولكن نتنياهو والحكومة الإسرائيلية يعملون وفق توجه متطرف ويستغلون الفرص لتحقيق مزيد من الاستفادة فيما يخص مخططهم.   

مقالات مشابهة

  • بلينكن: خطر التصعيد في المنطقة حاد والدبلوماسية ضرورية لتمهيد الطريق للسلام
  • خبير العلاقات الدولية: مصر حذرت مبكرا من توسيع الصراع في المنطقة
  • تكريس العلاقات الاستراتيجية
  • «شحنة مقديشو» و«اجتماع نيويورك»… القاهرة لمواجهة «تهديدات» أديس أبابا
  • أستاذ علاقات دولية: مصر ترفض كل أشكال العدوان على لبنان
  • الإمارات وأمريكا..تحالف استراتيجي متين لخير المنطقة
  • صقر غباش يبحث التعاون البرلماني مع رئيس مجلس الشيوخ في الصومال
  • سعوديون: السعودية والإمارات قلب واحد ونبض مشترك
  • الإمارات والسعودية.. علاقات متجذرة ومصير مشترك