جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-28@05:44:22 GMT

مسارات "السوشل ميديا"

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

مسارات 'السوشل ميديا'

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

في حياتنا اليومية نمر بمنعطفات مُختلفة؛ فمرة يكون المزاج جميلًا ومرة أخرى لا يتقبل أي شخص، وفي أحيان كثيرة يكون الوضع هادئاً جداً، وفي أوقات مختلفة نحتاج لرفع شاشة هاتفنا النقال لمشاهدة مستجدات الحياة، فمرة نفتح تطبيق الإنستجرام ومرة أخرى منصة أكس، ومرة ثالثة تطبيق سناب شات وأحيانا يوتيوب وفيسبوك، وتصفح البريد الإلكتروني والمنصات الإخبارية، لكن ما لا يختلف عليه اثنين أنَّ أغلب البشر أصبحوا يسيرون في اتجاه متقدم وربما عند البعض متأخر.

الطفرة التي نعيش بها في حياتنا اليومية ليست سوى جزء من العالم الافتراضي الذي أصبح متاحاً للجميع صغيرهم وكبيرهم عاقلهم ومجنونهم فأصبحنا نشاهد أقوامًا أغرابا عنَّا وعن أخلاق ديننا الإسلامي الحنيف ومجتمعنا العماني المهذب، والذي يشار له بالبنان؛ فأغلب العُمانيين على وسائل التواصل الاجتماعي يحرصون على إظهار صورة العماني الخلوق، المحافظ على عاداته وتقاليده، المتمسك بها لدرجة أنه لا ينجر خلف الظواهر الغريبة التي نراها الآن حاصلة وتحدث يوميًا، ولا ينزلق إلى متاهات السوشل ميديا وممراتها الضيقة بل إن الفئة التي تظهر للعيان هي فئة مُعينة زجت بنفسها في هذا المجال ظنًا منها أنها مؤثرة فأصبحت الفتيات (مودل) وأصبح الفتيان (مضحَكة) والبعض أصبح (قناة إخبارية) والبعض الآخر (مسؤول منخفضات جوية)! وقس على ذلك الكثير، ومنهم (الكوميدي) الذي يُغرد خارج السرب ومنهم التابع للإعلانات والمروج والمتعاقد والزعيم والتافه أيضًا، ومنهم الذي انسلخ من عاداتنا وتقاليدنا. ونؤكد هنا أن التطور المرجو هو تطور يجعل منَّا أبناء عمان متقدمين في شتى العلوم والمعارف.

إنَّ المجتمع العماني الذي نعرفه جيدًا، مجتمع رصين ومثقف ومبدع، ونفخر أننا وجدنا أنفسنا في هذا البلد الطيب الذي يتحلى شعبه بالأخلاق والثقافة والتربية والتعليم، وكان ولا زال يُضرب به المثل بتماسكه وتعاضده وأخلاقه الحميدة ومحافظته على ثقافته الأصيلة. ودعوتي هنا لكل إنسان ينعم بالحياة على تراب هذا الوطن العزيز، ألّا ينسلخ من عاداتنا الأصيلة وألّا يتخلى عن قيمنا السامقة، ولنكن جميعًا عُمانيين نتحلى بالأخلاق الحميدة في السر والعلن.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمين البحوث الإسلامية: بناء الأوطان يرتبط ببناء الإنسان عقيدةً وأخلاقًا وعلمًا

أكد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خلال كلمته اليوم بالمؤتمر العلمي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء أركان البنيان، وهو الإنسان، وذلك عبر تعزيز الجوانب العقدية والأخلاقية والعقلية، محذرًا من مخاطر الانسياق وراء المادية المُفرطة وتجاهل القيم الروحية.  

وحدد الجندي ثلاثة مسارات رئيسية لتحقيق هدف بناء الإنسان، أولها «المسار العقدي والإيماني»، مشيرا إلى دور الأزهر التاريخي في ترسيخ العقيدة الصحيحة، مستشهدًا بجهود علماء كبار مثل السنوسي والحفني والغزالي، مؤكدًا أن منهج الأزهر العقدي يحصن الفرد من محاولات الهدم الفكري، واصفًا تلك المحاولات بـأنها "أوهن من بيت العنكبوت".  

وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن ثاني مسارات بناء الإنسان هو «المسار الروحي والأخلاقي»، محذرًا من التحديات المعاصرة التي تستهدف القيم، مثل الترويج للشذوذ وهدم كيان الأسرة،
قائلا «لا أعرف زمانًا واجهت فيه الأخلاق والقيم تحديات كهذا الزمان الذي لا تخجل فيه بعض الفئات من التصريح بالشذوذ والعوج، وغير ذلك من الدعوات الهدامة التي تستهدف القيم والأخلاق والأسرة واللغة والعادات والتقاليد»، مشيدًا بمنهج الأزهر في الربط بين العقيدة والسلوك عبر تراث علمائه، ومنهم العز بن عبد السلام وابن حجر العسقلاني، الذين رسخوا مفهوم تهذيب النفس.  

وأضاف الجندي أن «المسار العقلي والمعرفي» هو ثالث مسارات بناء الإنسان، مشددًا على أهمية بناء العقل كأداة لفهم الدين ومواجهة التحديات الفكرية، مستندًا إلى أقوال أئمة الأشاعرة مثل الجويني والفخر الرازي، الذين أكدوا أن العقل "نور يُهتدى به إلى الحقائق"، داعيًا إلى ضرورة تعزيز الابتكار العلمي، مستذكرًا إسهامات علماء مسلمين مثل ابن الهيثم والخوارزمي.  
 
وربط الجندي بين تفكك المجتمعات وإهمال بناء الإنسان، قائلًا: "هدم الإنسان نتيجة حتمية لإهمال الأخلاق والروح"، مستشهدًا بقصة قوم لوط وعقابهم الإلهي،  مشيدًا بدور الأزهر بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ووكيله الدكتور محمد الضويني، في دعم مشاريع بناء الإنسان عبر برامج تعزز الوعي الديني والأخلاقي والتكنولوجي، داعيًا إلى تعاون عالمي لإرساء السلام ومواجهة محاولات زعزعة الاستقرار الإقليمي.  

واختتم الجندي كلمته بتأكيد أن حماية الأوطان مرتبطة بصناعة أجيال تحفظ القيم وتتمسك بالعلم، قائلًا: "أجيال تجسّد عطاء ابن حيان والخوارزمي، وتواجه تحديات العصر بعقل واعٍ وإيمان راسخ".  

وينعقد المؤتمر العلمي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، اليوم برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تحت عنوان "بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة"، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين، للتباحث حول رؤى مبتكرة تعزز بناء الإنسان وتصنع الحضارة في مواجهة تحديات العصر، وإبراز دور المنظومة التشريعية في تحقيق مقتضيات بناء الإنسان وتفعيل خطط التنمية المستدامة، إضافة إلى محاولة استخلاص حلول نوعية ومبتكرة قادرة على تحقيق حياة كريمة للإنسان نابعة من رؤية الدولة المصرية.

مقالات مشابهة

  • مسارات جديدة للتبادل الحضاري بين الصين والعالم العربي
  • اتصالات لوزير الخارجية والهجرة مع نظيريه العماني والإيراني ومبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط
  • ترويج المخدرات على السوشيال ميديا.. تجديد حبس «ديلر» السلام
  • وزير الخارجية العماني يعلن استئناف المفاوضات النووية الإيرانية – الأميركية الأسبوع المقبل
  • أمين البحوث الإسلامية: بناء الأوطان يرتبط ببناء الإنسان عقيدةً وأخلاقًا وعلمًا
  • دار الإفتاء: السخرية على السوشيال ميديا كبيرة من الكبائر
  • وزير الخارجية العماني: الجولة الرابعة من المباحثات الأمريكية الإيرانية السبت المقبل
  • قبل بيعها على السوشيال ميديا.. إحباط محاولة جلب مخدرات بـ 2 مليون في القليوبية
  • «البلديات والنقل» تنجز مشروعاً لتحسين جودة الحياة في منطقة الفلاح
  • روسيا وإيران مستعدتان للعمل على مسارات برية جديدة للغاز