الهروب من الموت.. تجارب النازحين اللبنانيين تحت القصف الإسرائيلي
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
بعد إجلاء عائلتها من بلدة صديقين في جنوب لبنان عادت فريال محسن لإحضار بعض الأغراض، وحينها وقعت غارة جوية إسرائيلية على مقربة منها.
تقبع الآن في ملجأ في بيروت وهي تتصفح رسائل من الأصدقاء والأقارب الذين يريدون معرفة ما إذا كانت قد نجت من الانفجار.
وسألها رجل في تسجيل صوتي "بعدك عايشة؟ سمعت أنك ميتة".
أدى قصف إسرائيل للقرى الجنوبية في لبنان، واستهدافها ما تقول إنها مواقع مرتبطة بحزب الله، إلى نزوح عشرات الآلاف مثل فريال (58 عاما) من منازلهم.
واعتاد سكان صديقين أمر القصف المتقطع للمنطقة القريبة من بلدتهم خلال تبادل إطلاق النار على مدى أشهر عبر الحدود والذي اندلع بالتزامن مع الحرب في قطاع غزة التي بدأت قبل عام تقريبا، لكنهم لم يكونوا مستعدين للتصعيد المفاجئ الذي حدث يوم الإثنين.
وغادرت فريال مع ابنتها وأحفادها، واصطحبتهم إلى مدينة صور جنوب لبنان ثم عادت إلى صديقين لإحضار متعلقاتهم، وعندها وقعت الغارة الجوية.
وقالت: "نزل الصاروخ قدامي. أنا انصدمت". وأضافت أنها لم تتمكن من السماع أو الرؤية وملأ الغبار المكان مما دفعها للانطلاق مبتعدة بسرعة.
ومع تكثيف الضربات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان، وإطلاق حزب الله النار على أهداف في شمال إسرائيل، انضمت العائلة إلى حشد النازحين الباحثين عن ملاذ في العاصمة بيروت.
وانتهى الأمر بالعائلة في نفس الملجأ الذي استخدمته فريال خلال آخر صراع كبير بين إسرائيل وحزب الله والذي وقع في يوليو 2006.
وقالت: "بس هلأ (الوضع) أصعب بكثير".
في ذات الملجأ، سجلت سعاد مهدي (63 عاما) اسمها بعد فرارها من قرية القصيبة في جنوب لبنان.
وقالت: "أول امبارح بلشت هيك الضربات تقرب والطيران في الأجواء تقرب، بلش شوي شوي يصير عنا في البيعة" ووصفت كيف أصابهم ذلك بالذعر.
ومع اقتراب الضربات من القرية بعد أن كانت في الحقول على أطرافها، فر سكان القصيبة.
وقالت سعاد: "هون نحنا أكيد مش قادرين نبقى، الواحد بيخاف يعني. فحملنا حالنا ودبرنا تيابنا ومشينا"، مضيفة أنها لم تهتم سوى بحمل بعض الملابس والأساسيات مثل الدواء ولم تعد تهتم بأمور مثل منزلها لأن الخوف بات هو المسيطر.
ومع توجه سكان جنوب لبنان شمالا، ازدحمت الطرق بحركة مرور البطيئة وتحولت رحلة تستغرق عادة ساعتين إلى رحلة تستغرق يوما كاملا.
ووصفت سعاد تلك الرحلة قائلة "المشي كانت كثير بطيئة. فيها عذاب ومشقة. بقينا نمشي شوي ونقف شوي وهون يطلع قصف وهون يطلع ضرب حتى وصلنا على بيروت" في المساء.
ولم يمنحها الوصول إلى وجهتها في النهاية شعورا بالسلام.
وقالت: "طالما إنه القصف بكل لبنان يعني. وكل لبنان حتى في بيروت يعني فيه أجواء حرب". (سكاي نيوز)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: جنوب لبنان
إقرأ أيضاً:
ماندوليسي: اليونيفيل ملتزمة باستقرار جنوب لبنان
زار قائد القطاع الغربي لقوة "اليونيفيل" العميد نيكولا ماندوليسي، مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبدالله، في لقاء حضره عدد من الشخصيات الدينية البارزة.
وخلال اللقاء، أكد مفتي صور وجبل عامل على الدور الحيوي لليونيفيل بعد انتهاء الأعمال القتالية، مشددًا على أهمية وجود قوات حفظ السلام في ضمان أمن واستقرار سكان جنوب لبنان. كما دان الهجمات الأخيرة على مطار بيروت وأفراد اليونيفيل، مؤكدًا أن أي هجوم على قوات اليونيفيل هو هجوم على الشعب اللبناني.
من جانبه، أكد العميد ماندوليسي التزام اليونيفيل اليومي في دعم الجيش من خلال الدوريات المشتركة وتبادل الخبرات، مما يسهم في خلق بيئة آمنة ومستقرة تساعد في عودة السكان النازحين إلى جنوب لبنان، م شيرا إلى أن وجود اليونيفيل يعزز التعاون بين المجتمعات المحلية ويشجع على الحوار والأمن.
في الختام، أكدت اليونيفيل وفق بيان، التزامها الكامل تجاه مجتمعات جنوب لبنان ودعم الجيش في نشر قواته بالمنطقة. كما شددت على أهمية تنفيذ القرار 1701 ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال قد تهدد الاستقرار الهش في المنطقة.