قالت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية إن قضاء الصلوات الفائتة واجبٌ على كل مسلم سواء تركها عمدًا أو نسيانًا، مُشيرة إلى أن الصلاة ركن أساسي من أركان الإسلام، وتركها دون عذر شرعي يُعتبر ذنبًا عظيمًا يستوجب التوبة الصادقة، وأوضحت الدار أن المسلم الذي فاته أداء الصلاة لأي سبب يجب عليه أن يقضيها بقدر استطاعته، وأن التوبة وحدها لا تكفي لرفع الإثم.

وجوب القضاء والتوبة

وبخصوص التوبة عن التقصير في الصلاة وقضاء الصلوات الفائتة، أوضحت دار الإفتاء أن قضاء الصلاة المفروضة التي فاتت واجبٌ، سواء فاتت بعذرٍ غير مسقطٍ لها، أو فاتت بغير عذر، ولا يرتفع الإثم بمجرد القضاء، بل يجب معه التوبة، كما لا ترتفع الصلاة بمجرد التوبة، فإن القضاء واجب؛ لأن من شروط التوبة الإقلاع عن الذنب، والتائب بدون قضاء غير مقلع عن ذنبه.

كما أوضحت دار الإفتاء أن الفرائض الخمس التي فرضها الله سبحانه وتعالى في أوقات محددة هي من أعظم العبادات، ويقول الله تعالى في كتابه الكريم: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا»، [النساء: 103]. وقد أجمع الفقهاء على أن تأخير الصلاة عن وقتها بغير عذر شرعي يُعتبر إثمًا، وعلى المسلم أن يقضي ما فاته مع التوبة.

حكم من نسي صلاة

وفي سياق تأكيد الفتوى على وجوب القضاء، استشهدت دار الإفتاء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أنس بن مالك وأخرجه الشيخان: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ»، مٌشيرة إلى أن هذا الحديث يٌوضح أنه لا كفارة للصلاة الفائتة إلا قضاؤها في وقت تذكرها، وهو ما يُظهر أهمية الحفاظ على الصلوات وأدائها في وقتها المحدد.

وأوضحت الفتوى أن الفقهاء أجمعوا على وجوب قضاء الصلاة الفائتة سواء فاتت بعذر مثل النوم أو النسيان، أو عمدًا بدون عذر. وتابعت دار الإفتاء أن القضاء لا يسقط بالتوبة وحدها، إذ أن قضاء الفوائت يُعتبر شرطًا أساسيًا للتوبة الصحيحة.

وأضافت الفتوى أن المسلم الذي ترك الصلاة بعذر مثل النوم، أو النسيان مأمورٌ بقضائها عند تذكرها، كما جاء في الحديث الشريف، أما من تركها عمدًا، فعليه أن يبادر بقضائها فور توبته، وأن يحرص على تنظيم وقته بما يتيح له تعويض ما فاته بقدر استطاعته، استنادًا إلى قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ التغابن: 16.

تنظيم قضاء الفوائت

وأشارت دار الإفتاء إلى أنه يجوز للمسلم الذي يرغب في قضاء الصلوات الفائتة أن ينظم وقته بما يتناسب مع التزاماته الشخصية الأخرى، مثل العمل أو تحصيل العلم، بشرط ألا يُؤجل قضاء الصلوات الفائتة دون عذر مقبول شرعًا، كما نصحت الدار بعدم التهاون في أداء الصلوات المٌتأخرة، لأن التهاون في ذلك قد يزيد من مسؤولية المسلم أمام الله.

واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة من عباده إذا كانت صادقة، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، مُستشهدة بقوله تعالى: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، النور: 31.

كما دعت المسلمين إلى الاجتهاد في قضاء ما فاتهم من صلوات، والاستمرار في التوبة والاستغفار، والعمل على عدم العودة للتقصير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإفتاء الصلاة التوبة قضاء الصلوات الفائتة دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

أمين كبار العلماء: تناول اللحوم المستنبتة من الحيوان لا يجوز إلا بشروط

كتب- محمد شاكر:

أكد الدكتور عباس شومان، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أنه لا يجوز تناول اللحوم المستنبتة من الحيوان إلا بثلاثة شروط.

ووفق "شومان"، فإن هذه الشروط تتضمن:

1- أن تُؤخذ الخلية من حيوان ذُبح ذبحًا شرعيًا، ولا يجوز أخذها من حيوان حي، أو من حيوان مات دون أن يُذبح، باستثناء الأسماك والجراد.

2- أن تكون تغذية الخلية المستنبتة خالية من النجاسات، مثل الدماء المسفوحة.

3- أن يُثبت عدم وجود ضرر على صحة الإنسان من تناول هذه اللحوم المستنبتة.

وأوضح شومان في منشور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه حيث يصعب تحقيق هذه الشروط، فيجب عدم التسرع في التوسع في استزراع اللحوم الحيوانية قبل التأكد من سلامتها وتحقق الضوابط الشرعية والصحية.

جاء ذلك ضمن ورقته البحثية المقدمة في ندوة مجمع الفقه الإسلامي، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة، التي كانت بعنوان: "حكم تناول اللحوم المستنبتة من الحيوانات والأغذية المحورة وراثيًا والحشرات"، حيث تم التأكيد على أن هذا يتفق مع ما أقرته هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.

مقالات مشابهة

  • هل يقلل الهاتف من أجر تلاوة القرآن؟ الإفتاء توضح
  • أمين كبار العلماء: تناول اللحوم المستنبتة من الحيوان لا يجوز إلا بشروط
  • ما حكم تمويل الخدمات بالتقسيط؟.. «الإفتاء» توضح رأي الشرع
  • «الإفتاء» توضح حكم إخراج زكاة الفطر في حالات الانفصال غير الرسمي بين الزوجين
  • تعرف على اختصاصات الدائرة الأولى قضاء إداري في التشكيل الجديد
  • حزب الله وإسرائيل.. هل يجوز الحياد؟!
  • كيف تحتفلون في المولد بالاختلاط والمعازف وقد نهى النبي عنها؟.. الإفتاء ترد
  • أنا وزوجي علينا أكثر من صلاة فائتة.. فهل يمكننا قضاؤها في جماعة؟
  • هل يجوز قضاء الصلاة الفائتة في جماعة؟.. الإفتاء توضح رأي الشرع