الوضع فى السودان .. كيف سيكون الحال بعد المائة يوم الثانية؟
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
هو تقرير مروع ذلك الذى أصدرته وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة عن الوضع الحالى فى السودان بمناسبة مرور مائة يوم على بداية الصراع بين الجيش النظامى وقوات الدعم السريع، فقد حذر التقرير من أن ستة ملايين سودانى يقتربون الآن من حد المجاعة، أى نحو ١٣٪ من مجموع تعداد السودان، وربما كان أهم الحقائق الصادمة التى تضمنها التقرير أن عدد ضحايا الصراع وصل إلى أربعة ملايين شخص.
فنحن نتوقف دائما عند عدد النازحين الذين اضطروا لمغادرة البلاد نتيجة لهذا الصراع والذين بلغ عددهم أكثر من ٩٠٠ ألف شخص، لكن التقرير ينبهنا إلى أن هناك أكثر من ٣ ملايين آخرين شردوا داخل البلاد ولم يتسن لهم مغادرتها، ومعظم هؤلاء يعيشون الآن بلا مأوى، وقد طال الصراع جميع أقاليم السودان، حيث يقول التقرير إن ١٥٪ من المشردين من ولاية نهر النيل، و١١٪ من شمال السودان، و٩٪ من شمال دارفور، و٩٪ من النيل الأبيض، بينما يأتى معظم النازحين إلى خارج البلاد من ولاية الخرطوم، على أن التقرير يوضح أن الكثير من مناطق الصراع أصبحت مغلقة تماما ولا يمكن دخولها، مما يعنى أن هذه الأعداد تعتمد على تقديرات أولية، أما الأرقام الفعلية للضحايا فقد تكون أكثر من ذلك بكثير.
أما وكالة غوث اللاجئين فقد أكدت أن أوضاع الكثيرين ممن تمكنوا من الهجرة إلى البلاد المجاورة مؤلمة للغاية، خاصة فى تشاد وليبيا وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان، حيث تزدحم معسكرات الإيواء بشكل غير آدمى، كما أن اقتراب موسم الأمطار سيزيد من صعوبة وصول المساعدات للمهجرين، خاصة إذا صاحبت الأمطار السيول والفيضانات، من ناحية أخرى أكدت الأمم المتحدة فى تقريرها تعرض المؤسسات العامة بالخرطوم للنهب والسرقة، كما تم الاستيلاء على الكثير من المنازل الخاصة، وفى الأسبوع الماضى أبلغت منظمة الصحة العالمية عن حالات مقلقة من الأمراض المعدية بين المشردين من السكان، فى غيبة الاستعدادات الصحية اللازمة، حيث تمت مهاجمة ما يزيد على ٥٠ مستشفى ومركزا طبيا فى مختلف أنحاء البلاد.. إن كل هذه المصائب وليدة مائة يوم فقط من الصراع، فكيف سيكون الحال بعد المائة يوم الثانية؟
محمد سلماوي – بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
تراوح الجهود لوقف الحرب في السودان مكانها، ولا يوجد أفق يشير إلى احتمال قرب التوصل لاتفاق بين أطراف النزاع في البلد الذي مزقته الحرب.
الأكاديمي والدبلوماسي السابق، وليام لورانس، من المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية قال إنه على الصعيد الدولي "تقريبا لا توجد أي جهود أو محاولات" لوقف الحرب في السودان.
وأضاف في حديث لقناة "الحرة" أن قرارات مجلس الأمن "فشلت في تحقيق أي شيء"، والمبعوث الأميركي للمنطقة "لا يفعل الكثير، وحتى تصريحاته بأن أي من الطرفين غير مهتمين بالسلام، كانت غير مناسبة على الإطلاق".
ولفت إلى أن الأمر المثير فيما يحصل هناك، هو "ضعف الانتباه والاهتمام الدولي" على الرغم من الأزمة الإنسانية في البلاد.
وقال لورانس إن دور المبعوث الأميركي أصبح "لا يتخطى التنسيق" لإرسال شاحنات المساعدات من جهة إلى جهة، بدلا من التعامل مع القضايا الكبيرة.
عمليات قتل تطال العشرات في ود عشيب السودانية.. واتهامات للدعم السريع بالوقوف وراءها اتهمت تقارير سودانية، الأربعاء، قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة" بحق المواطنين في قرية "ود عشيب" في ولاية الجزيرة وسط السودان، ما أسفر عن مقتل 42 مواطنا وإصابة العشرات.ويرى لورانس أن أي وقف لإطلاق النار في السودان "لا يمكن أن يتم إلا بأن تكون الجهات التي تسلح الأطراف المتحاربة جزءا من المباحثات، أكانت روسيا أو الدول الأخرى"، مشيرا إلى أن مستوى النزاع في السودان يتجه للتصعيد وليس لخفض التصعيد.
وزاد لورانس أن الإمارات تنكر تورطها في إرسال الأسلحة، ومصر كذلك رغم أنها تدعم الجيش السوداني فهي لا تدعم التصعيد في السودان، ولكن المشكلة الحقيقية في روسيا التي تقدم الدعم للجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهو ما يغذي الصراع، وبالمقابل يأخذون الذهب إلى موسكو.
وذكر أن مثل هذه الأمور المرتبطة بحقوق التعدين والموارد في السودان يمكن أن تتعامل معه الأمم المتحدة، وعمل لقاء دولي لاكتشاف طريق للخروج من أزمة الصراع في البلاد، بينما يتضور الملايين من الجوع.
من بينها السودان.. مباحثات أميركية إماراتية بشأن قضايا المنطقة ناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، آخر تطورات جهود وقف القتال في غزة ولبنان والسودان.وطرفا النزاع في السودان متهمان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك القصف المتعمّد لمنازل وأسواق ومستشفيات.
وقوات الدعم السريع متهمة أيضا بتنفيذ إعدامات خارج نطاق القانون وارتكاب أعمال عنف جنسي ممنهجة وممارسة النهب.
وتسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من إقليم دارفور في غرب البلاد وعلى مساحات شاسعة من كردفان. كما تسيطر على غالبية العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة الواقعة جنوبها.
منذ أبريل 2023 أوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى ودفعت أكثر من 11 مليون شخص إلى النزوح، ما أدى أكبر أزمة نزوح في العالم وفق الأمم المتحدة.