الكاتب: اسعد الهاشمي

بعد الاحداث الأخيرة التي جرت مؤخراً في لبنان، نجد أن هناك من يتجاهل الدخول او المشاركة بهذه الحرب حتى ولو بالكلمة، بحجة ان من يقوم بهذه الحرب او يتبنى هذه الحرب ضد إسرائيل هو مذهب واحد وحزب واحد، متناسين ان هذا المذهب وهذا الحزب قد دخل بالصراع مع الكيان الصهيوني من اجل المذهب الاخر وقضية الامة كما يدعون اغلب سكان الوطن العربي.

وهنا نحذر من ان هذا التعليل الباطل في حقيقته والمعلن عند البعض هو تخلي وتبري عن الدين الإسلامي الحنيف بكل مذاهبه وقومياته، كما ان ما جرى مؤخراً في لبنان من استهداف لأجهزة البيجر هي عملية إبادة جماعية تحتم على كل مسلم وعربي او من يقطن في الشرق الأوسط والعالم أن يطالب بتدوين هذه المعركة كونها إبادة جماعية.

في السابق كانت المعركة تجري بين قوتين عسكريتين بين (كتائب القسام وإسرائيل) او بين (حزب الله وإسرائيل)، لكن عندما تؤخذ هذه المعركة كذريعة للانتقام من الاف الأطفال والنساء فهذه جريمة حرب ويجب على كل انسان ان يبرئ ذمته امام الله وان يصرخ بصوته عالياً ان ما تفعله إسرائيل هي عملية إبادة ممنهجة وواضحة جداً.

الإسرائيليون يعلمون ان تفجير أجهزة البيجر ستطال الاف المدنيين بينهم نساء وأطفال والاصابات اثبتت ذلك، وهنا حري بالمجتمع الدولي وقف هذه المعركة التي نعتبرها انتحار للقوات الامريكية وللكيان الصهيوني مهما كانت نتائجها وهم في المحصلة لا يهتمون لهذه النتائج، وكذلك تدوين هذه المعركة بانها إبادة لا تقل جرماً عن أي عملية إبادة حصلت تجاه الإنسانية، وفي الختام نقول عودوا الى دينكم ولا تخرجوا من الإسلام وانت لا تعلمون.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: هذه المعرکة

إقرأ أيضاً:

تتوقّف الحرب.. وتستمر الإبادة

 

تتوقف الحرب في غزة بشكل أو بآخر، ستكتب الصحف وتبث الشاشات خبر «انتهاء الحرب في غزة»، وبذلك، ستكون بقعة صغيرة في زاوية المنطقة، اسمها قطاع غزة، عاشت الحرب لنحو 15 شهراً، ورغم أن كلمة «عاشت» لا تتناسب وكلمة «حرب»، إلا أنها تتناسب مع الأمل، والرغبة في الحياة. تتوقف هذه الحرب المستمرة بإبادتها، بعد أن قتلت من الأرواح ما يزيد، وفقاً للأرقام الرسمية، عن 46 ألفاً، وبحسب جهات أخرى، معروفة بدقة أرقامها وحساباتها، أكثر من 200 ألف، هؤلاء، بالرقمين، أو برقم ثالث أو رابع سينتج لاحقاً، يضاف إليهم ضحايا لا يدخلون في إحصاء رسمي، منهم أمهات سيعشن بقية أعمارهن في كمد على أبنائهن، ومنهم أبناء أيتمتهم الحرب، ومنهم زوجات ترمّلن، وأزواج ترمّلوا، وإخوة فقدوا إخوة، ولاختصار المشهد، نكتفي بما قاله محمود درويش في «حالة حصار»:

«من مات… من؟

الشهيدة بنت الشهيدة بنت الشهيد

وأخت الشهيد وأخت الشهيدة كِنَّة

أم الشهيد حفيدة جد الشهيد

وجارة عم الشهيد إلخ … إلخ…»

ورغم ذلك، هذا المشهد المختصر بشعر درويش، هو زاوية صغيرة في وصف الحال، فلو عدّدنا الضحايا فعلياً، لكانوا بعدد أهل غزة، أكثر من مليوني ضحية، على الجميع أن يعترف بهم، بوصفهم نالوا ما نالوه من القتل والسفك والسفح والتدمير.

تتوقف الحرب، ولا تنتهي. فما زال بوسع إسرائيل أن تستمر في حربها بلا هوادة، وبوسعها أن تقول للعالم كذباً، فتصدّقها عواصم الغرب الأغرب، وتنتفض من أجلها سياسات الحكومات، وتكذب وتغطي الجريمة كرمى لعيون تل أبيب، وتدفع من جيوب ضرائبها مالاً ليستمر القتل طالما تريد إسرائيل ذلك، وطالما بكائيات قادتها تلقى لطّامين في أمريكا، فالحرب لن تنتهي في أي يوم من الأيام، وستستمر، وإن اتخذت شكلاً جديداً مؤقتاً، ريثما تذخّر الأسلحة، ويستريح الجنود في إسرائيل.

وما هذا سوى الحرب التي تخاض بالأسلحة، أما الحروب الأخرى المفتوحة على القدس، وعلى اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم، وعلى الأونروا، وعلى المياه، وعلى الأسرى، وفي الإعلام وعليه، وفي الأكاديميات وعليها، وفي السينما، وفي التراث، من طعام ولباس وغيرهما… هذه الحروب كلها وغيرها لا يتسع المكان لذكرها، فلا تواجه بفعل، ولا تقابل بأكثر من تعليق يحمل شكل واسم بيان لتسجيل «موقف»، والقول في مجلس «أصدرنا بياناً».

إن هذه الحروب المستمرة، والتي رافقتها حرب غزة، والحرب على الضفة، تُشن لإنهاء الفلسطينيين، وبالتالي إنهاء فكرة الأرض لهم، وتحويلهم إلى مجموعة كانت تحمل اسم «شعب فلسطين»، وهذا الواقع الذي لا يواجه منذ وقت، لن يواجه في القادم، ففصائل المقاومة، دخلت في نفق صعب، قد يطول الوقت حتى تخرج منه، بعد كل هذه الأشهر من القتال المستميت، وفصائل المنظمة، لا حول لها ولا قوة، تفتي بما تفتي به «فتح» رغم المعارضة الصورية بين حين وآخر، وفتح آه منها؛ تحاصر السلطة الفلسطينية مخيم جنين، وأبناء من «فتح» يمررون كذبة «الخارجين عن القانون» لتبرير انتهاك المخيم، الدور الذي للأسف يضطلع به الاحتلال عادة.. فماذا بعد هذا الكلام؟!

ما يحدث في مخيم جنين، أحد الدلائل الكبيرة على تضعضع حالنا، فالصمت شبه المطبق على ما تفعله السلطة الفلسطينية في مخيم جنين، والحصار الذي تفرضه عليه وعلى أهله، يذهل أكثر من الحصار، أما المصيبة، فهي أنها تقوم بما قامت به أنظمة عربية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من قبل، وربما غداً، فبعد وقت قصير، لن يُقبل بواقع المخيمات الراهن، وستوضع الذرائع ذاتها التي وضعتها السلطة (خارجون عن القانون)، وهل من يلوم؟ لا لوم، فالسبّاق بالفعل ربّ البيت.

هل غاليت؟ نعم ولا! ما سبق نظرة مبسّطة وواقعية كما أراها في القادم الفلسطيني والعربي، لكن من شدة تعقيد الواقع الفلسطيني والعربي الذي نحن فيه، والذي نؤول إليه، ليس سهلاً النظر وتوقّع سيناريوات أفضل، ومشكلة الكلام السابق أنه يجترّ نفسه من كثرة ما انكتب عنه وفيه، وهذا ضروري ومهم، لكن ما يهم أيضاً، هو الكتابة عن حالنا، ووصف شؤوننا بواقعية مفرطة، وجلد الذات لو تطلّب الأمر. المهم أن لا نبقى ضحايا أنفسنا، مثلما نحن ضحايا الغرب ومستعمراته المنتشرة في منطقتنا بأشكال مختلفة.

استدعيت ما يحدث في مخيم جنين، وذهبت إلى المستقبل، وربما لم أذهب بعيداً، لأضع ظني في ما سيحدث في المخيمات بعد حين، وبهذا لا أكون قد ابتعدت عن غزة، وما حدث ويحدث فيها. ستتوقف الحرب في غزة، وجراحها لن تندمل بسهولة وسرعة، والأعضاء التي بُترت من أجساد أهلها، بُترت من جسد فلسطين.. لذا، لن تقوم قائمة لفلسطين من دون حق غزة المكان، وحق غزة الأهل، وحق غزة الشعب الفلسطيني، حقهم من كل شخص يفكر في أمر ولا يقيم للشعب حق مقامه، والحق هذا في جانب منه، هو ترك مجال للنضال الوطني للفلسطينيين، من دون عظات، ومن دون مؤامرات واتهامات، ومن دون كذب على العامة والخاصة، كما أنه حق الشعب في أن يقرر مصيره، ومن يمثّله من كل القوى، بقبولها أو لفظها من حياته؛ وحقه في أن يحاسب المسؤولين في فلسطين والعالم العربي والعالم عمّا آلت إليه أموره في كل مكان، من موت وجرح وسجن، وتغييب لقضايا كقضايا اللاجئين، ومن استخدام للفلسطينيين وقضيتهم في غير مكان في الإقليم والعالم.

اتفاق وقف إطلاق النار، والذي قدّم تنازلات عن ثوابت كبرى، يجعل فكرة تحميل المسؤوليات، واقعاً لا بدّ منه… ليس للمقاومة، بل لمسؤولي المقاومة، فالمقاومة مقدّسة، وفعلها مقدّس على مدار الزمان وفي كل مكان، كانت قبل «فتح» و»حماس»، وستبقى بعدهما، المقاومة هي الشعب، هي إدراك الحرية، والنضال من أجلها، بكل الأساليب. أما من يتولون المقاومة، فليسوا مقدّسين، يخطئون ويصيبون، وربما يحاسبون.

*كاتب فلسطيني

مقالات مشابهة

  • سيناتور أمريكي: الولايات المتحدة ساعدت في الإبادة الجماعية لسكان غزة
  • لبنان بعد الحرب.. هل يقلب القادة الجدد الطاولة على حزب الله؟
  • الأمن العام السوري: إحباط عملية تهريب أسلحة كانت متوجهة إلى لبنان من معابر غير شرعية
  • الداخلية السورية: إحباط عملية تهريب أسلحة كانت متجهة إلى لبنان عبر معابر غير شرعية
  • بالصور... سوريا تُصادر أسلحة كانت في طريقها إلى لبنان
  • الإبادة الجماعية والقتل خارج القانون في أرض المحنة وقلب الجزيرة .
  • تتوقّف الحرب.. وتستمر الإبادة
  • خليل الحية: لن نغفر ولن ننسى إبادة شعبنا.. نفتخر ببسالة مقاومتنا (شاهد)
  • شاهد بالفيديو والصور| هكذا تمت عملية تطهير منطقة حنكة آل مسعود من “داعش” والأماكن التي كانت تتمترس فيها العناصر التكفيرية وطريقة تعامل رجال الأمن مع الأسرى
  • الإبادة الجماعية لقتل الفلسطينيين والإبادة الرقمية لإخماد صوتهم