العدالة الدولية الغائبة
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
د. أحمد بن بخيت الشنفري
drahmedbalshanfari@gmail.com
في ظل الأحداث المأساوية التي يشهدها كل من قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان من اعتداء إسرائيلي غاشم، وما تقوم به إسرائيل من مذابح يومية واغتيالات وعمليات قتل مُمنهج وإبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم، عُقدت الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بولاية نيويورك الأمريكية؛ حيث ألقى الأمين العام للأمم المُتحدة أنطونيو جوتيرش كلمته أمام رؤساء الدول ومُمثليها، واستغرقت كلمته ما يُقارب النصف ساعة.
وبما أنَّ منصب الأمين العام هو أهم منصب سياسي عالمي؛ نظرًا لتمثيله المنظمة الدولية التي تضم دول العالم؛ فكان من الأهمية الاستماع إلى كلمته والتركيز فيها؛ باعتبارها شاملة لوضع السلم والأمن العالمي، وخاصة فيما يتعلَّق بالوضع في الشرق الأوسط، والأعمال العدوانية التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، إضافة إلى الاعتداءات على السيادة اللبنانية.
الغريب في الكلمة التي ألقاها الأمين العام أنَّه كان يُشير إلى الدول التي لا تحترم المواثيق والاتفاقيات والأعراف الدولية؛ ومنها اتفاقيات حقوق الإنسان، والقرارات الدولية الصادرة عن مُنظمة الأمم المتحدة، وكذلك قرارات محكمة العدل الدولية التي يجب أن تُحترم قراراتها وفق ميثاق الأمم المتحدة. إلّا أنه في هذا الموقف لم يذكر اسم إسرائيل المُتهمة بكل الجرائم؛ بل كان يلمح على استحياء دون ذكر اسمها في مخالفتها جميع القرارات والأعراف الدولية، مُتجاهلة كل القرارات التي صدرت ضدها. وعند التطرق إلى الحرب على غزة، تطرق جوتيرش فقط إلى وفاة 200 موظف تابعين لوكالة "الأونروا"، دون الاكتراث لعدد ضحايا العدوان الشرس والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني؛ حيث استُشهد أكثر من 41 ألف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء. إضافة إلى إصابة أكثر من 100 ألف شخصٍ. فلماذا هذا التجاهل من الأمين العام؟ فضلاً عن ذلك، تجاهل الأمين العام الهجمات الإرهابية التي نفذتها إسرائيل ضد لبنان خلال الأيام الماضية، ومنها تفجيرات البيجر ووسائل الاتصال اللاسلكية، وعمليات الاغتيالات والقصف على المناطق المدنية، ولم يُشير إلى مسؤولية اسرائيل عن هذه العمليات، في حين أن ما ذكره هو أن شعب اسرائيل وشعب لبنان وشعوب العالم لن يسمحوا أن تصبح لبنان "غزة أخرى"!
إذا كان هذا كلام الأمين العام لمُنظمة الأمم المتحدة، يؤكد فيها علمه بالدولة التي تُخالف مبادئ وقيم ومواثيق القانون الدولي والأمم المتحدة، لكن لا يستطيع أن يذكر اسمها صراحةً أمام المحفل الدولي؛ بل يتجاهل الحقائق والأرقام ويُجامل الكيان الإسرائيلي بتحميل المسؤولية على "حماس" عمّا حدث في 7 أكتوبر 2023، ألا يُعد ذلك ازدواجية في المعايير، وبالتالي كيف لنا أن نثق بدور مُنظمة الأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين؟
وللموضوع بقية!!
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الإعلامي الحكومي بغزة: إسرائيل ارتكبت جريمة مروعة باستهداف طواقم أممية
أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، اليوم الأربعاء 19 مارس 2025، "الجريمة المروعة" التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي باستهداف طواقم أممية وسط القطاع ما أسفر عن مقتل أحد العاملين الأجانب وإصابة 5 آخرين بشكل بليغ.
وقال المكتب الحكومي في بيان: "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة مروعة باستهداف الطواقم الأممية في قطاع غزة ما أدى إلى مقتل أحد العاملين الأجانب وإصابة خمسة آخرين بإصابات بليغة".
وأضاف: "هذه الجريمة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية".
وفي وقت سابق الأربعاء، قصف الجيش الإسرائيلي مقرا للطواقم الأجنبية وسط قطاع غزة ما أسفر عن مقتل أحد العاملين الأجانب وإصابة 5 آخرين وفق ما أورده بيان لوزارة الصحة بالقطاع.
وأوضح المكتب أن هذا الاستهداف "يعكس الإصرار الإسرائيلي على ضرب العمل الإنساني وعرقلة الجهود الإغاثية في القطاع المحاصر".
وأشار إلى أن إسرائيل تتعمد استهداف هذه المؤسسات لمنعها من "أداء واجبها في إغاثة الفلسطينيين الذين يواجهون أوضاعاً كارثية نتيجة العدوان المستمر".
وعد الاستمرار الإسرائيلي في استهداف الطواقم الإغاثية العاملة تحت مظلة الأمم المتحدة "تحديًا للمجتمع الدولي، إذ يضع العالم أمام اختبار حقيقي حول مدى جديته في حماية القانون الدولي ومنع جرائم الحرب".
وحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن استهداف الطواقم الإنسانية بغزة، لافتا إلى أنه يمثل "انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تحمي العاملين في المجال الإغاثي والإنساني".
وطالب الأمم المتحدة بـ"تحرك فوري لمحاسبة الاحتلال ووقف عدوانه المستمر على المدنيين والعاملين الإنسانيين في قطاع غزة"، داعيا إلى "تحقيق دولي عاجل في هذه الجريمة".
وأفاد مراسل الأناضول، بأن الطاقم الأجنبي المستهدف يتبع لمؤسسة "الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام" (UNMAS).
ولم يصدر تعقيب فوري من الأمم المتحدة بخصوص هذا الاستهداف.
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها الجماعية بغزة، بشن غارات جوية عنيفة على نطاق واسع استهدفت المدنيين، ما أسفر عن "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة" حتى ساعات ظهر أمس، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإنه تم توثيق مقتل 174 طفلا و89 سيدة و32 مسنا بمجازر الثلاثاء ضمن المحصلة الإجمالية للقتلى.
وتعد هجمات الثلاثاء أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية منازل مأهولة ومراكز إيواء وخيام نازحين، ما أدى إلى دمار واسع ومعاناة إنسانية غير مسبوقة.
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير الماضي.
وتتنصل حكومة بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ تسعى لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
في المقابل، تؤكد "حماس" التزامها بتنفيذ الاتفاق وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 161 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين حماس تؤكد: لم نغلق باب التفاوض ولا حاجة إلى اتفاقات جديدة الاحتلال يطلق الرصاص باتجاه مركبة عند مدخل قرية عبده جنوب الخليل الاتحاد الأوروبي: الوضع في غزة غير مقبول الأكثر قراءة بالفيديو: 3 إصابات إثر قصف من دبابات إسرائيلية على مخيم الشابورة برفح حماس تُعقّب على استئناف "الحوثيين" عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية الرئيس عباس يرد على تصريحات أولمرت بشأن "خارطة السلام" "ضرب مبرح وصعق بالكهرباء".. شهادات قاسية لمعتقلي غزة في سجون الاحتلال عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025