هل إسرائيل قادرة على التوغل البري في لبنان؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
استدعاء الاحتياط الدخول البري السيناريو السيئ قدرات حزب الله
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء استدعاء لواءي احتياط، في حين صرح قائد المنطقة الشمالية بأن إسرائيل دخلت مرحلة أخرى من الحملة ضد حزب الله، وعلينا أن نكون مستعدين بقوة للدخول في المناورة البرية.
وتتزامن هذه التصريحات في ظل تصعيد القصف بين إسرائيل وحزب الله المستمر منذ 3 أيام، وراح ضحيته حتى الآن أكثر من 600 قتيل، ونحو 2000 جريح لبناني وفقا لتصريحات وزارة الصحة اللبنانية، بالإضافة إلى قصف عدد من الأهداف التابعة لحزب الله، وفقا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
أما حزب الله، فقد أعلن اليوم الأربعاء أنه نفذ ضربات صاروخية استهدفت مقر الموساد شمال تل أبيب ومواقع عسكرية، وأضاف أنه قصف أيضا مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون (جنوبي حيفا)، بالإضافة إلى عدد من المستوطنات في الجليل.
استدعاء الاحتياط
ما يلفت الانتباه في استدعاء جيش الاحتلال لواءي احتياط أنه بذلك يحاول أن ينقل ثقله العسكري إلى الجبهة مع حزب الله، فهل يعني ذلك إمكانية الذهاب إلى حرب شاملة مع الحزب، أو توسعها أكثر لتشمل مناطق أخرى ضمن ما تعرف بـ"جبهات الإسناد"؟
يجيب عن هذا التساؤل الخبير الأمني والعسكري أسامة خالد بأن الجيش الإسرائيلي حوّل الجبهة مع لبنان إلى الساحة الرئيسية في المواجهة، ولم يعد ثقله العسكري فعليا موجودا في جبهة قطاع غزة، خاصة في ظل الحديث عن إمكانية الانزلاق نحو حرب واسعة، مع توقعات بفشل مساعي الوسطاء لتجنب التصعيد نظرا لتمسك كل طرف بمواقفه.
وأضاف خالد -في تصريحات للجزيرة نت- أن استدعاء الاحتياط معناه العسكري أن هناك إصرارا واضحا من المستوى السياسي، وبتوافق مع المستوى العسكري، على ضرورة تنفيذ خطة الحزام الأمني على الحدود مع لبنان، والذي يهدف إلى إرجاع قوات الحزب خلف نهر الليطاني، وخلق واقع سياسي وأمني جديد هناك.
ولفت الخبير الأمني والعسكري إلى أن نظام استدعاء الاحتياط في الكيان الإسرائيلي للوحدات والأفراد قائم على محددات ولوائح تضبط هذه العملية عند إعلان الطوارئ أو حسب الحاجة، وأكد أن المجتمع الإسرائيلي لديه قناعة بضرورة شن حرب على لبنان والتخلص من خطر حزب الله، خاصة مع شعورهم بالتهديد الوجودي بعد طوفان الأقصى الذي شكل هزة كبيرة في العقل والوجدان الإسرائيليين.
الدخول البري
توسع القصف واستدعاء الاحتياط المتزامنان مع التصريحات الإسرائيلية التي تدفع نحو تحقيق "منطقة آمنة" في الشريط الحدودي مع لبنان؛ تشير كلها إلى هدف إسرائيل المعلن منذ فترة بضرورة توفير الحياة الآمنة لمستوطنات الشمال، وهذا الهدف لا يتحقق عسكريا إلا عبر التوغل البري للجنوب اللبناني.
لكن الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين يرى أن ذلك يتوقف على عدة معطيات:
أولا- إسرائيل تعلم جيدا دروس حرب عام 2006، وأنها يمكنها تحقيق الانتصار عبر سلاح الجو، لكن هزيمتها تكمن في التوغل البري. ثانيا- لن تنجح إسرائيل في التوغل البري داخل لبنان إلا إذا كانت لديها معطيات جديدة لم تكن متوفرة لها في حرب 2006، مما يعطيها أفضلية في ذلك. ثالثا- هل مقدرات حزب الله ما زالت كما هي عام 2006، أو أنه أدخل متغيرات جديدة نتيجة الفعل ورد الفعل مع الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه الفترة؟وأضاف جبارين للجزيرة أن إسرائيل تشعر بفائض قوة حاليا يدفعها للذهاب نحو خطوات من التصعيد المصحوب بالنشوة الموجودة داخل المستويين العسكري والسياسي، ولا يمكن أن ننفي ذلك نهائيا، ولكن إستراتيجية إسرائيل حاليا تقوم على تقييم نتائج ضرباتها، ومن ثم جس النبض لمدى جاهزية حزب الله، لأنها لم تجرب هذه الجاهزية منذ حرب 2006.
السيناريو السيئويذهب الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا في تفسير استدعاء إسرائيل لواءين من الاحتياط إلى أن الجيوش عندما تلجأ إلى فكرة الاستدعاء فإنها تخطط للسيناريو السيئ، حيث تضع خططا من أجل تعويض أي نقص في صفوفها.
وأضاف حنا -في حديث للجزيرة- أن الاستدعاء يمثل رسالة من إسرائيل إلى حزب الله مفادها: نحن نستعد للمزيد. ومن ثم يقبل الحزب التفاوض، خاصة بعد رفض الأمين العام للحزب حسن نصر الله الشروط التي أعلنتها إسرائيل.
ويخلص الخبير العسكري إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يذهب إلى معركة برية، لأنه بذلك يعطي اليد العليا لحزب الله، لأن قوته تكمن في الدفاع من على الأرض.
لكن أسامة خالد لا يتفق مع الرأي السابق، ويذهب إلى أن استدعاء الفرقة 98 المظلية وقوات احتياط أخرى للجبهة سيجعل من مناورة القوات على الأرض أمرا ممكنا في أي لحظة، مع استمرار سياسة الأرض المحروقة من الجو ضد أهداف مدنية وعسكرية لبنانية لإفساح المجال أمام قوات الجيش الإسرائيلي للدخول بشكل آمن وسلس.
حزب الله أعلن أنه استهدف الموساد بصاروخ من نوع "قادر 1" (الصحافة الإيرانية) قدرات حزب اللهأما في ما يتعلق بما يمتلكه حزب الله من قدرات، فقد أعلن اليوم الأربعاء أنه استهدف مقر الموساد بصاروخ باليستي من نوع "قادر 1″، وذلك لأول مرة منذ بدء القصف المتبادل على طرفي الحدود في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالإضافة إلى استمراره في استهداف مستوطنة كريات موتسكين بدفعات من صواريخ "فادي 1"، وتصديه "لطائرتين معاديتين".
ولذلك يذهب مدير مشروع لبنان في مجموعة الأزمات الدولية هايكو ويمن إلى أنه رغم الأضرار الجسيمة لهياكل القيادة والسيطرة في حزب الله نتيجة الهجمات الإسرائيلية، فإن تأثيرها ليس ملموسا حتى الآن.
وأضاف ويمن -في تصريحات للجزيرة نت- أن حزب الله لم يستخدم بعد صواريخه الأكثر فعالية، ومن غير الواضح إذا كان ذلك بسبب أن إسرائيل دمرتها أو بسبب حسابات تكتيكية حتى تؤدي إلى مزيد من تصعيد النزاع.
والنقطة الأخيرة يشير إليها أيضا رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد ركن الدكتور هشام جابر، ويرى أن حزب الله لا يريد أن يُجر إلى حرب شاملة حتى الآن، "أما إذا استمر العدو في غيه وفي إجرامه من دون حدود أو لا يجد ما يردعه، فأنا أعتقد أن حزب الله يحضر مفاجأة -حسب علمي- عبر ضربات مؤلمة وواسعة".
وأشار جابر -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أن "هذه الحرب هي حرب استنزاف قوية، ولا يزال حزب الله حتى هذه الساعة يلتزم بالصبر الإستراتيجي ولا يستعمل الأسلحة التي يملكها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات استدعاء الاحتیاط التوغل البری حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدور على العراق.. صحيفة إيرانية تكشف اهداف التوغل الإسرائيلي في سوريا
بغداد اليوم- ترجمة
أوضحت صحيفة (كيهان) التابعة لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الاحد (22 كانون الأول 2024)، أنه بعد تمدد الكيان الصهيوني في سوريا سيكون الدور القادم ضد العراق.
وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "بغداد اليوم"، إنه "في أقل من 48 ساعة بعد سقوط حكومة بشار الاسد، شنت إسرائيل نحو 300 هجوم على سوريا"، مبينة أن "دبابات الجيش الإسرائيلي، بعد مرورها بمحافظة القنيطرة، وصلت إلى الحدود الإدارية لمحافظة دمشق، وإذا استمر الوضع على هذا النحو فأن هدف الكيان الصهيوني من هذه التقدمات هو تحقيق مشروع من النيل إلى الفرات، وبالتالي الوجهة التالية سيكون العراق".
واستندت الصحيفة إلى الدعم الأمريكي للجماعات الإرهابية في سوريا، لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أمريكي كبير، قوله إن "الولايات المتحدة لا تستبعد إمكانية رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الجماعات الإرهابية".
وأوضحت "نرى إن أمريكا تبحث عن صفقتها وابتزازها، وهذه المواقف تبعث نبضاً في صفوف الجماعة الإرهابية، وعندما يحصل على الفدية والضمانات، تتم إزالة الجماعة الإرهابية من القائمة وتبرئتهم من جميع التهم مرة واحدة، ويظهر كمنقذ للأمة، والشيطان الأكبر هو حقا اسم جيد لهذا البلد".
وتابعت "يسعى البعض إلى جعل إيران تشعر بالضعف من أحداث سوريا ويقولون إن المقاومة فشلت، لكن بهذه الحادثة ستدرك المنطقة قوة إيران، وفي هذه الأيام، بقدر ما يشعر جيران سوريا بالتهديد بسبب الوضع الداخلي في هذا البلد، فإنهم يفكرون أيضاً في قوة إيران التي لا يمكن إنكارها في تحقيق الاستقرار".
وذكرت الصحيفة "رأينا سقوط حكومة بشار الأسد بالطبع، لم نكن نريد هذا الخريف لقد اعتقدنا أن مسار عمل بشار الأسد لم يكن صحيحاً، وبذلنا قصارى جهدنا لمنع حدوث ذلك، ولكن الآن بعد أن حدث ذلك، وبناء على مقتضيات الميدان والسياسة، يجب أن نتخذ الخطوات اللازمة لتأمين مصالح الوطن ومحور المقاومة".
وتابعت الصحيفة أن "الطبيعة القاسية لجبهة النصرة وداعش (مثل تحرير الشام) لن تتغير أبداً، حتى لو أرادوا ارتداء السترات والسراويل أمام الكاميرات، ولقد وثق صدام حسين ومعمر القذافي ورضا شاه وابنه بأمريكا، لكنهم ندموا فيما بعد، بل ولوموا أنفسهم أحياناً على هذه الثقة التي كانت في غير محلها فهل مصير هؤلاء درس للدول الإسلامية لكي تحذر من الوقوع في البئر بحبل أمريكا".