يُولد الصغار بفطرة سليمة بعيدة عن أي تشوهات فكرية، ومع الوقت يتشكل الوعي لديهم من خلال البيئة المحيطة بهم، ويتأثرون بالعالم الخارجي، وهنا يبرز دور الرقابة الأسرية التي تعمل على توجيههم إلى الطريق الصحيح، وحمايتهم من الأفكار المتطرفة التي قد تواجههم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو بعض الأفلام والمسلسلات العالمية التي تعمل على تعاطف المشاهدين مع الشخصية الشريرة، أو تصوير العلاقات المحرمة على أنها أمر طبيعي، لذا أطلقت «الوطن» 3 حملات لتعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية، تهدف إلى مساعدة الآباء في تعزيز الهوية الدينية للأبناء.

طرق تعزيز الهوية الدينية للأبناء

الدكتورة إيناس علي، استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك، قالت لـ«الوطن»، إن الطريقة الأولى والأهم لتعزيز الهوية الدينية أن يكون الوالدين قدوة لأولادهم، «لما الطفل يشوف الأب والأم بيصلوا، هيعمل زيهم، ويعرف إن البيت دا فيه دين وحلال وحرام».

الطريقة الثانية هي دور المدرسة، حيث يجب زيادة التركيز على دروس وحصة الدين، كما يجب أن تعزز في الصغار أن الدين معاملة وتسامح وأخلاق وأمانة وصدق، وليس مجرد شعائر.

الطريقة الثالثة لا تقل أهمية عما سبق، وهي وجود نشاط ديني في المسجد والكنيسة،  مثل الصدقات والأعمال الخيرية، «كل دا بيقربنا أكتر للدين والفضائل والأخلاق الفاضلة، وكدا بنعلم الدين ونطبقه، والطفل بيكون بعيد عن التطرف الفكري».

الطريقة الرابعة، الرسول عليه الصلاة والسلام قال المرء على دين خليله فليختر أحدكم من يخالل، ما يعني أنه يجب أن يركز الأهل على أصدقاء أبنائهم، «يشوفوا صحابهم مين واتجاهاتهم إيه».

بينما تشمل الطريقة الأخيرة لتعزيز الوعي الديني لدى الأطفال، التركيز على الأفلام والموسيقى والدراما التي يتابعها الأطفال، لأنها يمكن أن تغرس فيهم الابتعاد عن الدين وتجعل من الحرام حلالاً والعكس، «بعض الأفلام زي لوسيفر خلت الشيطان طيب وضحية ودا غلط وكارثة، وكمان لازم يخلوا بالهم من أفلام الكرتون والإعلانات».

أهمية تعزيز الهوية الدينية للأطفال

الدكتورة داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، قالت لـ«الوطن»، إن هناك أهمية كبرى في هذا العصر لتعزيز الهوية الدينية للأبناء، في ظل انتشار أفكار شاذة وغريبة على قيمنا الدينية، لذا تبدأ خطوات حماية الصغار من الأسرة التي تقوم بدور محوري في الحفاظ على الدين من خلال الحديث عن المبادئ والقيم وبناء الوعي السليم للأبناء لمحاربة الدعاوى المتطرفة، ويمكن الاستعانة بالقصص الدينية لتوصيل الرسالة إلى الطفل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حملة الوطن تعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية تعزیز الهویة الدینیة

إقرأ أيضاً:

يوسف إدوراد يكتب: الهوية الدينية وتحديات الحفاظ على التراث الأخلاقي والثقافي

تُعد الهوية الدينية في مصر عنصرًا أساسيًا في تشكيل الشخصية الفردية والجماعية، إذ تعكس القيم والمعتقدات التي ميزت المصريين عبر تاريخ طويل من التفاعل بين الأديان والثقافات.

ومع تسارع العولمة والتكنولوجيا، أصبحت الهوية الدينية تواجه تحديات كبيرة، لا سيما مع التدخلات الثقافية والعادات المستوردة التي قد تتعارض مع القيم الدينية المصرية.

ويُعد الحفاظ على التراث الثقافي والقيم الأسرية والأخلاقية من الأسس التي تسهم في حماية الهوية الوطنية من هذه التأثيرات الخارجية.

تشكل العولمة تحديًا كبيرًا للهوية الدينية عبر تدفق ثقافات وأيديولوجيات جديدة إلى المجتمع المصري. هذا التدفق قد يُحدث اضطرابًا في هوية الأفراد، خصوصًا الشباب، الذين يتعرضون لقيم دخيلة تتعارض مع المبادئ الدينية التي نشأوا عليها. الإعلام، وخصوصًا وسائل التواصل الاجتماعي، يُعد ساحة مفتوحة لنقل هذه التأثيرات، مما يستدعي استجابة واعية للحفاظ على الهوية المصرية.

يتطلب الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية تعزيز القيم الأسرية والأخلاقية المصرية التي تعد جزءًا من التراث العريق. هذه القيم لا ترتبط فقط بالدين، بل تمتد لتشمل التراث الأخلاقي والأسري الذي يميز المجتمع المصري ويمنحه طابعه الخاص. الاهتمام بهذه الجوانب يسهم في بناء جيل قوي قادر على مواجهة التحديات الثقافية المستوردة.

أحد المفاتيح الأساسية للحفاظ على الهوية الدينية والثقافية هو التعليم. يجب أن تواكب المناهج الدراسية التغيرات الثقافية والتكنولوجية مع التركيز على القيم الدينية والأخلاقية. تدريس مواد تُبرز القيم الإنسانية المشتركة يساعد في بناء وعي أجيال جديدة قادرة على الموازنة بين الانفتاح على العالم والتمسك بالهوية الوطنية.

إلى جانب العولمة، يُعد تنامي الصراعات الطائفية والتطرف الديني في المنطقة من التحديات الكبرى التي تواجه الهوية الدينية في مصر. هذه التوترات تهدد الوحدة المجتمعية وتزيد من الانقسامات. لذلك، يُعتبر الحوار بين الأديان والمذاهب وسيلة فعّالة لتعزيز الوحدة الوطنية وبناء جسور التفاهم بين مختلف الفئات. هذا الحوار يعكس روح العيش المشترك التي تميز بها المصريون على مر التاريخ، ويعزز التماسك الاجتماعي.

وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من دورها في نشر الثقافات الأجنبية، يمكن أن تكون أداة فعالة في تعزيز الهوية الدينية والثقافية. يمكن للمؤسسات الدينية استغلال هذه المنصات للوصول إلى الشباب وتعزيز الفهم المشترك والتسامح بين أفراد المجتمع. كما أن تنظيم فعاليات رقمية تجمع مختلف الفئات الدينية والثقافية يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتقوية روح الانتماء الوطني.

الإعلام التقليدي أيضًا يلعب دورًا محوريًا في تناول القضايا الدينية والثقافية. من خلال تقديم محتوى يعزز التسامح والعيش المشترك، يمكن للإعلام أن يساهم في ترسيخ الهوية الدينية والثقافية. وعلى النقيض، قد يؤدي التعامل السلبي مع هذه القضايا إلى تفاقم التوترات وإضعاف الهوية الوطنية.

التراث الثقافي والقيم الأسرية والأخلاقية المصرية جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية. يتعين على الأفراد، المؤسسات، والدولة العمل معًا لحمايتها من التأثيرات الخارجية التي قد لا تتوافق مع القيم المحلية. الحفاظ على هذا التراث لا يعني الانغلاق على الذات، بل يتطلب الانفتاح على العالم بوعي وتقدير للتراث الثقافي والديني. هذه القيم الأسرية ليست فقط عنصرًا يحمي الهوية الدينية، بل هي عامل رئيسي في تماسك المجتمع واستمرارية الروابط الاجتماعية عبر الأجيال.

ختامًا، يتطلب الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية المصرية جهدًا مشتركًا، يشمل التعليم، الإعلام، المؤسسات الدينية، وأدوات التكنولوجيا الحديثة. كل هذه العوامل يجب أن تعمل معًا لحماية التراث القيمي والأخلاقي المصري، وتعزيز الوحدة الوطنية في ظل التحديات التي تفرضها العولمة والتكنولوجيا.

يوسف إدوارد مدير الإعلام بالهيئة القبطية الإنجيلية

مقالات مشابهة

  • شاهد| بهذه الطريقة استطاعت صنعاء تعزيز الأمن والحد من الجريمة (فيديو ينشر لأول مرة)
  • يوسف إدوراد يكتب: الهوية الدينية وتحديات الحفاظ على التراث الأخلاقي والثقافي
  • «المؤتمر»: الهوية الدينية والاجتماعية والوطنية ركيزة أساسية لبناء المجتمعات
  • أهمية القراءة في بناء المعرفة وتطوير الشخصية
  • الطريقة الصحيحة لاستخدام زيت الخروع لتعزيز صحة الشعر
  • بذور الكتان.. الحل الطبيعي لتعزيز صحة وجمال الشعر
  • كيف تصدى الأزهر لـ«المثلية» حفاظا على الهوية الدينية؟
  • مواجهة الأفكار المنحرفة.. كيف تعزز دار الإفتاء الهوية الدينية؟
  • «تعظيم قيم المواطنة» ندوات للحفاظ على الهوية الدينية في معاهد مطروح