دليل من أجل الحكم الرشيد
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
مقالات مشابهة انطلاق الحملات الانتخابية لبرلمان كردستان العراق
7 دقائق مضت
رحلة معرفية جديدة تنطلق في معرض الرياض الدولي للكتاب 202411 دقيقة مضت
إيرادات الإعلانات الرقمية تتسرب خارج السعودية… فهل من استراتيجية لوقفها؟15 دقيقة مضت
«حماس» تهاجم بلينكن وتطالب بمقاضاته20 دقيقة مضت
«المركزي اللبناني» يضخ سيولة دولارية مضاعفة لمصلحة المودعين24 دقيقة مضت
أميركا تعمل دون كلل لتجنب اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل و«حزب الله»28 دقيقة مضت
أصدر رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير (71 عاماً)، كتاباً جديداً بعنوان «عن القيادة: دروس للقرن الحادي والعشرين» (2024)، يقول فيه إنه يقدم جميع النصائح التي تمنى لو علم بها عندما تولى المنصب التنفيذي الأهم في المملكة المتحدة عام 1997.
ويرى بعض النقاد في الصحف البريطانيّة أن توقيت صدور الكتاب قد يمثّل مدخلاً إلى إعادة التأهيل السياسي للزعيم السابق لحزب العمال مع العودة المظفرة لحزبه إلى 10 داونيينغ ستريت – مقر رئاسة الحكومة البريطانية في لندن – بعد عقد ونصف العقد من انفراد حكومات حزب المحافظين بالسلطة، وتولي كير ستارمر، أحد تلامذته الأمينين على خط الديمقراطيّة الاجتماعية الجديدة، منصب رئيس الوزراء.
وكان بلير، الذي انتُخب لولايتين متتاليتين وبشعبيّة غير مسبوقة على خلفية من ركود سياسي شاب أداء حكومات المحافظين في التسعينات، قد ترك السلطة بسمعة مختلطة؛ إذ اعتبرت جهات – في اليمين – أن الرجل دفع بمصالح بريطانيا إلى الأمام، وحقق «إصلاحات» في مجالات عدّة، وساهم في تثبيت النظام لحظة الارتباك أمام مقتل الليدي ديانا سبنسر، لكن آخرين، لا سيما في اليسار، لعنوه – وما زالوا – بسبب قراره المخالف للتوجهات الشعبيّة بالانضمام إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق في عام 2003، وانحياز حكومته العماليّة لمصالح القطاع الخاص في التعليم والصحة والنقل العام.
ومهما يكن من أمر الخلاف على تراث الرجل، فإن خبرته الطويلة نسبياً في حكم دولة مفصليّة في النظام العالمي مثل بريطانيا، وعلاقاته الوثيقة بالإدارات الأميركيّة، وشبكة العلاقات الدّولية الواسعة التي أدارها بعد تركه السلطة من خلال مؤسسته الاستشارية، تفرض على كل معني بالسياسة، والحكم الرشيد، والإدارة، أن يصغي لما قد يقوله حول فن غامض وخطير وشديد الأهميّة مثل القيادة.
لعل المقدمة، وهي أقوى ما جاء في الكتاب، تعطي تبريراً شديد الواقعية للفائدة المرجوة من قراءة نصوص من مارسوا أدواراً قيادية بشكل أو آخر، سواء في حكم الدّول، أو في إدارة الشركات والمنظمات؛ فلا أحد – كما يقول بلير – ينجح في مهمته لمجرد كونه قائداً، بل من خلال العمل الدؤوب، والاعتناء بالتنفيذ، وإعمال الفكر عند اتخاذ القرارات، والفضول والرغبة بالمعرفة، ومقاومة الغطرسة عبر توازن دقيق بين الثقة بالنفس والتواضع. وعلى النقيض من معظم المهن في العالم المعاصر، التي تتطلب تخصصاً وتأهيلاً، فمن الجليّ أن القيادة – في فضاء السياسة على الأقل – لا تتطلب مؤهلات رسمية معينة أو خبرة سابقة محددة أو تدريباً محضّراً، ولذلك فإن الاطلاع على تجارب الممارسين من خلال كتبهم ومذكراتهم قد تكون من المصادر القليلة المتوفرة لفهم هذه الظاهرة المعقّدة.
يتناول بلير في «عن القيادة» أسئلة مهمة بشأن السمات والمهارات وطرائق التفكير التي تصنع القائد الناجح، ويقترح عليهم من وحي خبرته الشخصيّة أموراً ينبغي للقادة فعلها – أو تجنب القيام بها – للحصول على صيت خالد في قلب كتاب التاريخ، لا مجرد ذكر عابر في سجل الزائرين! ومن المفارقات، مع ذلك، أن من اكتسبوا خبرة سابقة في موقع قيادي بخاصة في قطاع الشركات التجارية الكبرى سيجدون أجزاء كثيرة من الكتاب تكراراً ضحلاً ربما لبعض الأساسيات التي لا جدال بشأنها؛ فمعظم القادة يدركون أهميّة أن يكون لديهم خطة وأن يلتزموا بها، وأن يديروا الوقت العام والشخصي بفاعلية، وأن يحددوا الأولويات، وأن يفهموا الفرق بين التكتيك والاستراتيجية، وأن يفضلوا السياسات التوجيهية على الخطابيّة، وأن يفاوضوا بكفاءة، ويكونوا مستعدين لاتخاذ قرارات قد لا تحظى بشعبية، ويتابعوا التنفيذ حتى منتهاه. وبالطبع، فإن ما يحتاج إليه القادة هو أن يستمعوا – بشأن هذه الأمور كلها – إلى ما يفيدهم في معالجة تحديات عديدة ستواجههم حتماً لدى شروعهم بالقيام بها، وهو ما لا يقدّم بلير الكثير منه في معظم فصول كتابه. على أن ذلك يتم تعويضه على نحو مُرضٍ في المقاطع المتضمنة لمشورته حول كيفية التعامل مع الأعباء الشخصية للقيادة، وإدارة البيروقراطيّة، ومواجهة ضغوط وسائل التواصل الاجتماعي، وأهميّة السعي إلى تطوير المناطق النائية، وتجنب الغطرسة، ومعرفة الوقت الملائم لمغادرة المسرح.
أما القضية الأكثر إثارة للجدل بشأن رئاسته للوزراء، وهي حرب العراق والبحث العقيم عن أسلحة دمار شامل زعم الأميركيون أن بغداد تمتلكها، فلم يكن لدى بلير الكثير ليقوله في معرض الدروس التي يمكن للقادة استخلاصها من تلك التجربة المكلفة على الصعيد الإنساني، واكتفى بالإشارة إلى أنه سبق وتحدث في هذا الأمر مرات عديدة، بما في ذلك في مذكراته المنشورة – «رحلة» (2010) – وأنّه «لن يمكن إقناع شخص لا يريد أن يقتنع»، لكنّه لم يتوانَ عن تقريع الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتين، في عدة مواضع من الكتاب، لغزوه أوكرانيا، بحجة أنّ ذلك لا يليق بسلوك دولة ديمقراطيّة متحضرة.
نصيحة بلير الوحيدة للقادة هنا أن يعتنوا وهم في موقع القيادة بما سيكون عليه إرثهم بعد تركهم المنصب كي لا يتم تعريفهم لاحقاً من خلال قضيّة واحدة – مثل العراق في حالته – معترفاً بأنّه لم يفعل ما يكفي بهذا الاتجاه في أثناء توليه السلطة، ما ترك مجمل تجربته مشاعاً يحدده آخرون لم يعرفوه شخصياً وعلى الأغلب أنهم لن يلتقوا به في أيّ وقت.
صورة بلير التي يمكن استشفافها من خلال وجهة نظره عن ماهية القيادة تجعله أقرب إلى شخصيّة «أمير ميكافيللي»، إشارة إلى منهجية الفصل الواعي في إدارة شؤون الدّولة بين ما هو أخلاقي وما هو براغماتي كما في كتاب نيكولو ميكافيللي الشهير، فعند بلير ما يقوله القائد في الحملة الانتخابيّة ليس بالضرورة أن يكون خطته في الحكم، وما يجب أن يسعى لتحقيقه لأجل المصلحة العامة قد لا يحظى بالقبول الشعبي من الناخبين، بل يمكن للقائد أن يتعاطف علناً مع المُثل الاشتراكيّة النبيلة، ثم ينفّذ على أرض الواقع كل ما من شأنه أن يخدم مصالح القلة من الخواص.
Source link ذات صلة
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: دقیقة مضت من خلال
إقرأ أيضاً:
وزير التربية السوري: لا تغيير على المناهج الحالية إلا الرموز التي تمجد النظام السابق
سرايا - أكد وزير التربية والتعليم السوري نذير القادري، أن لا تغيير على المناهج الدراسية العلمية في سوريا، وستبقى على الخطط التي كانت موضوعة سابقا.
وأضاف القادري أن المناهج ستستمر حتى نهاية العام، مشددا على أن الوزارة ستعمل على إزالة أي رموزا كانت تمجد النظام السابق.
ولفت إلى أن الوزارة طالبت بخطة معينة لحذف هذه الفقرات من المناهج، والاستمرار بباقي المنهاج حتى لا يتأثر الطالب.
وعممت وزارة التربية والتعليم السورية على المعلمين كافة بأن يلتحقوا بمدراسهم خلال الأسبوع الحالي، بحسب القادري، الذي شدد على إعطاء الطلبة ما يستحقونه من التعليم لتجنب الفاقد العلمي.
عاد عشرات من التلاميذ في دمشق، الأحد، إلى المدارس للمرة الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وحل هدوء الحياة اليومية محل الأجواء الاحتفالية بسقوط نظام الأسد في شوارع العاصمة السورية.
وقالت رغيدة غصن (56 عاما) وهي أم لثلاثة أولاد، إن الأهل تلقوا "رسائل من المدرسة لإرسال الطلاب من الصف الرابع وحتى الصف العاشر. أما بالنسبة للأطفال فسيبدأ الدوام بعد يومين".
ولفت القادري إلى أن الوزارة تتطلع إلى خلق جيل واع مدرك لقضايا أمته العربية ليرقى إلى مستوى يخدم أمته بشكل عام، ، لا ننظر فيه إلى عرق طائفي، إنما يكون عاما للأمة جمعاء، سواء استمرينا في هذه الحكومة أم لن نستمر.
"هذا الجيل شهد من عقود ظلما واستبدادا، سيكون في ظل حكومة لاحقة، سواء استمرينا في هذه الحكومة أم لن نستمر، نحن نسعى إلى أن يستمر هذا الجيل في بناء مستقبل هذه الأمة" بحسب القادري.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 372
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 15-12-2024 05:15 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...