قيادة مرنة وترسانة وأنفاق ضخمة.. كيف سيصمد حزب الله بوجه عدوان إسرائيل؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
#سواليف
قالت ثلاثة مصادر مطلعة على عمليات #حزب_الله اللبناني لوكالة رويترز إن تسلسل القيادة المرن إلى جانب شبكة #الأنفاق الواسعة والترسانة الضخمة من #الصواريخ والأسلحة التي عززها على مدار العام الماضي تتيح له الصمود في وجه الضربات الإسرائيلية القاصمة وغير المسبوقة.
وقد شنت إسرائيل خلال الأيام الماضية #هجمات قوية على حزب الله، بما في ذلك استهداف قيادات عسكرية كبيرة وتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية للحزب.
وقتلت إسرائيل يوم الجمعة القيادي إبراهيم عقيل الذي أسس وقاد قوة الرضوان التي تمثل قوة النخبة التابعة للحزب. وتقول وزارة الصحة إن أكثر من 560 شخصا بينهم 50 طفلا لقوا حفتهم منذ يوم الاثنين، وهو اليوم الأكثر دموية في لبنان منذ عقود، جراء الضربات الإسرائيلية.
مقالات ذات صلة العمل تحذر من إعلانات تشغيل وهمية تستخدم إسمها / صور 2024/09/25وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يوم الأحد إن مقتل عقيل أحدث هزة في صفوف حزب الله. وتقول إسرائيل إن ضرباتها دمرت أيضا آلاف الصواريخ والقذائف التي يملكها الحزب.
تعويض القيادات
لكن اثنين من المصادر المطلعة على عمليات حزب الله قالا إن الحزب تحرك سريعا لتعيين من يخلف عقيل وغيره من كبار الشخصيات الذين قتلوا في الضربة الجوية التي وقعت يوم الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
إعلان
وأكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب ألقاه في الأول من أغسطس/آب أن الحزب يعين سريعا خليفة كلما قُتل أحد قادته.
وقال مصدر رابع، وهو قيادي في حزب الله، إن الهجوم على #أجهزة_الاتصال جعل 1500 من المقاتلين غير لائقين للقتال بسبب إصاباتهم، إذ أُصيب كثير منهم بفقدان النظر أو بُترت أيديهم.
ورغم أن هذا يمثل ضربة قوية، فإنه لا يمثل سوى جزء ضئيل من قوة حزب الله، التي قدر تقرير للكونغرس الأميركي الجمعة الماضي عدد مقاتليها بما يتراوح بين 40 و50 ألف مقاتل. وسبق أن قال نصر الله إن قوام مقاتلي الحزب يبلغ 100 ألف #مقاتل.
وقالت المصادر الثلاثة إنه منذ أكتوبر/تشرين الأول، عندما بدأ حزب الله إطلاق القذائف على إسرائيل لدعم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة، أعاد نشر مقاتليه في مناطق المواجهة في الجنوب بما في ذلك عن طريق استدعاء بعضهم من سوريا.
وأضافت المصادر أن الحزب عمل أيضا على نقل الصواريخ إلى لبنان بوتيرة سريعة، تحسبا لصراع طويل الأمد، ولفتت في الوقت نفسه إلى أن الحزب يسعى لتجنب حرب شاملة.
وإيران هي الداعم والمورد الرئيسي للأسلحة لحزب الله.
ويعتبر حزب الله الفصيل الأقوى في “محور المقاومة” الذي تقوده طهران ويضم قوات غير نظامية متحالفة معها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، والكثير من أسلحة الحزب نماذج إيرانية أو روسية أو صينية.
ولم تقدم المصادر، التي طلبت كلها عدم ذكر أسمائها بسبب حساسية الأمر، تفاصيل عن الأسلحة أو الجهة التي يتم شراؤها منها، كما لم يرد المكتب الإعلامي لحزب الله على طلبات للإدلاء بتعليق.
وقال أندرياس كريج المحاضر الكبير في كلية الدراسات الأمنية في كينغز كوليدج لندن إنه رغم ارتباك عمليات حزب الله بسبب هجمات الأيام الماضية فإن الهيكل التنظيمي المتماسك للحزب يساعد في جعله قادرا على الصمود لأقصى درجة.
وأضاف “هذا هو العدو الأكثر قوة الذي واجهته إسرائيل على الإطلاق في ساحة المعركة، ليس بسبب الأعداد والتقنيات ولكن بسبب القدرة على الصمود”.
صواريخ قوية
وتصاعدت حدة القتال هذا الأسبوع، ويوم أمس الثلاثاء أعلنت إسرائيل اغتيال قيادي آخر من حزب الله هو إبراهيم قبيسي، ومن جانبه سعى الحزب إلى إظهار قدرته على مواصلة العمليات فأطلق مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل في هجمات على أهداف أبعد من أي وقت مضى.
وقال الحزب، اليوم الأربعاء، إنه استهدف قاعدة استخبارات إسرائيلية بالقرب من تل أبيب، على بُعد أكثر من 100 كيلومتر من الحدود، كما دوّت صافرات الإنذار في تل أبيب عندما اعترضت أنظمة الدفاع الجوي صاروخ “سطح-سطح” واحدا.
ولم يذكر الحزب بعد ما إذا كان أطلق أيا من صواريخه الأقوى الموجهة بدقة، مثل صاروخ “فاتح-110” الباليستي إيراني الصنع الذي يتراوح مداه بين 250 و300 كيلومتر.
ووفقا لورقة بحثية نشرها مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن عام 2018، فإن الصاروخ “فاتح-110” الذي يمتلكه حزب الله مزود برأس حربية تزن 450 إلى 500 كيلوغرام.
وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني كبير، إن هجمات حزب الله الصاروخية ممكنة لأن تسلسل القيادة واصل العمل على الرغم من بعض الارتباك الذي تعرض له الحزب لفترة وجيزة بعد تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) وكذلك أجهزة (ووكي توكي) التي يستخدمها أفراد الحزب.
وقالت المصادر الثلاثة إن قدرة حزب الله على التواصل مدعومة بشبكة هاتفية ثابتة خاصة بالحزب التي تصفها بأنها بالغة الأهمية لاتصالاتها، وقالت إنها مستمرة في العمل، فضلا عن أجهزة أخرى.
وكان الكثير من مقاتلي حزب الله يحملون نماذج قديمة من أجهزة البيجر، على سبيل المثال، والتي لم تتأثر بهجوم الأسبوع الماضي.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من تلك المعلومات بشكل مستقل، علما بأن معظم الإصابات الناجمة عن انفجار أجهزة البيجر وقعت في بيروت بعيدا عن الجبهة.
وكثف حزب الله استخدام أجهزة البيجر بعد منع حظر مقاتليه في فبراير/شباط من استخدام الهواتف المحمولة بساحة المعركة في أعقاب مقتل قياديين.
وأشار المسؤول الأمني الكبير إلى أنه إذا انفصلت سلسلة القيادة فإن هناك مقاتلين في الخطوط الأمامية مدربون على العمل في مجموعات صغيرة مستقلة تتألف من قرى قليلة العدد بالقرب من الحدود وقادرة على محاربة القوات الإسرائيلية لفترات طويلة.
وهذا هو بشكل دقيق ما حدث في عام 2006، خلال الحرب السابقة بين حزب الله وإسرائيل، عندما صمد مقاتلو حزب الله لأسابيع وبعضهم في قرى واقعة على الخطوط الأمامية غزتها إسرائيل.
وتقول إسرائيل إنها صعّدت هجماتها لتقليص قدرات حزب الله وتأمين عودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين إلى منازلهم بالقرب من الحدود اللبنانية والتي فروا منها عندما بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها تفضل التوصل إلى اتفاق تفاوضي يقضي بانسحاب حزب الله من منطقة الحدود، ولكنها مستعدة لمواصلة حملة القصف إذا رفض الحزب ذلك ولا تستبعد أي خيارات عسكرية.
ويعني صمود حزب الله أن القتال أثار مخاوف من حرب طويلة الأمد يمكن أن تشمل الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لإسرائيل، وأيضا إيران وخاصة إذا شنت إسرائيل هجوما بريا في جنوب لبنان وانغمست فيه.
وحذّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوم الاثنين من عواقب “لا رجعة فيها” قد تترتب على اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن لا تتفق مع إستراتيجية التصعيد التي تنتهجها إسرائيل وتسعى إلى تهدئة التوترات.
صواريخ كاتيوشا في عرض عسكري سابق لحزب الله اللبناني (الصحافة اللبنانية)
ترسانة تحت الأرض
وذكر المصدران اللذان تحدثا لرويترز أن صواريخ أُطلقت يوم الأحد من مناطق في جنوب لبنان رغم تعرض هذه الأماكن تحديدا لاستهداف من إسرائيل قبلها بفترة وجيزة مما يدل في رأيهما على أن بعض أسلحة حزب الله مخبأة بعناية.
ويُعتقد أن لحزب الله ترسانة تحت الأرض ونشر الشهر الماضي صورا بدا أنها تُظهر مقاتلين يقودون شاحنات محملة بمنصات إطلاق عبر أنفاق. ولم يحدد المصدران ما إذا كانت الصواريخ التي أُطلقت يوم الأحد تم إطلاقها من تحت الأرض.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن وابل الصواريخ الذي أطلق على لبنان يوم الاثنين الماضي دمر عشرات الآلاف من صواريخ حزب الله وذخيرته.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ما تم ضربه يوم الاثنين شمل صواريخ كروز بعيدة المدى وصواريخ برؤوس حربية قادرة على حمل متفجرات تصل إلى 100 كيلوغرام وصواريخ قصيرة المدى وطائرات مسيّرة ملغومة.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل مما قاله الجيش الإسرائيلي.
وقال بواز شابيرا الباحث في مركز ألما، وهو جهة بحثية إسرائيلية مختصة بشؤون حزب الله، إن إسرائيل لم تستهدف بعد مواقع إستراتيجية مثل مواقع الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيّرة.
وتابع قائلا “لا أعتقد أننا اقتربنا بأي حال من الأحوال من نهاية ذلك”.
وقال تقرير الكونغرس الأميركي إن من المعتقد أن ترسانة حزب الله تضم نحو 150 ألف صاروخ، بينما قال كريج إن الصواريخ الباليستية الأقوى والأبعد مدى محفوظة تحت الأرض.
وقضى حزب الله أعواما وهو يحفر شبكة أنفاق تشير تقديرات إسرائيلية إلى أنها تمتد مئات الكيلومترات؛ ولم يصدر الحزب بيانا بشأن نطاق تأثير الضربات الإسرائيلية منذ يوم الاثنين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ضربات يوم الاثنين الجوية استهدفت مواقع إطلاق صواريخ مخبأة تحت منازل في جنوب لبنان، بينما أكد حزب الله أنه لا يضع بنية تحتية عسكرية قرب المدنيين.
أنفاق ضخمة
وفي وقت سابق، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن ترسانة الأسلحة والأنفاق التي يمتلكها الحزب توسعت منذ حرب عام 2006، وخاصة أنظمة التوجيه الدقيق، كما أكد مسؤولون بالحزب استخدام جزء صغير من الترسانة في القتال خلال العام الماضي.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن البنية التحتية العسكرية لحزب الله متغلغلة بشكل وثيق في القرى والتجمعات السكنية في جنوب لبنان، حيث يتم تخزين الذخيرة ومنصات إطلاق الصواريخ في المنازل في مختلف أنحاء المنطقة، علما بأن إسرائيل تقصف بعض هذه القرى منذ شهور بهدف إضعاف قدرات الحزب.
لكن التفاصيل المؤكدة بخصوص شبكة الأنفاق تظل نادرة.
وزعم تقرير صدر في 2021 عن مركز ألما الإسرائيلي المتخصص في شؤون حزب الله، أن إيران وكوريا الشمالية ساعدتا في بناء شبكة الأنفاق في أعقاب حرب عام 2006.
وكافحت إسرائيل بالفعل من أجل القضاء على قادة حماس ووحداتها القتالية المعتمدة على نفسها في الأنفاق التي حفرتها في أرجاء قطاع غزة.
وقالت كرميت فالنسي، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب “هذا هو أحد أكبر التحديات التي نواجهها في غزة، ومن المؤكد أنه شيء قد نواجهه في لبنان”.
وقال كريج إنه على عكس غزة حيث يتم حفر معظم الأنفاق يدويا في تربة رملية فإن الأنفاق في لبنان تم حفرها عميقا في صخور الجبال.
وأضاف أن “الوصول إليها أصعب كثيرا من غزة وحتى تدميرها أصعب”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حزب الله الأنفاق الصواريخ هجمات أجهزة الاتصال مقاتل الجیش الإسرائیلی فی جنوب لبنان یوم الاثنین تحت الأرض لحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
بين تصعيد إسرائيل وعمليات حزب الله.. هل سقطت التسوية؟!
لعلّه "السيناريو" نفسه يتكرّر مرّة أخرى، حيث ترمي إسرائيل بتسريبات مكثّفة حول "تسوية" مع لبنان، تنهي الحرب العبثية والوحشية المتواصلة منذ أكثر من شهر ونصف، وتذهب عبر إعلامها لحدّ الكشف عمّا تسمّيه بـ"مسودة الاتفاق"، متحدّثة عن وضع "اللمسات الأخيرة" عليه، لكنّها لا تقرنها بأفعال تثبت "حسن النوايا"، بل على النقيض، ترفع من مستوى اعتداءاتها، بما يفرغ "التسوية الموعودة" من مضمونها، فتأتي الخيبة مُضاعَفة.
وعلى الرغم من أنّ هناك ما يدفع إلى الاعتقاد بأنّ شيئًا ما مختلفًا هذه المرّة، أقلّه من حيث التوقيت، بعد إنجاز الانتخابات الأميركية، وفوز المرشح دونالد ترامب بالرئاسة، إلا أنّ مؤشرات الساعات الأخيرة لم توحِ بما يبعث فعليًا إلى التفاؤل، بدءًا من مصادقة رئيس أركان جيش الاحتلال على "توسيع" العملية البرية في جنوب لبنان، بعدما ساد اعتقاد بأنّها تقترب من النهاية، وصولاً إلى القصف المتواصل على العديد من المناطق اللبنانية.
أما الموقف اللبناني، فبدا ميّالاً إلى "الحذر"، استنادًا إلى التجارب السابقة التي كشفت عن ممارسة إسرائيل لأسلوب "الخديعة"، كما حصل يوم أوهمت الناس بفرص الحلّ، قبل أن تغتال "غدرًا" الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، علمًا أنّ الحزب لم يُعِر هذه المرّة التسريبات الإسرائيلية اهتمامه، بل صعّد في عملياته المضادة، مع تسجيل رشقات صاروخية تكاد تكون الأكبر منذ بدء الحرب، فهل يمكن القول إلى "التسوية" سقطت عمليًا؟!
موقف "حزب الله" الثابت
بالنسبة إلى موقف "حزب الله"، يبدو واضحًا أنّه "نأى بنفسه" إن صحّ التعبير، عن كلّ فحوى التسريبات الإسرائيلية حول وقف لإطلاق النار، كما حول الشروط التي حُكي عنها في الإعلام بشأن هذا الاتفاق المحتمل، وهوما تجلّى في المؤتمر الصحافي لمسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب الحاج محمد عفيف، الذي قال إنّ أيّ شيء ملموس لم يصل إلى الحزب، ولا إلى المسؤولين اللبنانيين المعنيّين، الذين تواصل معهم قبل المؤتمر.
وبالفعل، حرص "حزب الله" على أن يعكس هذا الموقف في أدائه الميداني الذي لم يتأثّر بكلّ التسريبات والتسريبات المضادة، إذ إنّ وتيرة عملياته العسكرية بقيت على المنوال نفسه، وربما ارتفعت نسبيًا، مع تسجيل الهجوم الصاروخي الأكبر الذي ينفذه الحزب على حيفا، التي حوّلتها صواريخ الحزب إلى مدينة أشباح إن جاز التعبير، وقد شلّت الحياة فيها إلى حدّ بعيد بعد إطلاق رشقة صاروخية كبيرة من الجانب اللبناني.
ولعلّ "حزب الله" أراد بهذا الهجوم، وسائر العمليات، أن يوصل رسالة مفادها أنّ ما يراهن عليه للوصول إلى وقف إطلاق النار هو "إيلام العدو"، وفقًا للمعادلة التي كان الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قد أطلقها قبل فترة، إذ إنّ الحزب الذي يشدّد على انفتاحه على المفاوضات، ولا سيما أنّه فوّض القرار بهذا الشأن إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، لن يكون في أيّ حال من الأحوال من يستجدي الاتفاق، بل يريد أن يدفع إسرائيل إلى طلبه.
احتمالات التسوية وآفاقها
ثمّة من يقول إنّ موقف "حزب الله" هذا ناتج في مكانٍ ما أيضًا عن "الضبابية" في الموقف الإسرائيلي، الذي لا يبدو "ثابتًا"، فالإعلام يتحدّث عن اتفاق شبه مكتمل، رغم أنّ أيّ شيء رسمي لم يصل إلى لبنان بشأنه، والقادة العسكريون يتحدّثون في المقابل عن المزيد من التصعيد، كما حصل في ضوء المصادقة على توسيع العملية البرية، ولو أقرنه الإسرائيليون بالقول إنّ القرار يمكن أن يُلغى بمجرد إبرام التسوية أو الاتفاق.
ولكن بمعزل عن موقف الحزب هذا، وعن التصعيد الإسرائيلي الموازي للحديث عن المفاوضات، يقول العارفون إنّ احتمالات التوصّل إلى تسوية تبقى قائمة، ولو أنّها ليست في أوجها كما كانت قبل يومين فقط، إذ هناك من يؤكد أنّ ثمّة قرارًا متّخذًا بضرورة إنهاء الحرب خلال مهلة الشهرين الفاصلة عن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وأنّه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بذلك، وقد تواصلا عدّة مرات الأسبوع الماضي.
لكنّ الأكيد وفق ما يقول العارفون، إنّ كلّ الأمور تبقى مرهونة بالتفاصيل التي تكمن فيها الشياطين، فالاتفاق الذي يُحكى عنه لم يصل إلى لبنان بعد، كما أنّ ما يروّجه الإعلام الإسرائيلي عمليًا قد لا يكون مقبولاً كما هو، خصوصًا لجهة الحديث عن "حرية الحركة" الإسرائيلية مستقبلاً، بما يحوّل لبنان ربما إلى ما يشبه واقع الضفة الغربية مثلاً، في حين أنّ الموقف اللبناني واضح لجهة الركون إلى القرار الدولي 1701، من دون زيادة أو نقصان.
لم تسقط "التسوية" بعد إذًا، لكنّها في الوقت نفسه، لا تُعتبَر مضمونة بعد. يقول العارفون إنّ مؤشرات هذه التسوية عديدة، لكنّها غير كافية لضمان ألا تكون مناورة إسرائيلية أخرى. لذلك، فالمطلوب التعامل مع ما يروّجه الإعلام الإسرائيلي بحذر حتى إثبات العكس، علمًا أنّ أيّ موقف من التسوية لا يمكن أن يُطلَق بناءً على تسريبات، وبالتالي فما قبل تبلّغ لبنان الرسمي بشيء، وتحديد موعد للمبعوث الأميركي، يبقى كلّ ما يُحكى مجرد حبر على ورق!
المصدر: خاص "لبنان 24"