الفنانة الإماراتية خلود الجابري لـ24: ألوان المائيات والأحبار أقرب لروح الإنسان
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
أكدت الفنانة التشكيلية الإماراتية خلود الجابري، إحدى أبرز رائدات الفن التشكيلي في الإمارات، وفازت عام 2010 بلقب أفضل فنانة تشكيلية عربية، أن معرضها القادم سيكون الأول من نوعه في الدولة، موضحة أن الفن يغيّر حياة الآخرين، ويمنحهم الأمل والسعادة، وقد يغير مستقبل الإنسان أيضاً.
وفي حوار مع 24، قالت خلود الجابري أنها كانت أول فنانة من الإمارات ترسم بمادة الحبر الملون عام 1988، وأضافت: "تبعت ضوء قلبي الذي قادني إلى الفن"، وبالنسبة لأحب أنواع الألوان التي تستخدمها، قالت: وجدت الشغف والتلقائية في استخدام ألوان المائيات والأحبار، ربما لأنها أقرب للروح الإنسانية وفيها شفافيات وتشكيل لوني يختلف عن خامات أخرى".
وتالياً نص الحوار: -لديك مسيرة إبداعية حافلة، أين تجد خلود الجابري نفسها حالياً وما التقنية المفضلة لك؟
بدأت موهبتي في السابعة من عمري، وظل هاجس الفن يلازمني دون أن أعلم أني فنانة بالفطرة، وأن الله وهبني نعمة كبيرة رافقتني مدى الحياة وفيها يكمن سر سعادتي وسعادة من حولي، وبواسطة موهبتي هذه أعلم وأتعلم وأمنح للغير ما كنت أحتاجه في طفولتي.
في السنة النهائية بالجامعة بدأت أتعلم أسس ومبادئ الفن لمدة 5 شهور بخامات مختلفة ومواضيع متنوعة ومدارس متعددة، وجربت كلَ الخامات المعروفة في ذلك الوقت، من ألوان زيتيّة وألوان "جواش"، ومائيّة ورسم بقلم الرصاص، ورسمت على الحرير وعلى الزجاج، وكذلك رسمت المنمنمات وصنعت باقات ورود جميلة، وأتقنت تنسيق الزهور، وبعد قيامي بتجارب كثيرة بألوان الغواش، صرت أرسم بالألوان المائية، ثم اكتشفت ألواناً أخف وأقوى كشفافية من المائيات، وهي الأحبار، وكنت أول فنانة إماراتية ترسم بمادة الحبر الملون عام 1988 ورسمت مجموعة تجارب في ألوان الحبر.
وبعد توقفي عن الفن لسنوات، ثم عودتي لممارسته، أتيحت لي فرصة السفر إلى المغرب لأشارك في مهرجان أصيلة، الذي فتح لي آفاقاً جديدة في فن الحفر على الزنك، وبدأت أنفذ تجارب في أعمال "انستليشن" وأربطها بالتراث الشعبي، ووجدت الحب والشغف والتلقائية في استخدام ألوان المائيات والأحبار، ربما لأنها أقرب للروح الإنسانية وفيها شفافيات وتشكيل لوني يختلف عن خامات أخرى.
عندما كنت في السابعة من عمري، سكنت أسرتي في فريج المرر بدبي عام 1969، تلك المرحلة تركت لي ذكريات جميلة، ومن الذكريات الخالدة في نفسي والتي تأثرت بها كثيرا، جمال البحر وزرقة السماء التي تُبْهر الناظرين، أيضا الأخشاب المتناثرة على الشاطئ قرب منزلنا، والتي كنت أراها أثناء اللعب هناك، وكأني أبحث عن شيء ما، بين أخشاب بناء السفن المتناثرة، وعندما تعلو أمواج البحر وتتسارع، فتقذف جسدي النحيل بعيداً، يا لها من أمواج ألوانها متعددة بدرجات اللون الأزرق، ثم كبرت وأصبحت الريشة بيدي وأنا أحرك اللون كيفما أريد، مع قطرات الماء التي تمنحني المتعة بخطوطها وألوانها وشفافيتها، "تبعت ضوء قلبي الذي قادني إلى الفن ".
توالت الحياة باختلاف قصصها، وأصبح الفن قصة حياتي، بشغف تجسد في كل قصة أقرأها، وفي عام 1992 تزوجت، وركزت على أسرتي وتربية أبنائي، بالإضافة إلى عملي وقتها كمصممة مطبوعات في المجمّع الثقافي في أبوظبي، لكن هاجس الفن لم ينقطع في داخلي، كان حبي له منقطع النظير، وفي عام 2006 عدت أرسم في المنزل لكن الظروف لم تسعفني، وفي عام 2009 قررت الاستمرار في الفنون والرسم، وشاركت في معرض تعابير إماراتية، مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وفي تلك الفترة تفرّغت للفن، وانطلقت أشارك في الملتقيات الخارجية والداخلية والورش المكثفة التطوعية في كل مكان، في وزارة الثقافة، في المرسم الحر بالمجمَع الثقافي، وشاركت أيضا في عدة مؤسسات مع الشرطة، وقدمت ورشاً لذوي الاحتياجات الخاصة، في كل مكان، وشاركت أيضاً في معارض وزارة الثقافة.
وأثناء تلك الفترة تم إطلاق جائزة "لوفيسيال" للمرأة العربية، بتنظيم من دبي، وكنت أرسم بنشاط واستمرارية، فتفاجأت باتصال أخبرني بفوزي بلقب أفضل فنانة عربية في مجال الفنون التشكيلية، وذلك بسبب نشاطي الكبير، والذي رصدوه لمدة عام وذلك كان في 2010، ثم تم تكريمي وتكريم 12 سيدة من الفنانات، وحصلنا على جوائز في عدة مجالات، تلك الجائزة جعلت نشاطي مذهلاً، خاصة في المشاركات الخارجية التي أمثل فيها وطني الإمارات بمجال الفنون.
- ساهمت بأعمال تطوعية ومشاريع لدعم الدول النامية الأفريقية.. برأيك ما دور الفن التشكيلي في حياة البشر؟أثناء تجربتي الطويلة بالفنون ومنذ عام 1983 عندما كنت طالبة بجامعة الإمارات في العين، تطوعت في اللجان الفنية وتنظيم المعارض وكان لتلك الأنشطة دوراً كبيراً في تشكيل شخصيتي، ومعرفة نفسي وهدفي، كذلك فإن العمل في المجمّع الثقافي، والتعرف على كثير من المشاريع، وتقديمي ورش فنية تطوعية لأصحاب الهمم، كل ذلك ساعدني وفتح لي آفاقاً جديدة، كما ساهمت في مشاريع تنموية خارج الإمارات، في مصر وغيرها من الدول النامية في أفريقيا وفي دور الأيتام، كما ساهمت في تزيين بعض المدن، وشاركت في الكثير من المشاريع التنموية داخل الإمارات وخارجها.
منذ البداية لاحظت أن الفن يغيّر ما في حياة الآخرين، خاصة تلك الفئات، ويعطيهم أملاً وسعادة، ويغيّر في مستقبل الإنسان، على سبيل المثال عندما كنت مشرفة ومعلمة لشابة من أصحاب الهمم، لا تستطيع الكلام، وتعيش بمساعدة جهاز تنفس، وغير قادرة على الحركة أيضاً، كانت تتحدث معي من خلال الكتابة على الآيباد، وهي لم ترسم في حياتها، وتم تكليفي من قبل وزارة الثقافة بتعليمها، لتحقيق أمنيتها بأن تصبح رسامة، فبدأت معها من الصفر، أمسك يدها ونرسم سويا، إلى أن صارت ترسم بالألوان، والحبر، ونظمت معرضاً، والتحقت بدراسة الفن في جامعة زايد، لقد تغيَرت حياتها، وهناك أمثلة كثيرة شاهدتها أُثناء مسيرتي، من أصبح طبيباً أو فناناً أو مهندساً بسبب الفن.
- يشير مجسم "الإنسان خردة" إلى مرحلة مختلفة من مسيرتك الإبداعية، والفنية، فلنتعرف أكثر على هذه التجربة؟
هذا العمل له قصة جميلة، فقد تم تكليفي بعمل فني أثناء فترة الكورونا، وطلب مني القيّم لأحد المؤسسات الكبرى في أبوظبي، أن أنفذ عملاً فنياً مغايراً عن الأعمال الأخرى، وفي تلك الفترة لم نكن نخرج من المنزل إلا للضرورة، فكرت ماذا أعمل وكيف أعمل شيئاً مغايراً، وتملكني وقتها شعور قوي أن الإنسان تحوَل إلى خردة في تلك الفترة، فقد انشلّت حركتنا، وكان أولادي يقتنون سيارات ويتخلصون من السكراب الذي فيها، وكنت أرفض أن أرمي أي شيء منها في النفايات، وجمعت قطع غيار السيارات، بأشكال مختلفة وكان عندي Viber Glasses أيضا، رمته إحدى المؤسسات فأخذته ووضعته في المخزن، لمدة 6 سنوات مع الخردة، وأحببت أن أعبر عن المشاعر التي تملكت الناس وأحسوا بها، فصنعت المجسم، نصف بلا حول ولا قوة والنص الثاني يعني شبه جسد إنسان، وكان سؤالي من خلال العمل هل تحوّل الإنسان إلى إنسان آلي؟ وهل تم الاستغناء عن البشر وصار شخص آلي يؤدي مهامهم وأعمالهم؟
- متى وأين معرضك المقبل، وماذا سيحتوي؟أعمل على مشروع خاص بكتاب، وأعد لمعرض شخصي يشتمل على أعمال ورقيّة باستخدام الألوان المائية، ومعظمها اشتغلت عليها في وقت كورونا ولدي مجموعة كبيرة من الاسكتش، لتنفيذها بقياسات ضخمة، لكن أحتاج إلى دعم في تنفيذ هذا المشروع حيث أن الأعمال المائية تتطلب إطارات خاصة بأسلوب مختلف عن الخامات الأخرى، وإن شاء الله سيكون المعرض الأول من نوعه في الدولة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات تلک الفترة ما کنت فی عام
إقرأ أيضاً:
النخوة الإماراتية.. دروس مستفادة من أحداث 17 يناير .. دراسة بحثية لـتريندز
أكدت دراسة بحثية لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن هجمات جماعة الحوثي على دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2022، والتي استهدفت منشآت مدنية، كشفت عن قدرة الدولة على التعامل مع التهديدات الإرهابية بكفاءة عالية، وبينت النخوة الإماراتية في مد يد العون والمساندة الشرعية.
وأظهرت الدراسة، التي أعدها الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، وحملت عنوان "التهديد الحوثي للأمن الإقليمي: دروس مستفادة من أحداث 17 يناير"، أن دولة الإمارات جمعت بين الكفاءة الأمنية والدبلوماسية الاستباقية في مواجهة هذه التهديدات، مما عزز مكانتها كقائدة إقليمية قادرة على حماية أمنها الوطني والمساهمة في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وكشفت الدراسة عن الأبعاد المختلفة للتهديد الحوثي للأمن الإقليمي، من خلال تحليل دورهم في إدامة الصراع الداخلي في اليمن، وتقييم تأثيرهم على أمن الملاحة البحرية في جنوب وغرب الجزيرة العربية.
كما تركز الدراسة بشكل خاص على تهديداتهم المباشرة للأمن الإقليمي الخليجي، مستندةً إلى أحداث مفصلية، مثل الهجمات التي استهدفت منشآت ومناطق مدنية في دولة الإمارات يومي 17 و24 يناير 2022، لاستنتاج الدروس المستفادة من تلك التجارب.
وبينت الدراسة أن الهجوم أثار موجة من الإدانات الدولية، حيث أصدرت دول عدة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بيانات أدانت فيها الهجوم، مؤكدة تضامنها مع دولة الإمارات وحقها في الدفاع عن نفسها، كما أدانت دول المنطقة الهجوم، معربةً عن وقوفها إلى جانب دولة الإمارات في مواجهة هذا التهديد.
وعلى الصعيد الشعبي، لفتت الدراسة إلى أن دولة الإمارات شهدت حالة قل نظيرها تمثلت بالنخوة الإماراتية والتضامن الشعبي والتماسك الأخوي والالتفاف حول القيادة الرشيدة، حيث عبر المواطنون والمقيمون عن دعمهم المطلق للدولة في مواجهة هذه التحديات.
أخبار ذات صلة محمد بن زايد: 17 يناير يوم نستذكر فيه النخوة وتماسك شعب الإمارات وتضامنه جبل جيس يسجل أقل درجة حرارة في الدولةوساهمت وسائل الإعلام الإماراتية بشكل كبير في تعزيز هذه الروح الوطنية من خلال تغطيتها الشاملة والمهنية للحدث، وتسليط الضوء على جهود الدولة في التصدي للتهديدات.
وتوقفت الدراسة عند الدروس المستفادة من هذه الأزمة، موضحة أن الأحداث برهنت على ما تحظى به قيادة دولة الإمارات من دعم عالمي رفيع المستوى وعلى فاعلية الدبلوماسية الإماراتية، حيث تلقت الدولة دعماً دولياً واسع النطاق.
كما أثبتت استعداد وجاهزية وقدرة القوات المسلحة وهيئات الطوارئ، ومؤسسات إنفاذ القانون في دولة الإمارات على صيانة الأمن الوطني ومواجهة أية طوارئ أو أزمات.
كما كشفت أحداث 17 يناير عن مستوى عال من التضامن الشعبي والتماسك المجتمعي أثناء الأزمات، وبينت أهمية النهج الاستباقي في مواجهة التحديات وحماية المواطنين والبنية التحتية، وأهمية تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء، وأوضحت حشد المجتمع الدولي ضد التهديد الذي يمثله الحوثيون وضرورة التوصل الى حل سياسي للصراع اليمني.
وتوقعت الدراسة أن تستمر التهديدات الإرهابية في التطور، وأن تتخذ أشكالاً جديدة وأكثر تعقيداً، لذلك يجب على الدول الاستمرار في تطوير استراتيجياتها لمواجهة هذه التهديدات، والتعاون الدولي بشكل أكبر في هذا المجال، موضحة دور التكنولوجيا في مكافحة الإرهاب، حيث ساهمت في تحسين عمليات الرصد، وتسهيل تبادل المعلومات بين الدول. ومن المتوقع أن يزداد الاعتماد على التكنولوجيا في المستقبل لمواجهة التحديات الأمنية.
ودعت الدراسة إلى أهمية توعية الشباب وضرورة رفض الأفكار المتطرفة، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال، موضحة أن الشباب الإماراتي لعب دوراً حيوياً في مواجهة هذه التحديات، حيث أظهرت الأجيال الشابة وعياً كبيراً بأهمية الأمن الوطني، وتفاعلت بشكل إيجابي مع المبادرات الوطنية.