لماذا يبدو أن الجميع يعاني من متلازمة القولون العصبي؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
أصبحت متلازمة القولون العصبي حديث الساعة في وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يلاحظ أن هذه المتلازمة، التي كانت موضوعًا محظورًا في السابق، أصبحت الآن موضوعًا مفتوحًا للنقاش، حيث يتداول الناس تجاربهم حولها على منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام"، خاصة بعدما ظهرت إعلانات في شوارع لوس أنجلوس وغيرها من المدن تدعي أن "الفتيات الجذابات يعانين من متلازمة القولون العصبي"، مما ساهم في تقبل المجتمع لهذا الموضوع.
وفي تقرير لصحيفة "تايم" حول الظاهرة، ترجمته "عربي21"، فإنه نتيجة لذلك، أصبح موضوعًا كان من المستحيل مناقشته اجتماعيًا أمرًا طبيعيًا. وأوضحت الطبيبة روشيني راج، ومؤلفة كتاب "تجديد الأمعاء": "إنه موضوع يشعر المزيد من الناس بالراحة عند الحديث عنه، والناس يولون المزيد من الاهتمام لكيفية شعور أمعائهم".
وبينت الصحيفة أن متلازمة القولون العصبي تُعتبر اضطرابًا وظيفيًا في الجهاز الهضمي، يتميز بأعراض مثل الانتفاخ والغازات وآلام البطن والتقلصات والإمساك أو الإسهال، وتكون هذه المتلازمة أكثر شيوعًا بين النساء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بفضل اتجاه وسائل التواصل الاجتماعي، قد يقوم الناس بتشخيص أنفسهم بمتلازمة القولون العصبي بناءً على أعراضهم، أو قد يقومون بإبلاغ أطبائهم عنها.
وقالت الطبيبة شابنام ساركر: "عندما يشارك الناس قصصهم، يزداد الوعي بمتلازمة القولون العصبي، ومع هذا التعرض، يدرك الناس أن أعراضهم ليست طبيعية".
وأضافت الصحيفة أن الدكتور براين كورتين يتفق مع هذا الرأي؛ حيث يقول: "الجانب الإيجابي لهذا الانفتاح عند مناقشة متلازمة القولون العصبي هو أنه لم يعد شيئًا مخجلًا ومحرجًا، ويشعر الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات بأنهم أقل وحدة وعزلة".
كيف تعرف إذا كنت تعاني من متلازمة القولون العصبي؟
وذكرت الصحيفة أنه بينما لا يوجد اختبار هيكلي أو كيميائي لتشخيص متلازمة القولون العصبي، فإن هناك معايير محددة تُعرف باسم معايير روما الرابعة التي تعتبر أساسية لتشخيصها. تشمل هذه المعايير الألم البطني المتكرر بمعدل يوم واحد على الأقل في الأسبوع خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بالإضافة إلى تغييرات في تكرار ومظهر البراز.
وتشمل الأنواع الفرعية لمتلازمة القولون العصبي: متلازمة القولون العصبي المهيمنة على الإمساك، ومتلازمة القولون العصبي المهيمنة على الإسهال، ومتلازمة القولون العصبي المختلطة، ومتلازمة القولون العصبي غير المصنفة.
وأفادت الصحيفة بأن هذا يعني أنها تشخيص سريري يعتمد على التاريخ الطبي للشخص والفحص البدني ومجموعة الأعراض الشخصية. ولكن نظرًا لأن اضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى يمكن أن تكون لها أعراض مشابهة لمتلازمة القولون العصبي، غالبًا ما يطلب الأطباء إجراء اختبارات لاستبعاد تلك الحالات قبل إجراء تشخيص لمتلازمة القولون العصبي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعيدًا عن الوسوم الشائعة، تشير الأبحاث الأخيرة إلى أن متلازمة القولون العصبي أكثر انتشارًا؛ حيث تؤثر على 6.1 بالمئة من الأشخاص في الولايات المتحدة. ويقدر الخبراء أن ما يصل إلى 10-15 بالمئة من الأشخاص في الولايات المتحدة يعانون من متلازمة القولون العصبي.
لماذا تزداد حالات متلازمة القولون العصبي؟
وأفادت الصحيفة أن الجهاز الهضمي معقد، والسبب الدقيق لمتلازمة القولون العصبي ليس مفهوماً جيدًا، وقد يكون مرتبطًا بمشاكل حركة الأمعاء أو نفاذيتها، ويعتقد العديد من الخبراء أنه يتعلق بجودة النظام الغذائي للشخص وعدم تنظيم ميكروبيوم الأمعاء.
وأضافت الصحيفة أنه يمكن أن يكون مرتبطًا بالتوتر؛ حيث تشرح ساركر: "متلازمة القولون العصبي هي اضطراب محور الدماغ والأمعاء. تمتلك الأمعاء الكثير من الأعصاب، والطريقة التي تنطلق بها الأعصاب تؤثر على الحركة والألم والانتفاخ. وتلعب الضغوط النفسية دورًا كبيرًا في متلازمة القولون العصبي، وقد زاد التوتر كثيرًا منذ الجائحة."
وأفادت الصحيفة بأن الزيادة في انتشار متلازمة القولون العصبي قد تكون مرتبطة أيضًا بكوفيد-19 لأن الأمراض الفيروسية يمكن أن تحفز اضطرابات الجهاز الهضمي. وقد وجدت مراجعة دراسات أجريت عام 2023، أن الإصابة بكوفيد-19 كانت مرتبطة بتشخيصات جديدة لمتلازمة القولون العصبي؛ وكان هذا صحيحًا بشكل خاص بين النساء والأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق. ورغم أن متلازمة القولون العصبي لا تشكل تهديدًا للحياة، إلا أنها قد تكون تجربة بائسة وتؤثر سلبًا على جودة حياة الشخص.
كيفية العثور على الراحة
ولفتت الصحيفة إلى أنه أحد العيوب المتعلقة بشعبية متلازمة القولون العصبي على وسائل التواصل الاجتماعي هو أن بعض المعلومات التي يتم مشاركتها ليست صحيحة؛ فإذا بدأ الأشخاص الذين يعانون من أعراض الجهاز الهضمي بالتصفح بشكل مفرط عبر الإنترنت، فإن قلقهم ووعيهم المفرط يمكن أن يتزايدان مما قد يؤدي إلى تفاقم أعراضهم. قد يتم إغراءهم أيضًا بالمنتجات المتاحة عبر الإنترنت التي قد لا تنفع فعلاً.
وقالت الصحيفة إنه نظرًا لأن الأعراض وشدة متلازمة القولون العصبي يمكن أن تختلف بين الأشخاص، فلا توجد إستراتيجية علاج واحدة تناسب الجميع. ويقول برينر: "الشيء الجيد هو أنه لدينا العديد من الخيارات لعلاجها. ما من علاج نهائي لهذا الاضطراب، لكن لدينا عدة طرق يمكن أن تحسن الأعراض".
وتشمل هذه الخيارات تعديلات غذائية مثل زيادة تناول الألياف والماء وتجنب الأطعمة التي قد تسبب التهيج مثل الغلوتين ومنتجات الألبان. وتقول ساركر: "يمكن أن يساعد الاحتفاظ بمذكرات غذائية في تحديد المحفزات لمتلازمة القولون العصبي".
وقد تشمل العلاجات الأخرى التحضيرات النباتية (مثل زيت النعناع)، والعوامل النفسية (مثل بعض مضادات الاكتئاب)، والأدوية التي تؤثر على حركة الأمعاء. ويمكن أن تكون الأساليب المرتبطة بالعقل والجسد، مثل العلاج السلوكي المعرفي والتأمل والتنويم المغناطيسي الموجه نحو الأمعاء، مفيدة أيضًا لأن العلاقة بين الأمعاء والعقل حقيقية جدًا.
في ختام التقرير، أشارت الصحيفة إلى أن الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة بانتظام مفيد أيضًا لإدارة متلازمة القولون العصبي؛ فيما تؤكد ساركر على أنه "ليس هناك علاج نهائي للمتلازمة، لكن يمكننا إدارة ذلك ومساعدك للوصول إلى حيث تكون حياتك أفضل بكثير".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية القولون العصبي التوتر صحة توتر القولون العصبي سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحیفة إلى أن الجهاز الهضمی الصحیفة أن یعانون من یمکن أن
إقرأ أيضاً:
طفلة بعمر 3 سنوات تصاب بألزهايمر في حالة نادرة تهز الأطباء
كشفت عائلة من تينيسي عن معاناة ابنتهم الصغيرة مع اضطراب نادر تسبب في إصابتها بمرض “زهايمر الطفولة”.
وشُخِّصت روان بيغبي، البالغة من العمر 3 سنوات، بمرض فقدان الذاكرة المميت، “متلازمة سانفيليبو” في أبريل (نيسان) الماضي.
و”متلازمة سانفيليبو” هي اضطراب وراثي نادر يُطلق عليه اسم “زهايمر الطفولة”، لأنه يُسبب تدهوراً إدراكياً للأطفال، وفقداناً لجميع المهارات التي تعلموها بحلول سن المراهقة.
ولا يوجد علاج لهذا المرض، ويموت معظم الأطفال عند بلوغهم منتصف سن المراهقة.
التشخيص بالصدفةوقال والداها، برايان وبلير، إن التشخيص كان مفجعاً، لكن ابنتهما الصغيرة كانت شجاعة وهي تُكافح المرض.
وبحسب “دايلي ميل”، شُخِّصت حالة روان بعد أن تواصلت مع والدي الطفل سيدة عثرت على صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال والدا الطفلة: “في غضون دقائق من البحث، شعرنا وكأن عالمنا قد انتهى، لأن كل سمة وأعراض وصفت طفلتنا”.
عديد السكاريد المخاطيوتعاني روان من متلازمة سانفيليبو من النوع أ، والمعروفة أيضاً باسم مرض “عديد السكاريد المخاطي” (MSP).
وقال والد الطفل: “عديد السكاريد المخاطي هو اضطراب أيضي، حيث لا تُنتج روان الإنزيم الذي يُحلل السم الذي يتراكم في جسمها، وخاصةً في دماغها، ما يؤدي إلى مشاكل سلوكية، وتدهور إدراكي، وعدد من الأعراض الأخرى المؤسفة”.
وقالت العائلة إنه كان من الصعب عليهم رؤية ابنتهم تُعاني من هذا المرض ومساعدة أطفالهم الآخرين، مارلي وفين، على فهم ما يحدث لأختهم، لكنهم عازمون على بذل كل ما في وسعهم لمساعدتها.
تحديات الحالةوبحسب والدي الطفلة: “يُشكّل فرط نشاط روان وتعلقها الشديد تحدياً، لأنها تُعرّضها لخطر الهرب. إنها بحاجة إلى إشراف مُستمر لضمان سلامتها”.
كما أن وعيها المكاني وتنسيقها الحركي يُسببان لها مشاكل السقوط، ما يُؤدي إلى كدمات وخدوش بشكل مُنتظم.
وأضافا: “الجزء الأصعب هو معرفة أن شخصية روان الرائعة، التي نُحبها من كل قلوبنا، ستذبل أمام أعيننا”.
ووصف والدا روان طفلتهما بأنها فتاة صغيرة مُبهجة تُحب مجتمعها وعائلتها.
وقالا: “روان تُقدم أفضل عناق، ودائماً ما تُرحّب بالآخرين”.
تُحبّ روان غناء أغنية “Wheels on the Bus”، والنشاط في الهواء الطلق، والتواجد مع عائلتها أكثر من أي شيء آخر.
تجربة طبيةوتُشارك الطفلة البالغة من العمر 3 سنوات في تجربة سريرية تتطلب من عائلتها القيام برحلات عديدة إلى ولاية نورث كارولينا لتلقي العلاج.
و”هناك حوالي 12 طفلاً فقط في الولايات المتحدة يتلقون هذا العلاج تحديداً”.
وأنشأت عائلة بيغبي مؤسسة تُدعى “مؤسسة روان تري في شرق تينيسي” لجمع التبرعات لإيجاد علاج لسانفيليبو ومساعدة العائلات الأخرى.
وقال والداها: “إنه لأمرٌ مؤثر، لقد رأينا أصدقاء وأشخاصاً من مختلف شرائح المجتمع يساندوننا خلال العام الماضي، وكان الأمر رائعاً للغاية”.
متلازمة سانفيليبووبحسب التقرير، تصيب متلازمة سانفيليبو 5 آلاف أمريكي فقط، وتسبب أعراضاً تُشبه أعراض الخرف لدى الأطفال، بما في ذلك عدم القدرة على الكلام أو المشي أو تناول الطعام بمفردهم أو تذكر أي من المهارات التي تعلموها طوال حياتهم.
ويُصيب هذا المرض واحداً من كل 70 ألف ولادة سنوياً، ويتطور عندما يُورث أحد الوالدين جيناً معيباً.
وتبدأ حالة معظم المصابين بالتدهور في سن الـ 4 تقريباً، ولا يتجاوزون سنوات المراهقة المبكرة.
ويعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة سانفيليبو من نقص في إنزيم يُحلل الفضلات التي يُنتجها الجسم، ما يؤدي إلى “انسداد أدمغتهم بمستويات سامة” من هذه المادة، وفق مؤسسة “كيور سانفيليبو”.
أعراض المتلازمةوتشمل العلامات والأعراض تأخراً طفيفاً في الكلام، وفرط النشاط، والانفعال، ونمواً كثيفاً ومفرطاً للشعر، وملامح وجه خشنة، ومشاكل نوم حادة، والتهابات الجهاز التنفسي، والتهابات الأذن، ومشاكل في الجهاز الهضمي، ومشياً متذبذباً.
ومع تراكم مستويات السمية في الدماغ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نوبات صرع ومشاكل في الحركة وألم مزمن، ولكن بسبب أعراضه السلوكية، غالباً ما يُشخص سانفيليبو خطأً في البداية على أنه اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو التوحد.
وهناك 4 أنواع فرعية من هذه الحالة، وذلك حسب الإنزيم المفقود أو المعطل. ولا يوجد علاج معتمد لهذا المرض، لكن مؤسسة سانفيليبو قالت إن الأبحاث والتجارب السريرية لبدائل الإنزيمات تعمل على علاجه.