خبراء: العدوان الإسرائيلي على لبنان جزء من استراتيجية الاحتلال لإرساء هيمنة إقليمية مدمرة (خاص)
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
في ظل التصعيد المستمر في المنطقة، تتسارع الأحداث مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، مما يفتح الباب أمام تحليلات متعددة حول أهداف الاحتلال وخططه العسكرية.
ففي الوقت الذي يروج فيه الجيش الإسرائيلي لإنجازات "استراتيجية" تهدف لتقويض قدرات حزب الله وضرب مقاومته، تتصاعد التساؤلات داخل إسرائيل نفسها حول مدى دقة هذه الادعاءات.
وفي هذا السياق، يقدم كل من ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري في حركة فتح، وفراس ياغي، المحلل السياسي الفلسطيني، رؤى مختلفة حول هذا العدوان، مركّزين على جوانب تتعلق بالسياسات الإسرائيلية وتداعياتها على لبنان والمنطقة.
فرض هيمنةأكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن العدوان الإسرائيلي على لبنان هو جزء من استراتيجية الاحتلال الهادفة إلى فرض هيمنة إقليمية مدمرة،مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال تسعى لترسيخ واقع استعماري دموي في المنطقة عبر تصعيدها الأخير في لبنان، والذي يهدف إلى إرهاب الشعوب بالدمار وفرض سيطرتها.
وأضاف دلياني في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن استخدام "تفجيرات البيجر"، والتي تضمنت زرع متفجرات في الأدوات التكنولوجية المستخدمة يوميًا، إلى جانب القصف العشوائي الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 580 مواطنًا لبنانيًا بينهم 50 طفلًا في مناطق سكنية، يشكل تصعيدًا خطيرًا في سياسة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل. وأضاف أن هذه الأعمال تعيد للأذهان الاجتياحات الدموية التي تعرض لها لبنان في عامي 1982 و2006، عندما استخدمت إسرائيل القنابل العنقودية والأسلحة غير الموجهة لقتل المدنيين.
ديمتري دليانيوأشار دلياني إلى أن زرع المتفجرات في الأدوات المدنية، مثل أجهزة الاتصال، ليس فقط انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، بل هو أيضًا سلاح نفسي يهدف إلى إبقاء الشعوب تحت تأثير الخوف المستمر. وأكد أن هذه الجرائم تمثل خرقًا واضحًا لكافة المواثيق الدولية.
ودعا دلياني المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لتحمل مسؤولياته في وقف جرائم الإبادة التي تُرتكب ضد الشعوب العربية، مؤكدًا أن عدم التحرك سيؤدي إلى انتشار هذه الجرائم في مناطق أخرى. كما جدد تأكيد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح على التزامه بفضح ومقاومة جرائم الاحتلال، ودعمه الكامل للشعب اللبناني وكل من يرفض الاستعمار الإسرائيلي.
لفت إلى أن تيار الإصلاح سيواصل نضاله حتى تحقيق العدالة ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها بحق الشعوب العربية.
تقويض قدرات حزب الله العسكرية الداخلية
في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أكد المحلل السياسي الفلسطيني فراس ياغي أن العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان يستهدف بالأساس تقويض قدرات حزب الله العسكرية الداخلية وإضعافه، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد يندرج ضمن استراتيجية إسرائيلية تهدف لفصل جبهات المقاومة في لبنان وغزة وتحقيق مكاسب أمنية تخدم رؤيتها الإقليمية.
وأضاف ياغي أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول "تدمير 50% من صواريخ حزب الله" هي محاولة للتباهي بالإنجازات، في حين أن تقارير إسرائيلية أخرى، مثل تلك التي أدلى بها الصحفي "دورون كدوش" وبعض المسؤولين الأمنيين، تؤكد أن هذه الأرقام مبالغ فيها، وأن حزب الله لا يزال يحتفظ بقدرات كبيرة لم تصل إليها إسرائيل بعد.
فراس ياغي
وأشار ياغي إلى أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة على الجنوب والبقاع، بما في ذلك اغتيال القائد التاريخي في حزب الله الحاج إبراهيم عقيل، تأتي في إطار استغلال بنك الأهداف الذي جمعته إسرائيل عبر عقد من المتابعة الاستخبارية. وأضاف أن إسرائيل تسعى أيضًا للضغط على المدنيين في محاولة لفصل جبهة لبنان عن غزة والتوصل إلى ترتيبات أمنية تخدم مصالحها.
وأكد ياغي أن المعركة الجارية تظهر أن حزب الله يتحكم بزمام الأمور وفق خطة محكمة وليس وفق ردود فعل عشوائية. فالضربات الصاروخية التي طالت الشمال الإسرائيلي، بما في ذلك صفد وحيفا، تسببت في وضع نحو 15% من سكان الكيان المحتل تحت النار، مما يعكس قدرات الحزب الهجومية التي فشلت إسرائيل في الحد منها.
واختتم المحلل السياسي الفلسطيني تصريحاته بأن هذه المعركة معقدة وتحتاج إلى خطط غير تقليدية من جانب حزب الله، الذي يسعى لإفشال أهداف العدوان ليس فقط على لبنان، ولكن أيضًا على غزة، مؤكدًا أن الحزب يرسل رسالة قوية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة بأن من بدأ الحرب لن يكون هو من يقرر نهايتها، بل أن النهاية ستبدأ من غزة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حزب الله لبنان بيروت اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي آخر الأخبار العدوان الإسرائیلی على لبنان حزب الله أن هذه إلى أن
إقرأ أيضاً:
باسيل: الحزب ضَعُفَ بشكل واضح أمام إسرائيل
أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مقابلة عبر قناة Hir Tv الهنغارية الى أن "ثمة أوجه تشابه بين لبنان والمجر وهي عدة اذ تجمعنا قيم متشابهة، والعلاقات بيننا جيدة لأننا نتشارك القيم نفسها ونواجه القضايا نفسها". وأوضح: "لبنان دولة صغيرة في الشرق الأوسط، والمجر دولة صغيرة في أوروبا، ونناضل من أجل وجودنا، ونسعى لتثبيت هويتنا".واضاف: "أؤمن أن القيم المسيحية قيم عالمية، نؤمن بالخير، ونسعى لخير شعبنا، وهذا هو جوهر العمل السياسي، وهذا ما يربطنا، لأننا نؤمن بالخير، ونعارض الإرهاب والأحادية".
وأكد باسيل: "من ناحية أخرى، تلعب المسيحية دور الرابط بين الإسلام واليهودية، والرابط بين الشرق والغرب"، مشددا على أن "يلعب المسيحيون في لبنان والمنطقة دور الرابط بين الإسلام والمسيحية واليهودية، والرابط بين الشرق والغرب"، مؤكدا أنه "على جانبي البحر الأبيض المتوسط، في الشرق وأوروبا، لدينا دور تكاملي لأننا نتشارك القيم نفسها".
واكد ان "المسيحيين يتعرضون للتهديد في المناطق التي يتناقص فيها عددهم في سوريا والعراق والأردن ولبنان، وهم في صراع وجودي ومهددون بأفكار وأعمال إرهابية.
واضاف باسيل: "لديهم تحديات عدة، ويجب أن ينصب تركيزهم الرئيسي على الحفاظ على الانفتاح و ليس في الانفتاح على الآخرين فحسب، بل على قبولهم وعدم الانعزال". وقال: "ميزة وجودنا هنا لرفع الصوت إلى المجر وكل أوروبا بأنه إذا لم يدركوا أنه إذا اختفى المسيحيون من الشرق الأوسط، فسيؤثر هذا على أوروبا".
واضاف: "اذا تعرضت المسيحية للتهديد فإن ذلك سيهدد أوروبا التي لأن التنوع في لبنان ليس حماية فقط للمنطقة بل لأوروبا".
وردا على سؤال حول العلاقة مع "حزب الله" ومدى ضعفه بعد الحرب، قال إن "الحزب ضَعُفَ بشكل واضح أمام إسرائيل، لكن في المعادلة الداخلية اللبنانية لا يزال قوياً، ولهذا السبب لا ينبغي إجراء أي حسابات خاطئة من خلال اعتبار أن حزب الله يمكن القضاء عليه".
ولفت الى أن " حزب الله جزء من الشعب اللبناني، ويجب قبوله على هذا النحو، ولكن يجب عليه أيضاً أن يتقبل أن دوره العسكري على هذا النحو لم يعد مقبولاً.
وتابع: "لا يستطيع أن يحمي لبنان بمفرده وبسياساته، بل يجب على الدولة اللبنانية أن تتحمل هذه المسؤولية، ويجب دمج حزب الله في استراتيجية دفاعية وطنية، فهو جزء منها، لكنه لم يعد يستطيع أن يمتلك سياساته الخاصة".
وأكد أنه "كان لدينا تفاهم ولم يعد قائماً، وفي فكرة حماية لبنان ذهب بعيداً جدا في هذا الأمر، وذهب إلى الحرب وليس إلى مصلحة لبنان، وهذا ما أضعف علاقاتنا بشكل كبير، لكنه فريق لبناني نتعامل معه كما نتعامل مع جميع الأطراف، ولكن عليه أن يلتزم بالدستور اللبناني وقواعده".
واضاف: "نسعى الى الاستقرار وهو مؤقت، والى السلام وهو دائم، و يجب أن نصل اليه على المستويين الداخلي والخارجي. واوضح: "من الممكن إذا توفر التفاهم الداخلي أن نبعد لبنان عن صراعات المنطقة وعدم إدخاله فيها"، مشدداً على أنَّ "لبنان ينبغي أن يلعب دور "جسر العبور" فهو أرض الحوار والتسامح".
وختم بالقول: "علينا أن نحمي بلدنا من أي عدوان من إسرائيل أو التكفيريين في المنطقة، ولكن ينبغي ألا ندخل في معارك ليست لنا". مواضيع ذات صلة يديعوت أحرونوت: إسرائيل تستعد لبدء مفاوضات المرحلة الثانية التي لا يزال شكلها ومكان انعقادها غير واضحين Lebanon 24 يديعوت أحرونوت: إسرائيل تستعد لبدء مفاوضات المرحلة الثانية التي لا يزال شكلها ومكان انعقادها غير واضحين