عربي21:
2024-12-22@08:28:54 GMT

الاختراق لا يصنع الانتصار

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

كان ميزان القوى عالميا وإقليميا وفلسطينيا (محور المقاومة) مائلا في غير مصلحة الكيان الصهيوني، وعلى التحديد ضد سياسات نتنياهو الذي راح يقود ومجلسُه الحربي استمرارَ الحرب العدوانية وحرب الإبادة في قطاع غزة، طبعا دون إغفال ما يتلقاه من دعم عسكري من أمريكا وأوروبا، ومن غطاء سياسي، سمحا له بأن يتحدى العالم بالمضي في حرب الإبادة البشرية وحرب العدوان في قطاع غزة، الأمر الذي سجل تناقضا مع القوانين الحاكمة لموازين القوى العسكرية والسياسية، وذلك أساسا بسبب الموقف الأمريكي المزدوج، أو المنافق، أو العاجز أمام الانحياز الصهيوني.



ولكن بالرغم من ذلك كان الاتجاه العام متجها، ولو ببطء وبعناد، إلى إنزال الهزيمة بنتنياهو وسياساته. فقوى المقاومة في العراق، والمشاركة من اليمن، والدعم من إيران، كانت في طريقها لترجمة هزيمة نتنياهو إلى انتصار للمقاومة في غزة، وفي لبنان، وفي العراق.

لا يمكن عدم إدخال تلك الضربات في ميزان القوى السياسي العسكري، وهو ما سمح للبعض باعتبارها بمثابة ضربات "قاضية"، وأخذوا يعتبرون أن الحرب حُسمت، أو كما أشار بعض الذين في صفوف نتنياهو، أنها فتحت الباب لمواصلة الهجوم، حتى وصل يوم 23 أيلول/ سبتمبر 2024 إلى هجمات في الطيران على جنوب لبنان، وبقاعه، ومنطقة بعلبك
جاءت المجزرة التي نجمت عن الاختراق الذي أحدثه تفجر البيجرات (أربعة آلاف جريح وعشرة شهداء) في صفوف حزب الله، ثم في اليوم الذي تلاه تفجر أجهزة لاسلكي، ثم عمليات استشهاد بعد يومين لعدد هام من قادة الرضوان.. ليحدث كل ذلك ما يشبه الانقلاب، ولو من حيث الظاهر، أو النفسي، في ميزان القوى العسكري بسبب هذه الضربات القاسية التي تلقاها حزب الله.

بالتأكيد لا يمكن عدم إدخال تلك الضربات في ميزان القوى السياسي العسكري، وهو ما سمح للبعض باعتبارها بمثابة ضربات "قاضية"، وأخذوا يعتبرون أن الحرب حُسمت، أو كما أشار بعض الذين في صفوف نتنياهو، أنها فتحت الباب لمواصلة الهجوم، حتى وصل يوم 23 أيلول/ سبتمبر 2024 إلى هجمات في الطيران على جنوب لبنان، وبقاعه، ومنطقة بعلبك، أسفر عن حوالي 500 شهيد، و1600 جريح، ما جعله يشير إلى بداية لحرب إبادة، كما حدث في الأيام الأولى من حرب الإبادة في قطاع غزة من حيث عدد الشهداء والجرحى في يوم واحد.

وهذا يعني أن القرار الصهيوني ذاهب إلى حرب يريد أن يجعلها حربا شاملة ضد حزب الله، كما هي ضد المقاومة في قطاع غزة. ولكن جاءت ردود حزب الله في ذلك اليوم وتاليه، والموجهة إلى حيفا، لتؤكد أن أهلية حزب الله العسكرية، بعد كل تلك الضربات، ما زالت من حيث الأساس قد حافظت على فعاليتها وقدراتها، بما لا يسمح بالقول بأن الضربات كانت قاضية، أو أصبحت في وضع لا يسمح لحزب الله، بمواصلة حرب شاملة.

ميزان القوى الذي تشكل طوال الأحد عشر شهرا عالميا وإقليميا وفلسطينيا ولبنانيا (محور المقاومة)، ما زال كما كان عليه
من هنا يكون ميزان القوى الذي تشكل طوال الأحد عشر شهرا عالميا وإقليميا وفلسطينيا ولبنانيا (محور المقاومة)، ما زال كما كان عليه. وقد راح حزب الله يؤكد بالرد المباشر، بأنه قد تجاوز الاختراق وما نجم من خسائر، أو أنه في الطريق لتحقيق ذلك، بأسرع ما يمكن.

وبهذا يكون نتنياهو، وما يركب في رأسه ورأس القيادة الصهيونية، قد أخطأوا الحساب في خوضها حربا شاملة، فمن البديهي أن الاختراقات مؤلمة ولكنها لا تكسب حربا.

إن الحروب لا يكسبها الحمقى، ولا تكسب بالحسابات الخاطئة لموازين القوى. وهذا ما سيكون مصير الحرب التي يقودها نتنياهو ضد حزب الله، كما ضد المقاومة وقيادتها في قطاع غزة، كما محور المقاومة، والرأي العام العربي والإسلامي والعالمي، وذلك إضافة إلى ما تعانيه أمريكا من حالة ضعف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو لبنان حزب الله لبنان نتنياهو حزب الله مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور المقاومة میزان القوى فی قطاع غزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة

تأتي العبر والدروس من عجائب القصص، ومن بينها قصة قتل جالوت، التي تكثُر حولها الأسئلة عن النبي الذي قتله، ومن هو؟، فهناك العديد من النقاط التي نجيب عنها في هذا التقرير، استنادا إلى كتب العلماء وفي المقدمة تفسير الإمام محمد متولي الشعراوي (رحمه الله).

من هو جالوت؟

من الأسئلة الشائعة في قصة جالوت، «من هو جالوت؟ وما هي علاقته بـ«طالوت» ملك بني إسرائيل، وبالفعل جاء اسم جالوت مرتبطا باسم الملك طالوت ملك بني إسرائيل، ولكن لم يكن هذا الارتباط نتيجة لمحبة أو علاقة طيبة، بل كانت بسبب عداوة شديدة بينهما وحروب دامت لفترات طويلة.

سبب صراع جالوت وطالوت

تناول كتاب «الهداية إلى بلوغ النهاية»، لـ«مكي بن أبي طالب القيسي أبو محمد»، صراع جالوت وطالوت، حيث ارجع الصراع لكونهما من الملوك الذين ارتبط اسمهما ببني إسرائيل؛ فطالوت هو من سِبط ابن يامين بن نبي الله يعقوب -عليه السلام-. وقد بعثه الله -تعالى- ملكًا في بني إسرائيل، وكانوا قد استنكروا ذلك ورأوا أنّهم أحق منه في المُلك؛ لكونه من سِبط ابن يامين، وهم من سِبط يهوذا.

ذكر الله، في كتابه العزيز- عن قصة طالوت: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).

وهي الآيات التي تشير إلى خروج طالوت وجنوده للقاء جالوت، فابتلاهم الله -تعالى- بنهر ليُميّز الكاذب من الصادق، بعدما أصابهم التعب والعطش، وقد سُمح لهم أن يشربوا غرفة واحدة من النهر، فمن شرب الغرفة الواحدة عبره بسلام.

أما من شرب أكثر فأصابه التعب ولن يقوى على عبور النهر. ولمّا عبروا النهر قالوا لطالوت إنهم لا يقدرون على قتال جالوت، إلّا فئةً قليلة ثبتت مع طالوت قالوا بأنّ الله -تعالى- قادر على نصرهم بإذنه.

ثمّ قال الله -تعالى-: (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).

وعندما التقى جيش طالوت بـ«جيش جالوت» دعوا الله أن يرزقهم الصّبر والنصر، ويُثبتهم في أرض القتال، فاستجاب سبحانه وتعالى لدُعائِهم ونَصرهم بإذنه.

من النبي الذي قتل جالوت؟

ويأتي سؤال من النبي الذي قتل جالوت؟، من الأسئلة المهمة في تلك القصة، وبالذهاب إلى تفسير الشيخ الشعراوي، للآية الكريمة (251) من سورة البقرة: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}.

واوضح الشعراوي، في تفسيره، أنّ المعركة دارت بين جيشي جالوت وطالوت فخرج جالوت من بين صفوف جيشه طالباً المبارزة فلم يخرج أحدٌ من صفوف جيش طالوت لعلمهم بقوة جالوت وطغيانه، فنادى مرةً أخرى فلم يخرج أحدٌ لمبارزته،و هنا تدخل الملك الصالح طالوت فقال لجيشه من يبارز جالوت ويقتله، زوجته ابنتي، وجعلته قائداً للجيش، فخرج من بين الصفوف شاب صغير السن وكان هذا الشاب هو " داوود عليه السلام" فاستغرب جنود طالوت كيف يستطيع هذا الشاب مبارزة جالوت، إلا أنّ داوود كان معتمداً على قوة إيمانه فقتله، لتنتهي المعركة بسقوط جالوت وهزيمة جيشه، ليصبح داوود عليه السلام، ملكاً على بني إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • الجماعات الكردية السورية في موقف دفاعي مع تغير ميزان القوى
  • من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
  • عائلات المحتجزين بغزة: إنهاء الحرب ليس إخفاقا والأهم عودة أبنائنا
  • في رسالة لذوي الأسرى.. القسام تنشر صورة نجل نتنياهو على شواطئ ميامي
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة توجه رسالة لترامب
  • فصائل فلسطينية: قضينا على 3 جنود إسرائيليين وسط مخيم جباليا شمال غزة
  • حماس: اتفاق وقف إطلاق النار سينتهي بصفقة جادة لتبادل الأسرى والمحتجزين
  • حماس للسلطة الفلسطينية: سلاح المقاومة موجه للاحتلال أوقفوا التصعيد الأمني في جنين
  • ما الذي يريده محمود عباس من مطاردته لرجال المقاومة بعد كل تلك الملاحم؟!
  • دعاء يوم الجمعة الذي يغير الأقدار للأفضل