الجزيرة:
2024-09-25@16:20:50 GMT

كيف تلقى السوريون في تركيا مرسوم العفو العام الجديد؟

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

كيف تلقى السوريون في تركيا مرسوم العفو العام الجديد؟

أنقرة- لقي مرسوم العفو العام الجديد الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، موجة تشكيك واسعة في أوساط السوريين اللاجئين في تركيا ولا سيما النشطاء والمعارضين.

ووصفه معارضون بأنه محاولة لـ"خداع المجتمع الدولي" بشأن الحل السياسي في البلاد، فيما ربط آخرون بينه وبين مساعي التقارب بين تركيا وسوريا.

ويمنح المرسوم الجمهوري "عفوا عاما" عن جرائم الفرار من الخدمة العسكرية والجنح والمخالفات المرتكبة قبل 22 سبتمبر/أيلول 2024، وفق قيود تخرجه عن كونه إجراء يصب في المصالحة الوطنية، بحسب معارضين.

ويرى مراقبون أن العفو الجديد يأتي تكرارا للعفوَين السابقَين الصادرين في عامي 2023 و2022، لكنه أقل شمولية منهما، خاصة فيما يتعلق بالشروط المفروضة على المنشقين عن قوات النظام. كما أنه لا يشمل المعتقلين السياسيين أو المتهمين بجرائم "الإرهاب"، وهو ما يمنع اللاجئين المقيمين في تركيا بشكل خاص من التعامل معه بجدية.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أفرج النظام بموجب المراسيم الـ23 السابقة عن 7351 معتقلا تعسفيا، بينما لا يزال يعتقل نحو 135 ألفا و253 آخرين.

معارضون وناشطون يرون أن قرار العفو الذي أصدره الأسد هو تكرار لقرارات سابقة لا تساهم في الحل السياسي (رويترز) لا يشمل معارضين

في تعليقه على قرار العفو، أكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، أن النظام يحاول التظاهر أمام المجتمع الدولي بدعمه للمصالحة الوطنية والسعي لتخفيف العقوبات المفروضة عليه.

وأشار مصطفى إلى أن "هذا العفو لا يشمل المعارضة العسكرية أو السياسية، ولا الجنود الذين انشقوا عن الجيش النظامي بأسلحتهم"، مما يحد من فعاليته ويعكس نية النظام في استبعاد الفئات الأساسية التي تعارضه.

وفي السياق، قال أحمد جميل بكورة، عضو الهيئة السياسية ومنسق مجموعة عمل اللاجئين والنازحين في الائتلاف الوطني السوري للجزيرة نت، إن "قرار العفو الأخير الصادر عن النظام السوري هو جزء من سلسلة طويلة من المراسيم التي لا تهدف إلى إيجاد حلول حقيقية، بل تأتي في إطار استمرار النظام في خداع المجتمع الدولي وتخفيف الضغوط المتزايدة عليه".

فرغم إصدار النظام لأكثر من 24 مرسوما منذ 2011، لا يزال هناك مئات الآلاف من المعتقلين والمغيبين قسريا في السجون، وإطلاق سراحهم "يجب أن تكون الأولوية لأي عفو حقيقي"، بحسب بكورة.

وأضاف أن "بشار الأسد يفتقر للشرعية لإصدار عفو عن الشعب السوري، الذي ارتكب الجرائم بحقه".

وحول تأثير العفو على المشهد السياسي، يرى بكورة أن "تأثير القرار سيكون محدودا وربما سلبيا. فالنظام يستخدم مثل هذه المراسيم للتلاعب السياسي وكسب الوقت، دون الالتزام بحل سياسي حقيقي. وهو ما يعطل الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى تحقيق تسوية سلمية، ويزيد من معاناة الشعب السوري".

ولفت إلى أن "النظام تعمد تعطيل عمل اللجنة الدستورية وأفشل المسارات السياسية التي كان من الممكن أن تحقق حلا سلميا". وأكد بكورة أن قوى الثورة والمعارضة السورية تواجه تحديات إضافية في كشف نوايا النظام ومواصلة الضغط لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، خاصة قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يدعو إلى انتقال سياسي شامل.

إصلاحات وهمية

وأثار العفو العام الجديد نقاشا بين اللاجئين السوريين في تركيا، حيث يرى البعض فيه محاولة لتجميل صورة النظام أمام المجتمع الدولي، بينما يشكك آخرون في مصداقيته.

من جانبه، أشار الناشط الحقوقي السوري ياسين الطاهر في حديثه للجزيرة نت، إلى أن العفو العام قد يُعتبر محاولة لإقناع المجتمع الدولي بإجراء إصلاحات وهمية.

وقد يُفسَّر، كما يقول الطاهر، على أنه جزء من التحضيرات لما قبل المصالحة المحتملة بين سوريا وتركيا، والتي ستنعكس بشكل أو بآخر على وضع اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا منذ سنوات.

وأكد الطاهر أنه، ورغم هذه الرؤية، إذا تم التعامل مع هذا العفو بجدية وتم تطبيقه بشكل فعلي، قد يستفيد منه العديد من السوريين الذين يسعون لتسوية أوضاعهم والعودة إلى وطنهم.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان: النظام السوري لا يزال يعتقل أكثر من 135 ألف شخص (الجزيرة) لا ضمانات حقيقية

وفي السياق ذاته، قال عبد القادر اليافعي، وهو مواطن سوري مقيم في مدينة غازي عنتاب التركية للجزيرة نت، إن مثل هذه الخطوات لا تحظى باهتمام كبير بين السوريين المقيمين في تركيا أو أوروبا.

ويرى اليافعي أن التجارب السابقة مع مراسيم العفو هذه تؤكد غياب أي ضمانات حقيقية للعائدين، مما يعمق من حذر اللاجئين السوريين في التعامل مع هذه القرارات التي تبدو وكأنها مجرد محاولات لتحسين صورة النظام دون تقديم حماية فعلية للمواطنين.

ولفت اليافعي إلى أنه مع بدء تداول خبر العفو العام في الصحف التركية، سارعت أحزاب المعارضة المناهضة للوجود السوري في تركيا إلى الترويج لهذا العفو بأسلوب مضلل، يوحي بأن الحرب في سوريا قد انتهت وأن العودة أصبحت ممكنة للجميع، وهو ما أعاد المطالبات بترحيل السوريين للواجهة مجددا.

وحذّر اليافعي من أن مثل هذه الأمور تنعكس بشكل مباشر على حياة السوريين في تركيا، حيث ازدادت التجاذبات السياسية حول ملف اللاجئين في الفترة الأخيرة، مضيفا أن هذه التحركات قد تؤدي لتحفيز بعض فئات المجتمع التركي ضد السوريين، مما يزيد من تعقيد أوضاعهم ويعزز مناخ الكراهية تجاههم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المجتمع الدولی العفو العام فی ترکیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

دوي انفجارات في طرطوس على الساحل السوري جراء اعتراض أهداف معادية

دوت أصوات انفجارات في محافظة طرطوس السورية المطلة على البحر الأبيض المتوسط على وقع تصدي دفاعات النظام السوري لـ"أهداف معادية"، حسب وسائل إعلام محلية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الثلاثاء، بأن الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري تصدت لهدف واحد على الأقل في سماء محافظة طرطوس الساحلية.

وأضاف أن ذلك جاء بالتزامن مع تحليق طائرات في الأجواء قبالة الساحل السوري.


من جهتها، ذكرت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية أن النظام السوري تصدى لصاروخين إسرائيليين فوق البحر الأبيض المتوسط على سواحل مدينة طرطوس.

وأظهرت لقطات متداولة على منصات التواصل الاجتماعي لحظات اعتراض أهداف قبالة السواحل السورية.

#طرطوس

لحظة اعتراض أهداف قبالة السواحل السورية pic.twitter.com/bA5P45AXGD — ضياء عودة Diaa Audi (@diaa_audi) September 24, 2024
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في جيش النظام السوري، قولها إن "الدفاعات الجوية السورية تصيب ما يشتبه بأنها صواريخ إسرائيلية استهدفت مواقع في مدينة طرطوس".

يأتي ذلك على وقع تصاعد التوترات في المنطقة مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مناطق واسعة من لبنان، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 558 شخصا وإصابة 1835 آخرين بجروح مختلفة بينهم أطفال ونساء ومسعفون، حسب أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

وقبل أيام، شن الاحتلال الإسرائيلي غارة على مركبة  تعود لشخص يعمل ضمن كتائب "حزب الله" العراقي، على طريق مطار دمشق الدولي، ما أسفر عن استشهاد شخص واحد.


ويشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية على مواقع مختلفة في سوريا  لقوات النظام وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله منذ عام 2011، الذي شهد بداية اندلاع الأزمة في البلاد جراء القمع النظام الوحشي للثورة الشعبية.

وتكثفت الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية منذ بدء العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي.

رهگیری موشک‌های اسرائیل در ساحل طرطوس

واحد‌های پدافندی ارتش سوریه دو‌ موشک رژیم صهیونیستی را بر فراز دریای مدیترانه در ساحل طرطوس رهگیری کردند pic.twitter.com/kOCL1TuqZh — خبرگزاری تسنیم ???????? (@Tasnimnews_Fa) September 24, 2024 pic.twitter.com/PoQhpd6ZiQ — المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) September 24, 2024

مقالات مشابهة

  • النظام الجديد.. مدبولي: إضافة آلاف الفصول ومتوسط الطلاب أقل من 50 في الفصل
  • بسبب النظام الجديد.. رئيس الوزراء: متوسط كثافة الطلاب في الفصول أقل من 50 طالبًا
  • دوي انفجارات في طرطوس على الساحل السوري جراء اعتراض أهداف معادية
  • لا تشمل المعارضين.. ما وراء مراسيم العفو التي يصدرها النظام السوري؟
  • "قسد" تطالب المجتمع الدولي بالتعاون لتسهيل عودة النازحين السوريين من لبنان
  • 17 قتيلا وجريحا في قصف قوات النظام السوري على ريف إدلب
  • الرئيس السوري يصدر مرسومًا بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور محمد الجلالي
  • عفو الأسد المشروط يثير جدلا بين معارضيه ومؤيديه
  • العفو الدولية تدعو أمريكا لتقديم الدعم لآلاف السوريين في الركبان