غزو إسرائيل ودعم إيران.. هذا ما تسعى أميركا لوقفه في لبنان
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
قال مسؤولون أميركيون إن هدف الولايات المتحدة اليوم هو منع الغزو البري الإسرائيلي للبنان وردع إيران عن التدخل ودعم حزب الله.
وأضاف المسؤولون أن إدارة بايدن أبلغت الحكومة الإسرائيلية أنها تعارض عملية برية لقوات الدفاع الإسرائيلية في جنوب لبنان.
ونقل موقع "أكسيوس" عن المسؤولين قولهم إنه بالرغم من أن حزب الله هو أقرب قوة بالوكالة إلى إيران، إلا أن الإيرانيين مترددون للغاية في الوقت الحالي في الانخراط بشكل مباشر في القتال في لبنان.
وتعهدت إيران بالرد على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران قبل شهرين، ولا يستبعد المسؤولون الأميركيون أن يهاجم الإيرانيون إسرائيل في مرحلة ما.
بعد أن بدأ حزب الله في شن هجمات ضد إسرائيل في 8 أكتوبر تضامناً مع الفلسطينيين، حاولت الولايات المتحدة احتواء الصراع وإبقائه على مناوشات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
بدأ المسؤولون الأميركيون العمل على حل دبلوماسي في محاولة لوقف القتال، ودفع قوات حزب الله بعيدا عن الحدود والسماح لعشرات الآلاف من المدنيين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود.
ولكن مع استمرار الحرب في غزة، تصاعدت المناوشات بين إسرائيل وحزب الله ببطء وتدريجيا، وهاجم كل جانب أهدافا أعمق داخل أراضي الطرف الآخر، باستخدام أسلحة أثقل وأكثر تطورا.
وفي الأشهر الأخيرة، أحرز كبير مستشاري بايدن آموس هوكستاين تقدما نحو التوصل إلى اتفاق لتهدئة الصراع على الحدود، لكن ذلك كان مشروطا بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس وإقرار وقف إطلاق النار في غزة.
وعندما وصلت مفاوضات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود قبل بضعة أسابيع، توقفت مبادرة هوكستاين معها.
بعد يوم واحد من سفر هوكشتاين إلى إسرائيل الأسبوع الماضي وتحذير نتنياهو من العواقب السلبية للحرب في لبنان، نفذت إسرائيل أول سلسلة من الهجمات القاتلة.
وقال مسؤولون أميركيون إن هوكستاين كان غاضبا، ليس فقط لأن الإسرائيليين "أبقوه في الظلام" بشأن الهجوم، ولكن لأنهم تجاهلوا تماما كل ما قاله لهم.
ويقضي كبار مستشاري بايدن الأيام القليلة المقبلة في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لمحاولة إيجاد حل دبلوماسي لوقف القتال في لبنان.
ولذات الغرض، وصل رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى نيويورك مساء الثلاثاء ومن المتوقع أن يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نيويورك صباح الخميس.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إدارة بايدن الحكومة الإسرائيلية جنوب لبنان إيران إسماعيل هنية الولايات المتحدة حزب الله إسرائيل الرهائن غزة نتنياهو الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيامين نتنياهو إيران لبنان حزب الله إدارة بايدن الحكومة الإسرائيلية جنوب لبنان إيران إسماعيل هنية الولايات المتحدة حزب الله إسرائيل الرهائن غزة نتنياهو الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيامين نتنياهو شرق أوسط حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
رويترز: هل تستطيع أميركا وإسرائيل القضاء على برنامج إيران النووي؟
نشرت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة طائرات قاذفة من طراز بي-2 قرب إيران، في رسالة تحذير إلى طهران مما قد يحل ببرنامجها النووي إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن للحد من نشاطه.
وقاذفات بي-2 هي الطائرات الوحيدة القادرة على إسقاط أقوى القنابل الخارقة للتحصينات.
لكن وكالة رويترز تنقل عن خبراء عسكريين ونوويين أنه حتى مع وجود مثل هذه القوة النارية الهائلة، فإن أي عمل عسكري أميركي إسرائيلي لن يؤدي على الأرجح إلا إلى تعطيل مؤقت للبرنامج النووي الذي يخشى الغرب أن يكون هدفه إنتاج قنابل نووية يوما ما، وهو ما تنفيه إيران.
والأسوأ من ذلك، أن أي عمل عسكري قد يدفع إيران إلى طرد المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة وتغيير برنامجها المدفون جزئيا تحت الأرض ليكون مدفونا بالكامل والإسراع نحو التحول إلى دولة مسلحة نوويا، وهو ما سيعجّل بالنتيجة التي يخشاها الغرب ويجعلها في حكم المؤكد.
تقليل "زمن الاختراق"
وقال جاستن برونك الباحث في مجال القوة الجوية والتكنولوجيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة -وهو مركز بحثي دفاعي بريطاني- إنه "في نهاية المطاف، وباستثناء تغيير النظام أو الاحتلال، من الصعب جدا تصور كيف يمكن لضربات عسكرية أن تدمر مسار إيران نحو امتلاك سلاح نووي".
إعلانوأضاف برونك "سيكون الأمر في جوهره محاولة لإعادة فرض شيء من الردع العسكري، وإلحاق خسائر والعودة بزمن الاختراق إلى ما كنا عليه قبل بضع سنوات".
وزمن الاختراق هو المدة التي يستغرقها إنتاج مواد انشطارية بكميات كافية لإنتاج قنبلة نووية. ويقدر هذا الزمن حاليا بالنسبة لإيران بين أيام وأسابيع. لكن إنتاج القنبلة نفسها سيستغرق وقتا أطول إذا قررت إيران ذلك.
وفرض الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى قيودا صارمة على أنشطة إيران النووية مما أطال زمن الاختراق إلى عام على الأقل. لكن الاتفاق انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب عام 2018، وهو ما جعل إيران تتخلى كثيرا عن قيوده.
والآن يريد ترامب التفاوض على قيود نووية جديدة في محادثات بدأت في الأيام القليلة الماضية. وقد هدد قبل أسبوعين أنه "إذا لم يبرموا اتفاقا، فسيكون هناك قصف".
وأطلقت إسرائيل تهديدات مماثلة، إذ قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس بعد توليه منصبه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إن "إيران معرضة أكثر من أي وقت مضى لقصف منشآتها النووية. لدينا الفرصة لتحقيق هدفنا الأهم وهو إنهاء التهديد الوجودي لدولة إسرائيل ومحوه".
عملية محفوفة بالمخاطر
يتوزع برنامج إيران النووي على مواقع عديدة، ومن المرجح أن يستهدف أي هجوم معظمها أو جميعها. وحتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الرقابية النووية التابعة للأمم المتحدة، لا تعرف أين تحتفظ إيران ببعض المعدات الحيوية مثل قطع غيار أجهزة الطرد المركزي التي تخصب اليورانيوم.
ويقول خبراء عسكريون إن إسرائيل قادرة على تدمير معظم هذه المواقع بنفسها، لكنها ستكون عملية محفوفة بالمخاطر تشمل هجمات متكررة، وستضطر إلى التعامل مع أنظمة مضادة للطائرات مقدمة من روسيا.
إعلانويُعد تخصيب اليورانيوم جوهر البرنامج النووي الإيراني، وأكبر موقعين للتخصيب لديها هما منشأة تخصيب الوقود في نطنز الواقعة على عمق 3 طوابق تقريبا تحت الأرض، لحمايتها من القصف على ما يبدو، ومنشأة فوردو الواقعة في عمق أحد الجبال.
ولدى الولايات المتحدة قدرات أعلى بكثير لضرب هذه الأهداف الصعبة باستخدام أقوى قنبلة خارقة للتحصينات لديها، وهي القنبلة الضخمة التي تزن 30 ألف رطل (14 ألف كيلوغرام)، والتي لا تستطيع إطلاقها حاليا إلا قاذفات بي-2 مثل تلك التي أرسلت في الآونة الأخيرة إلى دييغو غارسيا في المحيط الهندي والتي لا تمتلكها إسرائيل.
وقال الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأميركي تشارلز والد، الذي يعمل حاليا في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، إن "إسرائيل لا تملك ما يكفي من القنابل زنة 5000 رطل" لتدمير منشأتي فوردو ونطنز. ويدعم هذا المعهد جهود تعزيز علاقات عسكرية وثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويشير الجنرال المتقاعد إلى أكبر قنبلة خارقة للتحصينات في الترسانة الإسرائيلية. وقال إن مشاركة الولايات المتحدة ستجعل الهجوم أسرع وتزيد من احتمالات نجاحه لكنه توقع أن يستغرق الأمر أياما.
اليوم التالي للهجوم
قال إريك بروير من "مبادرة التهديد النووي"، وهو محلل استخبارات أميركي سابق "ربما تسبب ضربة أميركية ضررا أكبر من ضربة إسرائيلية، ولكن في كلتا الحالتين، الأمر يتعلق بكسب الوقت، وهناك خطر حقيقي في أن الأمر سيقرب إيران من القنبلة بدلا من إبعادها عنها".
وأضاف "يمكن للضربة أن تعرقل البرنامج وتؤخره، لكنها لا تستطيع تدميره".
ومن الممكن تدمير المواقع النووية، لكن خبرة إيران المتقدمة في تخصيب اليورانيوم لا يمكن تدميرها. وقال محللون ومسؤولون إن منعها من إعادة بناء المواقع سيكون صعبا للغاية.
وقالت كيلسي دافنبورت من "رابطة الحد من انتشار الأسلحة": "ماذا سيحدث في اليوم التالي؟ سترد إيران على الهجمات على برنامجها النووي بتحصين منشآتها وتوسيع برنامجها".
إعلانوبعد إلغاء رقابة إضافية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أقرت بموجب اتفاق 2015، يرى الكثير من المحللين خطرا يتمثل في أن إيران، في حال تعرضها لهجوم، ستطرد مفتشي الوكالة الذين هم بمثابة عيون للعالم في مواقع مثل نطنز وفوردو.
وقال علي شمخاني، المسؤول الأمني الإيراني البارز والمستشار الحالي لمرشد الثورة علي خامنئي، في منشور على موقع إكس الأسبوع الماضي إن "استمرار التهديدات الخارجية ووضع إيران في حالة ترقب هجوم عسكري قد يؤدي إلى إجراءات رادعة، بما في ذلك طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف التعاون".
وتلك الخطوة لم تتخذها دولة غير كوريا الشمالية التي أجرت بعد ذلك تجربتها النووية الأولى.
وقال جيمس أكتون من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي "إذا قصفتم إيران فمن شبه المؤكد، في اعتقادي، أن إيران ستطرد المفتشين الدوليين وتندفع نحو إنتاج قنبلة".