#تحت_الضوء
د. #هاشم_غرايبه
من الأمور المسلم بها عالميا، ولا يقبل فيها نقاش، أن الحائز على إحدى جوائز نوبل السبعة، هو الأرفع قدرا في مجاله، لذلك يسعى للتأهل لنيلها في كل عام الآلاف، لكن بات من المعلوم أن أهم شرط لاختيار الفائز من بين المرشحين غير معلن، وهو أن يكون ممالئا للص-ـهيونية.
المعروف أن جائزة نوبل أوصى بها السويدي “الفرد نوبل” مخترع الديناميت، بهدف تشجيع العلماء والباحثين والأدباء وذلك تكفيرا عن الذنب الذي ارتكبه بحق البشرية، بعد استعمل اختراعه في القتل والتدمير.
أوصى نوبل برصد مبلغ من ثروته يوزع كست جوائز سنوية لأهم المبدعين في كل عام في مجالات الفيزياء، الكيمياء، الأدب، السلام، والطب أو علم وظائف الأعضاء، وقد منحت لأول مرة في عام 1901، وقد أضاف لها البنك المركزي السويدي في عام 1968 جائزة سابعة في العلوم الإقتصادية.
تقدم الجوائز للفائزين في حفل خاص كل عام في “ستوكهولم”، ويقدمها ملك السويد في العاشر من كانون أول، وهو ذكرى وفاة “نوبل”، فيما تقدم جائزة نوبل للسلام في أوسلو، والجائزة عبارة عن شهادة وميدالية ذهبية ومبلغا يزيد عن مليون دولار أو ينقص بحسب قيمة العملة السويدية.
هذه الجائزة– كما باقي الأمور الهامة في العالم – مستولى عليها من قبل الحكومة العالمية الخفية، أي الماسونية ومن ورائها الصهيونية، ويثبت ذلك الدراسة التحليلية بأسماء الفائزين بجوائز نوبل بكل أنواعها للفترة من 1901 – 2000، فلواخترنا الأميريكيين من بين هؤلاء، كون الولايات المتحدة تنال دائما حصة الأسد منها، وتليها أوروبا الغربية، فيما تنال باقي القارات مجتمعة مابين 5 – 10 %، للاحظنا حتى بين الأميريكيين أن 72 % كانت من نصيب البروتستانت، وتحديدا من أتباع الصهيونية المسيحية أو ما يسمون المحافظون الجدد، و27 % من نصيب يهود ، فيما ال 3 % الباقون يتقاسمهم الكاثوليك والملحدين واللادينيين والمسلمين والهندوس، ..أليس في الأمر ما يريب خاصة مع وجود انطباع سائد أن معظم العلماء هم من فئة الملحدين أو اللاأدريين!؟.
قد لا يمكننا الحكم على مدى استحقاق الفائزين في الجوائز في مجالات العلوم، فالتفوق العلمي لا يمكن لغير المتخصصين التحقق منه، لكن في مجالي الأدب والسلام فالأمر متاح، إذ أن المؤهل لاستحقاقها من المفترض أنه عَلَمٌ معروف عالميا، ففي مجال الأدب يجب أن تكون آثاره الأكثر انتشارا، وفي مجال تحقيق السلام وفض النزاعات واحقاق حقوق الشعوب، يجب أن تتحدث انجازاته عن نفسها، لكون عمله ظاهرا للجميع.
لكن نظرة خاطفة على توزيع جوائز نوبل للسلام تبين تماما حجم التحيز البائن، ففي إحصائية للمائة عام تلك، منحت هذه الجائزة الى 427 شخصا مسيحيا، بنسبة 65.4 %، فيما بلغ اليهود الحاصلين على جائزة نوبل للسلام 138 أي بنسبة 21.1 %، أما اللادينيون فنالوا 10.5 %، وحصة المسلمين 0.8 % فقط .
قد لا نستطيع الإعتراض على انخفاض نسبة المسلمين في العلوم، فليس لدينا حجج في هذا الشأن، لكن ما هي الحجة لانخاض نسبة من يستحقون منهم جائزة السلام التي يفترض أنها تعطى للذين يسعون الى منع الحروب وإحلال التعاون بين الشعوب، وهذه الحروب جميعها تعود الى الأطماع الإستعمارية، ولا توجد دولة مسلمة استعمارية واحدة، فجميع الحروب الإستعمارية تشنها أمريكا أو أوروبا، لذلك يفترض أن مناهضي الإستعمار هم أبطال السلام، فلماذا كان من بين هؤلاء المسلمين والبوذيين والهندوس النسبة الأقل فيما هم مجتمعون يمثلون أكثر من نصف سكان العالم؟.
وينطبق الحال في جوائز الأدب، فامتلاك الموهبة الأدبية لا يقتصر على امة بعينها، لكن الملاحظ أن من يمنحون الجائزة يشتركون في صفة واحدة..أنهم إما متحيزون يبررون الظلم الذي مارسه الكيان اللقيط وما زال، ويحملون الضحية المسؤولية عنه، أو ممالئون له صامتون عنه.
لذلك رأينا كثيراً من الشخصيات الحرة، والدول ذات الروح الإسلامية كتركيا وبعض دول البلقان يقاطعون حفلات توزيع الجوائز، وأعلنوا عدم اعترافهم بقيمتها المعنوية، وسنشاهد في المستقبل وكلما نمت روح التحرر من التبعية للص-ـهيونية، من الدول التي لا يحكمها الطغاة، التوجه ذاته من أجل الوصول الى رأي عالمي أوسع بإسقاط القيمة المعنوية لهذه الجائزة، لأنها مفتقرة الى العدالة والموضوعية، وتعج بالنكهة الص-ـهيونية. مقالات ذات صلة المثل الشعبي في إدارة الحكومة 2024/09/25
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: تحت الضوء هاشم غرايبه
إقرأ أيضاً:
«ذا بريزم» في أبوظبي.. رحلة فنية بين الضوء والتأمل
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
في قلب المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، افتتحت مؤسسة بسام فريحة للفنون، معرضين استثنائيين للفنان الإيطالي ستيفانو سيمونياتشي، المعروف باسم «ذا بريزم»، وهما «مشروع الوحدة» و«رحلة الثقة والامتنان والحب». ويستمر المعرضان حتى 31 أغسطس المقبل، بإشراف القيم الفني ماركو سينالدي، ليقدما تجربة بصرية وروحية تتجاوز حدود الإدراك التقليدي، وتحفّز التأمل العميق.
لا تقتصر المعارض على كونها عروضاً فنية، بل تشكّل رحلة حسية استثنائية، تهدف إلى إعادة تعريف العلاقة بين المشاهد والعمل الفني، وفي المعرضين تعتمد الأعمال المعروضة على التراكيب الدائرية، والأسطح العاكسة، والألوان المتغيرة، ما يجعل الزائر جزءاً من العمل الفني، في تجربة تفاعلية تتجدّد مع كل نظرة. محطات تأمليةأكدت الدكتورة ميكايلا واترلو، مديرة المعارض في مؤسسة بسام فريحة للفنون، على أهمية هذه التجربة قائلة: «يُعد ذا بريزم أحد أكثر الفنانين تميزاً في توظيف الضوء والمساحة لإبداع تجارب حسية غير متوقعة. فمعارضه ليست مجرد عروض، بل محطات تأملية تدعو الزوار إلى استكشاف أعماقهم والتواصل مع محيطهم من منظور جديد». يمتد «مشروع الوحدة» في المعرض عبر ثلاث غرف مترابطة، حيث يخوض الزائر تجربة تتحدى فهمه التقليدي للضوء والشكل والمعنى، الغرفة الأولى تسلّط الضوء على مفهوم الثنائية، مستعرضة العلاقة المعقدة بين النور والظل، الحضور والغياب، الفرد والكون. والغرفة الثانية عبارة عن تجربة حسية حيث تتلاشى الحدود بين اللون، الشكل، والحركة، مما يدفع الزائر إلى إعادة التفكير في مفهوم الإدراك.أما الغرفة الثالثة فتضم أعمالاً تجسّد العناصر الأربعة الأساسية: الماء، الأرض، الهواء، والنار، لتقديم تجربة تعكس التوازن والانسجام الكوني. رحلة الثقة في الجانب الآخر، يقدم معرض «رحلة الثقة والامتنان والحب» تجربة تأملية غامرة تستكشف كيف يمكن للثقة، الامتنان، والحب أن تعزّز اتصال الإنسان بطاقة الكون.
من خلال مواد معاصرة ورموز دائمة، حيث يفتح المعرض باباً للتأمل العميق حول موقع الإنسان في هذا الامتداد الشاسع من الضوء والمعنى.
وعلّق الفنان «ذا بريزم» على هذه التجربة قائلًا: «كل أعمالي مستوحاة من تأملات عميقة، وأطمح من خلالها إلى مساعدة الأفراد على إيجاد السلام الداخلي، وإعادة اكتشاف علاقتهم بالعالم من حولهم». يعكس المعرضان التبادل الثقافي العميق بين إيطاليا والإمارات، وهو ما أكده لورنزو فنارا، سفير إيطاليا لدى الإمارات بقوله: «هذا الحدث لا يقتصر على تقديم فن إيطالي معاصر، بل هو جسر ثقافي ملهم، يعزز الروابط بين بلدينا عبر لغة الفن العالمية».